واقع مر لرياضة الجمباز في وهران
يعيش لاعبي رياضة الجمباز بمدينة وهران هاجسا كبيرا بسبب غياب المرافق الرياضية من أجل التدرب و ممارسة رياضتهم المحبوبة، كيف لا و هؤلاء الرياضيين لم يعودوا يجدوا مكانا أو متنفسا من أجل ممارسة رياضتهم المفضلة، فحتى القاعة الرياضية بحي سيدي الهواري لم تعد تستقطب رياضيو الجمباز بعدما سارت قاعة متهرئة وتحتاج لصيانة وعدة مرافق موازية يحتاجها مصارعي رياضة الجمباز من أجل التحضير في أحسن الظروف، هذا ما جعل هؤلاء الرياضيون يضطرون أحيانا لتغيير القاعة والبحث عن مرفق آمن لسلامتهم يسمح لهم بالتدرب في ظروف جيدة، هذا ما يفسر ربما النتائج المتواضعة للمنتخب الوطني للجمباز خلال الألعاب المتوسطية الماضية، و كان المنتخب الجزائري للجمباز (سيدات) قد احتل المركز الثامن والأخير في ختام مسابقة حسب الفرق التي توج فيها المنتخب الإيطالي بالميدالية الذهبية خلال الطبعة التاسعة عشر لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، وتذيل الفريق الجزائري جدول الترتيب العام عقب نهاية مسابقتي حسب الفرق للمجموعة الأولى والثانية برصيد 126.850 نقط، وشارك الفريق الوطني الجزائري في العرس المتوسطي بمجموع 10 جمبازيين، 5 لدى الرجال و مثلهم عند السيدات ضمن منافسات الجمباز التي جرت فعالياتها بوهران.
غياب القاعات يرهن سير التحضيرات والأولياء مستاؤون
على الرغم من كل العراقيل التي يواجهها هؤلاء الرياضيون، فإن نادي الرياضي وهران يواصل العمل في ظروف صعبة تحسبا للمواعيد القادمة التي تنتظره و التي تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة له، كيف لا و هذا النادي الذي يشارك في عدة بطولات محلية و قارية فإن الأولياء هم من يتكفلون وحدهم بتكاليف أبنائهم من مصاريف التنقل و الإيواء وهذا في ظل غياب الدعم المادي و المعنوي، كما أن الأوضاع ازدادت تدهورا خلال الموسم الحالي و الذي و بشهادة الجميع أثقل كاهل الأولياء في البحث عن قاعة من أجل السماح لأبنائهم الرياضيين بالتدرب فيها، هذه الوضعية عقدت بشكل كبير من وضعية هؤلاء الرياضيين الذين يواجهون صعوبات كبيرة من أجل تطبيق برنامجهم التدريبي في ظل انعدام الإمكانيات، بل و أكثر من هذا فإن هذه المشاكل قللت من الشغف و الحماس في نفوس الرياضيين تحسبا لإجراء المنافسات و تقديم أحسن العروض، لتتواصل الأزمة لدى هؤلاء الشبان في ظل غياب المنشآت الرياضية، ليبقى الرياضيون هم ضحايا هذه المشاكل وسط غياب تكوين قاعدي سليم بالنسبة لمختلف الفئات الشبانية.
أي مستقبل ينتظر رياضيو الجمباز في وهران؟
في ظل غياب المنشآت، التي يبحث عنها رياضيو الجمباز في وهران فإن الأكيد بأن مستقبل غامض ينتظر رياضيو وهران في الجمباز، كيف و أبسط الإمكانيات من أجل التدرب منعدمة في ظل غياب القاعات الخاصة بإجراء التحضيرات، كما أن الأبطال المتوجون بالميداليات خلال المنافسات القارية والمحلية يسيرون نحو الهاوية في ظل غياب التحضيرات اللازمة و الوسائل البيداغوجية التي يحتاجها هؤلاء الرياضيون و هو الأمر الذي يرهن تواجدهم في المنافسات القارية، هذا ما جعل رياضيو الجمباز يخرجون عن صمتهم و يختارون يومية بولا الرياضية من أجل إطلاق صرخة استغاثة للسلطات من أجل النظر في واقع هذه الرياضة في وهران و تقديم الدعم اللازم لهم من أجل مواصلة المسيرة و السماح للشبان الذين يحبون هذه الرياضة بتحقيق أحلامهم و التألق فيها في المستقبل.
نقص فادح في المرافق الرياضية يعيق تحضيرات الرياضيين
شهدت ولاية وهران قفزة نوعية في مختلف النشاطات الرياضية والمنافسات الدولية خلال الآونة الأخيرة من خلال تنظيم الطبعة التاسعة عشر لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، وكذا البطولة العربية للسباحة بالإضافة لكأس العرب لفئة أقل من 17 سنة، دون نسيان تدشين العديد من المنشآت الرياضية الكبيرة التي ستعود بالفائدة على أبناء المدينة في مجال التكوين الرياضي، لكن تبقى رياضة الجمباز تبقى النقطة السوداء في هذه الوضعية، في ظل عدم توفر مرافق رياضية تسمح لمحبي هذه الرياضة بالتدرب في أحسن الظروف. وكشف لنا العديد من أولياء رياضيو الجمباز بأنهم لم يفهموا سر تهميش هذا الاختصاص وعدم التكفل بإعادة صيانة القاعات الرياضية للسماح لأبناء بالتدرب في أحسن الظروف، ووجه محدثينا رسالتهم للسلطات من أجل التدخل العاجل وتوفير الإمكانيات اللازمة لرياضيي الجمباز والمتمثلة خصوصا في توفير قاعات رياضية.
عبد الكريم مكالي