أمين بوعافية (بطل العالم في الحمل بالقوة): “أسعى للحفاظ على لقبي العالمي في روسيا، والجزائر تزخر برياضيين هم بحاجة للإهتمام والرعاية”
كيف يقضي السيد بوعافية فترات الحجز الصحي؟
” و الله ككل الجزائريين، ملتزمون بالبيت مع العائلة، و نخرج فقط لاقتناء بعض المستلزمات المنزلية، كما أتجه صباحاً لقاعة التدريب مع احترام قوانين الحجر الصحي، بالإضافة إلى إعطاء بعض النصائح للرياضيين الذين يمارسون رياضة الحمل بالقوة، خصوصا عبر مواقع التواصل الإجتماعي.”
ألم تتأثر تحضيراتك بسبب الوباء و الحجر الصحي؟
” نعم قليلا خاصة خلال شهر رمضان المبارك، حيث كنت أتمرن في محل تحت البيت، بعدما أحضرت اللوازم الرياضية الخاصة بالحمل بالقوة، لأنني لا أستطيع التدريب باللوازم الأخرى لأنني كنت أتدرب بعد صلاة العشاء، و كان يتوجب عليّ احترام وقت الحجر الصحي، إلا أن التدريبات سارت في الطريق الصحيح و الحمد لله.”
ما هي المنافسات التي كنت مقبل عليها ؟
“نعم كنت مبرمج المشاركة بطولة شهر جويلية، و هي بطولة أوروبا، وكانت ستكون تحضيرية لأكبر بطولة في العالم بأستراليا، لكني ألغيتهما معاً، و أنا الآن بصدد تحضير لبطولة العالم احترافية شهر ديسمبر بروسيا بعد رفع الوباء ان شاء الله.”
ما هو هدفك في بطولة العالم بروسيا؟
” الحمد لله السنة الماضية تحصّلت على المرتبة الأولى كبطل للعالم، و ثالث أحسن رياضي في البطولة الاحترافية، و هذا ليس بالشيء السهل لأن المنافسة صعبة و صعبة جداً، سأعمل على الحفاظ على لقبي و تحسين الترتيب، و الظفر بلقب أحسن رياضي في البطولة بإذن الله تعالى.”
ألا تعتقد أن إلغاء بطولة أوروبا التحضيرية ستتأثر نوعاً ما على ظهورك بالمستوى المعهود؟
“طبعاً، لهاذا ألغيت بطولة أستراليا، لأنها أصعب بطولة في العالم، و بتوفيق من الله، قد جهزت خطة بديلة لهذا، بطولة روسيا ستكون في شهر ديسمبر، و الجميع يعلم صعوبة الظروف المناخية في فصل الشتاء بروسيا، حيث سيكون هناك برد قارص، لهذا سأنضم تحضير في منطقة داخلية شهر أكتوبر المقبل، و تحضير صغير بروسيا قبل انطلاق موعد البطولة، ربما 15 يوم قبل المنافسة، و أيضا سأضع برنامج كل 45 يوماً لتنظيم بطولة فردية، مع ثلاثة حكام وطنيين، ابتداءاً من شهر جويلية ان شاء الله.”
ما هي أهدافك المستقبلية بعد بطولة العالم في روسيا؟
” اذا قدرنّا الله، أهدف للعودة لبطولة أستراليا و المشاركة فيها، لأنها أكبر بطولة احترافية في العالم، حينما تشارك فيها، فستكون من ضمن قائمة أحسن عشرون رياضي في العالم لكل الفئات، كما سأعمل أيضاً على إدماج بعض الرياضيين في بطولة روسيا و الذين سيشاركون معي في الدورة المقبلة كهواة، و كل ما أتمناه هو الحصول على مرتبة مع الثلاثة الاوائل حسب الفرق، كل شيئ يبقى ممكناً بما أن الإرادة موجودة لتحقيق ذلك.”
بعد المشوار الحافل بالألقاب، هل تفكر في الاعتزال؟
” صراحة، لا أفكر و لا أنوي إطلاقاً الإعتزال، أعشق هذه الرياضة حد النخاع، و الأمر الإيجابي، هو عندما لا تشارك مع صنف الأكابر، تستطيع المشاركة مع الماستر، و هناك عدة فئات، مثلا من 40 إلى 49 سنة، و من 50 إلى 59 سنة، و من 60 إلى 69 سنة فما فوق لغاية سن ال 80، و هذا يجعلك دائما تطمح في مواصلة المسيرة، خاصة أن هناك عدة أبطال عالميين في مختلف هذه الفئات.”
