فتح المدافع الدولي السابق مختار بلخيثر قلبه لجريدة “بولا” حيث تحدث عن آخر مستجداته بعد فسخ عقده مع ناديه التونسي الإفريقي عقب إنصافه من الفيفا. بلخيثر حمل الإدارة المسؤولية نافيا كل الإشاعات المروجة عن رفضه الصلح والحل الودي. ابن الباهية وهران تحدث عن العروض التي وصلته وتجربته مع المنتخب الوطني، كما أبدى أمنيته في تحقيق حلمه وإنهاء مسيرته مع المولودية.
كيف هي أحوال بلخيثر تزامنا مع مرحلة الوباء والحجر الصحي؟
“كما يعلم الجميع فلقد كنت من اللاعبين الجزائريين القلائل المحظوظين الذين تمكنوا من مغادرة تونس قبل أيام قليلة فقط عن تعليق كافة الرحلات وغلق الحدود، قبل أن أجد نفسي مضطرا للبقاء في الحجر الصحي بمدينة سوق أهراس لمدة 14 يوما، لأعود بعدها لوهران وألتزم بالحجر الجزئي رفقة العائلتين الصغيرة والكبيرة.”
وماذا عن تدريباتك خلال هذه المرحلة؟
“لا أخفي عليك فلقد كنت أنتهز أحيانا الفرصة للتدرب إما على الشاطئ أو في الغابة رفقة بعد الأصدقاء، لن مؤخرا أصبحت أكتفي بالتدرب على انفراد خاصة بعد ارتفاع عدد المصابين وتزايد العدوى في مختلف أنحاء الوطن وخاصة في وهران.”
كيف ترى مستقبل مختلف البطولات وخاصة البطولة الوطنية في ظل الوضع الحالي؟
“كل ما يمكنني أن أؤكده هو أن العودة لأجواء المنافسة في الجزائر ستكون مهمة في غاية التعقيد، لأننا ليست لدينا نفس إمكانيات الألمان أو الإنجليز خاصة من ناحية وسائل الوقاية، كما أن التوقف لأكثر من ثلاث أشهر عن التدريبات والمنافسة الرسمية سيكون له العديد من الانعكاسات السلبية على اللاعبين، ويبقى الأكيد أن أي قرار لن يتخذ إلا بعد القضاء نهائيا على الفيروس لأن سلامة الأشخاص أهم من أي بطولة.”
هل لك أن تعود لنا لفسخ عقدك مع النادي الإفريقي التونسي؟
“لقد تحصلت على حكم من الفيفا لصالحي يقضي بفسخ عقدي مع النادي الإفريقي التونسي من جهة واحدة مع إلزام إدارة النادي بتعويضي عن مستحقاتي المقدرة بستة أجور شهرية خاصة فقط بالموسم الحالي.”
لجوؤك للفيفا كان قرارا مفاجئا بالنظر لعلاقتك الجيدة مع إدارة وأنصار النادي الإفريقي، أليس كذلك؟
“صحيحي أنني قضيت أربع مواسم متميزة في النادي الإفريقي عرفت فيها أناس طيبين وكنت أحظى بمحبة كل الأنصار وحتى علاقتي بالإدارة كانت جيدة، لكن مؤخرا بعض الأمور جعلتني أضطر لاتخاذ قرار اللجوء للفيفا خاصة في ظل طريقة تعامل المسيرين معي وعدم إعارتهم أي اهتمام لمطالبي المالية، في وقت كنت فيه بأمس الحاجة للأموال وكما يقال “الموس للحق للعظم” وهذا ما جعلني أضطر للجوء مرغما للفيفا.”
إدارة النادي الإفريقي فتحت النار عليك واتهمتك برفضك الصلح والحل الودي، فما قولك؟
“أود أن أستغل هذه الفرصة لأفند كل إشاعات مسؤولي النادي الإفريقي التونسي بخصوص رفضي الحل الودي أو مبادرة الصلح، لأنه وبلك بساطة لم أتلقى أي اقتراح من طرف الإدارة. وبالمناسبة أؤكد حسن نيتي وأستغل الفرصة لأؤكد استعدادي لأي حل وصلح بخصوص قضية المستحقات المالية.”
بعد فسخ عقدك نهائيا هل شرعت في التفكير في مستقبلك؟
“حتى أكون صريحا معك فحاليا أفضل أخذ قسط من الراحة مع عائلتي الصغيرة خاصة بعد ضغط موسم شاق في تونس والعديد من المشاكل، على أن أفكر في مستقبلي بعد أسبوعين وبالضبط بعد زوال الوباء.”
علمنا بأنك تلقيت العديد من العروض الخليجية، فهل تؤكد لنا ذلك؟
“رغم أنني كنت أفضل عدم الحديث في هذا الموضوع إلا أنني أؤكد لك بأنه وصلتني العديد من العروض الخليجية سواء من السعودية أو الكويت أو الإمارات أو حتى قطر مؤخرا، بالإضافة لعرضين من ناديين كبيرين في مصر بالإضافة طبعا لعدة عروض من أندية جزائرية ويبقى كل شيء بالمكتوب.”
بعيدا عن قضيتك مع النادي الإفريقي ومستقبلك، هل تتابع أخبار فريقك مولودية وهران؟
“مولودية وهران بالنسبة لي فريق القلب الأول، وبالتالي فمن الواجب على متابعة كل أخبار النادي، وما يثير استغرابي في كل موسم هو البداية القوية للنادي ثم التراجع في مرحلة الإياب إلى درجة اللعب على تفادي السقوط مثلما كان عليه الحال الموسم الفارط، وبكل صراحة ففريق كالمولودية لا يجب أن يلعب سوى على للألقاب والبطولات كل موسم.”
في المواسم الأخيرة ارتبط اسمك في كل ميركاتو بالمولودية لكن في نهاية المطاف لا توقع في النادي، فما السبب؟
“أشكرك على منحي هذه الفرصة لتوضيح العديد من الأمور فبلخيثر لم يسبق وأن وضع أي مطالب مالية تعجيزية للعودة لمولودية وهران ولم أتحدث إطلاقا عن الجانب المالي، وكل ما كنت أطلبه بعد منحي موافقتي لتقمص ألوان النادي هو أن يتم مساواتي ببقية اللاعبين، لكن بعض الأطراف حاولت تشويه صورتي وأكدت رفضي العودة أحيانا واشتراطي لأجرة خيالية أحيانا أخرى هي الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة.”
وهل أنت مستعد للعودة لفريق القلب؟
“من هذا المنبر أوجه نداء للإدارة والمسيرين وأؤكد لهم بأن بلخيثر حر من أي التزام ومستعد للعودة من جديد لتقمص ألوان فريق القلب مولودية وهران ، خاصة وأن الحلم الذي يراودني هو العودة لهذا النادي الذي ٍأرغمت على مغادرته وإنهاء مسيرتي الكروية مع “الحمراوة” “.
بعيدا عن المولودية كيف يقيم بلخيثر تجربته مع المنتخب الوطني؟
“صحيح أني تجربتي مع المنتخب الوطني كانت قصيرة، لكن تشرفت كثيرا بحلم الألوان الوطنية لأن هناك عدة لاعبين لم تتح لهم هذه الفرصة على أمل أن تتاح لي مجددا، ويبقى كل شيء ممكنا مع الناخب الوطني جمال بلماضي.”
هناك من يقول بأن تجربة بلخيثر كان فاشلة مع “الخضر” فما قولك؟
“مجرد استدعائي للمشاركة مع المنتخب الوطني في كأس إفريقيا هو بمثابة أكبر نجاح بالنسبة لي، وهذا بغض النظر عن مشاركتي في العديد من المباريات، لذا فلا يمكن إطلاقا الجزم بأن تجربتي كان فاشلة بل أعتبرها ناجحة واستفدت منها كثيرا.”
ما هي أفضل ذكرى لبلخيثر في مسيرته الكروية؟
“أفضل ذكرى على الإطلاق هي الإعلان عن قائمة اللاعبين ال 23 المشاركين في كان 2017 والتي ضمت اسمي وهذا ما أعتبره بمثابة أحسن ذكرى على الإطلاق طيلة مسيرتي الكروية.”
وماذا عن أسوأ ذكرى؟
“أسوأ ذكرى أيضا تبقى مع المنتخب الوطني بمناسبة المباراة الأولى في كان 2017 أمام زيمبابوي وتسببي في ضربة جزاء، رغم أنني لم ولن أكون اللاعب الوحيد الذي تسبب في ضربة جزاء، لكن شعرت بخيبة أمل كبيرة وحسرة شديدة خاصة بعدما عجزنا عن تحقيق الفوز في تلك المباراة وهو ما قلص حظوظنا في التأهل مبكرا.”
بماذا تريد أن تختم هذا الحوار؟
“أود أن أعتذر لكل أنصار النادي الإفريقي التونسي، وأؤكد لهم بأن محبتهم ستبقى تاج فوق رأسي لأنني لن أنسى فضلهم وفضل النادي علي، كما لا يفوتني أن أوجه تحية كبيرة لكل الجزائريين معبرا عن تضامني الشديد معهم في مرحلة الوباء على أمل أن تزول هذه المحنة قريبا، وتبقى رسالتي الأخيرة موجهة لكل “الحمراوة” بضرورة الالتفاف حول فريقهم وتفادي الصراعات التي انعكست وبشكل سلبي كبير على النادي في المواسم الأخيرة.”
الحاج علي