تحقيقات وروبورتاجات

إتحاد بوفاطيس مازال نائما… فريق عريق في خبر كان والكل يتفرج

لا يزال سكان مدينة بوفاطيس و خاصة اتحاد بوفاطيس تحت وقع الصدمة ، بعد أن توقف فريقهم المحبوب عن المنافسة مرغما ولا أحد تقدم لإنقاذ النادي ، و يعتبر أنصار و لاعبي الفريق القدامى أن النهاية المؤسفة للاتحاد كانت مضرة بالنظر إلى المشاكل التي صادفته في السنوات الماضية و ظل فيها يصارع البقاء إلى آخر جولة من البطولة ، خاصة في مرحلة العودة متأخرا لأن الفريق الذي يريد البقاء يجب أن يدخر النقاط له مند الانطلاقة . الوضعية التي يعيشها فريق اتحاد بوفاطيس بعيدة عن الأنظار ، فلم يحصل للاتحاد أن بقي طول هذه المدة ، حتى لما كانت البطولة الشرفية في أوج قوتها وهذا غير عادي ، ويشهد له الجميع فمدينة بوفاطيس تملك كل أسباب النجاح في تكوين الفريق الذي يلعب في المستوى الأعلى من ذلك احتواؤها على ملعب معشوشب اصطناعي لإعادة ترتيب بين الاتحاد و إذابة الجليد و النهوض بالفريق قبل فوات الأوان ، فهل يكون الشباب اليوم خير خلف لخير سلف؟ من إحياء أمجاد ما ضاع و إعادة الوجه الحقيقي الذي كان معروفا به الفريق. السؤال الذي يبقى مطروحا هل يستطيع أصحاب الغيرة أن يعيدوا للفريق مكانته الحقيقية و سمعته الكروية؟ وهل سيجدوا المساعدة من أبناء الفيلاج الأوفياء له ؟ أم أن تتغلب ذاتية ومصالح البعض على إرادة الشباب الذين يريدون أن يبقى المصباح مضيئا ولا يستطيع أحد إطفاءه. ألا يستحق هذا الفيلاج و أبطاله الذين رحلوا عنه لكنهم مازالوا خالدين في قلوب الناس لفتة من سكانه احتراما لاسمه الكبير في الوسط الكروي ، بالنظر إلى النتائج الكبيرة التي حققها الفريق في فترة الثمانينات فتحت له أبواب الشهرة و بالتالي الاتحاد بحاجة إلى اتفاق كل محبيه و تظافر مجهودات الجميع لإخراجه من نفقه المظلم .

كرة القدم تتراجع و تتدهور و تندثر ببوفاطيس

تقع بلدية بوفاطيس بالجهة الشرقية لولاية وهران ، تبعد عن وسط المدينة بحوالي 22 كلم ، سميت في الحقبة الاستعمارية بسان لوي ، الزائر الذي يقصدها لن يجد صعوبة في التعرف على ماضيها الذي يروي قصة شعب عبر آلاف السنين ، وذلك من خلال الآثار الكثيرة المتواجدة بها ، و هذا ما جعل قيمتها التاريخية التي تزخر بها هذه المنطقة خير برهان على مدار السنوات التي صنعها الزمن. بوفاطيس مدينة تزخر بنشاطات اقتصادية كثيرة و متنوعة، فبالإضافة إلى الطابع الفلاحي الذي يغلب عليها، بحكم خصبة أراضيها، فإن الصناعة أيضا أخذت تشق طريقها نحو الازدهار بهذه المدينة، أضف إلى ذلك العمارات و الفيلات الواقعة بها. و إذا كانت بوفاطيس قد قطعت أشواطا كبيرة في جل الميادين الحياتية، فإن الأمر ليس كذلك في الرياضة و نخص بالذكر كرة القدم التي تراجعت و تدهورت و اندثرت و فقدت بريقها لأيام زمان. يا حسراه على أيام الزرقاء التي قدمت الكثير في السنوات الماضية ، توقفت فجأة عن المنافسة. و السؤال الذي بادر في أذهان محبي الفريق ، هو ماذا يجري في أوساط الاتحاد؟ الذي كان يخيف معظم الفرق الأخرى و الذي بدأت شعلته تنطفئ . الإجابة عن هذا السؤال قد تشعبت و لم تجد الحل الصحيح، مادام الفريق كان قد وضع نصب عيونه في المواسم الماضية تكوين فريق قوي و متماسك، إلا أن الحقيقة أثبتت العكس و دخل الفريق في متاهة و مشاكل لا حصر لها. فإلى متى يبقى وضع الاتحاد يتدهور من موسم لآخر؟ فهل يشعر محبوه بالخطر الذي يداهمهم حتى يجدون الحل قبل فوات الأوان، و بالتالي يحافظون على الإرث التاريخي، خاصة و أن للاتحاد تقاليد و المكانة المرموقة التي كان يحتلها في الساحة الرياضية باعتباره المدرسة التي أنجبت أسماء مشهورة يحفظها جيدا أبناء المنطقة، كما أن اتحاد بوفاطيس كان يتوفر على أحسن سجل كروي، و باعتراف الجميع كان يطبق كرة جميلة و حديثة على الساحة الرياضية، مما جعل الكثير من المتتبعين يرشحونه للعب الأدوار الأولى بالنظر إلى خبرته الطويلة، بحيث كان الكل ينتقل إلى الملعب لمشاهدة المباراة، فضلا عن ذلك للتمتع بفنيات التشكيلة التي كانت تستحق النشاط مع الكبار، و التمتع كذلك بفن الأنصار الذين استهووا كل العقول بأغنية “جاو، جاو أولاد بوفاطيس جاو “، كتعبير لهم أنهم مع الاتحاد في كل مكان و زمان، لكن أول ما تقترب من سكانها و تتوغل معهم في مختلف الأزقة و المقاهي إلا ولمست ذلك الحب الجنوني لكرة القدم بالنظر إلى تاريخها الكروي.

التشكيلة كان يحسب لها ألف حساب

هذه العوامل مكنت الفريق من الصمود و السير بخطى متوازنة بل أكثر من ذلك الظهور بالوجه اللائق، و بالتالي رفع التحدي لعل و عسى يعيد الفريق هيبته التي فقدها خلال السنوات الماضية، لاسترجاع مجده و اللعب مع الأندية الكبيرة، لتشريف مدينة بوفاطيس التي تستحق فريقا يلعب على أعلى مستوى، و هذا بعد أن أثبت قوته بالنظر إلى النتائج الإيجابية التي سمحت له بالتألق، بفضل الإرادة القوية التي كان يصنعها اللاعبون. تلك أيام جميلة مازال التاريخ يحتفظ بها، و فضلا عن ذلك كان اتحاد بوفاطيس يحسب له ألف حساب. لكن مع مرور الزمن فقد الفريق بريقه، و بالتالي عدم القدرة على الصمود دفعه إلى الاندثار . يحدث هذا في ظل غياب الدعم المادي، ما أدخل الشك لدى أنصاره بسبب بقاء بعض الأطراف تتفرج على ما يحدث لهذا الفريق العريق. فاتحاد بوفاطيس له باع طويل و لم يشفع له التاريخ الكبير لكي يحظى بالاهتمام، و هذا رغم المؤهلات الكبيرة للاعبيه على المستوى الفردي. و ما يعز في النفس و نتأسف له كثيرا ليس الاندثار في حد ذاته و إنما ما ضيعته مدينة بوفاطيس من تتويج ، والتي كانت ضحية تهاون و إهمال. الزرقاء هذه المواسم يتحسر على تاريخها الغيورون عليها، لاسيما اللاعبون الذين ساهموا في تألقها، و وضعوا أمجادها في الماضي، لم تعد مدرسة رائدة تنجب خيرة اللاعبين الذين ساهموا في صنع بقية الأندية التي كانت تتهافت على العصافير النادرة التي تخرجت من رحم الزرقة، لكن شتان بين الأمس و اليوم، فالفريق الذي طال عديد الأزمات أصبح حاليا يدفع ضريبة الإهمال و التخلي عن سياسة التكوين، و ماذا سنقول للأوفياء عندما تتقاذف الأهواء بفريق عريق دارت عليه الأيام، فخرج عن الطريق، زوروا مدينة بوفاطيس، و سوف تقفون على مآثر النادي و أيام زمان و قد تتحسرون على ما آل إليه هذا الفريق اليوم الذي لم يعد سوى ظلا لنفسه، و بقي المقر القديم ينتظر من يعيد له مجده. آه لو كان الزمن يتكلم لحكي الكثير عن فريق اتحاد بوفاطيس، آه لو كانت جدران و ميدان الملعب البلدي( نهاري) تتحدث لذكرت لنا ما عاشته من منافسات في جميع الميادين.

المدينة التي أنجبت أسماء رياضية كثيرة

من كان يصدق أن المدينة التي أنجبت أسماء كثيرة أمثال سبع البشير الحارس البارع و حمامي بن يبقى المدافع الصنديد الذي كان إلى جانب المرحوم بن عبيدة عبد القادر في وقت مضى أحسن دفاع في الجهة الغربية، دون أن ننسى الساحر المرحوم عنيبة بن يبقى ، يحدث لها ما يحدث. فبعدما كانت المنطقة يضرب بها المثل في الجهة الغربية بأكملها ، أصبحت تعيش ركودا كبيرا، فاختفت معظم المساحات الفارغة التي كان يستعملها آنذاك الشباب كملاعب، و حلت محلها المباني و انتشرت الآفات الاجتماعية بعدما لم يجد شباب الفيلاج أين يفجر طاقته و مواهبه. فقديما كان سكان البلديات ينتظرون بفارغ الصبر أيام إجراء المباريات لتتمتع كل بلدية بفريقها، باعتبار أن معظم البلديات الشعبية أسست فرقا تمثلها، و من بينها فريق اتحاد بوفاطيس العريق الذي تأسس عام 1926 بفضل المرحوم بلغوماري أمحمد معروف باسم (حمية)، حيث كان يستقطب الشباب الهاوي المتعطش لممارسة كرة القدم، و ما ميز النادي في تلك الحقبة الزمنية هو تمسك القائمين على تسييره بروح جماعية، و العمل بمبدأ عدم الاعتراف بالجنسيات الأجنبية، و الاعتماد على لاعبين محليين مثلوا ألوان النادي دون إشراك أجانب في تقمص زى الفريق، خاصة أنه لقب بالتحاد و بقي يحتفظ بهذا الاسم. فقد كان فريقا عائليا، فالكل يحس أنه في أسرته، و يحمل النادي داخل قلبه، فتجده مستعدا للقيام بأي شيء في سبيل ذلك الاسم، كما كان الفريق وراء تألق عدة أسماء لامعة نذكر على سبيل المثال المرحومين براشد و براحو، و بن عبيد و دية و عنيبة رحمهم الله الذين هم مازالوا في ذاكرة من يعرفهم، بالنظر إلى عطائهم الكبير في الميدان مع الاتحاد و صنعهم لأفراحه في العديد من المناسبات. و كان كل موسم كروي جديد يعرف تألق مواهب جديدة، لأن الكرة كانت هي النشاط الرياضي الشعبي قبل الاستقلال بل كانت في بعض المناسبات وسيلة و تحد. شباب اليوم قد ينظر إلى أندية تتمتع بخبرة واسعة و التي أصبح لها باع طويل في هذه المنافسة، بفعل الحماس و التنافس باعتبار أن الكرة تعتمد في أساسها على عناصر الفرجة من لقطات فنية و أهداف، ولا شك أن هواة كرة القدم قد تأسفوا لاندثار فريق اتحاد بوفاطيس و معه فقدت البطولة الولائية أحد الأندية التي توفر عناصر المنافسة الكروية من حماس في المدرجات، حيث يبقى اتحاد بوفاطيس من الفرق العديدة والقديمة في بطولة وهران الذي ترك تاريخا حافلا بالذكريات الجميلة ، ولكن رغم الشهرة التي اكتسبها في السنوات الماضية إلا أنه لم ينل حظه من الرعاية مما حكم عليه الانسحاب من المنافسة .

مشاكل وانتكاسات

في كل مناسبة ولائية تطفو مشاكل عديدة، توحي بأن دار لقمان على حالها ،وأن الارتجال و العشوائية هما السائدان في كواليس الهيئات المشرفة على الرياضة عامة ، والكرة خاصة ، وهذا ما كان وراء الانتكاسية التي عرفها الفريق خلال السنوات الأخيرة .وكانت آخرها نتائجه الضعيفة جدا بطولة القسم ما قبل الشرفي ، إلا أن المصاعب التي تعرض لها الفريق حالت دون تحقيق أحلامه ، ليدفع الفريق في نهاية المطاف ثمن تكالب أصحاب المصلحة الشخصية التي لها نصيب كبير في الحالة التي آل إليها فريق إتحاد بوفاطيس ، لكمة قوية أشبه بالقاضية تلقتها كرة القدم على مستوى المدينة في السنوات الماضية ، الأمر الذي آثار استياء المناصرين والمحبين ، حيث أن كل المؤشرات تجمع على أن بيت الإتحاد يعيش أزمة ، بالنظر إلى الجمود الكلي ، حيث طفت إلى السطح صراعات ، قد زادت الوضع تأزما ، ناهيك عن الأزمة المالية التي انعكست سلبا على مشوار الفريق ، بعدما كان صيته يدوي في كل المدن خلال الفترة التي لعبها في القسم الشرفي ، حيث كان له شرف الاحتكاك بكبار النوادي و التفوق عليهم في الكثير من المناسبات ، لكن ظروفه المالية حالت دون تألقه في الكثير من المواسم ، عكس طول هذه الفترة . الوضعية الصعبة التي تتخبط فيها الكرة مند الاستقلال والناجمة أساسا عن إبعاد أهل الميدان والاعتماد على غيرهم ، ولعل السبب الذي أدى بالفريق إلى الغوص في هذه الأحوال المتردية إلى الإمكانيات المادية رغم أن كرة القدم بهذه المدينة تبقى المتنفس الوحيد لشبابها ، فذلك لا يعني أن الرياضة متأخرة في هذه المدينة الصغيرة الهادئة لا أثر فيها للاكتظاظ و الازدحام في حركة السير على مستوى النهج الرئيسي و الشوارع الأخرى ، أهلها كرام محافظون ، بل كل ما في الأمر أنها ما تزال تبحث عن السبل الناجعة للوصول إلى الهدف المنشود ، وتعود إلى سابق عهدها . حتى تشمل الحركة الرياضية، العدد الأكبر من الشباب الذي إن لم يجدها يصبح يتسكع في الشوارع والطرقات و أركان المقاهي .

على الجميع وضع اليد في اليد لاسترجاع المجد الضائع

إنها الحقيقة المرة التي عاشها الفريق في السنوات الماضية ، واذي لم يتمكن من وضع يده على الجرح ، حتى يتمكن من معالجته ، هذا الجرح الذي ينخر جسد هذا النادي ، ويستنزف طاقاته البشرية ، إنه “التخلاط” الذي جعل الفريق يعيش في السنوات الماضية في دوامة من المشاكل ، لم يتمكن من حل عقدها وفك خيوطها ، و أصبحت المدينة دون فريق يمثلها على المستوى الولائي و الجهوي ، وقد صدق من قال ” لكل زمان رجاله ” ، ويجب الاعتراف كذلك بالمواقف الشخصية لرجال الأمس الذين ساعدوا الحركة الرياضية كثيرا بتجربتهم وتضحيتهم ، فهم يتميزون بالدفاع عن المبادئ المحترمة ، وحب “الفيلاج ” و ألوان الفريق ، وهذا ليس مستحيلا ، لأن مدينة بوفاطيس تتوفر على رجال بإمكانهم رفع التحدي من أجل بذل جهود معتبرة لفك الخناق على النادي و إعطاء النفس الجديدة والعودة إلى الواجهة ، التي تسمح للفريق ببعث دوره الكروي من جديد . الزرقاء لم تعد سماء صافية كما كانت، ذهب بهاؤها و جمالها، فاستحال لونها شاحبا تشمئز النفوس من النظر فيه طويلا، كانت رائعة تسر الخاطر، كيف لا و قد كانت سنة 96 فقط تملك أحسن خط هجوم في بطولة القسم الشرقي أيام داود، و براشد، و بوتابوت و بن كنان و قويدر و غيرهم ممن جعلوا الحاج بريدجي و نخبة أخرى من المدربين الكبار يتحدثون عن هجوم من ذهب، قادرا على الإطاحة بأكبر و أقوى خطوط الدفاع في الجهة الغربية. كان هذا في السابق، و لم يعد اليوم سوى مجد ذكريات جميلة، يعود إليها أبناء بوفاطيس ليقولوا أي نعم هذه مدينة رياضية، و اسألوا السابقين عن “الزرقاء” لتتحققوا من ذلك، و بالتالي علينا أن نحافظ على سمعتها، و نقف بجانبها خاصة في هذا الظرف بالذات بغية إنقاذ الفريق من الاندثار.

لم يبقى من الزرقاء إلا الاسم

هو كلام صحيح لا ريب فيه، لذلك يجب إعادة النظر في إمكانيات الفريق عن كثب، لإعطاء دم جديد الذي وصفه التقنيون خزانا لا يفرغ ، فبوفاطيس مدينة كرة، و المدينة التي أنجبت العديد من الأبطال الذين كان لهم الدور الفعال في تسجيل أحرف بوفاطيس على صحيفة ذهبية، ستبقى راسخة في الأذهان و خالدة طول الدهر. فللمدينة فعلا أسماء تعتمد عليها لتؤكد للجميع أنها كانت حاضرة في دعم الرياضة في مختلف فروعها و نشاطاتها، و بقيت مدينة بوفاطيس مثل الخزان الذي لا ينضب، يربي و يبعث و يعيد كل نشاط لفائدة سكان و شباب هذه المدينة المحبوبة التي تستقطب فيه الأنظار و إعادة الاعتبار للتشكيلة المحلية، لتبرهن للمتتبعين على أنها قادرة على رفع التحدي، و أن كل شيء تحدده أرضية الميدان، فعلى اللاعب أن يبرهن على إمكانياته و يعمل على تأكيدها باستمرار حتى يتسنى له تصحيح النقائص و الهفوات التي ظهرت على الفريق خلال المقابلات الرسمية الماضية، و السؤال الذي يردده الكثير من المتتبعين، هل ينجح الفريق في تفادي النكسات المتكررة؟ وسط مجموعة من عوامل و عواصف قوية ضربت النادي و هزت كيانه أمام تقاعس ذوي الأمر، و لم نعد نسمع عن فريق اتحاد بوفاطيس إلا و سمعنا مع الاسم كلمات أخرى منفردة، مشاكل، هجرة، تذمر، بدون حماس. و بذلك عندما تدنو أمام شيوخ مدينة بوفاطيس و رجالها ليحدثوك عن الرياضة، فإن حديثهم لن يخلو من المتعة و التشويق، حيث كثيرا ما تجدهم يتحدثون بحماس كبير، و صدق عميق و يتبادلون الأحاديث و يتذكرون الذكريات الجميلة، بل أكثر من ذلك فإن عيونهم تبرق من شدة التأثر، خاصة إذا كان الحديث عن رياضة كرة القدم، و عن المقابلات التي كانت تجريها الزرقاء التي تعرف بهذه التسمية. لم يبقى منها إلا الاسم، و حتى اللون الأزرق الدال على الصفاء اختفى بعدما كان عشاق مدينة بوفاطيس يفضلون هذا اللون، و يحبونه حتى النخاع إلى درجة وصل الأمر يبعضهم في السنوات الماضية، عندما كانت تشكيلة المدرب المرحوم مهدي محمد في أوج عطائها إلى طلاء بيوتهم و عماراتهم باللون الأزرق، فالزائر لتلك المدينة الشعبية لا يلاحظ إلا الأزرق الذي كان يلازم بدلة الفريق منذ نشأته. هذه العوامل جعلت الفريق الذي كان زمانا مثالا للاستقرار في أطقمه الإدارية و الفنية و تتباهى به كل الفرق بفضل أدائه الراقي بالنظر إلى التشكيلة الذي كان يتوفر عليها ، و الذي كان يزخر بعدد هائل من اللاعبين الموهوبين لتحقيق الحلم الذي عانقه منذ سنوات و هو الصعود إلى القسم الشرقي الذي لازال راسخا في أذهان سكان المدينة.

المشاكل الداخلية أثرت على الفريق

ها هي اليوم الزرقاء تشهد سقوطا حرا دفعها إلى الهاوية و لم تعرف الطريق الصحيح، خاصة و أنها تعاني في صمت رهيب، و لا أحد تقدم لإنقاذها من هذه الوضعية التي نأمل أن تزول و تعود الزرقاء إلى مكانتها السابقة. أكثر من ذلك تبدو أن العاصفة التي يمر بها حاليا اتحاد بوفاطيس، حيث اشتدت في السنوات الأخيرة و لن تعرف الهدوء، و طغت على السطح صراعات داخلية و محيط معكر، بدليل على أن أوضاعه لا تبعث على الارتياح، ليدفع بذلك الفريق فاتورة الاندثار و الإكثار من التجارب الفاشلة التي ذهب ضحيتها أجيال و أجيال من اللاعبين الموهوبين، و المدربين الأكفاء الذين تركوا الميدان لغير أهله، فكنا نعيش كل سنة أو سنتين تجربة جديدة في المنافسة، و طريقة جديدة لتحضير الفريق، تتغير بتغيير المدربين، و ما أكثر من هذه التغييرات المعلقة على كف عفريت، و نتيجة مقابلة قد تدمر مستقبل مدرب، و جيل كامل من اللاعبين البارزين في فترة الثمانينات و هو ما يعكس بجلاء العودة القوية للكرة في هذه المدينة بعد فترة فراغ ، فعلا كانت في كل مناسبة تقام دورات كروية تجمع أندية من مختلف الأصناف العمرية، فضلا عن تلك اللقاءات التي أصبحت من عادات أهل المدينة، فقد كان الغرض من هذه الدورات اكتساب المزيد من التجربة و الاحتكاك بالفرق القوية، و هو ما كان يتطلب إمكانيات تنظيمية كبيرة و مستوى فني ، كما كانت هذه المناسبة فرصة لانتقاء المواهب و العناصر القادرة على تطعيم الفرق التي تنشط في مختلف البطولات، لكن مع مرور الزمن تلاشت تلك السنة الحميدة و فقد سكان مدينة بوفاطيس نكهة تلك المقابلات الشيقة فضلا عن حتمية ذلك بسبب الإهمال، مع ذلك بدأت رياضة كرة القدم في مدينة بوفاطيس تفقد قاعدتها الشعبية، و بترت بذلك العلاقة القوية التي كانت تربط هذه الرياضة بالجمهور الذي كان يؤم الملاعب أسبوعيا لأخذ قسطه من الترويج على البال و التمتع بالفرجة ، لكن و مع الأسف الشديد أن الساهرين على شؤون الفريق فضلوا ترك الأمور تسير عادية لأنهم لا يريدون تغير نمط حياة اللاعبين. إنه منطق جديد مصحوب بالتهاون نتج عنه إفلاس تام للاتحاد، و هذا ما زاد الطين بلة، و هي الخطوة التي يمكن وصفها بالتاريخية، لتبقى آفاق التطور و النهوض بهذه الرياضة مرهونة بتوفير الإمكانيات المادية المطلوبة للممارسة، حتى يتسنى لها الخروج من الحلقة المفرغة التي ظلت تدور فيها، مما جعل الأنصار يستاؤون من مستوى فريقهم. العجيب في الأمر أنه كانت هناك محاولات عديدة من المسؤولين على قطاع الرياضة لتعميم ممارسة اللعبة الأكثر شعبية التي خلقت من أجل الترفيه على النفس و صنع الأفراح، إلا أن هذه المحاولات لم تجد أي صدى عند المسئولين المحليين، فهل يدرك الجميع حساسية المرحلة التي تعيشها الرياضة ببوفاطيس؟و التي تستلزم تجنيد الكل قصد الخروج من الأزمة و مراجعة الحسابات للعودة إلى المواجهة.

أغلب المدربين لم يتمكنوا من وضع الفريق في الاتجاه السليم

علينا تجديد الطاقات من أجل إعادة الاعتبار للكرة المستديرة التي عادة ما تبقى ملاذا و متنفسا لعشاقها، إذا استثنينا من الأمر القطيعة التي حاول فريق بوفاطيس أن يحدثها لما صعد إلى القسم الشرقي سنة 1991 ، إذ من 1962 إلى 1991 لم يكن الفريق إلا حفلا لمختلف التجارب و المغامرات، و لم يتمكن أغلب المدربين من وضع الفريق في الاتجاه السليم، نظرا لانعدام الاستقرار و قلة الاهتمام، و الجهل بالتطور المذهل الذي عرفته الكرة مع بداية السبعينات، و لما نحاول أن نتحدث عن العهد الذهبي للفريق، إذا جازت هذه العبارة، فإننا نذكر بكل تأكيد جيل الثمانينات كبن كتان و بلعميري، بلهاشمي، قويدر، بن مقداد، سجراري، برحمون، السبع، بلحسني و مداح و بن زواك و المرحوم الحارس داود و غيرهم من اللاعبين الممتازين الذين صنعوا سنوات العز بالنسبة للفريق الذي رفع مشعل الكرة، و صنع لنفسه مكانة في أوساط الأندية الكبيرة، و نستطيع القول أنه في ظرف قصير من الزمن مدينة بوفاطيس قد اكتسبت تجربة ثرية في حقل المنافسات الرسمية، و كان يعقد الجمهور آمالا كبيرة على فريقه لمعانقة الحلم الذي يراودهم منذ أكثر من عقدين من الزمن، و الدليل على ذلك سيطرة الفريق على منافسيه سيطرة واضحة و قاسية في بعض الأحيان، زيادة على إقصاء كل الفرق التي كان يتقابل معها ، و التي كانت في السنوات الماضية تقف أمامه و تحرمه من التأهل إلى مختلف الدورات الرسمية ، مما ترك للفريق انطباعا حسنا لدى الأنصار جعل المسئولين يولون مسؤولية أكبر له، لتبقى بذلك علامات استفهام قائمة ، كيف لا و الفريق كان يملك قاعدة جماهيرية كبيرة، و الذين عايشوا فترة المدرب سبع البشير يشهدون على ذلك، لما كان الاتحاد يحسب له ألف حساب، بالنظر إلى التشكيلة التي كان يتوفر عليها ،حيث كان لهم طموح وأمل كبيرين كان يراود اللاعبين و الأنصار بتحقيق المفاجأة و استرجاع سمعة الفريق الذي يجدب الأنصار في السابق . تغير حال اتحاد بوفاطيس جعله يعاني في صمت منذ اندثاره، و رغم طول الغياب عن الساحة الكروية إلا أن الأنصار الأوفياء مازال الأمل يحدوهم لاسترجاع مجدهم و اللعب مع الأندية الكبيرة.

الملعب البلدي فقد حركته

الملعب البلدي نهاري حكيم فقد تلك المقابلات الرسمية الشيقة ، و فقد معه أبطاله الذين كانوا بالأمس القريب مفخرة المدينة، في ظل الصمت الرهيب للجميع، رغم أن كرة القدم بهذه البلدية تبقى المتنفس الوحيد لشبابها، فطيلة سبع سنوات الماضية ضاع وقت كبير و طال النقاش بلا فائدة، و غياب التفكير السليم في ظل محيط لا يشجع على العمل داخل بيت الاتحاد الذي دفع ثمن الاندثار، و يبحث عن ثمن يعيد له الاعتبار في ظل ابتعاد أبنائه، و رفضهم تولي زمام تسييره لإيجاد حل و مخرج لإنقاذ الفريق من العاصفة. لكن ما يبدو أن فريق اتحاد بوفاطيس غير محظوظ بفعل مشاكله التي لا تنتهي و التي يرجع تاريخها إلى المواسم الماضية، وهو ما ينبئ بالوضع الحالي وغياب القاعدة التي قد تطمئن على مستقبل الفريق الذي راح في مهب الريح مما جعل أبناء المنطقة يرسمون في أذهانهم علامة استفهام كبيرة ناهيك عن الأزمة المالية التي انعكست سلبا على مشوار الفريق ،وهو ما جعل بعض الأطراف باقية مكتوفة الأيدي ، مما أدخل الأنصار في حيرة من أمرهم ، حيث أبدى هؤلاء قلقهم الشديد حول مستقبل فريقهم في البطولة بعد عدة سنوات من الغياب و المعاناة التي لا تخدم مصالح الفريق ، وهو الذي شرف مدينة بوفاطيس في الكثير من الأعوام ، الشيء الذي من الضروري الاستدراك حتى لا يفوت القطار من أجل الانطلاقة الجديدة و العودة القوية لكي تتضح الرؤية بعدها أكثر.

اتحاد بوفاطيس باق في الأقسام السفلى مند عدة سنوات بسبب نقص الخبرة

اتحاد بوفاطيس قبل الاستقلال استطاع إن يحرز عدة بطولات لكن لم يستطع أن يجسدها بعد الاستقلال و بقي في الأقسام السفلى مند عدة سنوات ، حتى يثبث قوته على الفرق الصغرى مادام لم يستطع الصعود إلى القسم الجهوي بسبب نقص الخبرة ، إلا أن الفريق ترك انطباعا حسنا لدى الأنصار نظرا للسمعة التي كان يتمتع بها ، و سرعان ما ظهرت مشاكل تعكر السير الحسن للفريق الذي وضع في طي النسيان و أضحت حالته في المواسم الأخيرة بمثابة اللغز المحير، و ساء الوضع أكثر حينما أوقع به الزمن في الحضيض و أنهكته المشاكل ، وصار مستقبله غامضا في الميادين يثير أكثر من سؤال ، فايا حسرتاه على الزرقاء التي شغلت وكانت تشغل بال الكثير من المتتبعين و الأنصار الأوفياء ، بإنجازاتها على المستوى المحلي لطريقة وأسلوب لعبها ، وكذا نوعية و طبيعة الأسماء التي شرفت بحمل ألوانها الاتحاد في كل هذه السنوات ، و اصطدم مع المشكل المالي الذي قلل من طموحاته و كلما حل وجد نفسه يدفع الثمن بسبب هجرة ألمع لاعبيه، كل هذا منعه من الصعود إلى القسم الجهوي الثاني. و بسبب نقص المساعدات المالية بقيت دار لقمان على حالها ، و قد يبقى موسم 2014-2013 عالقا بأذهان محبي الفريق لما عرفه فريقهم من ضعف و وهن، بالنظر إلى ما يحدث هذه السنوات داخل بيت الاتحاد ، فأين الغيرة على مستقبل الفريق و الحفاظ على بنيته؟ السؤال يطرح نفسه بإلحاح و الكثير متشائم خاصة بعد الوجه الشاحب الذي ظهر به الفريق خلال تلك المواجهات الرسمية ، وكان لها أثر سلبي على معنويات اللاعبين و التي دفعت الفريق إلى الاندثار . رياضة كرة القدم في مدينة بوفاطيس توجد في وضعية حرجة ، فلا دورات تعيد نشاط و حيوية المدينة ولا لاعبين في مستوى لاعبي الماضي بهذه المدينة ، ولا الجمهور أصبح يتذوق تلك المقابلات الرسمية ، فشتان بين ذلك الماضي المنير و الحاضر المظلم .

لماذا هذا الصمت المضروب؟

هده الصورة جعلت عيون شيوخ المدينة تدمع عند رؤيتهم الوضعية التي آلت إليها رياضتهم المفضلة، خاصة أن منطقة بوفاطيس تفتقر إلى أدنى وسائل الراحة و الترفيه فهذا لا يشرف الساهرين على هذه الرياضة التي أهملوها، وهي التي كانت مفخرتهم وهي بين مد وجزر تبحث عن مجدها الضائع ، كما أن كل الشخصيات التي كانت تنوي التقدم للرئاسة تراجعت على ذلك بعد أن تأكدوا أن الإقدام على هذه الخطوة يعتبر مجازفة حقيقية ، عواقبها غير محمودة خاصة و أن النقطة السوداء أنهم لم يقدروا على تسديد حقوق الانخراط وعدم وجود أي شخص للترشح للرئاسة خوفا من الأزمة المالية ، التي مازالت هاجسا قائما ، و لا تدري من ستكون له الشجاعة الكافية لقيادة سفينة الاتحاد و ذلك في الوقت الذي ضبطت فيه الكثير من الفرق برنامجا للموسم الجديد ، و هو ما أدخل الأنصار في حيرة من أمرهم متسائلين أين هم رجال المدينة؟ الذين لم يظهر لهم أي أثر إضافة إلى المشاكل الداخلية التي كان يعاني منها الفريق و هو الذي كان يحسب له ألف حساب في لقاءات البطولة، و حتى إن كانت هناك فرصة أخرى لتحقيق الأفضل، إلا أن حظوظ التجنيد تبقى بعيدة المنال. و أمام هذه الوضعية، فإن الأنصار يسأل أين يكمن الحل، لكي ينجو الفريق من الاندثار؟ هذا السؤال سوف لن يجد له الإجابة، لأن الفريق يسير نحو المجهول و لا أحد يستطيع إنقاذه.

تصريحات

برحو حبيب (سكرتير سابق):فر” فريقنا عريق و عيب ما يحدث له”

برحو حبيب
برحو حبيب

أكد برحو حبيب صرح :” فريق اتحاد بوفاطيس هو المتضرر الوحيد ، و لا بد من إعادة النظر في الوضعية الحالية التي يعيشها ، لأنها تستدعي التشريح والتفكير في المدى البعيد وما عليه إلا تدارك ك الوضع قبل فوات الأوان من أجل إخراج الفريق من الأزمة التي يتخبط فيها منذ عدة مواسم. فعيب أن يعاني فريق عريق سجل اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كره القدم وفرض وجوده على الساحة الكروية ، فهو يعد مكسبا ومفخرة للمدينة ، ومع ذلك كنا مقتنعين بأنه الفريق الذي كون قد استفاد من الدروس السابقة ، وخاصة بعد صعوده إلى القسم الشرفي ، لأن فريق  اتحاد بوفاطيس من بين الفرق العريقة ومكانته مع الكبار بالنظر لتركيبته البشرية التي تمتلكها الزرقاء إذ يجب إعادة النظر في إمكانيات الفريق عن كثب وتوفير له الحاجيات الضرورية حتى يكون بمقدوره مواصلة المشوار لاسترجاع مجده واللعب مع الأندية الكبيرة، وبالتالي يعود الفريق إلى الواجهة للحفاظ على سمعة الرياضة بالمنطقة من أجل فتح صفحة جديدة .”

بورقاق محمد( مناصر سابق):”وضع اليد في اليد هو الحل”

بورقاق محمد
بورقاق محمد

“في الحقيقة لا يهم التكلم عن هاته المشاكل، بقدر ما يهمنا وضع اليد في اليد من أجل مصلحة الإتحاد، فعلى أصحاب الغيرة الاجتماع في أقرب وقت و تشريح وضعية الفريق و الخروج بحلول استعجاليه لإنقاذ سمعة الفريق من الاندثار، فالإتحاد يمثل بلدية بأكملها، و شيء مؤسف أن يصل إلى هاته الوضعية التي لا يحسد عليها، أظن أن الجميع أمام مسؤولية كبيرة تتمثل في إعادة الأمجاد الضائعة، لأننا نملك شبانا في المنطقة لهم إمكانيات كبيرة، و ما ينقصهم سوى الاهتمام لأن النجاح و النهوض بهذه الرياضة يعتبر خطوة نحو المستقبل مما سيعطي دفعا كبيرا، و يفتح الأبواب لتلك المدينة الصغيرة.”

براشد حميدة (لاعب سابق) :”الوضعية الحالية للفريق يتحملها الجميع”

براشد حميدة
براشد حميدة

وجه اللاعب السابق براشد حميدة نداءه للمناصرين الأوفياء للفريق للالتفاف حوله بعيدا عن الصراعات التي ليست في مصلحته، وأدت به إلى الهاوية خاصة وأن مثل هذه الأمور لا يجب أن تحدث لفريق عريق. حيث قال :”الجميع يعرف أن الاتحاد له تاريخ عريق وسمعة وسط الأندية الكبيرة و يعد مفخرة المنطقة ، لأن الأمر هنا يتعلق بسمعة بلدية بكاملها لكن ظروفه المالية حالت دون تألقه  في الكثير من المواسم ، ولطالما كان مدرسة أنجبت أسماء صنعت أفراح العديد من النوادي الأخرى. ولهذا فالوضعية الحالية التي وصل إليها الفريق لا تليق بسمعته ولا تشرف مدينة بوفاطيس، بالنظر إلى عراقتها ، وبالتالي فالفريق في الظرف الحالي بحاجة لأبنائه والغيورين على تاريخه مما كان عليه في أيام زمان ، يبعث ويعيد بعث كل نشاط لفائدة سكان وشبان هذه المدينة الهادئة المحبوبة. ولهذا أوجه ندائي متمنيا أن يتم التفكير بشكل جدي وبطريقه سليمة من أجل إنقاذ الفريق من الضياع وتدارك الوضع لتجديد العهد على تجربة جديدة ، والتخطيط لإعادته إلى مكانته الحقيقية ولماذا صنع أمجاد الفريق مجددا”.

بن وزة الحاج قويدر (رئيس شرفي سابق):” أحد أقدم الأندية يعاني”

بن وزة الحاج قويدر
بن وزة الحاج قويدر

بن وزة الحاج قويدر واحد من الشخصيات البارزة في مسرح الأحداث الرياضية ببوفاطيس، قدم الكثير للفريق، فهو مسير سابق ترك وراءه التقدير، و لكن الجديد هو ما تركته السنوات من مؤهلات لأيام طويلة حافلة بالتجارب، بقيت تحمل اسمه والسمعة التي يتمتع بها. بن وزة الحاج قويدر قال : ” جد متأسف للوضعية الحالية التي يعيشها الفريق صاحب التاريخ العريق ولطالما كان كان مدرسة أنجبت أسماء صنعت أفراح العديد من النوادي، فكما لا يخفى على الجميع أن مشاكل الفريق لم تكن وليدة اليوم، و إنما منذ عدة مواسم ولكن في كل مرة تتوسع إلى إن تطورت إلى أزمة عويصة التي يتخبط فيها اتحاد بوفاطيس، وهو الوضع الذي بات يقلق أنصار هذا النادي الذي يسير نحو مصير مجهول. هذا لا يشرف أبناء بوفاطيس ولا تاريخ الفريق الذي وضع في طي النسيان، في ظل غياب الدعم المادي لن يشجع الفريق ويحول دون تحقيق الاستقرار التقني في النادي الذي يعتبر من أقدم الأندية في المنطقة بالنظر إلى تاريخه الكروي الكبير،   لذا يجب أن تتكاثف كل الجهود  و يلتف الجميع من أجل أن تسترجع الرياضة مكانتها الطبيعية التي كانت تتمتع بها  من أجل العودة القوية إلى الواجهة بعدما طال غيابه من الساحة الرياضية ، كل من كان يتابع مسيرة فريق اتحاد بوفاطيس يشهد أن تاريخ الفريق حافل بالذكريات الجميلة حيث اكتسب النادي شعبيته بفضل اللعب الجميل والفنيات الهائلة ولذلك يؤكد للجميع أن مكانته مع الكبار بالنظر الى عراقته، ولهذا أظن أن الحلول واضحة ومن بينها إعادة التلاحم داخل بيت الفريق والعمل بنية وإخلاص ليكرر صنع أمجاده مستقبلا .”

حمامي بن يبقى (لاعب ومدرب سابق):”عدم استخلاص الدروس أثر على مسيرة الفريق “

حمامي بن يبقى
حمامي بن يبقى

من بين الأشخاص الذين استجوبناهم وتأثرنا بأقوالهم الشيخ حمامي بن يبقى ، واحد من اللاعبين المتميزين الذين شرفوا اتحاد بوفاطيس طيلة مشواره الكروي كلاعب مع هذا الفريق سنوات الستينات وبداية السبعينات، اللاعب الذي أعطى كل ما يملك للاتحاد ولم يأخذ أبسط الأشياء منه، غاب عن الأنظار ونسي كليا، كأنه لم يكن يوما لاعبا  لهذا الفريق. عمي بن يبقى البركة الذي تعرفه كل الأجيال وبعض الغيورين الأوفياء للنادي يحدثونك عليه. كما أكد عمي بن يبقى أنه لا ينسى الفترة التي قضاها مع فريق اتحاد بوفاطيس والذي كان يسمى بسان لوي إبان  الحقبة الاستعمارية مصرحا : “تلك أيام جميلة ومازال التاريخ يحتفظ بها بالرغم من أنها كانت عابرة ،إلا  أنها هي التي فتحت لي المجال في عالم كرة القدم “.عمي بن يبقى مولع بكرة القدم يقضي معظم أوقاته في الحي غير البعيد عن مقر سكنه رغم تقدمه في السن ، حيث يبلغ من 78 سنة و بدا متأثرا من الوضعية الحالية التي آل إليها فريق اتحاد بوفاطيس ، هذا الفريق العريق الذي أضحى عقدة يصعب حلها ما دام قد تراجع بعد ذلك وبقي إلى غاية الآن يبحث عن مجده الضائع ، كيف لا وهو الذي أنجب لاعبين كبار حيث أكد: ” صراحة الفن الكروي موجود في بوفاطيس منذ القدم علينا ضرورة استخلاص الدروس والتعلم من الأخطاء السابقة بغية تفادي الوقوع فيها مستقبلا، لذا علينا أن نشاهد فريقنا  الذي أضحى في السنين الأخيرة يتيما بعد أن طال غيابه في الساحة الكروية أين وجدنا أبائنا يناصرونه وهو يتوج بلقب من الألقاب في حياته الكروية قبل أن تدركنا المنية ونرحل دون أن نشهد الحدث الذي نتطلع لبلوغه منذ زمان ” كما أكد أنه لا بديل من الاعتماد على اللاعبين الشبان في الفريق ومنحهم الفرصة مثل ما كان عليه الحال في السابق، لأن الفئات الشبابية كانت ومازالت خزانا للأكابر، ولا يمكن الاستغناء عنهم من أجل نفض الغبار المتراكم على الاتحاد وإعطاء النفس الجديد للعودة إلى الواجهة مصرحا : “حرام أن فريق اتحاد بوفاطيس الذي له تاريخ كروي كبير وسمعة طيبة أن يعيش في أزمة مالية وكل ما في الأمر يتعلق بشعبيته وحب ألوان النادي ولن يتحقق ذلك إلا بتضافر جهود الجميع”.

