الأولىحوارات

اللاعب الدولي السابق مراد بلحاج:   “نهائي جمعية وهران سنة 1983 يبقى من أجمل ذكرياتي في كرة القدم”

في لقاء حصري مع جريدة بولا، فتح اللاعب السابق الذي سمي بالجناح الطائر لجمعية وهران، مراد بلحاج قلبه للجريدة، حيث تحدث عن ذكرياته مع جمعية وهران وإنضمامه لغالي معسكر، كما أنه روى لنا قصة هجرته من الجزائر وهو في عز شبابه، وكيف قضى رمضان في ديار الغربة. باقي التفاصيل تجدونها في هذا الحوار.

هدفنا التعريف بالقدوة للجيل الصاعد فمن هو مراد بلحاج؟

  “السلام عليكم، صح رمضانكم وصح عيدكم. مراد بلحاج مولود في 2ماي 1964، إذن أصبح عمري 58 سنة بالضبط يوم الإثنين الماضي. كبرت في حي سانتوجان بوهران. درست في مدرسة الأخوات. أرادني والدي عندما كنت صغيرا أن أصبح سباحا، لكن الله لم يشأ ذلك، لأصبح لاعب كرة قدم”.

كيف كانت بدايتك في كرة القدم؟

 “كنت في التاسعة أو العاشرة من عمري بدأت في ركل الكرة. هو حب لهذه الرياضة من النظرة الأولى، لقد بدأت اللعب مع أصدقاء الحي مثل بن يوسف بوتخيل ودالي مختار، بن ياحجوب صباح. هؤلاء أصبحوا لاحقًا لاعبين في النادي الشهير إتحاد وهران.  لذلك مثل كل اللاعبين الموهوبين، البداية كانت في الشارع الذي يعتبر مدرستنا الأولى التي تعلمنا فيه كرة القدم. لأنضم لنادي متواضع جدا ” الضمان الاجتماعي”، حيث لعبت في فئة الأصاغر، وكان ذلك سنة1979 . في نفس السنة لعبنا ضد شبيبة تيزي وزو آنذاك في ملعب 5 جويلية وفزنا بكأس الجزائر”.

تكلم لنا عن تجربتك في جمعية وهران وما هي أجمل ذكرى لك فيها؟

 “بدايتي مع هذا الفريق العريق كانت مع فئة الأشبال. أي على مدار عامين من سنة 1980 إلى سنة 1982، ثم انضممت لأول منتخب وطني للأواسط، مع كل من، بلخطوات هواري، بالهاشمي، بوكار وبركان. حيث في ذلك الوقت كانت مولودية وهران وجمعية وهران الخزان الأساسي للمنتخب الوطني في جميع الفئات. جمعية وهران مثلا كانت تضم مواهب لا مثيل لها. أما عن نفسي، فقد تدرجت في كل الفئات من الأشبال حتى الأكابر، حيث تدربت تحت لواء المدرب الشهير بلعايشة في فئة الأواسط. أما في فئة الأكابر فالتجربة لا تنسى خاصة وأني خضتها مع الزملاء، الدولي غمري رضوان، تصفاوت بلخير، بن حلايمية، بلخطوات ولفجع، والعديد من اللاعبين الموهوبين. بالنسبة لي أجمل ذكرى في جمعية وهران أول نهائي لكأس الجزائر سنة 1983، مولودية الجزائر ضد جمعية وهران، حيث اشتهر هذا النهائي بأنه من أجمل النهائيات في تاريخ كأس الجزائر بسبب الأهداف المسجلة والتشويق”.

تجربتك في غالي معسكر وأجمل ذكرى فيها؟

 “بالنسبة لغالي معسكر، كانت هناك هجرة جماعية نحو هذا النادي سنة 1984، مع بلومي، شيباني، بنهاجين، بن عيشة وغيرهم. سنة 1985 لعبنا بطولة أبطال إفريقيا، لكنها كانت تجربة أخرى مخيبة للآمال في القارة الأفريقية. لعبنا عدة مباريات في ملعب مفلاح عواد في معسكر، كما لدينا عدة ذكريات جميلة مع الغالية. تبقى أجمل ذكرى الهدفين الموقعين مني أنا ضد مالي في معسكر”.

تجربتك مع الفريق الوطني؟

“في الأول كنت في المنتخب الوطني العسكري مع سرار جمال، لعروسي، بلخطوات وشريف الوزاني سنة 1985، في ذلك الوقت كنا صغارًا ولدينا الرغبة في إظهار مواهبنا خاصة التألق، ليتم اختيارنا ضمن قائمة المنتخب الوطني، أخيرًا، بعد العمل الشاق والمجهودات تم اختياري مع الفريق “أ”، عام 1985 -1986 مع سعدان للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية بمصر. كنت وقتها أقضي الخدمة العسكرية ليتم اختياري من بين 22 لاعبا شاركوا في كأس الأمم الأفريقية 1986. أسوء ذكرى لي في المنتخب الوطني بصفة عامة هي مع فئة الأواسط عام 1982 عندما تم إقصاءنا من كأس العالم في المكسيك بسبب هدف تم تسجيله خارج الديار”.

لماذا اعتزلت كرة القدم مبكرا؟

 “بعد الانتهاء من الخدمة العسكرية عام 1987، انسحبت من فريق غالي معسكر. أردت العودة لنادي القلب الأصلي جمعية وهران، لكن للأسف لم يحدث ذلك. حتى أكون نشطا وأحافظ على لياقتي البدنية لعبت موسما مع إتحاد وهران سنة1987 هو الموسم الذي سقط فيه الفريق للقسم السفلي دون سابق إنذار. فجأة لم تعد لي الرغبة في الإستمرار في لعب كرة القدم. أصبحت أشعر بالإشمئزاز. البيئة الرياضية أصبحت مليئة بالفساد وهذا ما جعلني أقرر الإعتزال، بل والخروج من أرض الوطن”.

هجرتك خارج الوطن ماذا غيرت فيك؟

 “الأمر المضحك هو أنه عندما كنت صغيرًا، في سن 8سنوات أو 9سنوات، كنت دائمًا أخبر والدتي أنني سأغادر يومًا ما، لم أكن أعرف أين. لكن الخروج هو الذهاب بعيدًا خارج البلاد، وهذا ما قلته لها. هذه كانت رغبتي وكان مقدر لي الهجرة. أردت أن أجرب حظي ليس بالضرورة في كرة القدم ولكن حتى أعيش بكرامة. لذا قررت الهجرة إلى أمريكا. غادرت البلاد سنة1992 . لم يكن الأمر سهلا في بادئ الأمر لكن كان علي المغامرة. الحمد لله بفضل الله وبتوفيق منه اندمجت في المجتمع الجديد. في هذا البلد بمدينة نيويورك قمت بتربية طفلين ولد وبنت. الولد أصبح بعمر 28 سنة وقريبا سيتزوج. البنت قريبا ستصبح بعمر 25 سنة. لكن يجب التنويه أن خروجي من الوطن لم يغيرني أبدا، أنا مثلما أنا لم أتغير أبدا وفخور ببلدي الجزائر وبتقاليدها”.

كيف كان يقضي مراد بلحاج وقته في رمضان؟

 “رمضان هنا في نيويورك وفي أمريكا مختلف تماما عن باقي البلدان العربية، لا يوجد ذلك الجو الرمضاني في الشوارع، ولا ذلك الجو المنبعث من دفئ العائلة. نحن من نصنع الإحتفال بهذا الشهر الفضيل وذلك في كل مساء عندما نجتمع على طاولة الإفطار. هذا الشهر مهم جدا ونقلنا عادتنا لأبنائنا. بالنسبة لي وقتي في رمضان مقسم بين العمل والعبادة”.

أكلتك المفضلة في رمضان وما هي حلوياتك المفضلة في العيد؟

 “صراحة في رمضان وفي هذه البلاد أشتهي كل الأطباق التقليدية الجزائرية وكل ما تعودنا عليه في الجزائر خاصة الشامية. نفس الشيء بالنسبة لحلويات العيد، أفضل الحلويات التقليدية التي تعودنا عليها من الجدة والأم”.

هل تساعد العائلة في رمضان؟

 يضحك، “صراحة أنا أعمل وزوجتي هي من تحضر الأطباق الشهية”.

هل ما زلت تتابع كرة القدم الجزائرية المحلية خاصة جمعية وهران؟ ما رأيك في مستوى البطولة حاليا؟

  “عندما يتعلق الأمر بكرة القدم الجزائرية المحلية، فأنا لا أتابعها صراحة، ولكن أعلم أن لها عدة مشاكل للأسف، وحتى يكون هناك تغيير يجب تغيير العقول أولا، هذا مهم جدا. المثل يقول الرجل المناسب في المكان المناسب. هذا من أجل الإحتراف والنجاح، لأن القوة في البلدان المتقدمة تكمن في هذا الأمر بالذات”.

 كيف تعلق على مباراة السد بين الجزائر والكاميرون؟

 “نعم شاهدت المباراة، ما هذه الفوضى التي حصلت؟ انتابني الإحباط طوال اللقاء خاصة مع هذا الحكم، كان الجميع مشتتا للغاية. لكن سأعطيك بعض التفاصيل التكتيكية. لاحظت وجود أخطاء كثيرة، لكن إن لم تكن هناك أخطاء لا توجد أهداف. الكل بذل مجهودا في الميدان، لكن كرة القدم تكون مخيبة في بعض الأحيان. الهدف في كرة القدم الحديثة هو اللعب للفوز بغض النظر عن الخصم. مع هذا كان يجب على الفريق الوطني الدفاع عن عرينه حتى آخر لحظة. ويبقى هذا رأيي الشخصي فقط”.

هل حاولت ممارسة كرة القدم في أمريكا؟ هل ما زلت تمارس الرياضة؟

 “نعم لعبت هنا كرة القدم لكن كهاوي فقط من سنة 1994 حتى 2006، وتوقفت عن ممارستها بسبب تعرضي للإصابة والحمد لله. الجميع كان يحب اللعب بجانبي من كل الجنسيات لكن للأسف لم أعد أستطيع فعل ذلك”.

من هو فريق كم المفضل؟

 “الفريق الهولندي منذ 1974 حتى الآن”.

كلمتك الختامية مجال مفتوح..

 “في الختام أنا ممتن جدا لك. أتمنى للرياضة في الجزائر الازدهار. هذا بلدي الذي أحبه بإيجابياته وسلبياته، إن شاء الله ندع الأشخاص الأكفاء العمل. أتمنى لجريدة بولا كل النجاح والتوفيق. كما أتمنى لك كل التوفيق في حياتك المهنية. عيد مبارك للشعب الجزائري خاصة والأمة العربية والإسلامية عامة. والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته”.

حاورته: هاشم وداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P