الأولىحوارات

كشف لـبولا أسرار تألق أفضل حارس في العالم … محلل الفيديو الخاص بـ “تيبو كورتوا” تيري بارنورا: “كورتوا.. الأفضل في العالم”

في حوار حصري خص به جريدة بولا، تحدث محلل الفيديو العالمي لحراس المرمى، السويسري تيري بارنورا، الذي يشغل منصب محلل الفيديو الخاص بأفضل حارس في العالم تيبو كورتوا حامي عرين نادي ريال مدريد، عن خصائص وصول الحارس البلجيكي لهذا المستوى الخارق وحصوله على جائزة أفضل حارس مرمى في العالم للموسم الماضي والتي تقدمها صحيفة فرانس فوتبول. كما تحدث التقني السويسري المحاضر لدى الفيفا عن علاقته بكورتوا وطريقة العمل التي تربطهما، إضافة إلى العديد من الأمور الخاصة بأفضل حارس مرمى في العالم، وهذا لأول مرة عبر وسيلة إعلامية عربية وجزائرية.

بداية، شكرا لقبول إجراء هذا الحوار. هنيئا لكم بتتويج تيبو كورتوا بجائزة ياشين لأفضل حارس في العالم..

” شكرا جزيلا على هذه التهنئة، أنا في خدمتكم تفضلوا..”

كيف تعلق على تتويج كورتوا بجائزة أفضل حارس في العالم؟

“هذه الجائزة كانت بمثابة المكافأة التي يستحقها “تيبو” بعد كل المردود الباهر الذي قدمه الموسم الماضي. كان خارقا للعادة وقدم مستويات باهرة حقيقة، حيث كان حاسما في المباريات الكبيرة التي لعبها رفقة ريال مدريد الموسم الماضي. كما حافظ على ثبات مستواه خلال كل مباريات النادي الملكي سواء في الدوري الإسباني أو في دوري أبطال أوروبا. هي جائزة مستحقة بكل جدارة وهذا أمر أعتقد أنه يتفق عليه غالبية جماهير كرة القدم عبر العالم.”

صراحة، هل انتظرت تتويج كورتوا بهذا اللقب خاصة بعد المنافسة الشرسة من طرف نويير، بيكر وبونو؟

“نعم بكل تأكيد، أعتقد أنه الحارس الوحيد الذي ظهر بذلك المستوى الخارق الموسم الماضي وفي كل مباراة تقريبا. بالعودة إلى الإحصائيات، فإنه في مجمل 55 مباراة قام بأربع أخطاء فقط، وهذا أمر غير عادي على الإطلاق ويستحق كل الإشادة والتقدير. في رأيي الخاص لا وجود لمنافس له بعد كل الذي قدمه وأرقامه وإحصائياته بعيدة كل البعد عما قدمه منافسوه. لم تكن منافسة شرسة خلال الموسم الماضي فتيبو كورتوا قدم أداءا باهرا وأرقاما خيالية”.

ما هي الخصائص التي جعلت تيبو يخطف هذا اللقب في رأيك؟

“هناك العديد من الخصائص التي ميزته عن غيره وقادته لتحقيق هذا اللقب. فالمستوى العالي الذي ظهر به في التدريبات لم يأتي من العدم، تدخلاته الموفقة، تركيزه العالي، حسن تمركزه في الكرات العالية، قراءته الجيدة للعب وكذا مواجهته للمهاجمين وجها لوجه، إضافة إلى طوله الفارع وبنيته المورفولوجية حيث أنه يفوق المترين. هذا ويعتمد كورتوا على دراسته لمنافسه والمهاجمين خاصة فيما يتعلق بنقاط ضعفهم وقوتهم. كما أن تحركاته خلال اللقطات الحاسمة وغلق كل المنافذ أمر مهم للغاية وساهمت في تحقيق فريقه لنتائج إيجابية في الموسم الماضي. دون نسيان أنه يملك دقة كبيرة في الكرات العالية ويسعى لتقليل الأخطاء من مباراة لأخرى. كما يملك تواصل رائع للغاية مع مدافعيه ويساهم في غلق المنافذ أمام المهاجمين. أيضا فهو يجيد اللعب بيديه ويملك قدرة خارقة على تحويل الكرة إلى الجهة الثانية من الملعب بيده وهذا أمر لا يملكه كل الحراس. وهو كذلك يلعب بكلتا قدميه بسهولة كبيرة للغاية. حسب الإحصائيات والتحاليل التي قمنا بها، فإن كورتوا كان حاسما في 100 لقطة الموسم الماضي ولم يخطئ سوى في 4 مرات فقط.”

هل ترى أنه كان يستحق مكانة أفضل من تلك التي حققها في ترتيب الكرة الذهبية لأحسن لاعب بعد تصنيفه في المركز السابع؟

” بكل تأكيد، أنا أرى أن تواجده في المرتبة السابعة فيه ظلم كبير للغاية لشخصه بعد كل الذي قدمه الموسم الماضي، حيث قاد ريال مدريد للتتويج بأربعة ألقاب كاملة، الدوري الإسباني، دوري أبطال أوروبا، السوبر الأوروبي والسوبر الإسباني. لتحقيق كل هذا يجب أن تحظى بحارس مرمى كبير وهذا ما ينطبق على تيبو كورتوا الذي أعتقد أنه كان يستحق مكانة ضمن الثلاثة الأوائل في ترتيب الكرة الذهبية العالمية.”

لماذا لا نرى حارس مرمى يتوج بالكرة الذهبية في رأيك؟

“هناك جائزة ياشين لأفضل حارس مرمى في العالم، لكن في الكرة الذهبية غالبا ما ترى مهاجمين يحققون هذا اللقب. في حين، هناك العديد من المدافعين والحراس الذين يحققون نتائج جد إيجابية، لكن فيما يخص الكرة الذهبية، فنتائج التصويت تذهب إلى جمالية الأهداف واستعراض المهاجمين في الغالب وهذا ما يثير الإعجاب أيضا.”

كيف يجري عملك مع تيبو كورتوا كمحلل أداء خاص به؟

” أنا أشرع في تحليل أدائه في المباريات بعد نهايتها مباشرة. أقوم بدارسة كل التفاصيل الدقيقة عن أدائه من الجانب التقني والتكتيكي، الفردي وكذا تنسيقه رفقة المدافعين، ودفعه الكرة نحو المهاجمين وبناء الهجمات من الخلف. أضع تحت تصرفه كل التفاصيل الدقيقة. في اليوم الموالي نجتمع عبر تقنية الفيديو لدراسة كل الحالات والوقوف على أي نقص أو تراجع في أي من خصائصه. بالإضافة إلى تطوير نقاط قوته واستحداث أخرى أيضا، حيث نقوم بهذا العمل بشكل دوري بعد كل مباراة. كما أننا نحلل أداء المهاجمين قبل المباريات خاصة الكبيرة منها ليتعرف على منافسيه عن قرب.”

هل هو مهتم كثيرا بتقنية تحليل الفيديو؟

” بالتأكيد، ليكن في علمك أن كورتوا لاعب يعمل بجد كبير ويعمل بشكل غير متوقف في بعض المرات. عمله لا يقتصر على ما يقوم به رفقة النادي يوميا في التدريبات، ولكنه يحرص حرصا كبيرا على دراسة نقاط ضعفه وقوته وتطوير مهاراته الفردية وكذا التنسيق رفقة زملائه. يبحث يوميا على تطوير مكتسباته من خلال دراسة تفاصيل دقيقة عبر تقنيات الفيديو. هو يعمل بشراهة كبيرة ويطمح دائما لتطوير مستواه. هذا ما يدفعه للإهتمام بشكل كبير بتقنية الفيديو وتحليل أدائه”.

هل ترى أنه قادر على الحفاظ على ثبات مستواه لمواسم مقبلة؟

“بالتأكيد، هو لاعب يعمل يجد كبير ويطمح كما قلت لتقديم الأفضل دائما، وهذا ما يجعله يبقى على نفس الوتيرة، ولا أرى أي سبب يجعله يتراجع أو لا يحافظ على القمة. يبلغ من العمر 30 سنة فقط وتعلم أن حارس المرمى يمكنه أم يبقى طويلا في الميادين. فالإنجاز الذي حققه هذا الموسم يمكن تحقيقه لمواسم أخرى”.

كيف ترى كورتوا الشخص وليس اللاعب؟

“تيبو شخص رائع فعلاً، هو لطيف وهادئ ويحترم الجميع. له شخصية قوية جدا ويملك إرادة من حديد من أجل التطور أكثر رغم ما وصل إليه. إنه لمن دواعي فخري أن أعمل مع لاعب من طينة كورتوا”.

كأس العالم على الأبواب، هل تنتظر تألق كبير من كورتوا؟

“كأس العالم محفل كروي كبير، وسيكون مختلفا هذه المرة خاصة وأنه سيجري خلال الموسم الكروي وليس في نهايته كما جرت العادة. هذا الأمر سيكون سلاح ذو حدين، من الرائع رؤية اللاعبين في كامل لياقتهم خلال الموسم، ولكن الأمر السلبي هو تعرض البعض لإصابات خلال اللعب وهو ما يحدث مع تيبو كورتوا في الوقت الراهن، حيث أنه يخضع للعلاج في الخمسة عشرة يوما الحالية. صحيح هو بعيد عن تدريبات ناديه في هذا الوقت، لكنه يعمل على عديد الأصعدة من أجل تطوير مكتسباته خاصة من جانب الفيديو ودراسة كل التفاصيل المتعلقة بأدائه. أعتقد أنه سيقدم كأس عالم رائعة والآمال معلقة عليه من طرف جماهير منتخب بلاد. أتمنى له كل التوفيق ومواصلة التألق مثلما فعل الموسم الماضي مع نادي ريال مدريد”.

كلمة أخيرة لنختم هذا الحوار..

“أشكر جريدتكم على إتاحة هذه الفرصة للحديث إلى الجماهير العربية والجزائرية، سعيد بالحديث معكم وبالحديث إلى جمهور من قارة أخرى. لم تسمح لي الفرصة للعمل في الجزائر سابقا مع حراس المرمى من خلال دورات الإتحاد الدولي لكرة القدم، ولكن أتمنى أن تسنح لنا الفرصة في المستقبل للعمل على تطوير أداء حراس المرمى في العالم أجمع. شكرا لتيبو كورتوا أيضا على الثقة التي وضعها في شخصي لأشرف على تحليل أدائه الخاص. تحية لكل الجماهير العربية والإفريقية، إلى اللقاء.”

حاوره: مصطفى خليفاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى