بلحنيش محمد رئيس أكاديمية تكنو كرة القدم الجزائر: “مشروع الشراكة الإسبانية في فائدة المواهب الجزائرية و انتظروا المفاجئات مستقبلا”
تعد أكاديمية تكنو كرة القدم الجزائر من المشاريع الكروية الهامة التي تعنى بتكوين اللاعبين الموهوبين والتي تسعى لتطبيق طرق تدريب حديثة تتماشى والتطورات الحاصلة في عالم المستديرة، وبالتالي تكوين جيل من اللاعبين القادرين على الممارسة في المستوى العالي مستقبلا. ولمعرفة المزيد عن هذه الأكاديمية تواصلنا مع رئيسها السيد “بلحنيش محمد”.
كيف هي الأحوال؟
“الحمد لله نحن فقط متلهفين لاختفاء الوباء والعودة للحياة العادية”.
هلا عرفت نفسك للجمهور الرياضي؟
“محمد بلحنيش من مواليد 1968 بعين الدفلى، تدرجت في مختلف أصناف كرة القدم من الكتاكيت حتى الأكابر، ثم كانت لي أول تجربة لرئاسة فريق لكرة القدم وهو شباب الدار البيضاء بالعاصمة وبعدها دخلت عالم الصحافة الرياضية وبالضبط في جريدة “الكرة” وفي نفس الوقت عملت كمناجر للعديد من اللاعبين. وفي سنة 2017 أسست أكاديمية تكنو كرة القدم الجزائر”.
كيف جاءت فكرة إنشاء الاكاديمية؟
“لقد لاحظت بأنه ورغم وجود جمعيات رياضية كثيرة إلا أنها لم تستطع استيعاب الكم الهائل من الطاقات الشبانية، ولذلك فكرت في تأسيس أكاديمية ولكن بنظرة وطريقة عمل مغايرة تماما للجمعيات، حيث حاولت بناء أكاديمية وفق أسس احترافية بالإمكانيات الموجودة طبعا وذلك بالاستعانة أولا بمدربين ومربين حاملين لشهادات جامعية في الاختصاص ، وتوفير كل وسائل العمل البيداغوجية التي تساعد الطفل على تطوير مهاراته البدنية والفنية”.
هلا أعطيتنا لمحة عن أهم نشاطات وإنجازات الأكاديمية؟
“نحن منذ البداية نركز أكثر على تنظيم الدورات والمشاركة في مسابقات كروية مختلفة، فقد كانت لنا أول تجربة مشرفة جدا في مدينة برشلونة، حيث شاركنا في دورة دولية عرفت مشاركة فرق عريقة على غرار نادي روما الإيطالي وتمكنا من الوصول للمباراة النهائية، و توجنا أيضا بدورة في تونس شاركت فيها مدارس كروية معروفة كمكناس المغربي وجمعية وهران و جمعية عين مليلة ، وهذا بالإضافة لتتويجنا بدورة دانون رغم وجود منافسة كبيرة جدا من فرق قوية و كسبنا ورقة التأهل للدورة الجهوية، دون ذكر الكثير من الدورات البلدية و المناسباتية التي سيطرنا عليها طولا وعرضا بشهادة الجميع، وهي نتيجة منطقية للعمل القاعدي الرائع الذي يقوم به المدربون والدعم الكبير الذي يقدمه الأولياء أيضا”.
ما هو هدفكم من إنشاء هاته الأكاديمية؟
” هدفنا هو تأطير اللاعبين الموهوبين ومساعدتهم على التطور وفق المناهج العصرية ومن ثم فتح الآفاق أمامهم للوصول للأندية الكبيرة محليا وحتى الذهاب لأوروبا. التكوين في بلادنا مقتصر على الجمعيات والمدارس الرياضية إلا أن ريع الدولة يذهب للنوادي الكبيرة بين قوسين أين يهمل الشاب ولا يعطى حقوقه”.
هل من تعقيب؟
“أظن بأنه الخطأ الفادح الذي ساهم في تدمير المواهب الشابة والقضاء على أهم دعائم الاحتراف وهو التكوين القاعدي، فقد طغت ثقافة النتائج الفورية على مسؤولي الأندية مما نتج عنها الجري وراء “النجوم” بمبالغ خيالية لكن دون أن يرى الأنصار المقابل على الميدان، فعندما يتم إهمال شبان الفئات الصغرى، فمن الطبيعي أن تلجأ الأندية إلى البلدان الإفريقية والمغتربين بأوروبا لتدعيم صفوفها”.
كيف يرى بلحنيش محمد واقع التكوين في بلادنا؟
” بصراحة التكوين غائب تماما، فالدولة تنفق أموالا طائلة على الجمعيات الرياضية لكن دون رقابة ولا محاسبة، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة تأسيس الأكاديمية، فكل مداخيلنا من اشتراكات الأولياء ونحن نحاول ترجمة ذلك على الميدان بالتكوين الجيد، والحمد لله الأولياء راضون جدا على ما نقوم به وهذا هو رأس مالنا، كما يقال”.
