الأولىالمحلي

جمعية وهران حقبة الثمانينات.. الجيل الذهبي

الحديث عن فريق جمعية وهران يجرك حتما لذكر خصال وانجازات جيلها خلال فترة الثمانينات الذي كان من بين أحسن الفرق على الصعيد الوطني جماعيا، فرديا و تقنيا. عهد الاصلاح الرياضي تحت قيادة رئيسها بن دداش و طاقمها الفني القدير الذي كان يترأسه لاعب جبهة التحرير المجاهد الراحل قدور بخلوفي بمساعدة بن دوخة بلبنة و حمحامي. أحسن مدرسة في الجزائر صالت وجالت بعروضها في مختلف أقطار الوطن بجيل ذهبي يأتي في مقدمته، حميدة تسفاوت، قمري رضوان، الحارس أمتير، لفجع، بوكار ، بن حليمة ، هواري بلخطوات ، تلمساني ، شلابي ، مڨتي ، حمليلي و القائمة طويلة. تشكيلة نشطت نهائيين لكأس الجمهورية الأول في بلعباس ضد أبناء السوسطارة في 1981 و الثاني ضد مولودية الجزائر في 1983 أسال حينها صغار الجمعية العرق البارد لرفاق بوسري و بن شيخ في ملعب مكتظ عن آخره ب5 جويلية في 1983. لتستمر نجاحات الجمعية مع ذلك الجيل الذي استمر 14 سنة في القسم الأول نافس فيها على لقب البطولة في 1991 الذي عاد في الجولة الأخيرة لمولودية قسنطينة. أما اليوم فالجمعية تعاني في الرابطة الثانية ، تعيش في كنف انجازات الماضي ، على أمل الارتقاء و العودة مجددا للرابطة الأولى.

المجاهد الراحل.. بخلوفي الأب الروحي للغزلان

سيظل فريق جبهة التحرير الوطني رمزا خالدا في الكفاح ضد المستعمر الفرنسي، و يبقى لاعبوه خالدين مادامت ملاحمهم الكروية شاهدة على نبوغهم تتوارثها الأجيال الكروية المتعاقبة في الجزائر، وعندما تعود بذاكرة أي من هؤلاء الذين صنعوا أمجاد كرة القدم الجزائرية في أهم حقبة من تاريخ الوطن ، ستكتشف قيمة تلك التضحيات التي قاموا بها، وتركهم حياة البذخ والنجومية في عالم الاحتراف الجذاب ، قدور بخلوفي الذي غادرنا الصائفة المنصرمة عن عمر يناهز 85 سنة أين شيعت جنازته في مقبرة عين البيضاء بحضور رفيع المستوى للسلطات هو واحد من هؤلاء الذين يعترف لهم التاريخ والجزائر، بالمساهمة الفعالة في إعلاء كلمة الحق التي كان يناضل من أجلها كل الشعب الجزائري ، حيث أمضى المجاهد بخلوفي على أول إجازة سنة 1950 وهو في سن ال12 مع فريق حرية وهران ”كالو” الذي كان يمثل حي ”ساطاطوان” العتيق الذي ولد فيه يوم 7 جوان 1934 ونشأ وترعرع فيه، ولما بلغ فئة الأواسط اتصل به فريق الجمعية الرياضية لميناء وهران، الذي كان يمثل حي سيدي الهواري العتيق و في سنة 1956، تلقى عروضا من خارج الجزائر وبالتحديد من فرق نادي فالنسيا باسبانيا و فريق امارة موناكو الناشط في البطولة الفرنسية فذهب بخلوفي لإجراء الفحوص في نادي موناكو والتي كانت مبشرة، وأجرى مع ناديه جولة في كورسيكا وألمانيا حيث أظهر وأكد للجميع قيمته. في أول مقابلة له عوض ميشيل هيدالغو وسجل هدفا. وفي مباراة أخرى صفق له الأمير رينيه وزوجته غريس كيلي وحرصا على مقابلته عقب المباراة، ليفضل في سنة 1958 الالتحاق بفريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم في تونس ليساهم رفقة زملائه اللاعبين الجزائريين في الكفاح من أجل استقلال الجزائر عن الاحتلال الفرنسي. ظل مع فريق الجبهة 4 سنوات ولعب معه 30 مقابلة. بعد الاستقلال انضم إلى فريق اتحاد بلعباس ثم جمعية وهران وأنهى مسيرته كلاعب مع فريق اتحاد سطيف، بعدها صار مدربا لفريق جمعية وهران الذي يعشقه لحد النخاخ و نشط معه نهائيين لكأس الجمهورية في حقبة الثمانينات بجيل يبقى الأحسن في تاريخ لازمو ، صانعا من الغزلان فريقا لا يقهر خارج أو داخل الديار و خزانا للمواهب لجل الفرق الوطنية و الأندية الجزائرية من خلال سياسة التكوين التي وضع معالمها و أسسها في بيت الغزللن ، ليدرب بعدها فريق اتحاد سطيف و نارا بوهران ، المجاهد قدور بخلوفي غادرنا منذ سنة ، مخلفا من خلفه تاريخا في الجهاد و الرياضة من بوابة كرة القدم ، حيث كثيرا ما ردد عمي قدور خلال مختلف زيارتنا له ” أنا كنت مجاهدا بالكرة ” ، بخلوفي غادر بعد أن عان الأسقام مطولا وسط عائلته و رفيقة دربه في الحياة الزوجة الفاضلة السيدة باية التي عاشت معه كل مراحل حياته داخل و خارج الوطن و وقفت ظلا له إلى رمق في حياته لينام اليوم قرير العين و هو أحد رموز الباهية الذي شرفها مجاهدا ، لاعبا و مدربا ،مساهما في كتابة تاريخ حافل بالنضال لوطن كان و لا يزال منبعا للأبطال.

بن دوخة مدرب قدير ومربي فاضل

يعتبر المدرب القدير بن دوخة بلبنة واحد من خيرة ما أنجبته المدرسة الوهرانية في التدريب. كيف لا و هو من الدفعة الأولى للاطارات الرياضية التي تخرجت من معهد أحمد زبانة لتكوين الاطارات الرياضية بوهران “كرابس”. التي تخرج منها العديد من كوادر الرياضة بالجزائر سنة 1979 أيام الاصلاح الرياضي تقلدت مناصب عليا في مختلف الاتحاديات والوزارة الوصية. بلبنة المعروف بصرامته، انضباطه فضلا على أخلاقه العالية وخصال الأخوة والأبوة، جعلته يكون جد مقرب وينال احترام غالبية اللاعبين الذي تدرجوا عنده، مع جمعية وهران فترة الثمانينات بجيلها الذهبي، رفقة المدرب الراحل بخلوفي وبمفرده في العديد من المناسبات. إلى جانب عمله في البطولة السعودية والمغربية لعدة سنوات، ناهيك عن تحقيقه للصعود مع عدة فرق عريقة على غرار اتحاد وهران والموسم المنصرم مع شباب عين تيموشنت إلى القسم الثاني هواة. بن دوخة الذي تولى لعدة سنوات شؤون المديرية التقنية بالجهة الغربية، أشرف على تكوين عدة مدربين. بن دوخة لا يزال اليوم إطار بمعهد “كرابس” أين يشرف على تدريس الكفاءات الشابة في مجال التدريب الرياضي. فهنيئا لعائلة بن دوخة العريقة في وهران بإبنها البار الذي شرفها كمدرب قدير، أستاذ محاضر ومربي فاضل.

من إعداد: بن حدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى