فتح النجم البوركينابي السابق، جوناثان بيترويبا، قلبه لجريدة بولا وهو الذي تملك الجماهير الجزائرية ذكريات معه من خلال مواجهات البلدين في مباراتي السد المؤهلتين إلى كأس العالم 2014، حيث تحدث اللاعب السابق لنادي هامبروغ الألماني ورين الفرنسي عن تواجد المنتخبين معاً في نفس المجموعة في كان كوت ديفوار، كما عاد للحديث عن المباراة التاريخية التي حرم من خلالها حاليوزيتش وأشباله الخيول البوركينابية من التواجد في مونديال البرازيل، كما تحدث عن عديد الأمور في حوار الأسبوع لجريدة بولا..
ما رأيك في قرعة الكان التي أوقعت بوركينافاسو رفقة الجزائر، موريتانيا و أنغولا؟
“سيكون لقاء متجدد، حيث أن بوركينافاسو واجهت في العديد من المرات الجزائر سواء في كأس إفريقيا أو في تصفيات كأس العالم، و الجزائر كانت تنهي المنافسة على رأس المجموعة و الموجهات دائما ما كانت قوية ضد الجزائر التي لم تلعب مباريات سهلة ضد بوركينافاسو و الأمر نفسه بالنسبة لنا، و لكن في كأس إفريقيا الأمور تختلف على تصفيات كأس العالم حيث أن يكون هناك لقاء ذهاب و إياب حيث ستكون مواجهات مباشرة، و أعتقد أن كلا المنتخبان بإمكانهما تصدر المجموعة و التأهل للدور المقبل، لن تكون مباراة سهلة بين المنتخبين لكنها ستكون رائعة فالجزائر تملك منتخب رائع و مدرب رائع أيضاً قام بعمل كبير على رأس الفريق منذ توليه زمام العارضة الفنية.”
كيف ترى المباراة بين المنتخبين خلال الكان المقبل؟
” أعتقد أن المباراة بين المنتخبين ستكون حاسمة من أجل تصدر المجموعة ونقاطها ستكون مهمة جدا للتأهل للدور المقبل، ولو أن الجزائر ستكون مرشحة للفوز رغم أن الأمور لم تسر معها كما يجب في الكان الماضي في الكاميرون لكنها تملك منتخب كبير وبوركينافاسو في النسخة الماضية أنهت المنافسة مع الأربعة الأوائل والآن علينا التأكيد أننا في طريق التطور والتأكيد أننا من أفضل المنتخبات في القارة الإفريقية، ومن أجل الذهاب بعيدا يجب مواجهة منتخبات مثل الجزائر وستكون لنا كلمتنا لنقولها نحن أيضا خلال هذا الكان.”
لم تتحدث عن أنغولا و موريتانيا المتواجدان رفقة بوركينافاسو و الجزائر في نفس المجموعة، ألا يملكان حظوظ ؟
“لا، بالعكس يملكان حظوظ من أجل التأهل و بما أنهما نجحا في الوصول إلى المجموعات في كأس إفريقيا فهذا يعني أنهما يملكان القدرة على الذهاب بعيدا و التأكيد على أنهما يملكان مستوى يجعلهما ينافسان كبار القارة، لا يجب أبدا استصغارهما في هذا الكان حيث يعلمان أنهما سيواجهان منتخبان كبيران و عليهما تقديم كل ما يملكان من أجل كسب النقاط، و حتى نحن منتخبنا عليه أن يعلم أن مثل هذه المباريات مهمة و لا يجب أن نستصغر أي منتخب، و لو فعلنا هذا سنضع أنفسنا في ورطة حقيقة و مثل هذه المنتخبات تحدث المفاجأة في كأس إفريقيا دائما و تحدث مشاكل كبيرة للمنتخبات المرشحة.”
