يخص في هذا الحوار لجريدة بولا النجم الكبير في الوسط الكروي بمدينة غليزان بداية السبعينيات لغاية الثمانينيات و متعدد المناصب في المستطيل الأخضر ضمن الفريق الاكثر شعبية “سريع غليزان”. انه بوقلمونة جيلالي وشهرته (سانتوس) كما عرفه أنصار الخضراء والبيضاء وهتفوا باسمه طويلا في المدرجات ، سانتوس من مواليد 29 اوت 1952 بحي المرتفعات الصعود وسط مدينة غليزان .
بداية عمي جيلالي كيف حالك ؟
“بخير والحمد لله وبالمناسبة اهنيء كل الأحبة والأخوة بعيد الفطر المبارك الذي راجيا من المولى تعالى أن يعيده علينا بالخير واليمن والبركات” .
كيف كانت بداية مع كرة القدم؟
“مثلي مثل أطفال سني الذين عايشوا الحقبة الإستعمارية لم يكن لنا نصيب من التعليم فزج بنا للشارع مبكرا فكنا نلتقي في الحي العتيق لغليزان ‘ فيلاج سبانيول’ village espagnol للعب وكانت الكرة هي منفذنا الوحيد آنذاك مع أقراني ، لأنظم بعدها في صنف الأواسط لفريق JSMR, الشبيبة الرياضية المسلمة الغليزانية سنة 1968 الى غاية 1970 ، في هذين الموسمين صقلت موهبتي وتعلمت اصول الكرة المستديرة ، لألتحق بعدها بنادي سريع غليزان الذي لعبت له ما يقارب العشرون سنة وفي نهاية مسيرتي لعبت لفريق شباب وادي ارهيو ثم فريق شباب مازونة قبل أن أضع حد لمسيرتي الرياضية”.
على ذكرك الفرق التي لعبت لها من هم أحسن المدربين الذي عملت معهم؟
“هناك مدربين كثر عملت معهم لا يسع المقام لذكرهم وأحسنهم لعريبي كريم المدعو كريمو ولكن الذي أثر فيا هو المرحوم بن عودة بوشريط الذي اعتبره الأب الروحي لكرة القدم الغليزانية لا أنسى ايضا أحسن لاعب كنت ملازما له هو المرحوم الحارس الطيب بوطالب”.
لا شك خلال مسيرتك هناك ذكرى حسنة وسيئة فماهي؟
“أحسن ذكرى وأجملها على الإطلاق في مسيرتي الكروية هي لحظات الصعود الأول للسريع للقسم الأول موسم 1985 وافخر بكوني أحد مهندسي هذا الإنجاز الذي يبقى تاريخيا بالنظر إلى أن الرابيد تأسس سنة 1934. فكوني كنت من احد لاعبي الفريق ومعه حققنا الصعود للعب ضمن حظيرة الكبار حينها، أما عن اسوء ذكرى ومؤلمة فهو سقوط السريع من القسم الثاني الى الجهوى” .
عمي جيلالي هل تتذكر أجمل هدف لك؟
“اذكر هدفين الأول ضد جمعية وهران بالملعب البلدي بمخالفة غير مباشرة مع المرحوم لحمر الذي رفع الكرة قليلا لأتبعها بقذفة صاروخية لم يرها الحارس ‘إيمتير’ الا وهي تدخل الشباك. والثانية كانت في ملعب الفيرم بالشلف ضد الأولمبي المحلي بقذفة من وسط الملعب لم تترك أي فرصة للحارس الصادق”.
كنت معروفا بقذفاتك القوية ما السر في ذلك؟
“العمل والمثابرة أتذكر في ذلك الوقت انني وعقب نهاية كل حصة تدريبية، أضيف حوالي نصف ساعة من الزمن للتدرب بكرة الرمل والتي تزن أكثر من 3 كلغ وهي الكتلة التي اعطتني قوة ودفعا بدنيا كبيرين وبالتالي الكرة العادية كانت بالنسبة لي مثل الريشة ويسهل علي قذفها بسرعة هائلة” .
من هو أحسن رئيس تعاملت معه؟
“يوجد اثنان كذلك أولهم هو الحاج لاريبي المعروف ب’ولد نانا’ والثاني آنس جزار عليهم من الله رحمة واسعة فمعهم لم يكن ينقصنا شيء ، كما أنهم يتمتعون بقدر عال من الاحترام والأخلاق” .
اسم شهرتك هو “السونطوس” وكذلك “بولحية” ما القصة؟
“بالنسبة للحية فكنت معروفا بها منذ شبابي فلازمتني طوال الوقت وبها عرفت أما عن كنية “السونطوس” فتعود القصة الى سنة 1968 اين كنت اؤدي مباراة في الحي رفقة زملائي فإذا بشقيقتي الكبرى تمر من هناك ورأتني أراوغ الكل فقالت لي “أنت تشبه اللاعب البرازيلي سونطوس ..” والذي كان حينها معروفا بالمراوغات ومنذ ذلك الوقت رافقني هذا اللقب لغاية الآن”.
لعبت لمدة طويلة مع الرابيد فهل كانت لك اتصالات من فرق أخرى؟
“أكيد فقد كانت لي عدة اتصالات لفرق عديدة وعريقة منها ترجي مستغانم، هلال سيق، شبيبة تيارت ولكن الفريق الذي أصر على خدماتي كان اتحاد بلعباس الدي اتفقت معهم على كل شيء وبدأت معهم التدريبات لكن الوالدة رحمها الله آنذاك لم تتقبل ابتعادي عنها فقررت البقاء بفريق مسقط رأسي غليزان، كما كان هناك ايضا فريق Red Star de Mulhouse في البطولة الفرنسية والذي أيضا اتفقت معه على كل شيء لكن ظروف عائلية أجبرتني للعودة إلى الجزائر”.
يقال أن لاعبي السبعينيات و الثمانينيات لم يستفيدوا ماديا من كرة القدم ما رأيك؟
“أكيد حيث أني طوال مسيرتي الكروية أكبر منحة إمضاء تقاضيتها كانت 15000 دج، لم أستفد من شيء سوى مسكن اجتماعي من ثلاث غرف الذي مازلت أقطن به إلى حد الآن، لما كنت لاعبا اشتغلت بشركة وطنية كحمّال في الصباح وأتدرب في المساء الى غاية التسعينات أين تم تسريحي من الشركة وبقيت خمس سنوات أشتغل ككلوندستان لأعيل عائلتي، رغم هذا فالشئ الذي اكتسبته هو حب واحترام الناس والتربية الصالحة لأبنائي الخمس حيث الأكبر وهو أستاذ لغة فرنسية، الثاني تاجر والثالث لاعب كرة قدم محترف وهو يحمل الآن ألوان وفاق سطيف، أما البنات فهن حاملات لشهادات الليسانس والماستر فما عساي أن أقول الا الحمد الله وربي يحفظهم هم و الزوجة الكريمة التي اقتسمت معي الحلو والمر دون نسيان أحفادي أناهيد، حبيبو، الجيلالي و ميسان”.
على ذكر الأبناء ذكرت أن ابنك هو لاعب محترف هل نقول أن كرة القدم وراثة في عائلة بوقلمونة ؟
“أكيد حيث أن كل ابنائي تدرجوا في كل الاصناف الصغرى لسريع غليزان وصولا الى الاكابر ولكن الحظ حالف أصغرهم ليرسم خريطته في عالم المستديرة اتمنى له كل النجاح والتألق فيما بقي من مشواره”.
هل نصحته في مشواره؟
“نعم فأولا أكدت عليه ان يواصل دراسته الى تخرجه من الجامعة ونيل شهادة ليسانس ولكن لم اتركه يصرف النظر عن هوايته المفضلة فكانت لي بعض النصائح خصوصا في اختياره الفرق التي لعب لها” .
عرفناك لاعبا فماذا عن التدريب؟
“مسيرتي في التدريب كانت قصيرة حيث دربت بعض الفرق الصغيرة في غليزان اذكر منها وداد أمل غليزان ، الاتحاد الرياضي لبلدية سيدي سعادة ،منداس قبل أن اتوجه الى الاصناف الصغرى للرابيد ولكن لم أجد معالمي فيه فابتعدت عنه .”
هل يمكن لنا معرفة السبب ؟
في الاونة الاخيرة ابتعدت كرة القدم عن مسارها الاساسي وذلك بدخول عالم المال والسياسة فنحن الرياضيون القدامى لم نستطع مسايرة هذا التيار .
هل تتابع اخبار سريع غليزان ؟
حاليا نعم ولكن عن بعد وذلك عن طريق الاذاعة او التلفزيون حيث لا يتسنى لنا الدخول الى الملعب لظروف يعرفها الخاص والعام
في رأيك لماذا ؟
هذا راجع الى تعفن الوضع داخل المدرجات حيث لا يستطيع كبار السن او من يصطحب ابنه او احد افرادعائلته معه متابعة مباراة في ظروف حسنة وكذلك لكثرة المضايقات حيث اصبحنا نحن قدماء اللاعبين غير معروفين تماما ولا ننسى ايضا قلة الاحترام بكل أسف التي اصبحت مادة دسمة في الملعب .
في رأيك هل السريع قادر على الصعود هذا الموسم الى المحترف الأول ؟
هذا ما يتمناه كل محب للرابيد وبالطبع اتمنى انا ايضا رؤية فريقي المفضل دائما في الاعلى ومواكبة فرق النخبة ان شاء الله يكون ذلك في القريب العاجل.
كيف تقضي وقتك مع الحجر الصحي ؟
حقيقة ودون هذا الحجر فانا انسان لا اخرج كثيرا وأحب أن امضي وقتي في المنزل و التردد على المسجد لأداء الصلوات والتي لا أحب أن أفرط فيها ، لكن ومع هذه الظروف الاستثنائية فتحتم علينا أن نبقى في بيوتنا فيومي كله أقضيه في متابعة الأخبار اليومية عبر التلفاز ، واخصص حيزا زمنيا كبيرا لقراءة كتاب الله القرآن الكريم وحفظه فتلك هي متعتي لاني اجد راحتي ويعطيني الهدوء والطمأنينة .
ماذا تنصح الناس مع هذه الجائحة التي يمر بها العالم ؟
الكل يعلم أن وباء كورونا كوفيد 19 كما يطلق عليه هو ليس بالسهل و خطير فتك بالارواح سواء هنا بالبلد أو في جل أنحاء العالم وكما ترون الحكومات فرضت قيودا وإجراءات وقائية فلابد علينا أن نتقيد بها ، السلطات عندنا قامت باللازم لكن لا ننكر أن هناك استهتار كبير خاصة من فئة الشباب ، لابد عليهم أن يدركوا الخطر فان هم لديهم مناعة قوية فقد يكون والديه أو أحد أفراد عائلته ضعيف المناعة ربما يجلب له العدوى ، لذلك اقول الحذر ثم الحذر .
هل انت متفائل بزوال هذا الوباء ؟
بكل تاكيد فالله تعالى خلق الداء والدواء فكل بداية نهاية ، العلماء عاكفون على إيجاد اللقاح أو على الأقل الدواء في الفترة الحالية والى ذلك الحين فنحن مجبرون على التقيد بإجراءات الوقاية واولها ارتداء الكمامات و تفادي التجمعات و الالتزام بشروط التباعد الاجتماعي ، ومن هذا المنبر ادعوا الله تعالى أن يرفع علينا هذا البلاء و يزيح عنا هذه الغمة خاصة وأن هناك من تضرر في عمله ، وفرج الله كربة كل محتاج .
نور الدين عطية