حوارات

” الأديبة و الفنانة التشكيلية سهام شريط : ” شاركت في عدة نشاطات افتراضية خلال فترة الحجر “

بداية نود من ضيفتنا الكريمة التعريف بنفسها؟

” ” الأديبة و الفنانة التشكيلية سهام شريط من مواليد 25 أوت 1967 بعين مليلة من أصول تبسية ، متقاعدة من وظيفة في سلك التعليم و متحصلة على عدة شهادات “.

كيف حالك؟

” بألف خير ما دمت أشكر نعم الله علي “.

كيف بدأت الكتابة و من شجعك عليها ؟

” الكتابة قبل كل شيء إحساس تولد مع صاحبها و ليست أمرا مكتسبا ، ولدت و القلم في اليد أرسم به كل ما أحسه من فرح و ألم و بهجة ووجع، و الريشة في اليد الأخرى أخط بألوانها كل أنواع التفاؤل و التشاؤم التي أمر بها “.

هل للبيئة أثر كبير على الكاتب ؟ فما هي أثارها عليك ؟

”  الإنسان بطبعه اجتماعي ولا يستطيع العيش بمفرده  ، خاصة مجتمعنا العربي المسلم و الجزائري بالتحديد . فكل مبدع يتأثر بمحيطه و بيئته التي كبر فيها و اكتسب معارفه ، بما أن والديّ( أمي و أبي) كانا متعلمين و مجاهدين في ثورة التحرير الوطني ، حاربا الاستعمار و الجهل و كافحا من أجل تعليمهما ، الوالد هاجر إلى تونس ثم إلى البقاع المقدسة في مرحلة شبابه لطلب العلم، و الوالدة هي أول معلمة في تاريخ مدينة تبسة سنة 1948 ، و كانت تدْرُس و تُدّرس بمدرسة التهذيب للبنين و البنات التابعة لجمعية العلماء المسلمين .

و إخواني الأربعة كلهم من أصحاب الشهادات العليا و المناصب الحساسة ، فهذا يجعلني من صغري محبة للدراسة و المطالعة و بذلك للكتابة “.

لمن تكتبين وهل أنت في كل ما كتبت ؟

”  أكتب لسهام أولا ثم لمن يشبهها في الإحساس والتفكير، أكتب لها وأكتب بكل ما لدي من قوة وحكمة وفلسفة ومشاعر إيجابية كانت أو سلبية ، لأن لكل مقام مقال . لذلك فأنا لا أكتب للمناسبات و الكتابات المفتعلة تبدو مركبة ومبنية دون روح أو إبداع “.

الكتب التي شاركت فيها ؟

”  إصداراتي الست تخصني وحدي لكن هناك عمل جامع طبع سنة 2020 شاركت فيه مع مجموعة من الأديبات من كل ولاية في القطر الجزائري و من خارج الجزائر كذلك، تحت إشراف الشاعرة مونية لخذاري من مدينة بسكرة المعطاءة،  الإصدار بعنوان «أنثى الخريف”  خاص بأديبات من مواليد فصل الخريف “.

العمل الذي أكسبك شعبية ؟

”  شعبيتي اكتسبتها بشخصيتي و معاملاتي مع الغير، و تنوع نشاطاتي و إبداعاتي في الكثير من المجالات حيث تتسم كتاباتي ورسوماتي بالطابع الفلسفي الصوفي التجريدي ، يعطيها روحا جالدة تتجدد مع كل قراءة و تركيز معها من طرف كل متلقي “.

الكتب التي أشرفت عليها؟

” عدا كتبي فأنا من صحح وعدل وأصلح ، وأنا من اختار الأغلفة ومن اختار دور النشر و من دفع جميع المستحقات والمصاريف “.

و الجرائد والمجلات التي شاركت فيها؟

”  بداياتي كانت مع جريدة النصر و المساء والأضواء ، ثم جريدة الشعب،  الأوراس، الوسيط المغاربي ، البصائر، الصباح “.

كيف توفقين بين العمل والهواية ؟

” خلال الفترة التي كنت أعمل فيها كموظفة في قطاع التربية، حاولت قدر المستطاع استغلال مواهبي في تربية أبنائي على روح الإبداع، واستعملت معارفي الفنية للعمل معهم في البيت ومع التلاميذ في المؤسسات التربوية ، وقمنا بورشات رسم وأشغال يدوية وكتابة ، وبذلك أنا دمجت هواياتي مع عملي دون أن يؤثر ذلك على مسؤولياتي و إلتزاماتي العائلية”.

ما هي طموحاتك في عالم الكتابة ؟

”  كل ما أطمح إليه وما أطمع فيه هو استرجاع مكانة القراءة والمقروئية في مجتمعنا ، واستعادة مكانة الكتاب الورقي بين صفوف الطلبة والقراء “.

