خص، رئيس إتحاد جزر القُمُر لكرة القدم سعيد علي سعيد عثمان، جريدة بولا، بحوار حصري عقب إقصاء منتخب بلاده من كأس إفريقيا على يد الكاميرون، كما عرج على الحادث الغريب الذي شهدته المباراة و هو لعب مدافع في مكان حارس مرمى بسبب تغييرات اللوائح من قبل الكاف ليلة المباراة، ما جعل المنتخب القمري يعاني الأمرين، و رغم هذا نجح لاعبي جزر القُمُر في الصمود و إسالة العرق البارد لأصحاب الأرض و الجمهور، كما تحدث رئيس الإتحاد القمري عن عديد الأمور لجريدة بولا في الحوار التالي…
بداية، كيف تعلق على الخروج من الكان على يد الكاميرون بتلك الطريقة؟
” خرجنا من كأس إفريقيا مرفوعي الرأس، و لم نواجه الكاميرون على قدم المساواة، و لأول مرة في التاريخ يحدث أن تلعب مباراة في دورة من هذا المستوى و في مباراة ثمن نهائي دون حارس مرمى طيلة أطوار اللقاء، و لكن أشكر المدرب أمير عبدو، كل الطاقم و اللاعبين الذين كانوا أبطالا في هذه المواجهة، الكل كان يعتقد أننا سنتلقى عددا كبيرا من الأهداف في المباراة و لكن مصممين على تقديم مباراة كبيرة و صمدوا أمام المنتخب الكاميروني، منتخبنا قدم صورة جميلة عن جزر القُمُر و الدرس الذي قدمناه للجميع هو أنه يجب رفع التحدي في الأوقات الصعبة و لا يجب أن نستسلم أبدا..”
لماذا رفضت الكاف مشاركة حارس المرمى في مباراة الكاميرون؟
“لجأ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) إلى لائحة تم تعديلها وإبلاغها يوم الإثنين 23 جانفي أثناء لعب الدور الـ16، و ليلة المباراة قررت اللجنة الطبية إخضاع اللاعبين المصابين لحجر لمدة خمسة أيام و هذا ما لم يكن متبع في الدور الأول، شرحنا الأمر للإتحاد الإفريقي ونقلنا الملف الطبي لحارس المرمى الذي جاءت نتيجة اختباره سلبية والذي أجرى مجموعة من الفحوصات الطبية. لكن الكاف لم يرغب في سماعنا، في مثل هذه الظروف ، كانت الكاميرون تتمتع بمزايا كبيرة ، لكن العالم كله اكتشف لاعبي جزر القمر الذين يعرفون كيفية التعامل مع الظروف الصعبة و الذين كانوا محاربين حقيقيين ، والخاسر الحقيقي في هذه المباراة هو الإتحاد الإفريقي، و عليكم كصحفيين طرح هذه الأسئلة على مسؤولي الكاف من أجل إيجاد الأجوبة الصحيحة، و هناك عديد الأمور التي ستحدث في الأدوار المقبلة، آمل ألا تجد الفرق الأخرى نفسها في هذا الموقف في المستقبل، و يجب أن نركز على الإحتفال بما حققناه و على حلاوة كرة القدم وألا نركز على القرارات السيئة التي خرجت بها الكاف.”
هل صحيح أنكم واجهتم صعوبات كبيرة في التنقل إلى الملعب؟
” كان هناك إختناق مروري كبير، و كنا نسير بمرافقين من أجل فسح المجال أمامنا، تأخرنا قليلا عن الموعد المحدد لكن لم تكن هناك مخلفات كبيرة لهذا الأمر..”
هل ترى أن كل ما حدث كان مدبرا من قبل الكاميرون؟
” بالنسبة لي لا أعتقد ذلك، لأن الكاف هي من تسيّر فحوصات الـ PCR و هي من تتخذ القرارات المتعلقة بالمنافسة و ليس الكاميرون، و هل الكاميرون تتمتع ببعض الامتيازات أو المحسوبية ، ليس لدي دليل على ذلك، حتى الآن هذه مجرد شائعات..”
كيف كانت ظروف إقامتكم في الكاميرون منذ اليوم الأول؟
” تواجدنا في ظروف جيدة منذ حلولنا بالكاميرون صراحة، و لم تكن أي مشاكل تعيق تحضيراتنا للمباريات بإستثناء قضية الكوفيد و الفحوصات..”
هل كنت تنتظر ذلك الأداء من لاعبيك في هذه المباراة؟
” كنت على يقين أنهم سيقاتلون حتى النهاية ، لكنني لم أتوقع منهم أن يحرجوا الكاميرونيين كثيرًا، كل اللاعبين كانوا استثنائيين مع إشارة خاصة إلى شاكر حارس المرمى الذي قدم أداء بطولي..”
هل قدمتم شكوى لدى الكاف بسبب وضعيتكم قبل المباراة؟
” بالطبع قدمنا شكوى للكاف، لكن كما سبق و أن ذكرت فالمسؤولين رفضوا أن يستمعوا لأي تبرير من طرفنا أو يدرسوا حالتنا، و كنت أعتقد أن ما يحدث هو حالة قوة قاهرة و عندما يتعلق الأمر بحارس المرمى فسيتم السماح لنا بإشراك حارسنا الذي كان اختباره سلبيا، أو استدعاء حارس آخر للمشاركة في المباراة ليتم السماح الجماهير بأن تعيش مباراة كرة قدم حقيقية لكن للأسف.”
ما تعليقك على الدعم الكبير الذي تلقيتموه من قبل الجماهير العربية و الإفريقية؟
” كل الذين أرادوا تدميرنا والسخرية منا كانوا مخطئين تماما، و كانوا أكبر الخاسرين في هذه المباراة، نحن في قلوب كل أشقائنا العرب الأفارقة الذين رأوا في هذه المباراة ظلمًا كبيرًا.”
ما هي الرسالة التي تود بعثها للمشرفين على كرة القدم الإفريقية ؟
” أقول لهم أن كرة القدم مجرد لعبة، و تقديم صور الصداقة و الأخوة بين الشعوب، على الكاف أخذ هذه القيم بعين الإعتبار، و مثل تلك القرارات التي أخذت قبل مباراتنا ستعطي صورة سيئة عن القارة الإفريقية.”
كلمة أخيرة الختام…
” أشكر كل الإخوة والأخوات الجزائريين الذين دعمونا وأتمنى لأخي رئيس الاتحاد الجزائري عمارة شرف الدين كل التوفيق خلال فترة ولايته، و أتمنى أيضا لهم التوفيق خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم، تظل الجزائر بلد عظيم في كرة القدم، ستكون قادرة على بعث نفسها بسرعة كبيرة بعد هذا الفشل خلال كأس إفريقيا للأمم.”
حاوره: خليفاوي مصطفى
