الأولىحوارات

في حوار حصري خصّ به جريدة بولا …عبد السلام هنية ( نائب وزير الشباب والرياضة الفلسطيني): ” الرياضة الفلسطينية تعرف تطوراً ملحوظاً رغم المعاناة”

تحدث عبد السلام هنية، مساعد الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب و الرياضة الفلسطيني لجريدة بولا عن عديد الأمور التي تخص الرياضة الفلسطينية، بدأ بالحديث عن تاريخها ثم تعرج للحديث عن الإستراتجية التي تعمل عليها هيئته من أجل النهوض بالقطاع، كما سرد نجل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية لجريدة بولا ما تعانيه الرياضة في فلسطين جراء الإحتلال الصهيوني، ومنع التنقل بين قطاع غزة و الضفة الغربية، كما نوه المتحدث بعلاقة هيئته مع وزارة الشباب و الرياضة و الجزائر بلدا و شعبا و قيادة، و عديد الأمور التي تطالعونها في هذا الحوار .

بداية، نود منكم تقديم نظرة عامة حول قطاع الرياضة في فلسطين؟

” الرياضة الفلسطينية هي الأولى عربيا منذ تأسيس إتحاد كرة القدم سنة 1924، و مشاركة المنتخب الفلسطيني في تصفيات كأس العالم 1932 مع السودان و مصر و الخروج على يد هذا الأخير بعد الهزيمة أمام الفراعنة بنتيجة 2-1 ، ثم في 1948 حدثت النكبة وتم تهجير الشعب الفلسطيني، و بعدها تم تفكيك الأندية الرياضية والاتحادات بعد احتلال قطاع غزة والضفة الغربية و كامل التراب الفلسطيني، و بقيت الأمور على حالِها إلى غاية سنة 1976 أين تم إعادة تشكيل الهيئات الرياضية سنة 1978 وإنشاء رابطة الأندية التي كانت بمقام اللجنة الأولمبية  تحت الإحتلال، ثم توقفت 1987 بسبب الانتفاضة الأولى المباركة، إلى 1992 تم تشكيل الاتحاد الرياضي الإقليمي ، و بعد عامين و مع قدوم السلطة تم انتخاب أول إتحاد فلسطيني لكرة القدم على مستوى الضفة الغربية و القطاع، و في عام 1997 حصلنا على الإعتراف الدولي و شاركنا باستمرار في تصفيات كأس العالم و كأس آسيا، و فزنا بالمديالية البرونزية في 1999 و المشاركة في أولمبياد أتلانتا في ذات السنة و التي كانت نقطة الإنطلاق نحو التمثيل الدولي لفلسطين، و ليكن في العلم أنه في الستينيات حصلنا أيضا على الاعتراف الدولي و شاركت مختلف المنتخبات في ألعاب كمبوديا.”

كل هذا التاريخ يؤكد أن للرياضة الفلسطينية باع طويل؟

” صحيح، الرياضة الفلسطينية متجذرة ليس من اليوم، هي متواصلة وممتدة منذ وقت طويل و لها مكانتها العربية خاصة.”

حدثنا عن الصعوبات التي تعانيها الرياضة الفلسطينية؟

” الرياضة في فلسطين تعيش صعوبات كبيرة للغاية، حيث الجميع يعلم أن الإحتلال الصهيوني يفصل الضفة الغربية عن القطاع وهناك دوريين واحد في غزة والآخر في الضفة، و نفس الأمر مع باقي الرياضات من دوري كرة السلة، اليد، الطائرة و تنس الطاولة، و لا نستطيع برمجة لقاءات رسمية سوى مباريات بسيطة جدا لا تذكر، و هذا بسبب منع الرياضيين من التنقل بين غزة و الضفة الغربية ما جعل الأمور صعبة جدا في البرمجة. كما أن الظروف التي نعيشها بعدم التواصل الجغرافي بين غزة والضفة صعّبت كثيرا من مهامنا.”

و رغم كل هذا إلا أن الرياضة لا تزال قائمة في فلسطين و غزة، كيف يجري ذلك؟

“هذا بتواجد إتحادات رياضية و لجنة أولمبية  موحدة على مستوى الوطن، مع وجود المجلس الأعلى للرياضة و الشباب و هذا ما أتاح لنا مشاركات لأبطالنا في منافسات عربية في مختلف الألعاب ، و كذا بعض المشاركات الدولية، و هذا ما أتاح لنا كذلك انتزاع الملعب الفلسطيني ملعب بيتي، و هناك بعض المنتخبات التي شاركت في الضفة الغربية، و هناك تطور على مستوى دوري المحترفين لكرة القدم وعلى مستوى البنية التحتية، رغم ما حدث في قطاع غزة من تدمير للمنشآت والملاعب خلال الحروب الأربع الأخيرة، و تقديم أكثر 450 شهيد من أبناء الحركة الرياضية، و 10 آلاف من الرياضيين الذين تم اعتقالهم، في حين تم اقتحام مقراتنا و مكاتبنا و قصف بالغاز في الملاعب، و رغم كل شيء الرياضة في فلسطين تعيش لتقديم الرسالة الوطنية ، وهي رسالة تواجد الرياضي الفلسطيني في كل محفل عربي و دولي، لأن الصراع مع هذا المحتل هو صراع على كل الأصعدة الثقافية، الإجتماعية و الرياضية. ”

ما هي إستراتيجية المجلس الأعلى للرياضة من أجل تطويرها في فلسطين ؟

” أولا المجلس الأعلى للرياضة يعمل على توفير 3 أشياء، توفير الموازنة المالية و تطوير البنية التحتية وتوفير مختلف الطواقم الفنية و البشرية، و التواصل مع المؤسسات الرياضية المتعلقة بمجلس الوزراء العربي للرياضة، و المجالس الدولية الرياضية، لتبادل الخبرات، كما لنا تطوير آخر هو تطوير إستراتيجية لتطوير الشباب أيضا، و لذلك المجلس هذه هي أهدافه الثلاثة التي تحدثت عنها، كما أن الاتحادات واللجنة الأولمبية لها برامج و خطط  و نستطيع أن نقول بأن هناك تكامل تام بين اللجنة و المجلس الأعلى للرياضة و الشباب ، و كذا مختلف الإتحادات الرياضية و الأندية، من أجل الوصول إلى تحقيق الأهداف المرسومة و في مقدمتها تقديم رياضي فلسطيني قادر على تحقيق الإنجازات على المستوى العربي و الدولي، و أن يكون هناك توفير دعم مادي سواء حكومي أو خاص أو من الدعم الخارجي أو حتى من تطوير البنية التحتية تكون قادرة على إستضافة الأحداث الرياضية العربية و الدولية على مستوى المدن، القرى و المخيمات من خلال توفير بيئة رياضية من خلال المجالس البلدية أو من خلال التنسيق مع المنظومات الحكومية في فلسطين.”

تعملون على عقد العديد من الاتفاقيات التعاونية مع وزارات الرياضة لعديد الدول العربية، كيف يجري هذا الأمر؟

” من خلال تعاون المجلس و وزراء الرياضة العرب هناك اتفاقيات تعاون متعددة على عدة قواعد منها تبادل الخبرات، و تطوير الإطارات الفنية، لأن الدول العربية لديها من الإمكانيات الكبيرة على مختلف المستويات و يجب أن نستفيد بما هو موجود لدى الأشقاء العرب الذين لم يبخلوا علينا بما هو موجود لديهم، و بما تحتاجه الرياضة الفلسطينية من خلال التعاون و التنسيق في المواقف الرياضية المتعلقة بفلسطين.”

كيف هي علاقة المجلس الأعلى للرياضة الفلسطيني مع وزارة الشباب و الرياضة الجزائرية؟

” العلاقة مع الجزائر حكومة و شعبا و قيادة و مع وزارة الشباب و الرياضة هي علاقة متينة و أخوية، و تعلم جيدا مكانة الجزائر في قلوبنا و ما تكتسيه من حب و تقدير، فالجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة و هذا راسخ و متجذر، و نحن لا ننسى مواقف اللاعبين الجزائريين برفع الراية الفلسطينية في مختلف المواقف، و هناك العديد من الأمثلة و التي لا تنتهي مثل رفع اللاعبين و الجماهير الجزائرية لعلم فلسطين في كأس العرب الأخيرة، و حديث المدير الفني للجزائر عقب التتويج بإهدائه اللقب لفلسطين  عامة و قطاع غزة خاصة، فالعلاقة مع وزارة الشباب و الرياضة الجزائرية هي علاقة الوطن و الجسد الواحد، نحن شعب واحد في بلدين و نحن سعداء جدا بعلاقتنا مع الرياضة الجزائرية.”

كيف تعلق رفض الرياضيين الجزائريين منافسة الصهاينة في المنافسات الرياضية و رفضهم التطبيع، مثلما حدث مؤخرا مع المصارع فتحي نورين؟

” ما قام به فتحي نورين هو وسام شرف على كل رياضي عربي، و هذا الموقف لن تنساه فلسطين، و أول ما انتشر الخبر انهالت الإشادة عليه و رفعت صوره في المحافل الرياضية داخل فلسطين، و سعدنا بتكريم البطل نورين في لبنان من خلال الحملة العالمية للشباب للعودة إلى فلسطين، و هذا الموقف يكتب بمداد من ذهب و نتمنى أن يحذو كل الرياضيين حذو نورين، و هناك أيضا مجموعة من الرياضيين كان آخرهم اللاعب محمد العوضي الذي نعبر عن تقديرنا العالي له، و كل هؤلاء الأبطال نحن نعتز به.”

