الأولىحوارات

المصارع الفلسطيني حاتم باسل أبو عمر يفتح قلبه ليومية بولا: “كل الشكر والتقدير للشعب الجزائري الداعم للقضية الفلسطينية”

في حوار خص به يومية بولا الرياضية، تحدث المصارع الفلسطيني، حاتم باسل أبو عمر عن مشواره في رياضة الكاراتي دو. كما أبدى محدثتنا عن سعادته بالتواجد في الجزائر، وبالتحديد في مستغانم أين يواصل مزاولاته للدراسة الجامعية.

السلام عليكم، بداية، هل بإمكانك أن تعرف نفسك لقراء يومية بولا؟

 ” السلام عليكم. بدايةـ بودي أن أشكر جريدة بولا على هذا الحوار. أنا حاتم باسل أبو عمرو من فلسطين، بالتحديد من مدينة غزة. أنا مقيم في الجزائر الشقيقة، وبالتحديد في مدينة مستغانم. كنت أمارس رياضة الكاراتي دو في مدينة غزة، وبالتحديد بنادي الزيتون، تحت إشراف مدربي وأستاذي، الكابتن خليل العياذ. انتقلت للجزائر من أجل دراسة اللغة الإنجليزية. الآن أمارس الكاراتي دو في نادي شريك السعيد.”

كيف دخلت عالم رياضة الكاراتي دو؟

 ” طريقة دخولي لعالم الكاراتي دو كانت عن طريق أخي عبد الرحمن. فعندما كان يذهب للتدريب، كنت أبلغ من العمر 15 سنة. كنت أرفض مرافقته للتدريبات، وكنت أتحجج بالدراسة. لكن وبعد إصرا منه، وافقت على طلبه وقررت خوض هذه التجربة. أتذكر بأن التدريبات كانت صعبة للغاية. لدرجة أنني لم أتحمل التمرين. قبل أن أواصل المسيرة وأجد حلاوة التدريبات. وهنا اعتدت على التمارين رغم صعوبتها، وبدأت أستفيد منها، خاصة من حركات دفاع عن النفس. وفي يوم من الأيام، كان عندنا تمرين في اختصاص كاتا ومن أول تمرين عرفت أنتي سأكون لاعب كاتا. ومن هذا اليوم صرت أحب رياضة الكاراتي دو، واختصاص الكاتا. كنت أتدرب باستمرار. العجيب في الأمر، هو أن أخي قرر بعدها التوقف عن التدريبات، لأبقى الوحيد من العائلة أمارس رياضة الكاراتي دو.  لأستمر في نادي الزيتون لغاية 2022، أين انتقلت للجزائر.”

هل لك أن تعطينا نبذة عن البطولات التي شاركت فيها في فلسطين؟

 “صراحة في فلسطين وفي مدينة غزة لا توجد بطولات كثيرة للأسف. ففي غزة، هناك بطولتين فقط في السنة، بمعنة بطولة خلال كل ستة أشهر. فيما يخصني، فلقد شاركت في ثلاثة بطولات، لأنه بعد سنتين من انضمامي للنادي، صرت مؤهل للمشاركة في البطولة الرسمية. في سنة 2019 كانت أول بطولة وأول تجربة لي. البطولة الثانية، صادفت فترة الجائحة، حيث أن كل الأندية توقفت عن المنافسة، إلا نادي الزيتونة. ولكن لم نتفوق في البطولة.”

لماذا اخترت اللغة الإنجليزية ولم تدرس في المجال الرياضي؟

 ” صراحة، أحب اللغة الإنجليزية لأن مجالاتها أوسع، و تشمل الكثير من الميادين. بإختلاف كلية التربية الرياضية خاصة في فلسطين أكثر شيء تكون أستاذ، وأنا شخصيا لا أحب مجال التدريس. لذا فضلت دراسة اللغة الإنجليزية والحمد لله.”

