تحقيقات وروبورتاجات

بعد استحداث منصب أستاذ التربية البدنية  …  المدرسة الابتدائية نقطة انطلاق المواهب الرياضية

انطلقت مختلف مديريات التربية والتعليم المنتشرة عبر ولايات القطر الجزائري في استقبال ملفات الأساتذة الراغبين في شغل منصب أستاذ مدرسة ابتدائية اختصاص تربية بدنية عن طريق التعاقد، وهذا من خلال التسجيل في المنصة الرقمية التي تم افتتاحها خصيصا بغية توظيف هذه الشريحة من الأساتذة لأول مرة في التاريخ. أين تم استحداث منصب أستاذ التربية البدنية  بعدما كانت هذا النشاط يوكل لأساتذة المدارس الابتدائية فقط، ليتم بعد مشاورات طويلة ودراسات معمقة من طرف المختصين في وزارة التربية اتخاذ قرار استحداث المنصب المذكور تنفيذ لمخرجات مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ 16 أفريل 2023 القاضي بضمان تأطير متخصص لمادة التربية البدنية والرياضية في مرحلة التعليم الابتدائي. خاصة بعد مطالب خرجي معاهد التربية البدنية ونقابات التربية، وهي الخطوة التي  نالت استحسان الجميع في قطاع التربية خاصة الطور الابتدائي بالنظر إلى العديد من الاعتبارات .

المواهب موجودة …تحتاج للصقل

لا يختلف اثنان على أن الجزائر من بين البلدان التي أنجنب أبطالا وفي جميع الرياضات سواء الجماعية منها، وحتى الفردية، وهي الأسماء التي لم تخرج من العدم بل هي مواهب كان لها الفرصة في البروز، رغم غياب الإمكانيات والدعم مدارس التكوين  على عكس ما  هو موجود في الدول الأجنبية وحتى الدول العربية التي أضحى مسؤولها  يهتمون بسياسات التكوين. والتي تعتمد على اكتشاف العصافير النادرة في بدايتها انطلاقا من المراحل المتقدمة من العمر. وهذا ما نفتقر إليه حاليا، فعلى الرغم من جود خزان كبير من العنصر البشري، هناك الكثير من المواهب التي أضحت تضيع أو لا تأخذ حقها في الظهور. هذا وقد يذهب المختصون إلى أن سياسة التنقيب يجب أن تنطلق ابتداء من مرحلة الدراسة الابتدائية وهي المرحلة العمرية التي يكون فيها الطفل بحاجة إلى إخراج موهبته واكتشافها من طرف مختصين. خاصة في مناطق الظل مهملة والدليل أن أغلب النجوم قد انحدروا من القرى الصغيرة والأحياء الشعبية  .

أستاذ التربية البدنية سيساهم في التنقيب عن المواهب

ما يجعل استحداث منصب أستاذ التربية البدنية في المدارس الابتدائية قرار سيكون له فضل كبير في  التنقيب عن المواهب الرياضية بداية من المدارس الابتدائية، وهذا إلى غاية المراحل الأخرى من التعليم. خاصة وأن السلطات العليا في البلاد قد وضعت مخطط عملي في الدخول الاجتماعي الماضي يقضي  بتعزيز التربية البدنية والرياضية. لاسيما في المرحلة الابتدائية التي اعتبرت منبعا  لتجديد النخبة الرياضية الوطني. ومناسبة إضافية لتسهيل الاحتكاك واللقاء بين الشباب، حيث تم اللجوء إلى هذا المقترح انطلاقا من  نتائج تقرير أعدته لجنة قطاعية مشتركة مكونة من خبراء وإطارات من قطاعات الشباب والرياضة والتربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، بالإضافة إلى ممثلي الاتحادات الرياضية المدرسية والجامعية.

