أندية تستفيد وأخرى تعاني … الإحتراف بين النجاح والخيبة
دخلت البطولة الجزائرية عالم الإحتراف منذ سنوات وهذا تماشيا مع المنظومة الكروية العالمية وحسب المتتبعين فإن الطريقة التي تم إنتهاجها لم تكن ناجعة في ظل عدم توفر الشروط المناسبة، خاصة من ناحية الإمكانيات المادية والبنية التحتية بالإضافة كذلك لمدارس التكوين كل هذا لم يكن متاح في البداية عدا نادي بارادو الذي منذ تأسيسه إنتهج سياسة واحدة وهي التكوين والإعتماد على المادة الخام وذلك من خلال إنتقاء المواهب من مختلف أنحاء الوطن فكانت ثمار ذلك ظاهرة للعلن حيث إستفاد أصحاب المشروع من أرباح كثيرة ببيع اللاعبين بعد وصولهم لفئة الأكابر وبتكوين جيد وذلك بالإستنجاد بأهل الإختصاص من مكونين ومدربين سواء اجانب أو كفاءات محلية، أما باقي الأندية فلم يكن الإحتراف إلا إهدار للمال في جلب لاعبين بمبالغ مالية كبيرة خاصة تلك التي لها شركات وطنية.
دون الإستفادة منهم خاصة خلال المشاركات الخارجية، لأنه يصعب مقارعة الفرق المعروفة قاريا كالأهلي المصري أو الترجي التونسي التي أصبحت في شكل مؤسسات لها مداخيلها الخاصة من عائدات الإشهار وبيع الأقمصة، كما يعتبر العارفين بخبايا الكرة في بلادنا بأنه لو تم دخول الإحتراف بطريقة أخرى وذلك بتقسيم البطولة إلى قسمين أندية لها شركات وإمكانيات مالية وأخرى تبقى تسير بالنظام السابق وهو الهواة لعدم قدرتها على تكاليف البطولة خاصة من ناحية أجور اللاعبين وكذا مصاريف التنقلات والأمثلة كثيرة حيث أصبحت بعض الفرق في خبر كان بسبب الديون ولجنة المنازعات وأخرى إنسحبت كليا من الساحة الكروية كدفاع تاجنانت دون نسيان معاناة البعض في الأقسام الجهوية كأهلي برج بوعريريج ومولودية العلمة، عموما فإن الإحتراف في بلادنا حاليا بدأت بعض ملامحه لكن بتدخل الدولة وذلك ببناء ملاعب عصرية ومنشآت قاعدية من شأنها أن تساهم بشكل كبير في تطوير الكرة خاصة بعد تسليم هاته الملاعب التي أصبحت تحت تصرف الأندية في إنتظار باقي الملاعب المبرمجة خاصة في الجنوب الذي كان يعاني التهميش ولم يستفد من هاته المشاريع.
الأكيد من كل هذا أنه بالرغم من إستفادة بعد الفرق من شركات وطنية لتدعمها ماديا وهي التي عينت رؤساء مجالس إدارة حتى تقوم بتسيير الجانب الإداري لكن وحسب ما تم دراسته على أرض الواقع فإن نفس السيرة لا تزال تسير عليها حيث تقوم كل صائفة بتغيير التعداد بنسبة 90 بالمئة مع جلب لاعبين بالملايير وهذا ما يعتبر أساسا سياسة فاشلة لأنه من غير المعقول أن يتم إستقدام لاعب في نهاية مشواره بأجرة شهرية خالية وفي الأخير يقدم أداء متوسط يمكن للاعب من الرديف أن يقوم بذلك الدور بكل أريحية.
دون نسيان العارضة الفنية وعدم الإستقرار فيها لأن الرؤساء يبحثون عن النتائج الفورية وليس لديها مشروع على المدى الطويل، كما يبقى التساؤل عن كيفية مراقبة هاته الأموال أين تذهب وكيف تم التصرف فيها لأنها في الأخير أموال عم عمومية يستفيد منها البعض على حساب البعض الآخر، بالمقابل هناك فرق لها تاريخ تحاول تغيير صورتها السابقة وذلك ببناء مراكز تكوين وتدريب خاصة كما هو الشأن لمولودية العاصمة التي إستلمت رسميا مركزها في إنتظار الباقي وهذا لتقليص فاتورة الإقامة في الفنادق كما كان عليه الحال سابقا، والأمر الذي يقلق محبي كرة القدم في بلادنا هو عدم التوازن بين أندية القسم المحترف الأول مما يخلق فوارق في الميدان.
أندية البيض، مقرة، الشلف، بسكرة و مستغانم تعاني التهميش
بعيدا عن الدعم والشركات الوطنية تبقى أندية مولودية البيض ونجم مقرة وجمعية الشلف وإتحاد بسكرة وترجي مستغانم تعاني التهميش وتجد صعوبات كبيرة في توفير السيولة المالية حيث تراكمت عليها الديون مما قد يدخلها في نفق مظلم وتعرف نفس مصير الفرق التي إندثرت وأصبح في خبر كان، هذا ما جعلها تدق ناقوس الخطر وتطالب هي الأخرى بالعدالة في توزيع الشركات كما حصل مع باقي الفرق والتي ليست أفضل منها لأن الصراع حاليا ليس فنيا بل ماديا محض.
والدليل هو المستوى المتقارب بينها فوق أرضية الميدان، هذا وتنتظر الأندية المذكورة في نفس الوقت الوعود الكثيرة سواء من طرف المسؤولين المحليين أو من رئيس الإتحادية الجزائرية الذي وعد بعد إنتخابه بأنه سيكون لكل نادي في المحترف الأول شركة وطنية تموله وتتكفل به، لكن ولحد كتابة هاته الأسطر لم يتحقق شيء بل إزدادت المعاناة منذ إنطلاق الموسم الكروي الجديد وقد يصل الأمر إلى إنسحابها من البطولة لعدم قدرتها على مواكبة النسق من ناحية المصاريف الكبيرة بعدما كانت سوق التحويلات الصيفية ساخنة لم تقدر هاته الفرق على مجابهة فرق الشركات الوطنية التي خطفت منها لاعبيها الذين نألقوا في صفوفها وبسبب إنعدام الأموال لم يتم الإحتفاظ بهم.
علاوي شيخ