بداية كيف تجري يومياتك خلال فترة الحجر الصحي؟
” أقضي فترة الحجز الصحي مثل كافة الناس، أخرج صباحاً لأقتني بعض الأغراض المنزلية، وبعدها مع التدريبات حيث أتمرن مرتين في اليوم لرفع النسق، ونحن ننتظر الجديد وتحسن الأمور في باقي الأيام إن شاء لله.”
التدريبات الفردية… ألم تعد مملّة؟
” بالطبع، التدريبات الفردية لا نكهة لها، ولكن أتدرب رفقة بعض اللاعبين من خلال تكوين مجموعة عبر وسائل التواصل الإجتماعي تحت إشراف المدرب الطاهر لعبان، ومع رفع النسق أتدرب في الفترة الصباحية بمفردي، وفي المساء رفقة المجموعة لرفع النسق دائما والجاهزية، بعد توقف طالت مدته وفاقت الثلاث أشهر، وبما أننا مقبلون على المونديال، يجب أن نكون في الجاهزية المطلوبة.”
اشتقت للمنافسة كثيراً، وروتين التدريباتوالتنقلات، أليس كذلك؟
” أكيد، فهذا الأمر يعتبر نظام حياة بالنسبة لنا، الجزء الأكبر من حياتنا بين التدريبات، التربصات، التنقلات وكذا المباريات، والتواجد مع المجموعة يومياً، وفجأة ظهرهذا الوباء الذي حبسنا في البيوت في أمر غير متعودون عليه تماماً، ما جعلنا نشكل مجموعة عبر الفايسبوك للتواصل رفقة الزملاء، ونأمل أن نعود قريباً للتدريبات فقط، وحتى عودة البطولة نعلم أنها لن تكون قريبة.”
كيف ترى طريقة العودة للمنافسة في هذه الفترة الصعبة، بين ضرورة إكمال الموسم أو سنة بيضاء، هناك اختلافات كثيرة، ما رأيك؟
” أرى أن رئيس الإتحادية و المكتب الفدرالي هم من ينظرون في هذا القرار، و كوننا لاعبين فإن مهمتنا مرتبطة بالميدان و ترك بقية الأمور لأهلها، و أعتقد حتى هم لا يملكون القرار النهائي لعودة المنافسة، لأن الأمر بيد وزارة الصحة، و وزارة الشباب و الرياضة، لكن نحن اللاعبون نأمل أن يتم تجهيز كل البروتوكولات قبل العودة للمنافسة لحماية أنفسنا، و حتى الاستئناف سيكون صعباً للغاية بعد توقف دام لثلاث أشهر كاملة، بالإضافة إلى أن هناك عديد اللاعبين الذين توقفوا عن التدريبات و هذا أمر مؤسف للغاية، و كلما طال الأمر، كلما كان الأمر في غير صالحنا، و إذا كان الأمر بيدي أعتقد أنه نشرع في التحضير للموسم المقبل مباشرة و ننهي الموسم الجاري الآن و هذا رأيي الخاص، و أعرف بأن هذا الأمر لن يكون في صالح عديد الفرق التي استثمرت أموال كبيرة، خاصة تلك التي تلعب على الصعود، من الصعب أن يتم إلغاء البطولة، نتمنى حقاً أن يكون هناك قرار يرضي الجميع و يكون في صالح كرة اليد الجزائرية، خاصة و أننا مقبلون على مونديال في مصر، و حتى إذا عدنا للمنافسة أعتقد أن الصيغة ستتغير، حيث تنتظرنا مباراة قبل الدخول في مرحلة اللقب، و من الصعب حقاً أم يتم إجراء كل المباريات، و كما سبق وقلت فإن قرار العودة يبقى بيد السلطات العليا، و كذا الهيئات الصحية و هذا رأيي الشخصي فقط.”
حتى تحضيراتكم مع المنتخب الوطني للاستحقاقات القادمة ستتأثر، أليس كثيرا؟
” أكيد، حتى وإن عادت البطولة، من المفترض أن نعود شهر أوت، وفي هذا الشهر هناك برمجة لتربص مع المنتخب مع المباريات الودية التحضيرية، ومن المؤكد أن التحضيرات ستتأثر كثيراً، ولكن هذا ليس حجة لأن العالم كله متأثر ويعيش نفس الوضع، ويجب التأقلمووضع كل الاحتياطات، حتى نكون جاهزين للبطولة العالمية، و نظهر بأفضل صورة ممكنة، خاصة و أننا لم نشارك في النسختين الماضيتين، و هذا ما يجعلنا نسعى بكل الطرق لنظهر بأفضل صورة ممكنة.”
كيف حظوظكم في مونديال؟
” الحديث عن الحظوظ سابق لأوانه، و حتى القرعة لم تتم بعد لنتعرف عن هوية المنتخبات التي ستشاركنا المجموعة، و حتى التحضيرات الفعلية لم تنطلق بعد، و حسب ما شهدنا في دورة كأس أمم إفريقيا السابقة، هناك تطور ملحوظ في المستوى، و هذا ما يجعلنا نضاعف العمل للظهور بأفضل صورة في مصر، حيث أننا لن نكون متفرجين بل سندافع عن سمعة كرة اليد الجزائرية، و تحقيق التأهل للدور الثاني على الأقل، و سننتظر الكشف عن هوية المنتخبات التي سنواجهها، خاصة و أن صيغة المنافسة تغيرت أيضاً، و سننتظر ما ستسفر عنه الأشهر المقبلة ان شاء الله من أجل الإجابة عن هذا السؤال، و أنا شخصياً متفائل للغاية بتحقيق نتيجة إيجابية في المونديال حيث أن اللاعبون يريدون فعل شيئ ما بعد الغياب عن بطولتي 2017 و 2019، و لا نريد تضييع الفرصة، خاصة و أن المونديال سيكون في مصر وسيكون هناك حضور جماهيري كبير لأنصارنا من أجل مساندتنا.”
وماذا عن الحظوظ في دورة ألمانيا المؤهلة للألعاب الأولمبية؟
” هذا أمر آخر، حيث سنواجه كل من السويد، سلوفينيا وألمانيا للتأهل للأولمبياد، والأمر الإيجابي هو أنها كانت مقررة مباشرة بعد المونديال، حيث أننا سنكون في الجاهزية التامة مع خوض عدة مباريات ذات مستوى عالي، ولن يكون هناك مركب نقص وخاصة من حيث اللاعبين الشباب الذين قد يتأثرون من مواجهة المنتخبات الكبيرة، وهذا ما سيكون في صالحنا، ولو تم برمجتها في مارس الماضي، كنا قد نتأثر من جانب التحضير، ولكن بعد المونديال ستكون في صالحنا، ولما لا نظفر بتأشيرة التأهل للألعاب الأولمبية إن شاء الله.”
كيف ترى العمل مع الناخب الوطني آلان بورت؟
” الحمد لله، كل الأمور تسير في الطريق الصحيح معه، و تمكنا من العودة للمونديال، كما أنه جاء بفلسفة جديدة لم يسبق لنا اللعب بها، و نحن نعمل معه من أجل إعادة الكرة الصغيرة الجزائرية للواجهة، و سنضع اليد في اليد لإعادة الهيبة لهذا المنتخب، كما أن الأمر الذي كان في صالحنا و سهل المأمورية بيننا و بين آلان بورت، هو تواجد المدرب المساعد الطاهر لعبان الذي سبق له اللعب معنا، و يعرف ذهنية اللاعبين الجزائريين جيدا، و له دراية بكل مشاكل و خبايا هذه الرياضة في بلادنا من إيجابياتها و سلبياتها، و هذا ما كان إضافة حقيقية للمنتخب.”
كيف ترى مستوى البطولة الوطنية حالياً؟
” قبل الحديث عن المستوى، يجب النظر في المشاكل التي تتخبط فيها البطولة و كما يعلم الجميع أغلبها مادية، أو من ناحية نقص المنشآت، بالإضافة برمجة المباريات التي تلعب ظهر الجمعة و هذا ما لا يساعد الجميع، كما أن المباريات غير متلفزة و عديد الأمور التي تساهم في ركود كرة اليد الجزائرية، بالرغم من وجود طاقات هائلة و نرى كل موسم احتراف بعض اللاعبين، كما أن الاستمرارية غير موجودة، و كثرة المشاكل التي يتخبط فيها لاعبو كرة اليد، و أتمنى أن يتجنّد المسؤولون لإيجاد الحلول، لأننا نتحدث عن المشاكل منذ سنوات و لكن لم يتحرك أي أحد لإصلاح الأمور، و هناك مشكل آخر يجب التطرق إليه و هو عدم مشاركة النوادي الجزائرية في البطولات القارية و العربية بسبب المشكل بيننا و بين وداد السمارة، حيث أن النوادي الجزائرية تعتذر عن المشاركة في كل مرة لذات السبب، و هذا ما يقف في طريق رفع المستوى و تطوير كرة اليد الجزائرية، مقارنة بين النوادي المصرية و التونسية التي تتنافس على كأس إفريقيا في كل موسم، حيث بقي لاعبوهم بذلك النسق، و للأسف أن معظم اللاعبين عندما يشاركون في الكان تكون اكتشاف جديد لهم و يفتقدون للخبرة، عكس اللاعبين التونسيين أو المصريين.”
ألا ترى أنه قد حان الوقت للشروع في تطبيق الاحتراف، لنلحق بتونس ومصر؟ من الصعب تحقيقه مباشرة ولكن البدء في وضع المعالم…
” تطبيق الاحتراف في الجزائر أمر صعب للغاية، حيث هناك مشاكل كبيرة سبق لي ذكرها، يجب إيجاد حلول لها قبل الدخول في عالم الاحتراف، ولا يمكنني الإجابة عن هذا السؤال، وهناك أهل الاختصاص الذي يعرف ماذا يلزم لتطبيق الاحتراف، ونحن كلاعبين نأمل في تطبيقه لرفع المستوى من جهة وحماية الحقوق من جهة أخرى، ورغم صعوبته نأمل في تحقيقه، وهناك مثال لكرة القدم رغم وجود الاحتراف إلا أن النوادي واللاعبين يتخبطون في مشاكل كبيرة.”
شاركت في بعض التجارب خارج الوطن، كقطر ومصر في الزمالك، ما هي الأفضل في نظرك؟
” كل الفرق التي لعبت لها على سبيل الإعارة حققت معهم ألقاب والحمد لله، والأفضل في نظري أعتقد أنها تجربة الزمالك التي فزنا بها بكأس إفريقيا للأندية والسوبر ضد الأهلي، وحتى الجمهور الذي رحب بي بطريقة لا يمكن تصورها، وكأنني لعبت في فريقهم لعشرين سنة، والحمد لله هذا يشرفني ويشرف كرة اليد الجزائرية، وكل التجارب استفدت منها كثيراً والحمد لله.”
سؤال أعرف أنه يحرجك ولكن اعذرني يتوجّب عليّ طرحه. هل سنرى بركوس خارج الوطن خارج الوطن مستقبلاً، أم أنك ستنهي مسيرتك في المجمع؟
” هذا السؤال يطرح عليّ باستمرار، ولكن أعذرني لا يمكنني الإجابة لأن هناك عدة أمور شخصية لا يمكنني الكشف عنها في هذا المجال، ولكن لما لا ربما يكون هذا، المهم أن الإنسان لن يندم على قراراته مستقبلاً. ”
هل سنرى بركوس مدرباً مستقبلاً؟
” صراحة لم أفكر في هذا الأمر بعد، لأن هناك المزيد من السنوات سأواصل اللعب إن أمدنا الله بالصحة والعافية إن شاء الله، وأتمنى أن أحقق الشهادات اللازمة، لأن كرة اليد وحدها لا تكفي، بل هناك عدة أمور يجب الإلمام بها في مسيرة المدرب.”
أريد معرفة أفضل وأسوأ ذكرى في مسيرتك…
” هناك العديد من الذكريات سواء من المولوديةوالمجمع أو المنتخب الوطني، والأفضل على الإطلاق أعتقد أول لقب لي مع المجمع سنة 2008 حققنا بطولة إفريقيا للأندية، ومع المنتخب الوطني من المؤكد أنها كأس إفريقيا للأمم سنة 2014، أين دخلنا تاريخ كرة اليد الجزائرية، و أسوأ ذكرى في مشواري هي عدم مشاركتي في مونديالي 2017 و 2019.”
كلمة أخيرة لختام هذا الحوار… تفضل
” أشكر جريدة بولا التي بدأت تأخذ مجالا كبيرا من الاهتمام على الحوار، كما أنها أبدت حرصها على أخبار كرة اليد الجزائرية والجهة الغربية، وأطلب من كل أنصار المنتخب الوقوف إلى جانبنا في مونديال مصر، ونتضرع لله أن يرفع عنا الوباء، وتحية تقديروعرفان لكل الأطباء، رحم الله كل الموتى وشافى المرضى.”
حاوره: خليفاوي مصطفى