بسبب الأزمة المالية ومعاناة الفرق ماديا …الأندية السيقلية تعيش أسوء أيامها الكروية
تعيش كرة القدم في مدينة سيق أسوء أيامها في التاريخ. فبعد أن كانت سيق قطب رياضي متميز من خلال احتضانه للعديد من التظاهرات الرياضية سنة 2022 من ألعاب البحر الأبيض المتوسط الأخيرة، وكذا بطولة العرب لفئة أقل من 17 سنة، ها هي المدينة تعيش جفاف رياضي وعزوف جماهيري عن الملاعب، وهذا بسبب سقوط قطبي المدينة كرويا الهلال و “الجياساس” إلى بطولة الجهوي الأول لرابطة سعيدة. وتعاني فرق المدينة كثيرا من الجانب المالي، وهو ما يفسر بنسبة كبيرة الوضعية الحالية التي تعرفها الكرة بسيق.
ماضي جميل وحاضر مؤسف
تاريخ سيق الكروي سطر بأقلام من ذهب سنوات السبعينيات والثمانينيات وحتى سنوات التسعينات، كيف لا والعديد من الأسماء الكروية المعروفة تقمصت ألوان هلال سيق، كما كان ملعب الشهيد السعيد أحمد شاهد على تلك الأيام الجميلة، أين كان الملعب يكتظ عن أخره بألوان الهلال الأحمر والأبيض. نتيجة الفترة المتميزة والمتطورة التي عاشتها المدينة في كرة القدم، تم تأسيس النادي الثاني للمدينة. يتعلق الأمر بشبيبة سيق، في ظل توفر المدينة على مواهب كثيرة ومتعددة. ليحقق النادي الفتي “الجياساس” الصعود موسم بعد موسم من بطولة القسم الشرفي إلى بطولة قسم ما بين الرابطات، أين عمر لعديد السنوات، حيث كان دائما خزانا للهلال. وتوالت السنين وتجددت الأجيال ليصبح الفريقين يلعبا في نفس المستوى، ويتعلق الأمر ببطولة ما بين الجهات، قبل أن يسقطا إلى القسم الجهوي الأول أين يتواجدان الأن.
عزوف الجمهور عن تشجيع الأندية السيقلية
من أسباب تدهور كرة القدم في المدينة، نجد عزوف الجمهور عن ملعب الشهيد السعيد أحمد، حيث أصبحا الفريقان تقريبا بدون أنصار، باستثناء بعض الأوفياء الذين يواصلون متابعة أخبار الفريق. وجاءت هذه المقاطعة من طرف الجمهور السيقلي بسبب الوضعية الكارثية التي يعرفها الفريقان. ولا يزال شعار “سيق شالا بالا” في ألسن المحبين، الذين لم يهضموا رؤية الفريقان يلعبان في الأقسام السفلى، بعد كل ذلك التاريخ الجميل الذي يحن إليه الكبير ويحلم به الصغير.
غياب الدعم من طرف الشركات ورجال الأعمال
من غير المعقول ألا يكون لكل هذا التراجع سبب متعلق بالجانب المادي. فما تعيشه الأندية السيقلية حير محبيها. فكيف لمدينة كبيرة حجم سيق تعاني أنديتها الرياضية من الناحية المادية، في الوقت الذي تتواجد في الدائرة كم هائل من الشركات والمؤسسات الخاصة، التي باستطاعتها تمويل الأندية والنهوض بها من الأقسام السفلى. كما أن مشكل عدم الدعم ولا مبالاة رجال أعمال المدينة للفرق يتذمر منه كل مرة رؤساء الأندية السيقلية، وهو ما جعلهم ينسحبون في العديد من المناسبات من تسيير الفريق.
الأزمة المالية تدفع بالهلال للانسحاب من منافسة الكأس
لأول في تاريخ النادي منذ تأسيسه، غاب نادي هلال سيق عن المشاركة في منافسة كأس الجمهورية. هذا الخبر نزل كالصاعقة على محبي الفريق، الذين لا يزال الأمل يراودهم في عودة “الكرواسون” إلى سابق عهده. وأثار غياب الهلال عن هذه النسخة من منافسة كاس الجمهورية الكثير من الاستياء في الشارع السيقلي. فكيف لفريق كبير مثل الهلال ليس بمقدوره دفع حقوق الإنخراط من أجل المشاركة في كاس الجمهورية؟ كما طرحت هذه القضية العديد من التساؤلات، فكيف يترك فريق بحجم الهلال على هذا الحال؟ وهو الذي شرف المدينة في العديد من المناسبات.
…و غياب “الجياساس” بسبب البرمجة
على غرار الهلال، فلقد غاب القطب الثاني للمدينة، شبيبة سيق عن منافسة كأس الجمهورية هذا الموسم أيضا. وحسب رئيس النادي، هاشمي إبراهيم، فالجياساس لم يشارك في هذه النسخة بسبب البرمجة وضيق الوقت، الذي لم يسمح للإدارة بضبط كافة الأمور التقنية والفنية، على غرار توفير جميع الإمكانيات والظروف المناسبة للمشاركة في منافسة كأس الجمهورية، لا سيما وأن الفريق كان سيستقبل بنسبة كبيرة في إما بسعيدة أو تيارت، وكذا تخوف الإدارة من عقوبات في حالة عدم توفير كافة الشروط للمشاركة في كأس الجمهورية.
شبيبة سيق تطلق مدرسة كروية
في إطار البحث عن حلول لتطوير كرة القدم “السيقلية” التي تراجع مستواها كثيرا خلال الآونة الأخيرة، قامت إدارة شبيبة سيق بقيادة رئيس النادي هاشمي إبراهيم بإنشاء مدرسة كروية خاصة بالفئات الشابة والتي تضم ثلاث فئات عمرية، ويتعلق الأمر بفئات أقل من 7سنوات، أقل من 9سنوات وأقل من 11 سنة. وجاءت هذه الخطوة من طرف الإدارة الحالية من أجل رفع مستوى لاعبي المدينة، وتكوين شبان المدينة. كما قامت إدارة النادي بوضع جميع الإمكانيات من أجل إنجاح هذا المشروع ومنح الشبان تكوين قاعدي سليم.
اعداد: نبيل شيخي / محمد عمر