سبع البشير( لاعب ومدرب سابق):”لا بديل عن انتهاج سياسة التكوين)

سبع البشير
سبع البشير

” نستطيع القول أن فريق اتحاد بوفاطيس مر بمراحل متباينة ، حيث عانى في بداية الطريق من مشاكل عديدة و خيرة اللاعبين لم يشتغلوا جيدا وهذه الظروف السيئة لم تتحسن إلا بعد صعود الفريق سنة 1991 إلى القسم الشرفي، مما جعله يجد نوعا ما حجمه الحقيقي وقوته الفعلية بفضل توفر وسائل الاسترجاع و المساعدة الاجتماعية . وقد استعادت العناصر المحلية بعد سنة 1991 التحضيرات الجيدة البعيدة تقريبا عن الأضواء ، وإذا ما حاولنا إجراء مقارنة فإن فريق اتحاد وهران الذي كان مسيطرا على البطولة إلى جانب فرق ذات مستوى لا بأس بها وصلت إلى مرحله عالية من المهارة الكروية ، ونستطيع القول أن فريق اتحاد بوفاطيس ساعده على تحسنه المستمر دخوله تقنية التحضير العلمي على الساحة الرياضية نتيجة التفكير العميق وانتهاج السبل الأقوم ، فهذه العوامل المشتركة أفرزت نتائج إيجابيه في بداية الثمانينات أي 1980 وما بعدها، و إذا ما عدت أنا شخصيا إلى تقييم المرحلة أو الفترات التي قضيتها على رأس الفريق ، أشير إنني أخذت فريق اتحاد بوفاطيس في ظروف غير مواتية ، و لم تتح لي الفرص الملائمة و تصادمت في بداية العمل مع بعض الشخصيات المسؤولة لعدم وفائها بالتزاماتها و تكررت عدة مرات بعد ذلك ، وهو ما كان السبب في إبعادي و عودتي إلى الفريق في فترات متقطعة. كان فريق اتحاد بوفاطيس في الفترات التي توليت فيها مدربا يزخر بفرديات ممتازة تتمتع بفنيات هائلة و تكوين بدني جيد ، لكن المشاكل التي كانت مطروحة آنذاك حالت دون ذلك ، و نذكر منها قلة التحضير ، بحيث كان الفريق يتدرب ثلاثة أيام في الأسبوع فقط وإذ كانت الإمكانيات العملية محدودة جدا فقد أشرفت على فريق اتحاد بوفاطيس في ظروف صعبه ، وكنت أنتظر في مهمة عسيرة بعد تخلي زميلي المدرب حمامي بن يبقى على الفريق ، وكان وقتها متوسط المستوى ولم يكن لدينا الوقت الكافي لمعاينه اللاعبين لكن يجب الاعتراف أنه كان لدينا عناصر ممتازة تفتقر إلى التجربة الكافية . و نقول أن فريق اتحاد بوفاطيس في تلك المرحلة كان يزخر بفرديات لامعه فنيا يعوزها التحضير الجيد بسبب افتقاد الإمكانيات. تصوروا أنه كانت تنقصنا الكرات في الحصص التدريبية، وكنا نفتقر إلى وسائل الاسترجاع التي تسمح لنا بتكثيف العمل . مع أن بعض اللاعبين بطالين وأن الميزة التي كانت تطبعهم أنهم كانوا يحبون ألوان الفريق. و نحن المدربون لم نكن نتقاضى الرواتب و هنا أقول إننا كنا بحق متطوعين والأمور اليوم اختلفت كثيرا عن الأمس بالتحضير الجيد وإتباع منهجيه علميه وتكوين إطارات شبانية في الميدان الرياضي ، على أسس علميه ، ما يسمح بذلك لإعطاء الصورة حسنه التي تفتح لهم أبواب الشهرة.اليوم بعد تغيير حال الفريق الذي يعاني في صمت رهيب، من عدم وجود الاهتمام الذي يجب اتخاذه لإنقاذ الفريق من الأزمة ، وإخراجه من الوضعية الحالية.  فأظن أن الالتفاف حول الفريق واجب لأنه يمثل بلدية بأكملها، لكن يبقى غياب الدعم المادي أحد أبرز  المشاكل التي يعاني منها فريق اتحاد بوفاطيس، والنادي الذي يعتبر من أقدم الأندية  في حاجة إلى ذلك لتجاوز الأزمة التي خنقته منذ عدة سنوات ، ولهذا يجب وضع اليد في اليد وإخلاص النية في العمل لإرجاع الفريق لمكانته الأصلية .”

قويدر حنيفي (لاعب سابق):”لا بد من التفكير في المستقبل”

قويدر حنيفي
قويدر حنيفي

أبدى لاعب وسط الميدان السابق لاتحاد بوفاطيس تأسفه على الحالة التي آل إليها الفريق، مؤكدا أن الحل في إخراجه من الوضعية الحالية.هو تكاثف الجهود وتوفير الأموال مع الاعتماد على سياسة التشبيب حيث قال: ” حقيقة نتأسف لحالة الاتحاد الذي كان يضرب به المثل في الاستقرار واللعب الجميل، لكن مع مرور الزمن فقد الفريق بريقه بعد ذلك وبقي إلى غاية الآن بعيدا عن الأضواء باحثا عن مجده الضائع .أظن أن السبب الوحيد في أزمة الاتحاد يرجع إلى غياب الدعم المالي وغياب روح المسؤولية، ولهذا يجب النهوض به قبل فوات الأوان، ريثما يزول الغموض وتتضح الرؤية لرد الاعتبار إلى الفيلاج ، فالحلول التي يجب اتخاذها هي التفكير منذ الآن في المستقبل وكذا وضع الفريق بين أيدي الأشخاص الذين هم بقدر المسؤولية دون إعطاء الأولوية للأسماء .هناك أمر آخر يجب العودة إلى سياسة التكوين، ففرق الجهة الغربية كلها تعاني من هذا المشكل وإن لم نعد للاعتماد على الشباب فلا يمكننا ضمان المستقبل لأنه خزان أي فريق هو أبناؤه ، فمتى نستفيد من الدروس ؟”

إعداد : عماري عمار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P