الأولىحوارات

حوار مع مبعوث بولا لتغطية مباراة الخضر و الكاميرون … تحدث عن ظروف السفر، الإستقبال  و عديد الأمور الأخرى.. نور الدين عطية: “بعدما حدث في كأس أمم إفريقيا الأخيرة.. لم أتوقع هذا الاستقبال!”

يتحدث في هذا الحوار مبعوث جريدة ” بولا” عن السفرية الأخيرة التي قادت المنتخب الوطني إلى الكاميرون لخوض لقاء ذهاب الدور الفاصل. و أبرز المحطات التي سجّلها رفقة الأنصار الذين صنعوا أجواء رائعة بملعب جابوما، فضلا عن العديد من النقاط و المشاهد التي وقف عليها بقلب مدينة دوالا الكاميرونية..

بداية، كيف كانت رحلة الذهاب إلى دوالا؟

“أولا، الحمد لله الرحلة كانت جيدة حيث كان الإنطلاق في حدود الرابعة صباحا من يوم مواجهة الدور الفاصل ضد الكاميرون، من مطار أحمد بن بلة الدولي بوهران الذي كان على موعد مع رحلتين مباشرتين خصصتا للأنصار المتنقلين إلى الكاميرون. تم وضع المناصرين في أحسن الظروف من طرف الوكالة التي تكفلت بمخطط السفرية. كما حرصت السلطات على تسهيل الجانب التنظيمي.

متى كان موعد الوصول وكيف كان الإستقبال؟

“بعد خمس ساعات تقريبا، حطت الطائرة الأولى القادمة من وهران بمطار دوالا في الكاميرون قبل تليها الرحلة الثانية بحوالي أربعين دقيقة. حيث كانت الساعة تشير للعاشرة صباحا بالتوقيت الكاميروني. أما فيما يتعلق بظروف الإستقبال فقد تفاجأ الجميع بالحفاوة الكبيرة والترحاب اللذان خص بهما الشعب الكاميروني وحتى سلطات البلد الأنصار للجزائريين. إذ لم تكن هناك أي إجراءات مشددة كما كان منتظرا بالنظر إلى خصوصية المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم، بل بالعكس كان التحاق المناصرين بالمنطقة المختلطة للمشجعين بجانب الملعب سهلا ودون أي مضايقات”.

ماذا عن الأجواء في الكاميرون يوم المباراة؟

“مثلما يعلم الجميع، الأجواء في هذا الفصل بالكاميرون تشهد درجة حرارة مرتفعة تفوق 35 وهو الأمر ذاته بالنسبة الرطوبة التي كانت عالية جدا. لكن معظم المتنقلين كانوا على دراية بما ينتظرهم هناك. حيث حضروا أنفسهم كي يعيشوا يوم صيفي بامتياز. أما عن الأجواء العامة، فالشعب الكاميروني كان يعيش ظروف المباراة منذ الساعات الأولى ذلك ما تجسد من خلال استقبالهم للأنصار بوسط مدينة دوالا. كان الجميع متفائلا ويتوعد بفوز عريض للأسود غير المروضة على حساب الخضر ولكن النتيجة في الأخير كانت عكس ذلك”.

وماذا عن طبيعة الشعب الكاميروني وتعامله مع أنصار الخضر؟

“في الحقيقة، معظم المتنقلين إلى الكاميرون تفاجؤوا من الطيبة الكبيرة للشعب في مدينة دوالا، بداية من السلطات في المطار التي سهّلت جميع الإجراءات، مرورا بمن إلتقينا بهم في الأسواق الشعبية أو حتى أولئك الذين كانوا بصدد الدخول لملعب جابوما الذين كانوا يتمتعون يروح رياضية عالية ويشجعون منتخب بلدهم دون الخروج عن الإطار، وحتى بعد الهزيمة في لقاء مهم وفاصل كان الشعب الكاميروني يتمتع بحس عالي من الروح الرياضية التي أبهرت جميع الحاضرين وغيّرت نظرتهم عن الأفارقة بدرجة كبيرة.”

هل كنت تتوقع هذا الإستقبال من طرف الكاميرونيين؟

“بصراحة وبعد ما حدث في كأس إفريقيا الأخيرة والنظرة التي أخذها أغلبية الجزائريين عن الكاميرون كان لقاء الذهاب فرصة لنا لأن تتغير الصورة التي ارتسمت في أذهاننا عن الكاميرون ونحس جابوما، حيث تأكدت أن المنتخب الوطني لم يكن في أحسن أحواله في الكان الأخيرة ولا علاقة للظروف الجانبية الأخرى بما حدث. فرغم أن المباراة كانت فاصلة أمام منتخب كاميروني يملك تقاليد في الكرة الأفريقية ومتعود على المشاركة في المونديال. وكان يبحث كذلك عن تدارك خسارة كأس إفريقيا على أرضه، إلا أن كل هذه المعطيات سقطت أمام طيبة سكان مدينة دوالا الذين كانوا مثاليين في تشجيع منتخب بلادهم وقدموا دروسا مجانية الجميع”.

ما هو أكثر شيء لفت انتباهك في مدينة دوالا بعيدا عن كرة القدم؟

“في الحقيقة، ورغم أن مدة الإقامة بمدينة دوالا لم تكن طويلة بما أن العودة إلى المطار كانت مباشرة بعد نهاية المواجهة الفاصلة، إلا أن أكثر شيء ملفت للانتباه هو البساطة التي يعيش بها السكان هناك. كما أنه ورغم ظروف الحياة الصعبة والفقر الكبير اللذان يسيطران على طبقة كبيرة منهم، إلا أن ذلك لم يمنعهم من تقديم صورة إنسانية جميلة عن هذا البلد الإفريقي الذي استغل سكانه مباراة الجمعة كي يغيروا النظرة التي أخذها معظم الجزائريين عنهم قبل شهرين”.

وكيف كانت الظروف التنظيمية بملعب جابوما؟

“حسب ما استقيناه من أخبار، فقد كان المنظمون بملعب جابوما ينوون فتح الأبواب بداية من الساعة الثالثة، غير أن توافد أنصار المنتخب الوطني منذ الساعات الأولى جعلهم يقررون فتحه قبل هذا التوقيت بساعة ونصف، وذلك حتى يضعوا الأنصار في أحسن الظروف. حيث أن عملية الدخول كانت سهلة جدا، فقد كان يكفي تقديم بطاقة التلقيح فقط والتذكرة من أجل ذلك كما كان يمنع إدخال أي شيء من مأكولات ومشروبات بما أن الملعب يتوفر على كل شيء بالداخل”.

كلمة ختامية..

“ستظل هذه السفرية خالدة في ذهني على جميع المستويات. فمن الجانب الرياضي تمكن المنتخب الوطني من فك عقدتين فالأولى تلك المتعلقة بجابوما والثانية تحقيق أول انتصار على منتخب الكاميرون الذي لم يخسر على ميدانه منذ 24 سنة، أما عن الجانب الإنساني فقد وقفنا على حقيقة شعب كاميروني مسالم ومتحضر إلى أبعد حد رغم هزيمة منتخبه.  في الأخير نشكر جريدة بولا التي فتحت لنا الباب لاكتشاف أدغال إفريقيا”.

بركاش. سعاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى