الأولىتحقيقات وروبورتاجات

بمناسبة يومهم العالمي  … بولا تسلط الضوء على رياضيي ذوي الاحتياجات …  أصحاب الهمم دائما في القمة…

يعتبر رياضيو أصحاب الهمم الأكثر من شرف الجزائر و رفع رايتها عاليا في المحافل الدولية ، في البرالمبياد ، بطولات العالم أو حتى قاريا في الاختصاصات الفردية في مقدمتها ألعاب القوى و الجيدو و رفع الأثقال ، على غرار ما تحقق في دورة طوكيو البرالمبية الأخيرة ناهيك عن التألق القارية في كرة السلة على الكراسي ، كرة الجرس و كرة القدم داخل القاعة للصم و البكم ، ما جعل هؤلاء رياضيين يتفوقون و يتقدمون بأميال عن ما حققه الأسوياء في مختلف الرياضات و المشاركات ، رغم الدعم الكبير المسخر لهم مقارنة بهذه الفئة التي تبقى تثابر و تبرهن على أحقيتها في التربع على الانجازات الرياضية الجزائرية .

و حقق أصحاب الهمم و ليس ذوي الاحتياجات الخاصة للجزائر أحسن النتائج عالميا في المجال الرياضي من خلال مشاركتهم في البطولات العالمية أو في الألعاب البرالمبية من 1992 ببرشلونة إلى غاية طوكيو 2021 ،بحيث كانت الجزائر معهم دائما في طليعة دول العالم في رياضات هذه الفئة على غرار ألعاب القوى و الجيدو و الحمل بالقوة في شاكلة الأبطال البرالمبيين نورة و مجمج التي لا تزال تحطم الأرقام العالمية لغاية اليوم فضلا عن الأسطورة المرحوم محمد علاڨ الذي كتب اسمه بأحرف من ذهب و من دون منازع من خلال ارقام قياسية في سباقات السرعة لا تزال خالدة إلى غاية اليوم ،

أما في وهران فهناك بطل من ذهب يصنع المعجزات اسمه كمال قرجنة كيف لا و هو الذي حقق 10 ميداليات ملونة بين بطولة العالم و الألعاب برالمبية من 2008 إلى يومنا في رمي الجلة ،الرمح و الصولجان رفقة مرافقه بودربالة مرسلي و مدربه محمد كرشاي قادة الذي يشرف عليه و على زميله بهلاز هواري البطل العالمي و البرالمبي أيضا ، الثنائي الذي اقتطع عن جدارة و استحقاق بطاقة التأهل إلى الألعاب البرالمبية في باريس و المعول عليه كي يبلغ البوديوم العالمي ،

“بولا” حاولت تسليط الضوء على هذه الفئة في يومها الوطني بالجهة الغربية من البلاد من خلال الاقتراب منهم و معرفة أبرز مطالبهم أهمها تغيير اسم الإتحادية إلى أصحاب الهمم و ليس ذوي الاحتياجات الخاصة ، تشكيل رابطات ولائية و حقهم في السكن و الدعم كما هو مخصص للأسوياء ، فصبر هؤلاء و بلوغهم قمم النجاح يعتبر مثال حقيقي يقتدى به في المثابرة و الصبر و الإرادة بالرغم من الإعاقة.

نادي المشعل للصم البكم يشرف الرياضة في البيض

ممارسة الرياضة من أصحاب الهمم في ولاية البيض تتم بصفة محتشمة لعدة أسباب أهمها انعدام التجهيزات الكفيلة بمساعدة الممارس في الحركات التي تتناسب وقدراته الحركية و رغم ذلك يواصل أصحاب الهمم من الصم و البكم في ذات الولاية ممارسة عدة أنشطة من خلال النادي الرياضي الهاوي ” المشعل ” للصم و البكم ببلدية البيض ، المنضوي تحت وصاية الرابطة الولائية للصم و البكم البيض الذي يعتبر من الأندية ، التي تمتلك تجربة في استقطاب الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة ، لأن الرياضة عامل من العوامل المساعدة على النمو الجسمي و الحركي إضافة الى أهميتها في التنفيس عنهم، و ابراز قدراتهم و مواهبهم في المجال الرياضي .

و لهذه الغاية ضم النادي عددا من الفروع في الرياضات الفردية و الجماعية ككرة القدم ، العاب القوى ،الكرة الحديدية ،تنس الطاولة و الكاراتي دو اضافة فروع في رياضات أخرى لتلبية حاجيات اصحاب الهمم . و في هذا الإطار استطاع هذا النادي البروز و تحقيق نتائج ايجابية في مسابقات و بطولات جهوية و وطنية . لكن هذه الطاقات تواجهها العديد من الصعوبات و لان حاجياتهم و قدراتهم تختلف عن الأسوياء ، و في هذا الصدد أكد مصدر نطلع من مديرية الشباب و الرياضة لولاية البيض أن انعدام مدربين مختصين لذوي الاحتياجات الخاصة التي تحتاج الى تعلم لغة الاشارة كان سبيل في غياب اهم وسيلة التي تساعد هذه الفئة فغياب المدرب المختص في التدريب لذوي الاحتياجات صار مشكلا حقيقيا في البيض .

