تحقيقات وروبورتاجات

بطولة الجهوي الأول لرابطة سعيدة … الأخطاء التحكيمية تلقي بظلالها على المواجهات الحاسمة

بات توالي الأخطاء التحكيمية يؤرق بال الفرق ومسيريها في بطولة الجهوي الأول لرابطة سعيدة لكرة القدم، بعد توالي الحالات وكثرة الاحتجاجات في مجموعة من المباريات، الشيء الذي بات يقلق العديد من الفرق خصوصا في ظل احتدام الصراع سواء في المقدمة أو ففي مؤخرة الترتيب

. ففي الوقت الذي تشهد مختلف البطولات في جميع مستوياتها، تسليط الأضواء على الفاعلين، يزاحم حكام الملاعب عندنا الجميع من لاعبين ومدربين، واحتلالهم مع نهاية كل أسبوع واجهة الحدث الكروي، إلى درجة تحولهم إلى مادة دسمة لوسائل الإعلام، في ظل تصاعد أصوات المنتقدين لأداء أصحاب البدل السوداء.

يحدث هذا في الوقت الذي يتواصل احتجاج اللاعبين على حكام المباريات، سيما وأن الأخطاء على كثرتها شملت تقريبا الجميع دون استثناء بنسب متفاوتة. والغريب في المشهد الكروي أنه لا تكاد تخلو مباراة من احتجاجات شديدة من قبل اللاعبين، دكة الاحتياط ومسؤولي الفرق.

ويرى العديد من متتبعي الشأن الكروي في الرابطة الجهوية لسعيدة بأن الندية التي تعرفها بعض المباريات وكثرة الضغط الذي يرافقها يساهمان في إنزال بعض الثقل على الحكام الذين يكونون معرضين للوقوع في فخ الأخطاء التحكيمية. فالأمر لا يعدو أن يكون مجرد هفوات تبقى واردة في مجال كرة القدم كتلك التي يرتكبها مهاجمون يضيعون فرصا سانحة للتسجيل أو حراس مرمى تتلقى شباكهم أهدافا سهلة.

فالخطأ جزء من اللعبة على الجميع أن يحتويه ويعمل على تصحيحه. كما أن الاحتجاجات القوية من طرف المسؤولين واللاعبين والرغبة في الظفر بنقاط المباريات قد تؤثر على مجرى المباريات وتجعل الحكام عرضة للوقوع في الخطأ، وهو الطرح الذي تزداد حدته خلال المباريات القوية والحاسمة.

تراجع التحكيم

 أوضح بعض متتبعي مباريات بطولة الجهوي الأول لرابطة سعيدة لكرة القد بأن مستوى التحكيم خلال الآونة عرف تراجعا مهولا، وذلك راجع لمجموعة من الأسباب التي يتداخل فيها ما هو موضوعي بما هو ذاتي. فالضغوط النفسية التي يواجهها الحكام من أهم الأسباب التي جعلت مستواهم يتراجع، وذلك بسبب الانتقادات المتكررة التي يتعرضون لها من قبل مسؤولي الأندية والإعلام والجمهور والمدربين، واتهامهم بكونهم سبب الهزائم التي تمنى بها فرقهم عقب كل مباراة يقومون بإدارتها.

كما أن أهم مشكل يؤثر على مستوى التحكيم خلال الآونة الأخيرة هو تركيز البعض على الجوانب السلبية للحكام وإغفال الجوانب الإيجابية، وهو ما يترتب عنه خلق نوع من الإحباط لدى بعضهم، خصوصاً الحكام الشباب الذين يمنون النفس بالتشجيع والتحفيز لتطوير أدائهم.

كراليفة الناصر (مدرب شباب باكير):“كثرة الأخطاء التحكيمية أضحت تؤثر على نتائج المباريات”

مدرب شباب باكير، الناصر كراليفة
مدرب شباب باكير، الناصر كراليفة

وصف مدرب شباب باكير، كراليفة الناصر الأخطاء التحكيمية الموجودة في مباريات بطولة الجهوي الأول لرابطة سعيدة بالغير العادلة، التي أضحت حسبه تؤثر سلبا على نتائج المباريات.

وأضاف محدثنا قائلا: “نطلب من رئيس لجنة التحكيم بمراقبة الحكام خلال المباريات الرسمية، لأن الأخطاء التحكيمية في المواجهات ازدادت بشكل كبير. وبصفتي مدربا يجب أن أكون مربي قبل كل شيء.  فكيف لمدرب أن يكون أول من ينتقد التحكيم؟ ويفتح جبهة صراع على نفسه وعلى فريقه؟ أعتقد أنه لا يوجد حكم يمكنه أن يلغي هدفا عندما يكون شرعيا.

فعلى سبيل المثال ما حدث لنا خلال مباراة شباب العيون كان ظلم تحكيمي واضح. يومها، لقد قمنا بتقديم طعن إلى لجنة الطعون لكن لا حياة من تنادي بعد إصدار العقوبة بست أشهر ضد المدرب المساعد.”

شعلال بن عطية (رئيس شباب باكير):“نطلب النزاهة من الحكام فقط”

شعلال بن عطية
شعلال بن عطية

 يرى رئيس فريق شباب باكير، شعلال بن عطية، بأن فريقه لم يسلم هذا الموسم من الأخطاء التحكيمية التي أثرت بشكل مباشر على نتائج بعض المباريات. وأوضح رئيس الفريق بأن الشباب كان ضحية العديد من الأخطاء حيث قال:”صراحة التحكيم في بطولتنا عرف هذا الموسم تألق بعض الحكام مقابل سلبيات البعض الآخر. فهذه الأخطاء دفع ثمنها بعض الأندية، ومنها فريقي الذي كان ومنذ بداية الموسم عرضة لأخطاء مؤثرة بفعل بعض القرارات الغير عادلة.”

واصل محدثنا حديثه قائلا: “شخصيا أرى بأن طريقة التعيينات باتت بحاجة إلى إعادة النظر، مع الأخذ بعين الاعتبار قيمة الرهانات المطروحة.” وانطلاقا من قناعته بضرورة تشديد الرقابة على الحكام في المواجهات الصعبة، يأمل رئيس شباب باكير في تطبيق القوانين بحذافيرها على كل حكم يتسبب بأخطائه في التأثير على نتائج المباريات: “أرى بأن لجنة للتحكيم مطالبة بتحمل مسؤولياتها ووضع حد لتصرفات بعض الحكام، الذين كثيرا ما يتسببون في فضائح تحكيمية.

فنحن على سبيل المثال عانينا وما زلنا نعاني من تحيز الحكام، وكم رفعنا من شكاوى للرابطة الجهوية.” من جهة أخرى، أعرب شعلال عن أمله في إسناد مباريات الجولات الخاصة بالثلث الأخير من البطولة، سواء المتعلقة بالسباق على الصعود أو الإفلات من السقوط، لحكام يملكون من الكفاءة والشجاعة والنزاهة ما يؤهلهم لإدارة هذه المواجهات: “المحطات الأخيرة من البطولة ستكون حاسمة ومصيرية لمعظم الفرق، وهو ما يتطلب الاعتماد على حكام من ذوي الخبرة لتفادي حدوث تجاوزات، ومن ثمة جعل جميع الأندية على قدم المساواة. نحن نرفض أن نكون ضحية مظالم تحكيمية أخرى، لأن التحكيم ظلمنا كثيرا هدا الموسم.”

 

مهدي. ع

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى