تحقيقات وروبورتاجات

النادي الرياضي وادي شولي … غياب الدعم والإمكانيات يعجل بإقصاء النادي من المنافسة

يعيش النادي الرياضي لبلدية وادي شولي وضعا صعبا منذ انطلاق بطولة ما قبل الشرفي لولاية تلمسان لكرة القدم لهذا الموسم، بعد إقصاءه من المنافسة بسبب غياب الإمكانيات المادية. ويعاني النادي كثيرا من ضعف الإمكانيات الناتج عن قلة الدعم المالي سواء من قبل السلطات أو من رجال أعمال وأثرياء المنطقة، مع ازدياد أعباء وتكاليف المجال الرياضي في السنوات الأخيرة. حدث هذا في الوقت الذي قام مسيري النادي بتوجيه العديد من النداءات ومناشدة المسؤولين من أجل الوقوف إلى جانب الفريق ومساندته لتجاوز هذه الوضعية الصعبة. هذا ما جعل مسيري النادي لم يجدوا أذان صاغية لانشغالاتهم، وهو ما جعلهم يصابون بنوع من الإحباط من الاستمرار في دوامة المعاناة جراء ضعف وشح الموارد المالية، إن لم نقل انعدامها، خصوصا وأن اللاعبون يواجهون صعوبات كبيرة من أجل أداء مهامهم فوق المستطيل الأخضر.

الرابطة أقصت الفريق من البطولة مبكرا

 في الوقت الذي كان الجميع من محبي نادي وادي شولي بتكرار أداء الموسم الماضي، بعدما ضيع الفريق الصعود لصالح نادي ندرومة في اللحظات الأخيرة من عمر البطولة، فإن الفريق يواجه صعوبات جمة في بطولة الموسم الحالي. ليحدث ما لم يكن منتظرا هذا الموسم بإقصائه من البطولة الولائية، خاصة بعد خصم ثلاثة نقاط من رصيده بسبب غيابه عن مباراة الجولة الأولى من مرحلة الإياب، لأسباب تتعلق بالتنظيم الإداري. فغياب الفريق عن مواجهات البطولة دفع الرابطة لتطبيق القوانين التي تنص على إقصاء الفريق من المنافسة. ويعود غياب الفريق عن المشاركة في مباريات البطولة لغياب الدعم. الأمر الذي أدى إلى غياب الفريق عن الجولة الأولى والثانية من مرحلة الإياب مع معاقبة النادي وخصم ثلاثة نقاط من رصيده. ليجد الفريق نفسه مضطرا للانسحاب من المنافسة قبل نهاية البطولة. هذا وتأسف أنصار ومحبي النادي للحالة التي وصل إليها النادي العريق في وقت كان الجميع يطمح للعب الأدوار الأولى هذا الموسم.

رابطة تلمسان الولائية تقصي الفريق رسميا من البطولة

أقدمت الرابطة الولائية لكرة القدم بتلمسان على إقصاء النادي الرياضي وادي شولي الناشط في البطولة ما قبل الشرفي رسميا من المنافسة، وذلك في بيان عبر الموقع الرسمي للرابطة. ويعود السبب في ذالك إلى عدم قدرة هذا الفريق التكيف مع القوانين العامة التي تحكم البطولة. يحدث هذا وسط غضب أنصار الفريق والذين يعيشون حالة من الغليان خلال الآونة الأخيرة.

 الفئات الشبانية واجهة النادي، لكن..

 لأنّ الاهتمام بفئة الأكابر يبرر الفوضى والإهمال الذين يميّزان فئة الشبانية للفريق، فهم يفتقرون أيضا لأدنى إمكانات ممارسة كرة القدم من ملعب خاص بالتدريبات، إضافة إلى غياب الحلول للمشاكل اليومية التي تعترض اللاعبين الشبان. فهؤلاء هم في أمس الحاجة لمن يتولى شؤونهم، كونهم مستقبل الفريق وخزّانه الأول. لكن وللأسف فإن الاهتمام يبقى غائبا خاصة من جانب التنقلات والتدريبات. لتبقى الفئات الشبانية على كافة المستويات، في انتظار حل ملموس ينقذ الشبان من الضياع خاصة بعد إقصاء الأكابر من المنافسة. ليبقى شبان النادي الرياضي وادي شولي هم واجهة الفريق حاليا، ريثما تعود المياه إلى مجاريها ويجاد الحلول اللازمة للفريق.

سعيدي كمال (رئيس النادي):“غياب الدعم حطم الفريق”

سعيدي كمال
سعيدي كمال

 في نفس السياق، أكد رئيس النادي، سعيدي كمال بأن مشكل الفريق بالخصوص كان ماديا وغياب المرافقة كدعم النادي الذي يتواجد قرابة خمس سنوات، بدون أن يتلقى أي سنتيم حسب قوله: “رغم أن النادي هو الوحيد الذي يمثل بلدية شولي، لكن لا حياة لمن تنادي”. وأضاف محدثنا: “يعتمد النادي بالأساس على مساعدة بعض الأشخاص من عامة الناس، لكن ذلك لا يمكن اعتباره حلا بما أنه سيرسم مستقبلا غامضا في مسيرة الفريق. ومما لا شك فيه، فإن النادي يعتبر الحلقة الأهم والأولى في بناء العملية الرياضية وتطورها بالبلدية. فالنادي بوضعه الحالي وبسبب ضعف البنية التحتية وقلة الإمكانيات بحاجة إلى عملية إنعاش لعلها توقظه من غيبوبته.”

“فقدت الأمل في عودة الفريق إلى سابق عهده”

 من جهته، أكد رئيس النادي في تصريح له بأنّه فقد الأمل نهائيا في إمكانية عودة النادي إلى سابق عهده بسبب التجاهل الذي وجدوه من طرف المسؤولين، الذين لم يحركوا، حسب قوله، ساكنا لإيجاد الحلول المناسبة لإعادة الفريق لسابق عهده: “صراحة، لقد سئمنا من الوضع الحالي لأننا تعرضنا للإقصاء من المشاركة في البطولة. ما جعل اللاعبين يعيشون وضعا صعبا، سواء الأكابر أو الفئات الشبانية التي تعتبر مستقبل كرة القدم في البلدية. لأن الأصاغر في مرحلة التكوين يجب أن يمروا بكل المراحل، إلا أن الوضع الحالي جعلهم يبتعدون عن الميدان، وهناك من غيّر وجهته أو توقف نهائيا.” واصل رئيس النادي قائلا:”سئمنا من غياب الدعم والتهميش بالرغم من أن النادي هو الممثل الوحيد للبلدية. والأسوأ في الأمر هو تهميش الفئات الشبانية، لأنه بعد سنوات قليلة لن نجد من يخلف الجيل الحالي. ولهذا أقولها بكل صراحة عندما أرى مثل هذه الأمور تحدث في الفريق فأنا أتأسف كثيرا. فالنادي الذي تأسس منذ سنة 1974 يعيش أزمة كبيرة. ومن هذا المنبر أقول أنا شخصيا لا أملك أي أمل للنهوض بكرة القدم ببلدية شولي.”

عبد الكريم مكالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P