مولودية وهران vs جمعية وهران ….داربي وهران المفقود!!
العودة إلى الزمن الجميل، للكرة الوهرانية وأحلى فتراتها وأيامها عهد الأساطير، أين كان للساحرة المستديرة فرجة ومتعة داخل المستطيل الأخضر وفي المدرجات، سواء في ملعبي الحبيب بوعقل أو الشهيد أحمد زبانة، فضلا عن الحديث والترويج والمناقشات في أحياء وهران العتيقة. من الحمري إلى المدينة الجديدة ، نحن حتما نتحدث على داربي وهران الأول بين أصحاب بوتين الأحمر و الأبيض ممثلي مولودية وهران و أبناء المدينة الجديدة جمعية وهران أصحاب اللونين الأخضر و الأبيض ، بين المدرسة لازمو و الجامعة أمسيو ، بين الأناقة و الحضارة ، بين الإخوة الأشقاء الذين انطلقوا في الكفاح المسلح إبان الحقبة الاستعمارية من بوابة الحركة الرياضية ، وصولا إلى تشريفهم للكرة الجزائرية حتى دوليا من خلال أبرز ما أنجبوه على غرار جمعية وهران بعناصرها الدولية ، كالراحل صاحب المقصيات الجميلة رقيق عبد القادر المدعو “بونس” ، كما يبقى الرأس الذهبية فريحة أسطورة المولودية من دون منازع ، لكن الداربي الوهراني و للأسف غاب و تغيب عنا منذ خمس سنوات عقب آخر موسم للجمعية في الرابطة الأولى ، حيث جمعت آخر مواجهة بين الفريقين و انتهت بفوز الحمراوة بنتيجة 3 أهداف دون مقابل ، داربي الباهية نسيناه و تناسيناه ، نظرا لغيابه هنا و صرنا نسرد ذكرياته عبر الصحف فقط ، حيث سنعود لأبرز المواجهات عبر جريدة بولا اليوم ، حيث كانت الأولى بتاريخ 30 ديسمبر 1962.
بن ديدة أول من سجل في داربي وهران
أول داربي بين الفريقين في افتتاح بطولة القسم الأول عقب الاستقلال كان بتاريخ 30 ديسمبر 1962 وحققت فيه الجمعية أول انتصار بهدف وحيد في ملعب الحبيب بوعقل، في لقاء عرف الفرجة والمتعة، أداره الحكم القدير رحمه الله الحاج بن زلاط وسجل وقتها هدف الفوز لأبناء المدينة الجديدة بن ديدة في الدقيقة 57 من عمر المباراة التي طرد فيها الظهير الأيمن للمولودية براس.
انتصارات الحمراوة انطلقت في 1963
وفي نفس الموسم رد الحمراوة بقوة في لقاء الإياب بتاريخ أفريل 1963 أين حققت المولودية الفوز بنتيجة والأداء بثلاثة أهداف سجلها كل من بلعباس، ناير وقدور مقابل هدف وحيد سجله موسى للجمعية، ليكون بذلك أول انتصار للحمراوة في هذه الداربيات التي سيطروا عليها مستقبلا سواء في البطولة أو السيدة الكأس.
أول تعادل في 1964
أما بخصوص المباريات التي لم تعرف غالبا ولا مغلوب، انطلقت التعادلات موسم 1964 بنتيجة هدفين في كل شبكة في القسم الأول للبطولة الوطنية في تلك الحقبة، بينما كان آخر تعادل موسم 2014/2015، في إياب الرابطة المحترفة الأولى بدون أهداف في مواجهة احتضنها ملعب الشهيد أحمد زبانة. كما شهد لقاء العودة لموسم 1964 الحدث مع تسجيل أول هدف في الداربيات لأسطورة جمعية وهران بونس في مواجهة فاز فيها فريقه بهدف وحيد.
أثقل نتيجة في البطولة كانت للمولودية
بالتصفح في نتائج مباريات البطولة الوطنية شهدت مباراة الذهاب لموسم 1973/1974 أثقل نتيجة في تاريخ الفريقين في منافسة البطولة والأكثر تسجيلا للأهداف بمجموع 10 أهداف، في مباراة انتهت بسبع أهداف للمولودية تداول على تسجيلها كل من شعيب هدفين، هدفي بهدفين، بلكدروسي، واعلي هدفين في حين سجل للجمعية ثلاثة أهداف سجلها بوحيزب، العربي وفاتح.
