الأولىحواراترياضة ذوي الاحتياجات الخاصةمختلف الرياضات

من قلب الحدث الرباع الحسين بطير يؤكد لبولا… “التتويج كان بعد معاناة و صبر كبيرين”

حقق الرباع الجزائري “الحسين بطير” إنجازًا غير مسبوقٍ في تاريخ المشاركة الجزائرية الأولمبية و البارلمبية في اختصاص رفع الأثقال ،بعد تتويجه بالميدالية البرونزية في وزن أقل من 65 كغ في الألعاب البارلمبية الجارية وقائعها بطوكيو اليابانية . و حلّ “بطير” ثالثًا برفعه ل192 كلغ وراء الإيراني “أمير جعفري” صاحب المرتبة الثانية ب 195 كلغ، فيما عادت المرتبة الأولى للرباع الصيني “ليو لي” ب198 كلغ. و عقِب هذا الإنجاز خص البطل الجزائري جريدة “بولا” بحوار حصري، عبّر من خلاله عن سعادته بهذا التتويج خصوصًا وأنه جاء بعد معاناة و صبر كبيرين.

أولاً، نُهنِّئك بالإنجاز و نبارك لك التتويج ؟

” شكرًا هذا من لطفكم و كرمكم، و مبارك للشعب الجزائري ككل ، لأن التتويجات الرياضية في المحافل الدولية الكبرى يتقاسمها كل الشعب الجزائري الذي نسعى دائمًا لتشريفه و إسعاده لأنه السند الحقيقي لكل رياضيي النخبة الجزائريين. ”

لمن لا يعرفك، من هو الحسين بطير ؟

” الحسين بطير شاب جزائري من مواليد 02 أوت 1990 بمدينة تيغنيف ولاية معسكر، خريج المعهد الوطني للتكوين العالي لإطارات الشباب والرياضة بعين الترك، رياضي نخبة اختصاص رفع الأثقال فئة أقل من 65 كلغ لذوي الإحتياجات الخاصة، مصنف ثاني عالميًا في التصنيف الأخير، و أبرز إنجازاتي الرياضية فضية بطولة العالم (كازاخستان 2019) و ذهبية كأس العالم (دبي 2021) ،و برونزية الألعاب البارلمبية الجارية حاليا بطوكيو، بالإضافة إلى 25 لقب عالمي و إقليمي. بداية مسيرتي تعود لسنة 2005 أين اِلتحقت بالمنتخب الوطني لرفع الأثقال لذوي الإحتياجات الخاصة صنف أصاغر في سن ال15 عشر ،و استطعت وقتها تحقيق البطولة المغاربية بالمغرب و البطولة الأفرو-آسياوية بمصر و بطولة إفريقيا بليبيا ، و منها توالت الألقاب و التتويجات إلى يومنا هذا. ”

الحسين بطير
الحسين بطير

ما هو شعورك بعد تحقيقك للمرتبة الثالثة في الألعاب البارلمبية؟

” حقيقة شعور لا يُوصف، رغم أنني متعود على اعتلاء منصات التتويج العالمية إلا أن التتويج البارلمبي شيء آخر لعدة إعتبارات، أولها أهمية الحدث الرياضي و ثانيها الإنجاز التاريخي ، حيث تعتبر هذه الميدالية الأولى في تاريخ المشاركة الجزائرية الأولمبية و البارلمبية في اختصاصي، بالإضافة إلى أن التتويج البارلمبي هو ما كان ينقص سجلي الرياضي، ولا أخفي عنكم سرًا إن قلت أن الذهبية لم تكن بعيدة، و مع ذلك أنا جد سعيد بالبرونزية و الحمد لله الذي وفقني لإسعاد الشعب الجزائري الذي دائمًا ما كان السند الأول للرياضيين في المحافل الدولية. ”

