الأولىالعالميبطولات عربية

دورة رياضة عربية.. تحت شعار الأخوة والصداقة

بعيدا عن النتائج والأرقام، ستكون دورة الألعاب الرياضية العربية 2023 المقررة بالجزائر من 5 إلي 15 جويلية، فرصة أخرى سانحة للبلدان العربية المشاركة فيها لتقوية أواصر الأخوة و الصداقة عبر منافسة رياضية شريفة، يبقى الهدف الأسمى فيها هو إثبات الانتماء والصمود أمام التحديات الجيوسياسية الحالية و المستقبلية.

المسار منذ الدورة الأولى للألعاب العربية الإسكندرية 1953 كان طويلا وعسيرا لكنه مثمرا، بالنظر إلى التحديات التي واجهتها البلدان العربية في تلك الحقبة الزمنية. فالطبعة الأولى من الألعاب العربية جرت في فترة كانت فيها الدول العربية تعاني من ويلات الاستعمار. فتنظيم دورة الألعاب العربية الأولى بمصر ساهم بشكل من الأشكال في إعادة إحياء وتقوية مشاعر الانتماء إلى الأمة العربية، وهو الوقت الذي كانت فيه الجزائر قد شرعت في رسم طريقها ومسارها السياسي والعسكري من اجل الاستقلال وطرد المستعمر الفرنسي الغاشم. جاءت دورة الألعاب العربية الثانية ببيروت سنة 1957، لتعزز مشاعر الوطنية السائدة في البلدان العربية.

وعرفت هذه الدورة مشاركة عشرة بلدان عربية وكانت متبوعة بدورات منتظمة كل أربع سنوات والتي عرفت في سنة 1961 مشاركة رمزية للجزائر المكافحة التي كانت لا تزال تقاوم المستعمر الفرنسي.

الألعاب العربية.. فكرة أطلقها عبد الرحمن حسان عزام

 يكفي أن ندرك أن منافسة رابطة الأبطال الأوربية لكرة القدم انطلقت عام 1956 تحت تسمية “كأس الأندية البطلة الأوروبية”, بمعنى أن ولادتها جاءت بعد ثلاث سنوات كاملة من انطلاق الألعاب العربية ما يدل بصفة قاطعة على عراقة هذه الألعاب العربية. وما يزيد من قيمة هذه الألعاب، هو أنها تمكنت رغم كل الصعاب والعراقيل من الصمود والثبات، والحفاظ على تنظيمها دوريا في مختلف البلدان العربية التي تداولت على تنظيمها وعرفت من دورة لأخرى مشاركة رياضية كبيرة للوفود الممثلة للبلدان المنخرطة في الجامعة العربية. وتجسيدا لانتمائها العربي، كانت الجزائر مستضيفة طبعة 2023، دائما حاضرة في الموعد الرياضي العربي، منذ استقلالها. ففي الدورة الرابعة التي نظمت بالقاهرة المصرية سنة 1965، نجح الوفد الرياضي الجزائري في أول مشاركة رسمية له من إحراز ست (6) ميداليات، منها واحدة ذهبية وثلاث فضيات وبرونزيتين. ومنذ هذه الدورة ما فتئ حصاد النخبة الجزائرية في الموعد العربي يتضاعف، ليرتفع من ست (6) ميداليات في المشاركة الرسمية الأولى في دورة 1965 إلى 97 ميدالية في دورة 1985 ثم 122 ميدالية منها 38 ذهبية في دورة 1997.

وفي مجموع الميداليات المحققة في كل المشاركات منذ سنة 1965 حققت الجزائر 881 ميدالية متفوقة على تونس ب(801) والمغرب (971). وبلغ عدد الميداليات الذهبية في جميع المشاركات 255 ميدالية، فيما تتصدر مصر بمجموع (1422 ميدالية)، هذا الترتيب العام. و الأكيد أن دورة الجزائر2023 ستكون محطة أخرى للشباب الرياضي العربي للالتقاء والتنافس في حوالي عشرين اختصاصا رياضيا، بما فيهم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، في مسابقات  ستقام عبر خمس مدن (الجزائر،  وهران، عنابة، قسنطينة و تيبازة)، وذلك من خلال السعي لإحراز اكبر عدد من الميداليات و أهم من ذلك كتابة جزء آخر من قصة الألعاب العربية التي  بدأت فكرة  إقامتها عام 1947 عندما تقدم عبد الرحمان حسان عزام الأمين العام لجامعة الدول العربية في ذلك الحين، بمذكرة إلى الهيئة العربية يطلب فيها الموافقة على إقامة دورة رياضية عربية تشترك فيها الدول الأعضاء بالجامعة العربية وغيرها من الأقطار العربية، لكن هذا الطلب لم يتحقق ونامت الفكرة في كواليس الجامعة العربية.

وفي عام 1953 بعثت الفكرة من جديد وتبناها المهندس أحمد الدمرداش طوني (عضو اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك) وأجرى اتصالات مع مختلف الأقطار العربية ولقيت الفكرة كل ترحيب من الدول الأعضاء وعرضت على مجلس الجامعة العربية في 9 أفريل من عام 1953 فوافق عليها وعهد إلى مصر بتنظيم أول دورة رياضية عربية.

محمد عمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P