نور الدين عيمار (المدير الولائي للتكوين والتعليم المهنيين بوهران): “مشروع وطني لبناء جزائر المهارات والمعرفة”

في كلمة شاملة عبّر فيها عن رؤية القطاع والتحديات والطموحات، صرّح المدير الولائي للتكوين والتعليم المهنيين بوهران بمناسبة تنظيم الطبعة الخامسة والعشرين لأولمبياد المهن قائلاً: “هذه التظاهرة لم تأتِ صدفة، بل هي ثمرة تخطيط واستراتيجية طويلة الأمد تبنّاها القطاع من أجل إعطاء التكوين المهني بعدًا جديدًا يتجاوز الصور النمطية، نحو نظرة حديثة تجعل من المتكون فاعلًا رئيسيًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. أولمبياد المهن بوهران هو تتويج لمجهودات سنوات من العمل الميداني، ولرؤية نابعة من قناعة راسخة مفادها أن الجزائر الجديدة تُبنى بسواعد شبابها، خصوصًا أولئك الذين اختاروا طريق التكوين المهني بكل ما يحمله من تحديات وآفاق.”
“نحن لا ننظّم مجرد منافسة، بل نخلق فضاءً يلتقي فيه الإبداع بالتقنية، والمهارة بالإرادة. 257 متسابقًا في 41 تخصصًا و15 شعبة مهنية ليسوا مجرد أرقام، بل هم سفراء لمستقبل واعد، ونماذج حقيقية لما يمكن أن تنتجه مؤسسات التكوين من كفاءات متميزة. لقد حرصنا على توفير بيئة محفزة، تنظيم محكم، تقييم نزيه وشفاف وفق معايير دولية، لأننا نؤمن بأن كل متسابق يستحق منصة يُعبّر فيها عن براعته.” “قطاع التكوين المهني في وهران يعيش ديناميكية حقيقية، مدعومًا بشبكة مؤسسات حديثة، وأطقم بيداغوجية مؤهلة، وعلاقات تعاون فعالة مع الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين. نحن نشتغل على مشاريع فعلية للربط بين التكوين وسوق الشغل، وعلى إدماج التكنولوجيات الحديثة في المسارات التعليمية، من أجل إعداد يد عاملة متكاملة، قادرة على التأقلم مع تحديات الاقتصاد العصري.”
“من خلال هذه التظاهرة، نفتح آفاقًا جديدة أمام المتكونين، نُعزز ثقافة التميز وروح التنافس، ونُرسّخ فكرة أن النجاح لا يرتبط بمكان التكوين، بل بالإرادة والجدية والانضباط. كما أن الأولمبياد تُعدّ محطة حاسمة لانتقاء النخبة التي ستمثل الجزائر في التحديات الدولية القادمة، ونحن فخورون بأن وهران كانت ولا تزال في طليعة الولايات التي تحتضن هذه الكفاءات وتُرافقها.” “نحن اليوم، لا نحتفي فقط بالمشاركين، بل نُؤسس لمرحلة جديدة عنوانها: التحوّل نحو جزائر المهارات. من هنا نوجّه رسالة لكل شبابنا بأن التكوين المهني ليس بديلاً، بل خيارًا استراتيجيًا ومسارًا فاعلًا نحو الريادة.
وسنواصل العمل على تحسين جودة التكوين، وتعزيز قدرات الإطارات، وربط المؤسسات بالبيئة الاقتصادية، لأننا مقتنعون أن التنمية الحقيقية تبدأ من هنا، من الورشات والقاعات ومراكز التكوين التي تُنجب مبدعين وحرفيين ومهنيين يصنعون الفرق.” “أشكر كل من ساهم في إنجاح هذا الحدث، من مؤطرين، إداريين، شُركاء، وحتى عائلات المتكونين الذين دعموا أبناءهم. أولمبياد المهن بوهران 2025 لن تكون مجرد ذكرى… بل نقطة انطلاق نحو ما هو أعظم.”
تغطية: نبيل شيخي