الأولىنجوم الجزائر

بلماضي بينهم … مدربون بأعلى الرواتب يفشلون في الكان

شهدت كأس أمم إفريقيا الجارية حاليا في الكاميرون العديد من المفاجآت الكروية؛ إذ خرجت منتخبات كبيرة كانت مرشحة لنيل اللقب من الدور الأول والأدوار الإقصائية، وبرزت منتخبات إفريقية صاعدة مثل غينيا الاستوائية وغامبيا لتخطف الأضواء بقوة في “الكان”. تهاوي المنتخبات الكبرى مثل كوت ديفوار وغانا والجزائر وتونس، طرح العديد من التساؤلات حول سبب الفشل والتراجع اللافت، خاصة مع توفير كافة الإمكانات المالية واللوجستية من قبل الاتحادات الكروية، وضخ أموال طائلة ورواتب عالية لمدربين فشلوا في تخطي عتبة الدور الأول أو الذهاب بعيدا في هذه المسابقة. ويحصل العديد من المدربين على رواتب عالية، لا تتناسب مع حجم النتائج التي حققوها، ما جعلهم في مرمى انتقادات الجماهير الرياضية، وهو أمر قد يدفع الاتحادات الكروية إلى إعادة جدولة سلم رواتب المدربين واستخلاص العبر من منتخبات صغيرة راهنت على طواقم محلية وغير مُكلفة وحققت نتائج جيدة. و يحصل مدرب منتخب الجزائر، جمال بلماضي على راتب شهري يبلغ 65 ألف دولار، في المرتبة الثانية بعد حاليلوزيتش، لكنه فشل في تخطي الدور الأول بعد الخروج من “الكان”، واكتفى معه منتخب الجزائر بنقطة يتيمة بعد التعادل السلبي مع منتخب سيراليون، والانقياد للهزيمة أمام كل من غينيا بيساو بنتيجة (0-1) وأمام كوت ديفوار (1-3).وعلى الرغم من سقف التوقعات الذي كان عاليا لدى جماهير “الخضر” قبل انطلاق البطولة، فإن النتائج التي حصدها منتخبهم خيبت ظنهم وجعلتهم يراجعون حساباتهم قبل المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم قطر 2022 أمام الكاميرون في شهر مارس.

غانا، كوت ديفوار و تونس ضمن القائمة

يدفع الاتحاد الإيفواري لكرة القدم مبلغ 35 ألف دولار شهريا للمدرب الفرنسي باتريس بوميل، رغم قلة خبرته التدربيية في منصب المدرب الأول؛ لأنه قضى أغلب فتراته التدريبية مساعدا للمدرب هيرفي رينار الذي يشرف حاليا على المنتخب السعودي، وكان مدربا لمنتخب المغرب في وقت سابق، وعلى الرغم من هذا المبلغ الكبير، فإن بوميل عجر عن العبور إلى الدور ربع النهائي بعد الخسارة أمام مصر في الدور ثمن النهائي بركلات الترجيح بعد انتهاء المباراة بنتيجة التعادل السلبي، و كان مدرب غانا، ميلوفان رايفاتش، يتقاضى راتبا قدره 31 ألف دولار شهريا، لكنه خرج من الدور الأول للبطولة متذيلا جدول ترتيب مجموعته بعد الخسارة القاسية والتاريخية أمام منتخب جزر القمر بنتيجة (2-3)، ما جعل الاتحاد الغاني لكرة القدم يسارع للاستغناء عن خدمات المدرب الصربي بعد الخروج المبكر وبصورة غير متوقعة من كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم. و كان مدرب منتخب تونس، منذر الكبيّر، يحصل على راتب شهري قدره 9 آلاف دولار فقط، وهو مبلغ زهيد مقارنة بأجور العديد من مدربي المنتخبات الإفريقية الأخرى، ومع ذلك لم يتردد الاتحاد التونسي لكرة القدم في إقالته وتعيين جلال القادري خلفا له، بعد الخسارة من بوركينا فاسو (0-1) في الدور ربع النهائي. وعلى الرغم من الراتب المنخفض نسبيا الذي كان يتقاضاه مدربها السابق، فإن ما حققته تونس بوصولها إلى لدور ربع النهائي، يتساوى مع ما حققه المغرب مع حاليلوزيتش، وأفضل مما قدمته الجزائر وكوت ديفوار وغانا؛ لذلك فإن المبالغ الفلكية لا تعني دائما نجاح المدربين، بل إن الفكر التكتيكي ومنظومة العمل السليمة هما المعياران الأساسيان لتحقيق النجاح في عالم كرة القدم.

خليفاوي مصطفى 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P