ما هي المشاريع المستقبلية لأكاديمية تكنو الجزائر؟
” نحن نسعى لتطوير الأكاديمية على كافة المستويات ولما لا إنشاء مركز تكوين خاص بنا، ولا يمكننا تحقيق ذلك دون دعم من وزارة الشباب والرياضة وبقية السلطات”.
أطلقتم مؤخرا مشروعا لفائدة اللاعبين الموهوبين مع شراكة إسبانية، هلا وضحت للجمهور طبيعة هذه العملية؟
“نعم هي فكرة كانت تراودني منذ مدة وتجسدت فعلا في شهر أفريل الماضي عندما أمضيت اتفاقية شراكة مع أكاديمية متخصصة في انتقاء اللاعبين مقرها في العاصمة الاسبانية مدريد، قررنا تنظيم عملية انتقاء وتجارب للاعبينا الموهوبين بعد رفع الحجر الصحي وهذا لمنحهم فرصة الانتقال لأحد الأندية الاسبانية، والعملية لحد الآن متواصلة وعرفت التسجيلات مشاركة واسعة جدا من كل مناطق الوطن خاصة من أبناء الجنوب الكبير وهو دليل على أن هذه المنطقة تزخر بالمواهب لكنها مهمشة، ونأمل أن نكون سببا في نجاح كل هؤلاء”.
هل لقي هذا المشروع استجابة من قبل اللاعبين الشبان؟
” التسجيلات فاقت كل التوقعات وأغلبهم لاعبين حاليين في مختلف فئات الأندية الكبيرة”.
الكثير انتقد قيمة حقوق المشاركة ورأى فيها نوعا من الارتفاع وعدم قدرة الكثير من الشبان تسديدها، ما هي المعايير التي حدد على أساسها مبلغ الاشتراك؟
“هذه فرصة لتوضيح الأمر جيدا، المبلغ الذي تم تحديده للمشاركة في هذه التجارب هو قرار المسؤول الإسباني على هذه العملية ولا دخل لنا فيه، نحن فقط منظمين تم تكليفنا بتسجيل اللاعبين وإعداد القوائم، بل أنا دائم التفاوض مع هذا المسؤول لتخفيض القيمة”.
إلى أي مدى يمكن أن تساهم هذه العملية في تحقيق حلم الشباب الطامح لمستقبل أفضل في عالم الكرة؟
” حسب تأكيد مسؤول العملية، فإن اللاعبين الذين سيتم اختيارهم في الأخير سيتم نقلهم لخوض تجارب أخرى معمقة في إحدى الأندية الإسبانية وهذا لمدة ثلاثة أشهر مدفوعة التكاليف، وأي لاعب ينجح في هذا الاختبار سيتحصل على شرف الإمضاء ومواصلة مشواره هناك في حين فإن الراسب سيعود إلى الجزائر”.
فاز مؤخرا اللاعب نينو غزال عثمان بالمركز الثاني عربيا في مسابقة الموهوب القطرية تحت اسم الأكاديمية، كيف تتوقع مستقبل هذا اللاعب الموهوب والخلوق؟
“الحمد لله لم نخطئ في اختيارنا لهذا اللاعب لخوض هذه المسابقة الهامة، فبالإضافة لأخلاقه العالية، فإنه يملك موهبة تستحق المتابعة وأرى بأنه يملك مستقبلا زاهرا على غرار الكثير من أبناء أكاديميتنا يكفي فقط أن يتم الاعتناء بهم، واللاعب نينو عثمان يحظى بدعم منقطع النظير من طرف والده وهو سر تألقه”.
هل فكرتم في تحويل مواهب الأكاديمية إلى نواد أوروبية طبقا لاتفاقيات الشراكة مع مؤسسة تحويل اللاعبين الإسبانية؟
“هذا ما نسعى للقيام به من خلال تجارب الانتقاء التي سننظمها عن قريب إن شاء الله”.
ما مدى تحقيق الأكاديمية لأهدافها منذ تأسيسها وهل أنتم راضون عما قمتم به لحد الآن؟
” صراحة لم نبلغ بعد أهدافنا نظرا لقصر تجربتنا ولكننا بالمقابل راضون تماما على العمل الذي قمنا به بالرغم من وجود عدة نقائص”.
أترك لك كلمة ختم هذا الحوار؟
“أشكركم على اهتمامكم بأكاديمية تكنو ومن جانبنا نثمن جدا عنصر الاتصال والتواصل لأنه طرف هام في معادلة كرة القدم ، أتمنى فقط أن أكون سببا في نجاح أحد لاعبينا محليا أو قاريا أو حتى عالميا، نحن لن ندخر أي جهد لمساعدة الشبان الجزائريين الشغوفين بكرة القدم على التطور وأبوابنا تبقى دوما مفتوحة أمام الجميع”.
حاوره: سنينة مختار