كيف ترى مستقبل هذه الرياضة في الجزائر؟
” سأعطيك معلومة ربما يجهلها الكثيرون، الجزائر هي الأولى إفريقياً في هذه الرياضة، و لها مكانة ضمن العشر الأوائل على مستوى العالم في بطولة الهواة، و هناك عدة أبطال في مختلف الولايات، و للأسف الشديد في وهران هناك بطل واحد فقط و هو خلفة عبد الحميد من بلدية المرسى الكبير.”
ما سبب ذلك في اعتقادك؟
” السبب الأول هو أن الجمعيات الرياضية و ما أكثرها في وهران، تغذ في سبات عميق لعدة أسباب، منها من لها اختلافات مع الإتحادية الجزائرية للحمل بالقوة، كان الاجدر بهم العمل و تطوير هذه الرياضة و مساعدة الرياضيين، و الذهاب بهم بعيداً بما أن المادة الخام متوفرة هناك عديد المواهب، و المقاطعة لن تكون أبداً حلاً لمثل هذه المشاكل.”
هل هناك من تراه سيكون خليفتك مستقبلاً؟
” الجزائر ولّادة، و يبقى هناك دائماً رجال قادرون على محل المشعل، هناك مثلاً الرياضي ميصابيح محمد من ولاية سيدي بلعباس الذي أنا أعمل معه من أجل التحضير للمنافسات المقبلة، و سيكون له شأن كبير للغاية مستقبلاً، خاصة إذا وجد الإهتمام و الرعاية من السلطات المحلية و كذا الممولين.”
هل ترى بأن هذه المواهب الشابة تستحق دعم إضافي من الاتحادية و السلطات؟
” هذا أمر مفروغ منه، هناك عديد الرياضيين، مثل بوغالم إلياس من سوق أهراس، محمد لكحل من تيبازة، خلفة عبد الحميد من المرسى الكبير، الأخ عمر من وهران، فتحي من غليزان، و هناك عدة شبان صغار من سيدي بن عدة بعين تموشنت، دون أن أنسى ولاية تيزي وزو التي لها مواهب كبيرة دون سن العشرين، وهناك العديد من الرياضيين أوجه لهم التحية بالمناسبة، لو كل بلدية و مديرية الشباب و الرياضة توفر لهم بعض الإمكانيات أو تساعدهم في اكتساب مموّلين، صدقني سنذهب بعيداً جداً، و للأسف أن إتحادية اللعبة لها ميزانية متواضعة جداً، و أقل بكثير مما يحصل عليه لاعب كرة القدم في الجزائر في البطولة الاحترافية الاولى، في موسم للأسف الشديد، و في روسيا مثلاً هناك أكثر من مئة ألف رياضي يشارك في مختلف البطولات دون أي دعم من الدولة، لأن المموّلين هم من يتكفلون بذلك.”
ما هي أحسن ذكرى في مشوار بوعافية؟
” لا يمكنني ذكر واحدة بل اثنتين، و هناك فوزي بأول بطولة عالمية بأربع ميداليات ذهبية سنة 2012 بالسويد و لقب ثاني أحسن رياضي، و الثانية كانت شهر ديسمبر بروسيا عندما فزت، بالمرتبة الاولى بأول بطولة احترافية أشارك فيها، و ثالث لكل الفئات، كانت صعبة جداً، وأهديت هذا اللقب لأمي العزيزة التي توفيت بعد البطولة بأسبوع فقط رحمها الله و أسكنها فسيح جنانه.”
كلمة أخيرة تريد أن تختم بها هذا الحوار أو أي إضافة تفضل المجال مفتوح…
” أولا أترحم على كل من وفته المنية بسبب هذا الوباء، و أحيي خاصة الجيش الأبيض و كل من هم في الصف الأول، من عمال الصحة، و عمال النظافة، و رجال الأمن و الحماية المدنية، دون أن أنسى عائلتي الكبيرة و الصغيرة، خاصة زوجتي الكريمة التي هي دائما إلى جانبي، و الممولين الذين يساندونني، و كذا الأخ عبد القادر بن عبو صاحب شركة بايكو للعتاد الرياضي، و شركة رامي، و شركة بارو فيتناس من برج بوعريريج، و مديرية الشباب و الرياضة لولاية وهران و على رأسهم مدير الشباب و الرياضة، و الأخ فيصل رئيس مصلحة الرياضة، و مدربي السوري الأخ علي خضر، و في الأخير أشكر جريدة بولا على هذا الحوار الشيق جداً، أقول لكم شكرا و بارك الله فيكم و أعانكم الله في خدمة الرياضة والرياضيين.”
حاوره خليفاوي مصطفى