كيف تم انتقالك للجزائر؟

 “انتقالي للجزائر جاء عن طريق منحة دراسية من وزارة التعليم العالي بفلسطين. لننتقل أنا وصديقي للجزائر من فلسطين، مرورا بمصر. وأول ما وصلنا للجزائر، شعرنا بارتياح كبير. كان ذالك بمثابة حلم تحقق على أرض الواقع. لقد تم استقبالنا أحسن استقبال. وعند قدومي للجزائر، لم أكن أنوي أن أتوقف عن ممارسة رياضة الكاراتي دو. وبعد تسجيلاتي الجامعية، قررت البحث عن نادي قريب. وبالصدفة، توجهت صوب نادي شرطة مستغانم. أتذكر بأن مدرب النادي تحدث معي بشكل رائع، وقال لي “نعم، الأسبوع القادم سنبدأ التدريب بإذن الله.”. ولكن بسبب ظروف عمله لم نستطع التدريب معه، ليتم توجيهنا نحو مدرب أخر، الذي أكد لنا بخصوصه بأنه خبير في الكاتا. حينها، اتصلت بالشيخ مصطفى الذي رحب بي أحسن ترحيب، لأقوم بالتسجيلات. أتذكر بأن حقوق الانخراط كانت تقدر ب2000 دج، لكن الشيخ مصطفى قال لي بما أن فلسطيني فستدفع فقط 1000 دج. لم أوافق في البداية، لأنني كنت أود أن أكون مثلي مثل غيري، لكن بعد إصرار منه، وافقت على طلبه. ومن بداية الشهر الثاني، رفض أن يأخذ مني مبلغ الاشتراك. وعندما لاحظ مستواي الكبير، وبعد توقف مدرب الأطفال عن عمله لظروف خاصة، طلب مني الشيخ مصطفى تدريب هؤلاء الأطفال، وهو الطلب الذي وافقت عليه بصدر رحب. من هذا المنبر أشكر المدرب مصطفى، وأتمنى له كل الخير.”

ما هي البطولات التي شاركت فيها في الجزائر؟

 “أول بطولة شاركت فيها في الجزائر كانت بطولة جهوية بولاية تلمسان. وكان الأمر غريبا نوعا ما بالنسبة لي، بصفتي أول مرة أشارك في منافسة رسمية بالجزائر.  والحمد لله تحصلت على المرتبة الثالثة. بعدها شاركت في البطولة الوطنية، بمشاركة أكثر من 700 مصارع. في الموسم الثاني، شاركت في بطولة ولائية بمستغانم، واحتللت المرتبة الأولى، وهو ما سمح لي بالتأهل للبطولة الجهوية، والتي أقيمت في ولاية وهران. لأحصل على المرتبة الثالثة، وتأهلت للبطولة الوطنية بالعاصمة التي ستقام إن شاء الله بعد شهر رمضان. كما شاركت في البطولة الوطنية الجامعية، والحمد لله تحصلت على الميدالية البرونزية.”

كيف أثرت رياضة الكاراتي دو على حياتك اليومية؟

 “رياضة الكاراتي دو غيرت أشياء كثيرة في شخصيتي. فهي التي نمت شخصيتي، كما أنها نظمت غدائي الصحي. كما أن ممارستي للرياضية سمح لي بتنظيم وقتي. لأتعلم النوم باكرا، والاستيقاظ باكرا. كيف يكون لك جسم رياضي نشيط، وكيف تحسن المشي. كما أن الرياضة تساعدك أيضا في دراستك، لأن الكثير من الناس يعتقدون بأن الكاراتي دو تأخذ وقتك، وتلهيك عن دراستك، وهذا الشيء غير صحيح. والحمد لله، فلقد استفدت كثيرا من رياضة الكاراتي دو.”

كيف يمكن التوفيق بين الرياضة والدراسة، خاصة خلال فترة الامتحانات؟

 “خلال فترة الامتحانات، تصبح الدراسة أهم من الرياضة. فأنا شخصيا، وخلال في فترة الامتحانات، أتوقف على التمرين، وهذا من ثمانية أيام إلى عشرة أيام. لأنه لا تستطيع صراحة التوفيق بين الدراسة والرياضة خلال فترة الامتحانات. لكن قبل فترة الامتحانات، يجب أن تعرف فقط كيف تسير حياتك، وتنظم وقتك، وتدرس قبل وقت التمرين. وأنا شخصيا لست من الناس الذين بإمكانهم الدراسة ليلا، لهذا أحب الدراسة قبل أوقات التدريبات. ولهذا، فإن الرياضي الناجح هو من يعرف كيف يوازي وقته، ويخلق نظام لنفسه.”

الآن بعيدا عن الرياضة، كيف تقضي يومياتك خلال شهر رمضان؟ وما هي أوجه الاختلاف بين رمضان بفلسطين ورمضان بالجزائر؟

 “والله للأسف، هذه أصعب لحظة تعيشها بعيدا عن بلدك، والسبب أنك بعيد عن أهلك. فحلاوة رمضان لما تجتمع أنت وأهلك في طاولة واحدة. لكن هنا في الجزائر أجتمع مع أصدقائي الجزائريين والفلسطينيين، ونذهب للمسجد من أجل صلاة مع بعض. كما يجب الاعتراف بأننا نتلقى يوميا الدعوات من طرف إخواننا الجزائريين من أجل الإفطار معا. والشيء الجميل في الجزائر هو تنوع الأكل والأطباق. كما أنني أخذت عادة من عند إخوتي الجزائريين وهي بكسر الصيام بالتمر والحليب، والذهاب للصلاة، قبل العودة للإفطار. أحب أكلة “الرشتة” و “الكسكس” بالإضافة للكثير من الأطباق. لكن طبقي المفضل في فلسطين هو الملوخية.”

ما هي الرسالة التي تريد توجيهها؟

 “بكل صراحة، الجزائر بلدٍ جميل جدا، بلد نظيف، الشوارع نظيفة و شعبها راقي جدا، و متفهم جدا. الجزائريين لهم عادات جميلة جدا. كما أنهم يطبقون ما يقولونه. فمثلا عندما يقول لك أحد بأنه جاهز لتلبية خدماتك، فإنه فعلا يقوم بما وعده بك. كما أحب أن أشكر الرئيس عبد المجيد تبون على كل ما يقدمه من دعم للشعب الفلسطيني. وأشكر أيضا الشعب الجزائري على كل الحب الذي يكنونه لنا. فنحن دائما نشعر في الجزائر بأننا في بدلنا الثاني.”

هل ما زلت تتواصل مع مدربك الفلسطيني؟

 “بالطبع، فلازلت أتواصل مع مدربي خليل العياذ. وما زال يتابع معي مشواري الرياضي، حتى وأنا بعيد عنه. فنحن في اتصال دائم. كما أنه يبعث لي فيديوهات تدريبية خاصة بالحصص التدريبية. ومن هذا المنبر أحييه على كل المجهودات.”

كلمة ختامية؟

 “في الختام، أود أن أحي كل من شجعني خصوصا أهلي في غزة، الوالدين الكريمين والإخوة الأفاضل. ومن هذا المنبر أحيي كل أصدقائي سواء من بعيد أو من قريب. كما بودي أن أشكر جريدةً بولا، التي تهتم برياضة الكاراتي دو. شكري الجزيل للشعب الجزائري الداعم الدائم للقضية الفلسطينية. فهو الذي بقي دائما ثابتا مع القضية الفلسطينية. والحمد لله، فنحن نشعر بأننا في بلدنا الثاني، خصوصا في رياضة الكاراتي دو، وهذا مع الشيخ مصطفى. رمضان مبارك للجميع، وشكرا.”

حاورته: هاشم وداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P