الرياضة المدرسية فرصة للبروز

هذا ويعد إعطاء مادة  التربية البدنية في الطور الابتدائي  اهتماما من خلال تأطيرها مكسب للمواهب التي لم تتح لها الفرصة للالتحاق بالأندية الرياضة، حتى لا يتم ضياعها خاصة  وأن الفرصة  لا تكون متوفرة أمام كل الأطفال لولوج عالم الرياضة، خاصة في القرى والمناطق النائية. فعلى عكس بعض التلاميذ ممن يقطنون بالمدن الكبرى و  الذين لهم الفرص للالتحاق بالأندية الرياضية في مختلف الرياضات والمدارس الكروية، فإن عددا هائلا من التلاميذ القاطنين بمناطق الظل ليسوا محظوظين لممارسة رياضاتهم المفضلة، حتى وأن كانت المناطق النائية والأحياء الشعبية هي الخزان الذي أنجب الكثير من الأبطال.

وزيادة على ذلك فإن الكثير من المسؤولين في الأندية الرياضية والمدارس الكروية أضحوا يقطعون فرصة الانخراط أمام الأطفال الذين ينحدرون من عائلات فقيرة، وذلك بفرض اشتراكات سواء كانت سنوية أو شهرية مما يمنع البراءة من المشاركة في النشاطات الرياضية .

ضرورة الاهتمام بالرياضة في المدارس الابتدائية

ذهبت الكثير من الدراسات والبحوث العلمية الأكاديمية  التي تم إجراؤها داخل الوطن أو خارجه إلى ضرورة العودة إلى الاهتمام بمادة التربية البدنية في المدارس الابتدائية. وذلك لأسباب صحية محضة وحتى تعليمية تربوية. حيث أن العودة إلى تقننين هذه المادة يقي التلاميذ من   أمراض السمنة والاكتئاب وأمراض نقص الحركة. هذا زيادة على  وجود ارتباط وثيق بين التحصيل العلمي وممارسة التربية البدنية.

مما يدعو إلى إعطاء قيمة كبيرة  لمنهج التربية البدنية ضمن مناهج المدارس الابتدائية. حيث  أوضحت الدراسات الدراسات التي تم القيام بها في دول الخليج إلى  تفوق التلاميذ المشاركين في الأندية الرياضية خارج  على التلاميذ  غير المشاركين وذلك  في التحصيل الدراسي والمرونة و سرعة الفهم. مما يعني وجود علاقة ارتباط  بين  التحصيل الدراسي ومرونة الجسم. فممارسة النشاط البدني له آثار ايجابي على وظائف الجسم وتحسن الحالة الصحية والنفسية للتلميذ.

غياب المرافق الرياضية بالمدارس العائق الأكبر

وعلى الرغم من أن خطوة استحداث منصب أستاذ التربية البدنية في المدرسة الابتدائية له دور هام في اكتشاف المواهب، إلا أن  غياب المرافق الرياضية كالملاعب أو القاعات وحتى الوسائل البيداغوجية الرياضية كالكرات مثلا، وغيرها من الهياكل خاصة في مناطق الظل. فحتى وإن وجدت في كبرى المدن فهي تعد على الأصابع، حيث  عرفت بعض المدارس خلال هذه المواسم الدراسية الأخيرة،  تدعيما من طرف الهيئات المخولة لها لتهيئة المؤسسات  بملاعب معشوشبة اصطناعيا  خاصة المدارس الجديدة، وهي الخطوة التي يجب أن تعمم على جميع المدارس في القطر الوطني.

لأنه من غير الممكن لتلميذ  لا يفوق سنه 11 سنة أن يمارس الرياضة فوق أرضيات من الاسمنت المسلح الذي يغطي جل ساحات المدارس في الوطن. فهذا النوع   من الأرضيات يشكل خطرا على الأطفال الذين هم أكثر  عرضة لإصابات والكسور بسب هذه الأرضيات التي لا تصلح لا للعب ولا لممارسة النشاطات الرياضية.

ياسين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P