بالعودة إلى التحضيرات التي سبقت البارلمبيات، كيف كانت تحضيراتكم للحدث ؟

” ما لا يعلمه الجميع أن التحضير للألعاب الأولمبية أو البارلمبية لا يقتصر على الأشهر التي تسبق الحدث الرياضي، بل هو تحضير منهجي وفق تخطيط طويل ومتوسط المدى، بالنسبة لي و بعد إخفاقي في اعتلاء منصة التتويج في الألعاب البارلمبية السابقة بريو البرازيلية بداعي الإصابة التي تلقيتها وقتها قبيل الألعاب لم أركن للراحة كثيرًا ،و صوبت هدفي نحو التتويج باللقب في طبعة طوكيو. سطرت برنامجاً رفقة الناخب الوطني القدير بن عطاء صلاح الدين و طاقمه الفني (الذين أوجهم لهم التحية بالمناسبة) على مدى ثلاث سنوات ،حيث كثفنا من خلاله العمل و ركزنا على تحسين الرقمي الشخصي رغم نقص الإمكانيات و الصعوبات التي واجهتنا في تلك الفترة، إلا أنني نافست على بطولة العالم بكزخستان وتحصلت على الميدالية الفضية برقم شخصي جديد (194 كغ)، وقتها أدركت أن اللقب البارلمبي ليس ببعيد . لكن بعدها الكل يعلم أن جائحة كورونا أخلطت أوراق الجميع، و مع ذلك حافظت على التدريبات الفردية وفق برامج مقترحة من طرف الناخب الوطني للمحافظة على لياقتي البدنية، و بعد انفراج الأوضاع عدت إلى التربصات المغلقة بالجزائر العاصمة رفقة المنتخب الوطني و شاركت بعدها في بطولة كأس العالم بدبي، و تحصلت على الميدالية الذهبية التي كانت بمثابة الجرعة المعنوية قبيل الألعاب البارلمبية. عمومًا ظروف التحضير لم تكن في مستوى التطلعات و التتويج لا يأتي من عدم بل هو نتاج عمل شاق وتضحيات كبيرة خصوصًا في ظل نقص الإمكانيات، و عدم ملاءمة ظروف العمل وتذبذب التحضيرات، إلا أن الإخلاص في العمل و الإرادة عوّضا ذلك. للإشارة فقد كدت أن أضيّع المشاركة في البارلمبيات بعد الإصابة التي تعرضت لها الشهر الفارط على مستوى الكتف، إلّا أن الرعاية الطبية التي تلقيتها من طرف الكوادر الطبية بالمركز الوطني للطب الرياضي بالجزائر أعادتني إلى السكة و تعافيت من الإصابة في وقت قياسي وتمكنت من المشاركة و الحمد لله. ”

يعتبر الجمهور الرياضي أن “ذوي الهمم العالية” هم الشجرة التي تغطي غابة الرياضة الجزائرية، ما تعليقكم؟

“بالنظر إلى التراجع الرهيب الذي تشهده الرياضة الجزائرية في مختلف الاختصاصات ، إذا ما استثنينا المنتخب الوطني لكرة القدم، فإن ذوي الإحتياجات الخاصة قدّموا الكثير للرياضة الجزائرية في السنوات الأخيرة خصوصًا في اختصاص ألعاب القوى و الجيدو ، ليضاف لها اختصاص رفع الأثقال هذه المرة. الحقيقة أن المستوى العالي ابتعد كثيرًا عن المعهود و التتويج أصبح يتطلب مخططات منهجية و إمكانيات هائلة من مراكز تحضير وعتاد و ميزانيات معتبرة. و رغم مساعي الدولة الجزائرية و المجهودات التي تقوم بها إلا أنها تبقى غير كافية نظرًا للمتطلبات الكثيرة التي يحتاج إليها رياضيو النخبة. أفتح قوس هنا و أوجه نداءً للسيد وزير الشباب والرياضة الجديد الذي أبدى نية العمل والإصلاح في القطاع أن يلتفت إلى أحوال الرياضيين و أن يصغي إلى انشغالاتهم و أن يبحث في مشاكلهم. ”

ما هي أهدافك المستقبلية ؟

“سقف الطموح لا يزال مرتفعًا ، أسعى دومًا إلى تحقيق الأفضل من محفل لآخر ، خصوصًا عندما أتلقى تشجيعات الجمهور الرياضي الجزائري عبر وسائط التواصل الاجتماعي أو ممن التقيهم في يومياتي. مؤمن بقدراتي و متأكد من أن القادم أفضل، هدفي بطولة العالم و ذهبية بارلمبية إذا ما سارت الأمور على أحسن وجه و أكملنا المشوار في ظل الصعوبات التي نواجهها كرياضيين.

كلمة أخيرة ؟

” أشكر جريدة “بولا” على هذه الإلتفاتة الطيبة، و أشكر الجمهور الرياضي العريض الذي شجعني قبل المنافسة من خلال الكم الهائل من الرسائل التي كنت أتلقاها يوميًا . كما أتوجه بالشكر الجزيل للطاقم الفني على رأسهم مهندس النجاح بن عطاء محمد صلاح الدين و مساعديه مراحي بوجمعة و مهدي بلحو و الطاقم الطبي و زملائي في المنتخب الوطني ،الذين أتمنى لهم كل التوفيق، دون أن أنسى عمال و إطارات المركز الوطني للطب الرياضي على الخدمات المقدمة من طرفهم، مثلما أتوجه بالشكر و التقدير لعائلتي التي وقفت إلى جنبي طوال مشواري الرياضي و أعطتني الدعم اللازم، و لسكان مسقط رأسي بمدينة تيغنيف و سكان ولاية معسكر و من خلالهم للشعب الجزائري كافة .”

حاورته : نادية م / هشام .ب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P