كيف ترى حظوظ المنتخب الفلسطيني في التأهل لكأس آسيا 2023؟

” نتمنى أن يوفق منتخبنا في الوصول إلى كأس آسيا التي وصل إليها مرتين، المنتخب الوطني الآن لديه من الإمكانيات و الخبرة العالية و اللاعبين و لدينا من القامات و النجوم التي ستقود منتخبنا للوصول إلى كأس آسيا التي نحن قادرون عليها و هذا ليس غريبا عن منتخبنا، و نتطلع إلى الذهاب بعيدا في هذه المنافسة.”

كيف تقيم مستوى الدوري الفلسطيني لكرة القدم ؟

” نحن نملك دوريان، واحد في غزة والآخر في الضفة الغربية و المستويات متقاربة ، و أعتقد أنها ما بين الجيد و المتوسط مع ارتفاع نسبة قليلة في مستوى اللاعبين، و نحن نأمل في رؤية دوري أكثر قوة ولكن انتظام النشاط و انتظام المشاركات الدولية و الآسيوية في رابطة الأبطال نحن نفتخر به.”

كيف تعلق على إحتراف اللاعبين الفلسطينيين في دوريات أخرى؟

” هذا أبرز دليل على أن فلسطين قادرة على تصنيع النجوم و تصديرها، و عندما يكون اللاعب الفلسطيني في دوري قوي و في فرق قوية تكون له كلمة، و نرى اليوم اللاعب رمزي صالح لاعب النادي الأهلي المصري الذي فاز بعديد الألقاب، و الكنفاني الذي فاز بالعديد من الألعاب مع الزمالك أيضا، و مصطفى نجم هداف الدوري المصري، وتواجد محمود وادي في نادي بيراميدز، محمد بلح، محمد صالح، خالد النبريس الذي انضم للإسماعيلي، و بدر موسى و حمدان، و لاعبين في الدوري الأردني، دون نسيان لاعبنا في الدوري البرتغالي عدي الدباغ نجم المنتخب الفلسطيني، و كل هؤلاء اللاعبين لهم بصمة كبيرة في أنديتهم و يملكون مواصفات دولية و يستطيعون التأثير عندما تكون أمامهم الظروف مواتية.”

ما تعليقك على العمل الذي قام به المدرب الجزائري نور الدين ولد علي خلال فترة إشرافه على المنتخب الفدائي؟

” يستحق كل الشكر والتقدير على العمل الذي قام به و الوقت الذي قضاه في فلسطين سواء كمدرب أو مدير فني، هو شخصية محبوبة و منتمية، و التغيير وارد في عالم كرة القدم، ولد علي بصمته واضحة في تطور كرة القدم الفلسطينية ، و نتمنى له كل التوفيق في مهمته الجديدة و هي تدريب المنتخب الجزائري الأولمبي.”

تحظى باحترام كبير من الأسرة الرياضية في فلسطين، ما السر وراء ذلك؟

” الأسرة الرياضية الفلسطينية هي عائلتي، أعتز و أفتخر بالإنتماء إليها، العائلة التي تحمل لِواء فلسطين و رايتها في مختلف المحافل، نحن نسير على خطاهم، و حتى القيادات الكبيرة سعت جاهدة لدعم القضية الفلسطينية من الجانب الرياضي، و هذا ما يجعلنا نقتفي آثارهم، و لابد أن نتوجه بالشكر إلى الأسرة الإعلامية الفلسطينية لما تفعله، أشكر كل الاتحادات الرياضية و رؤساء الأندية، و العمال في المجلس الأعلى للرياضة، و كل الدول التي وقفت إلى جانبنا من أجل تطوير البنية التحتية مثل المملكة العربية السعودية، و دولة قطر، و كذا الجزائر و أهلنا هناك و في تونس، و إلى جمهورية مصر العربية. ”

كلمة لختام الحوار؟

” اسمح لي بتوجيه عبارات التقدير و الإحترام للشعب الجزائري العظيم ، و الذي تربطنا به علاقة خاصة جدا و العالم شاهد على هذا، نحن و الجزائر كالجسد الواحد، أتمنى للجزائر كل الخير”.

حاوره: مصطفى خليفاوي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P