مواسم الثمانينات عرفت توهج الفريقين
تبقى حقبة الثمانينات الأكثر توهجا للفريقين من خلال تسجيل نتائج جد إيجابية وذلك باستحواذهما على المراتب الأولى في البطولة، دون نسيان التتويجات التي حققتها المولودية في البطولة والكأس، بينما عرفت تلك الفترة تنشيط أبناء المدينة الجديدة إلى نهائيين في كأس الجمهورية وهما الوحيدان في تاريخ الفريق سنة 1983 أمام اتحاد العاصمة وسنة 1984 أمام مولودية الجزائر في أحسن نهائي للسيدة الكأس بتاريخ كرة القدم الجزائرية.
6 مواجهات في السيدة الكأس
مباريات كأس الجمهورية بين الفريقين كان عددها 6 تفوقت المولودية في 5 منها الأولى كانت سنة 1979 تأهل فيها الحمراوة بثلاثة أهداف سجل منها بلومي واحد وبن قادة هدفين، بينما سجل للجمعية قمري رضوان، أما الثانية كانت موسم 1986 برسم الدور ال 16 تفوقت فيها المولودية بهدفين دون مقابل سجلهما كل من سباح وبن ميمون. والثالثة كانت موسم 1994 في الربع النهائي فازت فيها المولودية بهدفين لواحد، أما الرابعة تغلب فيها الجمعاوة بركلات الترجيح في الدور الأول، لتعود المولودية وتتغلب بهدفين لواحد في ثمن نهائي نسخة 2005 وبهدف وحيد في ثمن نهائي 2011.
كأس الرابطة شهدت أثقل نتيجة في تاريخ مواجهات الفريقين
وعن كأس الرابطة تواجه الفريقان في خمس مرات كانت الغلبة للجمعية مرتين في 1992 بهدف وحيد سجله بلهاشمي في فريقه السابق وسنة 1998 بركلات الترجيح بينما تغلبت المولودية ثلاثة مرات أولى في 1996 في النسخة التي توجت بها المولودية وسجلت فيها أكبر نتيجة للحمراوة على جيرانهم أبناء المدينة الجديدة ب 7 أهداف كاملة دون مقابل، أما الانتصاران الآخران كانا في 1995 و2000 ب 4 أهدف دون مقابل.
الجمعية لم تحقق أي انتصار منذ 20 سنة
وفي مجمل مواجهات الفريقين لم تحقق الجمعية أي انتصار منذ موسم 2000/2001 بهدفين مقابل هدف واحد سجلهما الثنائي السابق للمولودية بلعطوي ومراد مزيان ومنذ ذلك الموسم لم تحقق أي انتصار على المولودية، في مختلف المواجهات بين التشكيلات.
موسم 2009 استثنائي
كما يبقى عام 2009 استثنائي للفريقين بعد سقوط المولودية في 2008، أين لعب الداربي لأول مرة في القسم الثاني انتهى ذهابه بالتعادل السلبي وإيابه بفوز المولودية بهدف وحيد، كما شهد ذلك الموسم تضامنا منقطع النظير بين الفريقين بعد عملت الجمعية على وقف منافسي المولودية على الصعود في بوعقل على غرار وداد تلمسان، شباب باتنة ونادي بارادو.
المدرسة والجامعة
يعود سر تسمية الجمعية بالمدرسة، نظرا للكم الهائل من العناصر التي تخرجت من مختلف فئاتها السنية، حيث كانت الأولوية دائما للمولودية في انتداب هذه العناصر حتى أصبحت جامعة يتخرج منها النجوم وبوابة هذه الأسماء نحو المنتخب الوطني وحتى الاحتراف بأوروبا، كما لا يعلم الكثير أن القيصر ميلود هدفي بدايته كانت مع لازمو قبل أن تخطفه المولودية، كما هناك عناصر تألقت في المولودية وأنهت مسيرتها في الجمعية من الباب الواسع على غرار المايسترو مراد مزيان وعمر بلعطوي.
محياوي الرئيس الوحيد الذي ترأس الناديين
مثلما مر على الفريقين العديد من الرؤساء فيهم من نجح وفيهم من خاب، كما يبقى الرئيس الحالي لمولودية وهران محياوي هو الشخص الوحيد الذي نجح في رئاسة الناديين، فرغم دخوله عالم التسيير من بوابة المولودية في بداية التسعينات إلا أنه أولى تجاربه كرئيس كانت مع الجمعية مطلع الألفية، ليعود رئيسا للمولودية لأول مرة عام 2010.
الحاج مشري ابن لازمو ومهندس ألقاب المولودية
من بين المدربين الذين كتبوا أحرفهم من ذهب في سماء الكرة الوهرانية نجد الحاج عبد الله مشري، الذي انطلق لاعبا في جمعية وهران، ليكون مدربا عملاقا في المولودية محققا معها لقبين لكأس الجمهورية موسمي 1985 و1986 ولقبين للبطولة في 1992 و1993.
علو كعب القلعة الحمراء
وفي مجموع مباريات الفريقين نجد أن الغلبة، كانت ولا تزال للقلعة الحمراء زعيم فرق الجهة الغربية من حيث التتويجات مولودية وهران، ب 31 انتصار في البطولة 5 في كأس الجمهورية و3 في كأس الرابطة، بينما حققت الجمعية 15 فوز في البطولة وواحد في الكأس وفوزين في كأس الرابطة، كما تعادل الفريقان 26 مرة. على أمل أن يعود الداربي في قادم المواعيد لتتزين به الرياضة الوهرانية.
تصريحات
♦ بوحة شيخ:”أليت يعود الداربي يوما؟”
يعتبر بوحة شيخ واحدا من بين أبرز العناصر الذين تخرجوا من مدرسة نصر السانيا، ليسطع نجمه مع جمعية وهران نهاية الثمانينات وبداية التسعينات خاصة موسم 1991 أين كانت الجمعية قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقب البطولة الوطنية الذي عاد لمولودية قسنطينة في نهاية المطاف. بوحة المتألق مع “لازمو” عرف الألقاب و تتويجات موسم 1996 مع مولودية وهران من خلال تتويجه بكأسي الجمهورية و الرابطة في موسم استثنائي للحمراوة و عن داربي الوهراني يقول بوحة: ” كان لي الشرف أن لعبت داربي الجمعية و المولودية بألوان الفريقين ، صراحة كانت ندية و تنافس في المستطيل الأخضر ، فرجة و متعة في المدرجات و روح رياضية و صداقة بين اللاعبين و حتى المسيرين خارج الميدان ، كما كانت هناك مساعدات بين الفريقين سواء من حيث تبادل اللاعبين ، هناك عناصر عديدة تخرجت من الجمعية و تألقت في المولودية و أسماء من الأخيرة قدمت خبرتها للجمعية على غرار بلهاشمي ، مراد مزيان و بلعطوي عمر ، كما يجب أن ننوه بموسم 2009 و التعاون الذي كان بين الرئيس الراحل قاسم ليمام من جانب المولودية و الأخ مروان باغور من الجمعية حتى تعود الكرة الوهرانية للقسم الأول”. في الأخير دعا بوحة شيخ السلطات المحلية لولاية وهران لتقديم الدعم ويد العون للفريقين حتى تحقق المولودية اللقب الذي طال انتظاره وتعود الجمعية لحظيرة الرابطة الأولى بهدف مشاهدة داربي الباهية من جديد.
♦ شيخ بن زرقة: “حققت الألقاب مع المولودية والصعود مع الجمعية”
يعد الدولي السابق بن زرقة شيخ من بين أهم العناصر التي تألقت في جمعية وهران ومولودية وهران سويا، حيث كانت بدايته مع مديوني وهران قبل أن يحط الرحال بالجمعية التي برز فيها ثم وداد تلمسان فمولودية وهران التي توج معها بعدة ألقاب محلية وعربية. بن زرقة في حديثه عن داربي وهران ، قال :” عشت الداربي مناصرا في المدرجات ولاعبا في الميدان و أتمنى أن أعيشه مدربا أو مسيرا في يوم ما ، تنقلاتي بين الفريقين كانت كثيرة في التسعينات بعد تجربة وداد تلمسان عدت لوهران من بوابة المولودية و سجلت أهدافا في العديد من المواجهات ضد لازمو ، كما كانت لي تجربة مع الجمعية بعد أن انتدبني الرئيس بن قرعة في 1999 و سجلت في مرمى المولودية ، الفريقان هما أحسن ممثلين للكرة الوهرانية دون منازع ، كان لي شرف تحقيق الألقاب مع المولودية و تحقيق الصعود للقسم الأول مع أبناء المدينة الجديدة في 2006 و هذا ما يشرفني كلاعب”. في الأخير شكر شيخ بن زرقة جريدة بولا هذه الالتفاتة، التي يستحضر بها القارئ الماضي الجميل للكرة الوهرانية.
إعداد: بن حدة