حوارات

عثمان فلات (نائب رئيس ومدرب نادي أولاد الباهية للجيدو): “أولاد الباهية مدرسة لتكوين الأبطال”

وسط أجواء تنافسية مشحونة بالحماس، وإقبال جماهيري معتبر، نجح نادي أولاد الباهية في كتابة فصل جديد من تألقه، بعد أن تُوّج بلقب البطولة الوطنية للجيدو فئة الأواسط حسب الفرق لعام 2025. عثمان فلات، نائب رئيس النادي والمدرب الرئيسي، كان من بين صانعي هذا الإنجاز. في هذا الحوار، فتح قلبه لجريدة بولا، ليكشف عن تفاصيل التحضيرات، سر النجاح، الرؤية المستقبلية للنادي، وتقييمه للتنظيم والمستوى الفني، بالإضافة إلى رسالة خاصة لأبناء النادي وجمهور وهران الوفي.

نبدأ معك من الحدث البارز، ماذا يعني لكم هذا التتويج؟

“الحمد لله الذي وفقنا للتتويج بهذه البطولة بعد موسم طويل من العمل الجاد والمضني رفقة هؤلاء الأبطال. حققنا هذا اللقب بعد الفوز على خصم عنيد وتاريخي كاتحاد الحراش، الذي يُعد من المدارس الكبرى في الجيدو الجزائري. الفوز له طعم خاص لأنه يأتي بعد سنوات من التخطيط والتكوين. كما تعلم، نحن آخر من تُوّج ببطولة الفرق سنة 2023، وها نحن نعيد الكرة في 2025، ما يؤكد أننا لسنا وليدي الصدفة.”

هل كنت تتوقعون هذا الإنجاز؟

“نعم، كان لدينا إيمان بقدراتنا وبمشروعنا الرياضي. نادي أولاد الباهية يعمل على أسس واضحة، وقد استثمرنا كثيراً في القاعدة، لذلك لم يكن غريباً أن نصل إلى هذه النتيجة. المنافسة كانت شرسة بمشاركة 27 نادياً من مختلف ولايات الوطن، وهو رقم قياسي يؤكد أن الجيدو الجزائري بخير، ومع ذلك، كنا مستعدين نفسياً وبدنياً للفوز.”

كيف كانت التحضيرات لهذا الموعد الوطني؟

“التحضيرات كانت جد مدروسة. انطلقنا منذ شهر أوت بتحضيرات مخصصة للبطولة الوطنية أكابر، التي سجلنا فيها نتائج إيجابية، ثم واصلنا المشاركة في دورات دولية بتونس والجزائر، أين حصدنا العديد من الميداليات. هذه المحطات كانت بمثابة إعداد نفسي وتقني مهم لموعد البطولة الوطنية، وقد كانت ثمارها واضحة في هذه الدورة.”

ما هو سرّ هذا التميز المتواصل في مختلف الفئات داخل النادي؟

“السر يكمن في وضوح المشروع ورؤية الإدارة. نحن نعمل على مرافقة المواهب الشابة، من صغرهم إلى غاية نضجهم فنياً. أسماء كثيرة مرت عندنا، من زلاط حاج، إلى فرج دريس وقيس مدثر، وصولاً إلى هذه الكوكبة من الأواسط. نحن نؤمن أن التكوين الحقيقي يبدأ من القاعدة، ولهذا نجحنا في صناعة جيل قادر على تشريف الجيدو الوطني.”

ماذا عن النتائج الفردية التي حققها المصارعين؟

“حققنا سبع ميداليات في الفردي: ذهبية، فضيتان، وخمس برونزيات. هذه الأرقام تؤكد أننا لا نركز فقط على الفرق، بل نُولي أهمية للفرد أيضاً، لأن كل بطل فردي هو مشروع بطل فريق مستقبلاً. وهذا يعكس شمولية المشروع التقني الذي نعتمده.”

كيف تقيّم مستوى البطولة؟ وهل رأيت تطوراً في الأداء مقارنة بالسنوات السابقة؟

“البطولة حسب الفرق كانت بمستوى عالٍ جداً، خصوصاً في ظل هذا العدد الكبير من الأندية المشاركة. المنافسة كانت ندية إلى أبعد حد، حتى أن بعض الأندية الكبيرة لم تتمكن من الصعود على منصة التتويج. أما في الفردي، فالمستوى تفاوت، لكن عناصر المنتخب الوطني أظهروا أداءً رائعاً، والمواجهات بينهم كانت ذات طابع دولي فعلاً.”

هل التنظيم كان في مستوى الحدث؟

“نعم، التنظيم كان راقياً جداً، وأشكر رابطة وهران بالتنسيق مع الاتحادية الجزائرية للجيدو. القاعة الجديدة لمركب ميلود هدفي ساعدت في توفير كل الظروف اللوجيستية المثالية للرياضيين والمدربين وحتى الإعلاميين. وهران أثبتت مرة أخرى أنها مدينة قادرة على احتضان أي تظاهرة وطنية أو دولية بكل جدارة.”

ما هي رسالتك لأبناء النادي، وجمهور وهران؟

“رسالتي لأبناء النادي أننا نؤمن بكم وسنظل سندكم في كل لحظة. نحن كإدارة وطاقم فني نشتغل لأجلكم، ولن نتوقف عند هذا التتويج. أما جمهور وهران، فهو فعلاً جمهور وفي ومثالي، لا يتخلى عنا مهما كانت الظروف، أشكرهم من قلبي، فهم الدافع الحقيقي الذي يدفعنا لنطمح للمزيد.”

كلمة أخيرة؟

“أشكر كل من ساهم في هذا التتويج: من المدربين والمكونين، إلى الإداريين، إلى الأولياء الذين وضعوا ثقتهم فينا. لا أنسى أيضاً الصحافة الوهرانية و خاصة جريدة بولا التي كانت دائماً في الموعد، تسوّق وترافق النادي بكل حبّ واحتراف. كما أتوجه بالشكر الخالص للسلطات المحلية التي كانت دائماً داعمة لنا، وآمل أن نواصل هذا المسار لتشريف وهران والجيدو الجزائري على حدّ سواء.”

حاوره: نبيل شيخي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى