الفيفا تقرر غلق ملف مباراة الكاميرون نهائياً
قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم إغلاق ملف الشكوى التي تقدم بها الاتحاد الجزائري لكرة القدم للجنتي الانضباط والحكام على مستوى الفيفا، والتي تخص مطلبا بإعادة مباراة الجزائر والكاميرون في الدور الفاصل المؤهل لكأس العالم قطر 2022، وكذلك احتجاجا ضد حكم المباراة، الغامبي باكاري غاساما. وبحسب مراسلة لمصالح الإعلام على مستوى الفيفا، فإن الاتحاد الدولي قد أكد أنه رد بشكل رسمي على الشكوى التي تقدم بها الاتحاد الجزائري للجنتي الحكام والانضباط بالهيئة الكروية الدولية. وتضمنت المراسلة تأكيدا رسميا على أن “ملف هذه المباراة مغلق بشكل نهائي”، كما أكدت المراسلة أيضا أن أي طرف يريد الاطلاع على تفاصيل هذا الملف، عليه التوجه نحو مصالح الاتحاد الجزائري لكرة القدم وليس الفيفا. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” قد أرسل أول رد لنظيره الجزائري، فيما يتعلق بطلب الأخير إعادة مباراة المنتخب الجزائري ونظيره الكاميروني في إياب الدور الفاصل المؤهل لمونديال قطر 2022، وكذلك تظلم الاتحاد الجزائري ضد الحكم غاساما الذي أدار المباراة. ونشر الاتحاد الجزائري لكرة القدم بيانا على موقعه الإلكتروني الرسمي، تضمن مراسلة تلقاها من طرف لجنة الحكام على مستوى الفيفا، وجاء فيها: “رداً على الشكوى المقدمة إلى لجنة حكام الفيفا بشأن مباراة الإياب بين الجزائر والكاميرون في 29 مارس 2022 المؤهلة لكأس العالم FIFA قطر 2022، تلقى الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) يوم 6 ماي 2022 مراسلة من اللجنة المذكورة”. وأضاف البيان: “جاء محتوى المراسلة كما يلي: “نأسف لأنه، وفقًا لتقديركم، يمكن أن يكون لقرارات الحكام تأثير سلبي في مسار المباراة.. لقد لاحظنا جيدًا العناصر التي أرفقتموها بتظلمكم، ويمكننا بالفعل أن نضمن لكم أن جميع الأحداث التي حصلت في أثناء المباراة قد تم فحصها بعناية من قبل حكام الفيديو، وفقًا لقوانين اللعبة وبروتوكول تقنية الفيديو المساعد”. ولم يتضمن بيان الاتحاد الجزائري ولا مراسلة الفيفا أي رد نهائي صريح على التظلم الذي أودعه اتحاد الكرة الجزائري، كما أنه لم يشر إلى احتمال إعادة المباراة من عدمه، ولا حتى إلى إمكانية فرض عقوبة على حكم المباراة، الذي تظلم الاتحاد الجزائري ضده. وحققت الجزائر الفوز في ملعب الكاميرون ذهابا بنتيجة 0-1، لكنها خسرت إيابا بنتيجة 1-2 على أرضية ملعب “مصطفى تشاكر” بمدينة البليدة الجزائرية، لتتلاشى آمال “الخُضر” في بلوغ المونديال القطري المُحدد إقامته خلال الفترة بين 21 نوفمبر و18 ديسمبر القادمين. ومنذ نهاية تلك المباراة، لم تتوقف الجماهير الجزائرية عن المطالبة بضرورة إعادة المباراة، مشيرة لتعرض “الخضر” للظلم من طرف الحكم غاساما الذي أدار المواجهة، إذ رأوا أنه احتسب هدفاً غير صحيح للكاميرون (الهدف الأول)، إضافة إلى عدم احتساب هدف سجله إسلام سليماني في الشوط الثاني من اللقاء، وكذلك تغاضيه عن احتساب عدة ركلات جزاء لمصلحة الجزائر، بحسب الجماهير ووسائل الإعلام المحلية. وفرضت لجنة الانضباط التابعة لـ”فيفا” يوم 2 ماي غرامة مالية على الاتحاد الجزائري لكرة القدم بقيمة 3 آلاف فرانك سويسري؛ بسبب شغب الجماهير في مدرجات ملعب “مصطفى تشاكر”، وإلقاء المقذوفات وإشعال الألعاب النارية خلال المواجهة المذكورة.
