بلماضي وبوقرة وسيسي.. دوليون يتذوقون التتويج كمدربين شبان
كشفت نهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، عن بروز المدرب المحلي الذي عادت إليه الكلمة في الأخير، بعد مساهمة السنغالي سيسي في تتويج منتخب بلاده باللقب القاري، مثلما كرّست ظاهرة برزت بشكل لافت، تتمثل في تألق دوليين سابقين بثوب مدربين شبان عرفوا كيف يتذوقون حلاوة التتويج، ففي نسخة 2019 من “الكان” عادت الكلمة للناخب الوطني بلماضي، وفي كأس العرب الأخيرة بقطر مع مجيد بوقرة، وفي دورة “الكان” بالكاميرون مع سيسي الذي منح أول لقب قاري لـ”أسود التيرانغا”. عرفت الخارطة الكروية الإفريقية والعالمية تغييرات من ناحية الأسماء المكرسة في عالم التدريب، بعدما برزت أسماء شابة لها ماضي كروي مميز، سواء بقيادة أندية كبيرة ومشهورة، أم الإشراف على منتخبات وطنية توجت بألقاب نوعية، حيث كرّس المدرب السنغالي سيسي هذا التقليد، بعدما ساهم سهرة الأحد في تتويج أسود التيرانغا باللقب القاري لأول مرة في تاريخ الكرة السنغالية. وهذا على حساب المنتخب المصري بركلات الترجيح. تتويج بقدر ما كان مستحقا بقدر ما كشف عن حنكة مدرب شاب سبق له أن أوصل منتخب بلاده إلى نهائي 2019، وخسر حينها الرهان أمام المنتخب الوطني بقيادة جمال بلماضي، وبذلك يكون سيسي قد ثأر لنفسه بعد خسارة النهائي المذكور كمدرب، مثلما ثأر لنفسه حين خسر نهائي 2002 كلاعب، كما رد الاعتبار لأجيال ذهبية صنعت أمجاد المنتخب السنغالي، بقيادة بوكاندي والحاج ضيوف والبقية. وقد كانت للأسماء الكروية الجزائرية كلمة في هذا النوع من التألق، بدليل ما فعله جمال بلماضي في نسخة 2019 من “الكان”، حين أهدى للجزائر أول لقب قاري خارج الديار، وهو الذي خاض غمار التدريب في ريعان الشباب، مباشرة بعد اعتزاله الكرة كلاعب خطف الأضواء بمشوار احترافي ثري ومسار محترم كلاعب دولي مع المنتخب الوطني، ما جعله يوظف جميع مساعيه لبعث الفرحة في نفوس الجماهير الجزائرية، وتحقيق إنجازات عجز عن تجسيدها كلاعب دولي سابق، والبداية بنيل لقب “كان 2019″، في انتظار حسم تأشيرة التواجد في مونديال قطر نهاية هذا العام، وهو طموح شخصي وجماهيري عام يعد بمثابة فرصة مهمة لمحو نكسة الإقصاء المفاجئ والمبكر من الدور الأول لنسخة هذا العام من “الكان”. من جانب آخر، كشف صخرة دفاع المنتخب الوطني سابقا مجيد بوقرة أنه مشروع مدرب يعد بالكثير، إذا وجد العناية والتشحيع، بدليل المسار النوعي الذي حققه مع المنتخب المحلي في منافسة كأس العرب التي جرت في قطر شهر ديسمبر المنصرم، حيث لعب دورا فعالا في قيادة التشكيلة الوطنية نحو كسب ورقة اللقب بعد مباريات مثيرة أمام منتخبات عربية قوية، مثل مصر والمغرب والبلد المنظم قطر وصولا إلى منتخب تونس في النهائي، ما يجعل مجيد بوقرة أمام مستقبل واعد لمنح إضافة نوعية كمدرب وهو الذي سطع نجمه كدولي سابق ساهم في تأهل المنتخب الوطني إلى مونديالي 2010 و2014، إضافة إلى تنشيطه نصف نهائي “كان 2010″، ناهيك عن مشواره الاحترافي في كبرى البطولات الأوروبية. ومن خلال هذه النماذج ونماذج أخرى فرضت نفسها مع منتخبات وطنية وأندية بارزة عالميا، يتأكد أن اللاعبين الدوليين بمقدورهم النجاح كمدربين في ريعان الشباب، كما قام به زيدان وغوارديولا وتشافي والبقية، مثلما قد تخسر نجوم كروية بارزة هذا الرهان، على غرار ما حدث لمارادونا وماجر وأسماء أخرى، مثلما أرغمت أسماء مخضرمة على التقاعد مثل كلود لوروا وسعدان وشحاتة، فيما تواصل الأخرى صمودها، على غرار البوسني خاليلوزيتش مع المغرب والبرتغالي كيروش الذي أوصل منتخب مصر إلى نهائي “الكان”
سنينة مختار