كما ان المراكز البيداغوجية النفسية لهذه الفئة ليس لديهم نشاطات و بطولات وطنية في الرياضة من شأنها ان تساعد على اكتشاف المواهب و رعايتها على عكس الرياضة المدرسية التي تنظم البطولات في فترات متعددة في الرياضات ما يشجع على التنافس بين الممارسين و تفجير الطاقات في الرياضة ، إضافة الى عدم وجود تجهيزات خاصة لذوي الإعاقة الحركية .

محمد علاق أسطورة لا تنسى

رحل العداء الجزائري محمد علاق عن عمر ناهز 42 سنة بعد صراع مع المرض لمدة طويلة، و ذلك يوم 7 مارس من سنة 2016 لتفقد الجزائر أحد أبطالها في رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة من أصحاب الهمم ، والذي أهداها 6 ميداليات برالمبية، خمس منها ذهبية حصدها خلال مشاركاته في الألعاب شبه الأولمبية، إضافة إلى 12 لقبا عالميا زيّن بها سجله المشرّف منذ 1994. ورغم انطفاء شمعته إلا أن إنجازاته الكبيرة وتحدّيه للإعاقة في المجال الرياضي، يجعلان منه رمزا من رموز الرياضة الجزائرية، وسيبقى حيا في قلوب وأذهان كل الجزائريين، الذين كان يسعدهم في المحافل الدولية، ليبقى محمد علاق الرياضي الأكثر تتويجا على الإطلاق في رياضة ذوي الاحتياجات الجزائرية من دون منازع. وكانت انطلاقة الراحل من نادي اتحاد حسين داي مرورا بجمعية بريد الجزائر.

ثم مولودية الجزائر قبل أن يقرر وضع حد لمسيرته في 2012، وضع حد لمشواره الرياضي المشرّف، عندما كان ينشط تحت ألوان المجمع البترولي، ليتحول بعد ذلك إلى مجال التدريب، قبل أن يوقفه المرض، الذي عانى منه في صمت لمدة طويلة، فبعد سيطرته المطلقة على المستوى الوطني والجهوي والقاري تمكن من فتح أبواب المجد العالمي بفضل إرادته الفولاذية وجديته الكبيرة في العمل، فقد كان علاق كبيرا، واستطاع ولوج ساحة الكبار بداية من الطبعة الأولى من بطولة العالم ببرلين بألمانيا سنة 1994، وهي المنافسة التي أعلن فيها بصراحة، انضمامه للنخبة العالمية من خلال إحرازه ميداليتين، منهما ذهبية، حيث قال آنذاك: “هذا التتويج سيبقى للأبد من أعز إنجازاتي،

لأنه، بكل بساطة، فتح شهيتي للذهاب بعيدا في مشواري”. وكان له ما نواه، ليواصل ابن قرية “أقني إيقغران” بتيزي وزو حصد الألقاب الواحد تلو الآخر، فقد كان عدّادا حقيقيا لحصد الأرقام القياسية في كل المنافسات، أبرزها الأرقام القياسية العالمية لسباقات الـ 100 متر و200 متر و400 متر، وهي الأرقام التي استمرت لعدة سنوات، وقال في ذلك: “كنت طموحا جدا، وسعيت بجدية لأن أكون مثلا يحتذى به من طرف زملائي من جيلي وكذا الجيل الصاعد من الشباب، الذين أوكلت لهم مهمة حمل مشعل رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة ،أعتقد أنني نجحت نسبيا في تحقيق هذا الهدف بالرغم من أن الإمكانيات المتاحة في وقتي كانت محدودة”. وفعلا نجح علاق، الذي ترك رصيدا كبيرا وسجل اسمه بأحرف من ذهب.

وفي الألعاب شبه الأولمبية أو كما تسمى اليوم البرالمبية حصد محمد علاق أول لقب له في أطلانطا بأمريكا سنة 1996، حيث فاز فيها بذهبيتين في الـ 100متر والـ 200 متر قبل تأكيد قوّته أربع سنوات بعد ذلك بإحراز ثلاث ذهبيات في دورة سيدني، ليختم الحصيلة ببرونزية في (أثينا-2004)، وتبقى دورة بكين 2008 الأخيرة في مسيرة محمد علاق الرياضية ، بقوله عنها “في بكين شعرت أنني فقدت الكثير من إمكانياتي، وقررت حينها وضع حد لمشواري الرياضي الدولي. رياضة أصحاب الهمم، مثلها عند الأسوياء، تتطلب الكثير من التحضير واللياقة البدنية العالية والاستعداد الجيد، الأمر الذي افتقدته بسبب الإصابات المتعددة”.

ويبقى علاق على مر الأوقات، العربة التي تقود القاطرة، حيث خطف بفضل نتائجه المشرّفة وبعفويته الكبيرة وشخصيته المرحة، حب ومساندة الجميع، وأصبح بحق الرياضي المحبوب الذي رفع راية الجزائر عاليا في مختلف المواعيد التنافسية العالمية، هذه الأسباب مجتمعة أهلته بجدارة لتقلّد وسام “الأثير” سنة 2000 بملعب 5 جويلية على هامش نهائي كأس الجزائر لكرة القدم بين وداد تلمسان وشباب بني ثور. وتبقى الجزائر تعتز وتفتخر بمحمد علاق، الذي سيبقى إلى الأبد مفخرة رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة أصحاب الهمم والرياضة الجزائرية بشكل عام، فنم يا محمد قرير العين، فقد تركت وراءك ما سيخلدك إلى الأبد.

منير.ب 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P