الفاف تطالب بتوضيحات إضافية
كشف مصدر خاص مقرب من الاتحاد الجزائري لكرة القدم، عن أن الهيئة التي يرأسها شرف الدين عمارة قامت بأول خطوة للرد على قرار لجنة الحكام التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم بخصوص شكواها ضد الحكم باكاري غاساما، والذي تضمن “إغلاق” ملف مباراة الجزائر والكاميرون في إياب الدور الفاصل المؤهل إلى كأس العالم 2022، دون الطعن في طريقة تحكيم غاساما للمواجهة الفاصلة. وأشار مصدر خاص إلى أن مسؤولي الاتحاد الجزائري لكرة القدم وبعد مشاورة بعض الخبراء القانونيين، قرروا، مراسلة لجنة الحكام والمطالبة بتوضيحات إضافية بخصوص الرد الذي تلقوه، وأصروا أيضا على الحصول على تسجيلات حكم الفيديو المساعد، التي تشكل محور شكوى الجزائر في الفترة الماضية، على اعتبار أن الاتحاد الجزائري أكد أن الحكم غاساما لم يرغب في الاستجابة لحكام “الفار” في بعض اللقطات المشكوك فيها خلال فاصلة المونديال. وجاء إصرار الاتحاد الجزائري لكرة القدم، للاطلاع على تسجيلات غرفة “الفار”، بعد أن أكدت لجنة الحكام أنه لا توجد أي تجاوزات بهذا الخصوص وأن حكام المباراة احترموا لوائح التحكيم وبروتوكول تقنية حكم الفيديو المساعد، في وقت تحفظت الجزائر على هذا الأمر من خلال الشكوى التي تقدمت بها، مشيرة إلى وجود تجاوزات بهذا الخصوص. ومنذ نهاية تلك المباراة، لم تتوقف الجماهير الجزائرية عن المطالبة بضرورة إعادة المباراة، مشيرة لتعرض “الخضر” للظلم من طرف الحكم الغامبي بكاري غاساما الذي أدار المواجهة، إذ رأوا أنه احتسب هدفاً غير صحيح للكاميرون (الهدف الأول)، إضافة إلى عدم احتساب هدف سجله إسلام سليماني في الشوط الثاني من اللقاء، وكذلك تغاضيه عن احتساب عدة ركلات جزاء لمصلحة الجزائر، بحسب الجماهير ووسائل الإعلام المحلية.
“لجنة الاخلاقيات و التاس” آخر أمل للفاف
يمتلك الاتحاد الجزائري لكرة القدم (فيفا) خيارين اثنين من أجل تحقيق “معجزة” إعادة مُباراة الجزائر والكاميرون في تصفيات كأس العالم 2022. وكان الفيفا، من خلال لجنة التحكيم التابعة له، قد راسل الاتحاد الجزائري ليعلمه بأن حُكام الفيديو راجعوا جميع الحالات المُثيرة للجدل خلال مباراة الجزائر والكاميرون في الدور الفاصل من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022، وأنه لم يتم ارتكاب أخطاء مؤثرة من الحكم الجامبي بكاري غاساما، وهو ما يعني عدم إعادة اللقاء. ويمتلك الاتحاد الجزائري بقيادة شرف الدين عمارة الآن خيارين لا ثالث لهما من أجل ما يوصف في الجزائر بإعادة “الحق المهضوم” من طرف الحكم باكاري غاساما، والتمسك بطلب إعادة المباراة.ويتمثل الخيار الأول هو اللجوء للجنة الأخلاقيات التابعة للفيفا، وشكوى الحكم سالف الذكر، بشرط تقديم أدلة تُثبت تورطه في تلقي رشاوى أو القيام بأمور غير قانونية مع مسؤولين كاميرونيين أو غيرهم. ويبقى هذا الخيار مُستبعدا، بإعتبار أن الناطق الرسمي باسم الإتحاد الجزائري، صالح باي عبود، أكد سابقا أن هيئته لا تمتلك أي دلائل لإدانة غاساما بـ”الرشوة”. أما الخيار الثاني المتاح للجزائر فهو التوجه صوب محكمة التحكيم الرياضي “كاس”، ولو أن الوصول الى نتيجة مُرضية عبر هذا الطريق يبقى مُستبعدا، باعتبار أن ما يستند إليه شرف الدين عمارة واتحاده تم رفضه من طرف لجنة التحكيم بالفيفا سابقا.
خليفاوي مصطفى