كنصيحة للشباب الراغب في دخول عالم الكتابة ماذا تقولين لهم ؟

” الكتابة ليست فقط إلهام و موهبة ورغبة و شهرة، الكتابة مسؤولية ، فبمجرد أن تحمل القلم وتبدأ تخط حروفك فأنت مسؤول عن كل ما ينتج عن هذه العملية ، من جمال أسلوب و مدى وصول خيال القارئ و مدى سلامة اللغة و ما ننتفع به من هذه الكتابة والأثر الذي يتركه كل حرف في القارئ، لذا أقول لكل محب للكتابة أملأ جعبتك بكل الأدوات والوسائل اللازمة لاقتحام العالم بالمطالعة المكثفة و الفهم الجيد “.

ما هي أجمل ذكرى و أسوأ ذكرى؟

” أجمل ذكرى كانت سنة 1984 حين كنت طالبة بثانوية ماسينيسا الخروب ، وصدر لي بجريدة النصر أول مقال إستفزازي أحدث ضجة كبيرة في الوسط الإعلامي وفي المجتمع الذي كنت أعيش فيه ، ودامت المناقشات من خلال صفحات جريدة النصر ومن خلال الرسائل الورقية مدة طويلة. و أسوأ ذكرى كانت يوم 7 ماي 2013 يوم رحيل أمي عن هذه الدنيا، أتذكر ذلك اليوم بطعم الوجع والمرارة في كل مرة “.

ما هي رياضتك المفضلة؟

” في شبابي كنت رياضية نوعا ما، أمارس رياضة الدراجة الهوائية يوميا وأمارس اليوغا، والكرة الطائرة خاصة على شاطئ البحر خلال العطلة الصيفية، لكن الآن وأنا أتجاوز سن الخمسين، أكتفي بالمشي مسافات طويلة ولساعات أجد من خلالها راحتي الجسدية والنفسية “.

هل أنت من عشاق الكرة المستديرة ؟

”  كنت أحبها وأتابع كل صغيرة وكبيرة و أتابع وطنيا وعالميا كل الفرق و المباريات، لكن مند سنوات ابتعدت عنها  كل البعد بسبب أمراضي المزمنة خاصة أمراض القلب، و لم أعد  أشاهد أو أهتم خاصة و أن الكتابة والرسم يأخذان كل وقتي “.

ما هو فريقك المفضل؟

” دون نقاش حتى وإن لم أصبح من متابعي الكرة عن قرب ، لكن الفريق الوطني يأخذ مكانا كبيرا في قلبي خاصة في الآونة الأخيرة بعد الانتصارات المتتالية.”

هل جائحة كورونا أثرت عليك؟

” في شهر مارس وبالتحديد 8 مارس 2020  توفي والدي ، عدت بعد فترة من مراسم الجنازة إلى بيتي أجر خيبتي و أوجاعي، وصادفت عودتي انتشار جائحة كورونا في كل مكان بالجزائر، دخلت وعائلتي في حجر صحي جاد و ملتزم بالمنزل، لا نخرج منه و لا نستقبل أحدا مدة 20 يوما ، لم نفهم بعد تفاصيل هذا الوباء وما كان مفروضا علينا فعله، لذلك تحطمت معنويا وروحيا وأصبحت مثل الريشة في مهب الرياح ، تعودت تدريجيا على نمط الحياة الجديد الذي فرض علينا و قضيت معظم الوقت بين بيتي والريف أين أجد حريتي أكثر في الخروج والتأمل والعبادة، حيث الهدوء والراحة بعيدا عن صخب المدينة إلى غاية صيف 2021 ، حين إصابتي بكوفيد 19 الذي أتعبني وجعلني أعاني من مخلفاته إلى يومنا هذا”.

نصيحتك للمواطن خلال هذه  الفترة ؟

” سلامة صحتنا أمر جدّي ومهم، و لا يجب العبث بذلك، وهذا الفيروس خطير والإصابة به واردة في كل حين دون سابق إنذار، فالحذر الحذر من كل اختلاط أو استهزاء أو استهتار “.

رأيك حول مواقع التواصل خلال هذه  الفترة؟

”   مواقع التواصل الاجتماعي كانت لنا بمثابة همزة الوصل بين الأهل والأصدقاء ، وكذلك ربطت بين المبدعين والأوساط الثقافية من خلال النشاطات الافتراضية التي شاركنا فيها داخل وخارج الوطن في كل المجالات ، رغم ذلك أقول أن استعمال التكنولوجيا يجب أن يكون مراقبا ومحدودا”.

كلمة أخيرة؟

” أحبوا الحياة بما فيها من ألم وأمل ومن جمال وأنواع الإبداع ، تخلوا عن الموسيقى والغناء والفرح والمرح ، أحبوا بعضكم بصدق وبقوة فالحياة قصيرة والعيش مرة واحدة”.

أسامة شعيب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P