بن سبع عيسى (مدرب كوكب يلل): “الكرة الغليزانية تدفع ثمن غياب الدعم المالي”
![بن سبع عيسى](https://bola.dz/wp-content/uploads/بن-سبع-عيسى.jpg)
كشف مدرب كوكب يلل بن سبع عيسى بأن فريقه بدأ التحضيرات متأخرا مقارنة ببقية الفرق في بطولة الجهوي الثاني لرابطة وهران، لكن ذلك لم يمنعه من تحقيق انطلاقة جيدة هذا الموسم وقال في هذا الصدد: “لم نكن في وضعية مثالية مع بداية الموسم، حيث بدأنا التحضيرات متأخرين عن باقي الفرق، وهو ما جعلنا نواجه صعوبات في أولى المباريات لكن مع مرور الجولات دخل اللاعبون في أجواء المنافسة، و استطعنا تحقيق نتائج مشجعة جعلتنا نتواجد حاليا في مرتبة مريحة خاصة و أن اللاعبين قدموا مجهودات كبيرة، و الطاقم الفني قام بعمل كبير لتدارك التأخر البدني و التكتيكي.”
“هدفنا ضمان البقاء، لكن…”
رغم أن الهدف الأساسي للفريق هذا الموسم هو ضمان البقاء إلا أن المدرب بن سبع عيسى لم يستبعد فكرة اللعب على الصعود في حال توفرت الظروف المناسبة و أضاف:”عندما بدأنا الموسم، كان هدفنا واضحا و هو ضمان البقاء بأريحية، لأن أي فريق يعاني ماديا يحتاج للاستقرار قبل أن يفكر في أهداف أكبر، لكن في نفس الوقت لا يمكننا أن نغلق الباب أمام إمكانية المنافسة على الصعود إذا ما كانت الأمور تسير في صالحنا طالما أن الحسابات ما زالت مفتوحة، سنواصل العمل بكل جدية، و الميدان هو الذي سيحدد مدى قدرتنا على تحقيق هذا الهدف.”
“الصعود يتطلب إمكانيات مالية كبيرة”
و أشار بن سبع عيسى إلى أن المنافسة على الصعود ليست مجرد رغبة، بل تحتاج إلى إمكانيات مالية كبيرة، و هو ما يعاني منه كوكب يلل شأنه شأن أغلب الفرق الغليزانية و أوضح قائلا: “كرة القدم اليوم لم تعد تعتمد فقط على الجانب الفني أو التكتيكي، بل أصبحت تتطلب إمكانيات مالية معتبرة سواء من حيث أجور اللاعبين، أو مستحقاتهم، أو حتى مصاريف التنقل و التنظيم ، و نحن في يلل نفتقد هذا الجانب، حيث نواجه صعوبات كبيرة في توفير أبسط الضروريات التي يحتاجها أي فريق يريد تحقيق نتائج جيدة، لذلك لا يمكن أن نتحدث عن لعب ورقة الصعود في ظل هذه الظروف، لأن ذلك يحتاج إلى استقرار مالي، وهو أمر نفتقده للأسف.”
لم يخف المدرب بن سبع عيسى قلقه من الأزمة المالية التي تعاني منها الأندية الغليزانية مؤكدا أنها مشكلة عامة تؤثر سلبًا على مستوى الفرق في مختلف الأقسام و أضاف: “الكرة الغليزانية تعاني بشدة بسبب غياب الدعم المالي، هناك أندية عريقة في الولاية وجدت نفسها تعاني في الأقسام الدنيا فقط لأنها لم تجد من يدعمها، سبق لي أن طرحت هذه المشكلة على السيد الوالي لأنني أرى أنه من غير المعقول أن تبقى فرقنا تكافح من أجل البقاء بسبب نقص الإمكانيات لذلك يجب إيجاد حلول سريعة لأن الأندية بحاجة إلى دعم مستدام حتى تواصل نشاطها في ظروف جيدة.”
كما وجه بن سبع عيسى نداءً للسلطات المحلية لمراجعة نسبة إعانة البلدية، التي اعتبرها غير كافية لمساعدة الفرق على مواجهة أعباء الموسم و قال في هذا السياق: “طالبت بإعادة النظر في نسبة إعانة البلدية المقدرة بـ3%، لأنها لا تغطي حتى جزءًا بسيطا من المصاريف السنوية للفريق و معظم الفرق الغليزانية تعاني بسبب هذا الأمر، وهو ما يجعلنا نبحث دائما عن حلول بديلة مثل تبرعات المحبين أو دعم بعض رجال الأعمال، لكنها تبقى حلولًا مؤقتة و غير مضمونة، لابد من إيجاد آليات جديدة لدعم الأندية بصفة دائمة حتى لا نصل إلى نقطة اللاعودة.”
“تلقيت عدة عروض لكن التزاماتي المهنية منعتني من المغادرة”
و كشف المدرب بن سبع عيسى عن تلقيه عدة عروض من فرق تنشط في مستويات أعلى، لكنه رفضها بسبب التزاماته المهنية التي تمنعه من التفرغ الكامل لمجال التدريب و أوضح: “أملك شهادة كاف C، وقد تلقيت في السنوات الأخيرة عدة عروض من فرق تنشط في مستويات أعلى، لكن للأسف لم أتمكن من قبولها بسبب التزاماتي المهنية، التدريب ليس مجرد هواية أو وظيفة بدوام جزئي، بل هو عمل يتطلب تفرغا كاملا و اهتماما مستمرا بالفريق واللاعبين، وهذا ما لا أستطيع توفيره في الوقت الحالي، لا يمكنني أن أغامر بقبول عرض من فريق ثم أجد نفسي غير قادر على منحه كل الوقت و الجهد الذي يحتاجه.”
“إدارة يلل قامت بواجبها رغم محدودية الإمكانيات”
أشاد بن سبع عيسى بالجهود التي تبذلها إدارة كوكب يلل رغم الإمكانيات المحدودة، مؤكدا أنها تحاول توفير أفضل الظروف الممكنة للفريق و قال: “الإدارة لم تدخر أي جهد من أجل وضع الفريق في أفضل الظروف الممكنة رغم قلة الإمكانيات، نحن نعلم أن الميزانية محدودة، لكن المسؤولين في الفريق قاموا بكل ما بوسعهم لتوفير الحد الأدنى من الشروط التي تضمن استقرار الفريق، الأهم بالنسبة لي هو أن اللاعبين يجدون بيئة تساعدهم على التطور، خاصة الشبان الذين يحتاجون إلى فرصة لإثبات أنفسهم.” في ختام حديثه، أشار بن سبع عيسى إلى أن مستقبله التدريبي قد يشهد تغييرات في المستقبل، لكنه أكد أن الأهم بالنسبة له هو الإخلاص في العمل و تقديم الإضافة للفرق التي يدربها
و قال: “قد تتغير الأمور مستقبلا و أجد نفسي في فريق ينشط في مستوى أعلى، لأنني لا أغلق الباب أمام أي فرصة، لكن في النهاية الأهم هو أن أكون دائما صادقا و مخلصا في عملي، خلال مشواري التدريبي حاولت دائما أن أقدم أقصى ما لدي،و أن أساعد اللاعبين على التطور، هذا هو ما يهمني أكثر من أي شيء آخر، لأن كرة القدم ليست مجرد ألقاب أو نتائج، بل هي أيضا بناء مشروع و تحقيق استقرار للأندية.”
حاوره: نور الدين عطية