بعد ما حدث لها في الكان الماضي، هل ترى أن الجزائر بإمكانها الذهاب بعيدا في كان كوت ديفوار؟
” نعم، عندما نرى المنتخب الذي تملكه الجزائر من لاعبين و فرديات و مدرب، يمكن القول أنها مرشحة للذهاب بعيدا رغم أن الأمور لم تسر على أحسن ما يرام في الكان الماضي معها، و حتى بوركينافاسو لها نفس الحظوظ من أجل الذهاب بعيدا فاليوم في إفريقيا كل المنتخبات تعمل من أجل التطور و الذهاب بعيدا في الدورات القارية و العالمية، و كأس إفريقيا هذه المرة ستجري في بلد تعشق كرة القدم و ستكون حفلة كبيرة في القارة الإفريقية و أعتقد أنها سترى مفاجآت عديدة، و نحن في بوركينافاسو اعتدنا على الذهاب بعيدا و الوصول إلى المربع الذهبي منذ سنة 2013، رغم أننا في 2019 لم نستطع التأهل، و مع هذا حققنا المرتبة الثانية و الثالثة في عدة مناسبات و ما ينقصنا حاليا هو تحقيق اللقب و هذا ما قد يتحقق في كوت ديفوار الذي يعتبر بلد مجاور لنا و ستكون نسبة التتويج كبيرة بحضور جماهيري كبير لجماهيرنا سواء التي ستتنقل أو الجالية المقيمة هناك.”
ذكرت مدرب الجزائر بلماضي عدة مرات، كيف ترى العمل الذي قام به مع المنتخب؟
” صراحة قام بعمل كبير للغاية، و منذ أن بدأ عمله رفقة الجزائر أصبحت من كبار القارة بعد أن نجح في تكوين مجموعة رائعة بحماس كبير و جلب عدة لاعبين قدموا الإضافة للمنتخب رغم أن الكان الأخير لم يرقى للمستوى المطلوب، و الآن عاد للعمل على تنظيم الفريق و جلب لاعبين جدد و فرض طريقة لعب جديدة مع الفريق و هذا ما سيجعله يقدم كأس إفريقيا جيدة في كوت ديفوار، كما يجب الإشادة بالمنتخبات الإفريقية التي تعتمد على لاعبين دوليين سابقين من أجل الإشراف على المنتخب و الذين لهم حب كبير لبلادهم و شغف أكبر من أجل تقديم الإضافة و تشريف البلاد، و وضع خبرتهم كلاعبين في خدمة المنتخب من أجل التطور، الآن إفريقيا فهمت أن تطوير كرة القدم في القارة يمر عبر الاعتماد على الدوليين الأفارقة السابقين من أجل التقدم و تطوير كرة القدم في إفريقيا.”
كيف ترى حظوظ الخيول البوركينابية مع المدرب فيلود ؟
“نعم بكل التأكيد، بوركينافاسو لها كل الحظوظ خلال هذا الكان مع المدرب الجديد الذي قام بعمل رائع وحقق التأهل قبل جولتين من نهاية التصفيات، وهذا ما يؤكد أن هناك عمل كبير ومواصلة للعمل السابق بعد الكان الرائع الذي قدمها الفريق والآن المدرب مطالب بمواصلة العمل وجلب أفضل اللاعبين من أجل تقديم طريقة لعب جديدة ومنح الفرصة لجميع اللاعبين لتأكيد قدراتهم وإشعال المنافسة بينهم وهذا ما سيكون في صالح المنتخب بكل تأكيد مع الحرص على التركيز على أهدافنا وهذه الدورة قبل التفكير في أمور أخرى.”
لعبت مواجهات عديدة ضد المنتخب الجزائري، بماذا تحتفظ كذكريات عن هذه المباريات؟
” صحيح، مبارياتنا ضد الجزائر دائما ما تكون خاصة لأن بوركينافاسو عندما تلعب ضد الجزائر يضع اللاعبون في الحسبان أنهم يواجهون منتخبا كبيرا و عليهم الإطاحة به، و تأكيد قدراتهم أمام لاعبي الجزائر المهاريين و الرائعيين، و أعتقد أن كل مبارياتنا ضد الجزائر كانت في غاية الصعوبة و الأمر ذاته لكم، و على ما أتذكر فإن مباراتي السد المؤهلتين إلى كأس العالم 2014 فزنا في بوركينافاسو بثلاثة مقابل اثنين و أنهزمنا في البليدة بهدف دون رد، و عندما تواجه الجزائر عليك أن تكون حاضرا بدنيا و ذهنيا لأن المباريات مختلفة و ليست سهلة و مليئة بالحماس و التحفيز لأننا نريد إظهار قدراتنا و إمكانياتنا أمام منتخب كبير، و الجزائر أيضا تعلم أنها عندما تواجه بوركينافاسو لن تلعب مباراة سهلة.”
هل تحتفظ بذكريات جميلة عن مواجهة الجزائر؟
” نعم أحتفظ بذكريات و لو أنها لم تنتهي كما كنا نتمنى، فخلال مواجهتي 2013 كنت قد سجلت الهدف الأول في مباراة الذهاب في بوركينافاسو في مرمى الجزائر عن طريق رأسية و لو أنني لم أعتد على التسجيل بهذه الطريقة، و أتذكر أنني قدمت مباراة رائعة و هي التي كانت في غاية الصعوبة خاصة من الجانب البدني و لم تكن سهلة على الإطلاق، أحتفظ بذكريات رائعة في تلك المباراة و أنا شخصيا كنت أحب كثيرا اللعب ضد المنتخبات الكبيرة مثل الجزائر، كوت ديفوار و نيجيريا حيث أنها مباريات تمنحك الفرصة لإظهار قدراتك، و أتذكر أيضا المباراة الرائعة في البليدة و التي بالنسبة لنا كالجحيم، لأنها كانت حاسمة للغاية كون الجزائر كانت مطالبة بالفوز بهدف دون رد من أجل التأهل إلى المونديال و هذا ما يعني إقصائنا، و أتذكر أننا كنا نلعب المباراة بثقة زائدة بما أننا كنا قد لعبنا نهائي الكان في تلك السنة و فزنا في الذهاب، و لكن المباراة في البليدة كانت صعبة للغاية بما أن الجماهير الجزائرية فعلت كل ما بوسعها من أجل التأثير علينا معنويا و إخراجنا من المباراة، و على أرضية الميدان كانت جد صعبة و عدنا بخيبة أمل كبيرة إلى بوركينافاسو و نحن الذين كنا أقرب للتواجد في المونديال لأول مرة في تاريخنا و مع هذا لا أزال أحتفظ سوى بالذكريات الرائعة من مواجهة الجزائر، كما أنني زرت الجزائر مؤخرا مع المنتخب البوركينابي و رغم أنني لم أكن على أرضية الميدان إلا أنني كنت سعيدا بالتواجد هناك و للأسف لم نتمكن من تجاوز الجزائر و المرور إلى الدور الأخير المؤهل لكأس العالم للمرة الثانية أمام الجزائر، لكن إذا وضعتنا القرعة معا لثالث مرة فإن بوركينافاسو هي من ستتأهل إلى المونديال.”
كلمة أخيرة للجماهير الجزائرية التي تحترمك كثيراً..
” أمر رائع أن أعرف أنه في الجزائر أيضا لي محبين، فلتعلموا أن نحن اللاعبين الأفارقة نلعب من أجل الجماهير الإفريقية رغم أننا ندافع عن ألوان بلداننا، واليوم إنه لمن دواعي الفخر أن نرى لاعبين أفارقة يلعبون في أكبر الأندية في العالم ويمثلون إفريقيا أحسن تمثيل، وأتمنى كل التوفيق للجزائر خاصة في كأس العالم والتتويج بكأس إفريقيا، ودعني أوضح أمرا هاما قبل الختام…”
بالطبع، تفضل..
“كنا دائما نشعر بالسعادة بدعم الجماهير الإفريقية لنا، وحتى نحن كنا نلعب بقوة من أجلهم ومن أجل تأكيد أن في إفريقيا مواهب وإمكانيات كبيرة لا يجب أبدا أن نبخسها حقها أو نقلل من قيمتها، يجب أن ندعم اللاعبين الأفارقة في كل مكان”.
حاوره: مصطفى خليفاوي