الأولىتحقيقات وروبورتاجات

للوقاية من حوادث الغرق … بولا تجولت في شواطئ وهران وشاركت في حملة التحسيس … الشواطئ الممنوعة والمسطحات المائية تحصد الأرواح

بحلول فصل الصيف تسجل مصالح الحماية المدنية العديد من حالات الغرق على مستوى الشواطئ، خاصة الممنوعة من السباحة، حيث يرفض بعض المصطافين من فئة الشباب الأخذ بعين الاعتبار بعض المحاذير التي وجب التقيد بها، وأخذها على محمل الجد على غرار تلك المتعلقة بنظافة الشواطئ، وضعية البحر، الشواطئ الممنوعة والمسموحة، تواجد حراس الشواطئ وغيرها من الاعتبارات.

الأمر الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى ما لا يحمد عقباه في ظل غياب الوعي واختلاف الذهنيات من شخص إلى آخر. دقت مصالح الحماية المدنية ناقوس الخطر جراء ارتفاع عدد الوفيات غرقا بالشواطئ.

كما وجهت مصالح الحماية المدنية نداءً للمواطنين من أجل أخذ الحيطة والحذر، وعدم المخاطرة بحياتهم بالذهاب إلى الاستجمام والسباحة في الشواطئ الممنوعة والمسطحات المائية، إلى جانب حالات الغرق المسجلة مع بداية فصل الصيف، وتزامنا مع عطلة التلاميذ الذين يشكلون أكبر فئة متواجدة اليوم في الشواطئ، في ظل غياب رقابة الأولياء وانعدام الحماية، بدأت الحواجز المائية والسدود الصغيرة غير المسيجة التي بادر إليها الفلاحون لسقي محاصيلهم الزراعية، تشكّل خطرا ثانيا على حياة الأطفال والمراهقين خصوصا بالمناطق الداخلية البعيدة نوعا ما عن شاطئ البحر.

البحث عن المغامرة.. خطر يلتهم الشباب

تشهد الشواطئ غير المحروسة هذه الأيام إقبالا كبيرا للمراهقين والشباب، وحتى الأطفال من مختلف الأعمار، اختاروها دون غيرها، وحجتهم في ذلك البحث عن سكون البحر عبر الصخور المترامية والطبيعة العذراء، بعيد عن وفود المصطافين، رغم كل الأخطار التي تحدّق بهم والتي تحويها هذه الأنواع من الشواطئ. غير مبالين بكل التحذيرات مما قد يلقونه فيها من مخاطر تهدد صحتهم، وقد تودي بحياتهم في كثير من الحالات.

يرجع هؤلاء الأطفال والشباب سبب تفضيلهم لهذا النوع من الشواطئ إلى أنهم لا يحبون الشواطئ المحروسة، بل يفضلون عليها الشواطئ الصخرية التي تتيح لهم نوعا من المغامرة والبهجة بعيدا عن الرقابة بكل أنواعها سواء الرقابة الأسرية أو حراس الشواطئ الذين يشتكون من هذه التجاوزات التي يصرّ عليها الشباب في كل موسم. لتخلف للأسف ضحايا كلهم من هواة السباحة في الشواطئ غير المحروسة.

البرك والمسطحات المائية حل مميت

  مع ارتفاع درجة الحرارة تتحول الكثير من السدود والبرك إلى أماكن استجمام، يجد فيها الأطفال والمراهقون خاصة ضالتهم لإطفاء وهج أجسادهم. غير أن هذه المتعة سرعان ما تتحول إلى مأساة يكون ضحاياها هؤلاء الأطفال. لتنقلب هذه الأماكن من نعمة إلى نقمة، إذ تشير الأرقام المسجلة سنويا إلى العشرات من حالات الغرق المميتة. سواء لغياب الحراسة أو لخطورة المكان. كما أن مياه هذه السدود والبرك تكون مياهها خفيفة وهذا ما يصعب السباحة فيها عكس مياه البحر.

أسباب كثيرة ومتعددة تؤدي للغرق

  من أهم أسباب الغرق تواجد مياه معكرة التي لا يتبين فيها العمق أو الحواجز، التي يمكن أن تصادف السباح. وأيضا تغيير اتجاه التيارات في الماء، ما قد يعيق العودة إلى الشط. وتضاف إلى ذلك التشنجات العضلية الذي قد تحدث للسباح وتشل حركته خاصة في المياه العميقة. وبالإضافة للغرق، تطرح السباحة في السدود والبرك والشواطئ الغير المسموحة للسباحة مشاكل صحية كبيرة بسبب تلوث المياه ونوعيتها الميكروبيولوجيا، حيث تسبب حسب المختصين في علم الأوبئة التهابات في الجهاز الهضمي، إصابات في الأنف والأذن والحنجرة والعين.

ويتحدث المختصون أيضا عن تسرب مخلفات الحيوانات تسبب في مرض يصيب الكبد والكلى وأعراض الاصفرار والحمى مع النزيف. وتكون المياه القادمة من المصانع نحو البرك سببا في أمراض تصيب الأمعاء وأحيانا المخ. وزيادة على ما ذكر فإن السباحة في السدود والبرك تؤذي الكثير من الأمراض الجلدية.

قواعد السلامة كثيرة والتوعية حاضرة

 دعا عدد من أفراد المجتمع إلى أهمية تقيد مرتادي المناطق البحرية بقواعد الأمن والسلامة حفاظاً على سلامة الجميع، وقال في هذا الصدد السائح علي محمد: “مع حلول فترة الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يفضل أغلب الأفراد التوجه للشواطئ وممارسة العديد من الهوايات والأنشطة، منها السباحة التي تخفف من الحرارة المرتفعة.” وأضاف: “من الملاحظ قيام بعض الأفراد والأسر باصطحاب أطفالهم وهم على غير دراية تامة بالسباحة ومن دون أي وسائل للحماية. بالإضافة إلى إغفالهم مهمة المراقبة المستمرة لهم أثناء تواجدهم على الشاطئ، الأمر الذي قد يتسبب في توجههم إلى البحر.”

ودعا الأسر إلى مراقبة أطفالهم طوال فترة تواجدهم في البحر، والتعرف المسبق على الأماكن المخصصة للسباحة من غيرها غير الآمنة التي قد تتشكل خلالها التيارات البحرية، وغيرها في سبيل الحفاظ عليهم من أي خطر قد يتعرضون إليه خلال فترة استمتاعهم في البحر والشاطئ. ومن السلامة أيضا التأكد من وجود مراقب السباحة في المكان الذي تسبحون فيه. الحرص على السباحة في المناطق المخصصة للسباحة وتجنب السباحة في المياه العميقة إذا لم تكن متمكنًا من السباحة جيدًا.

ارتدِ ملابس السباحة المناسبة وتجنب السباحة بعد تناول الطعام أو المشروبات. لا تسبح وحدك وتجنب السباحة في الظروف الجوية السيئة. منع الأولياء أبناءهم السباحة في السدود والبرك مهما كانت الظروف والمراقبة المستمرة لهم، ومراقبة المرهقين خاصة عند ارتيادهم للشواطئ وتحذيرهم من الشواطئ الغير مسموحة، توعيتهم قبل سماح لهم للذهاب بمفردهم للشواطئ.

خيشان محمد (حارس شواطئ):“يجب على الأولياء مراقبة أبنائهم”

خيشان محمد
خيشان محمد

 “الحمد لله، الأجواء جيدة ولكن يوجد فيها التعب. لقد أنقدنا أكثر من 10 أشخاص، ونترحم على 4 وفيات في الشواطئ المعزولة.  والسبب الأكبر هم أنهم لابد عليهم من سماع كلام الحماية المدنية، واحترام الرايات المتعلقة بالسباحة.  كما أنه يجب على الأولياء ألا لا يغفلوا على أبنائهم. فسلامة أشخاص موجودين في البحر أكثر اهتمام وأكثر من سلامتنا.”

شبراك عليلو (حارس شواطئ):“عدم إتباع النصائح والإرشادات تؤدي للغرق”

 شبراك عليلو
شبراك عليلو

 ” الأجواء جميلة ورائعة هناك بالشاطئ، وهذا كله بفضل الله. هناك صعوبات نتلقاها خلال القيام بمهمتنا، كنقص الإمكانيات. لكن هذا لم يحرمنا من إنقاذ عدة أشخاص خاصة في هذه الآونة الصعبة. عدم احترام إرشادات وتوجيهات حراس الشواطئ هي السبب في غرق العديد من الأشخاص خاصة عند عدم استقرار البحر. الحلول لابد أن توفر لنا الإمكانيات اللازمة لإنقاذ العائلات والاستمرارية في توعية العائلات.”

شيخي أيوب (حارس شواطئ):“لابد من أخذ الحيطة و الحذر”

 شيخي أيوب
شيخي أيوب

“أجواء العمل جيدة ورائعة مع وجود بعض التعب والإرهاق خصوصا في الأيام التي تكون الرياح غربية. الحمد لله، حالات الإنقاذ كلها ناجحة، والحمد لله مع أنها صعبة بعض الشيء. أما أسباب الغرق هو عدم أخذ نصائح حراس الشواطئ بمحمل الجد والتهاون بصعوبة البحر. أما الحل فهو أخذ الحيطة والحذر والاستماع بالنصائح.  كما يجب على الأولياء الحرص على أبنائهم.”

هاشمي عبد الصمد (حارس شواطئ):“اخترنا قواعد جديدة لسلامة المصطافين”

هاشمي عبد الصمد
هاشمي عبد الصمد

 “بالنسبة لأجواء العمل، فالحمد لله تجري في ظروف جيدة، خاصة بوجود عيون لا تغفل عن أي صغيرة أو كبيرة. كما لا ننسى الرياح التي تعتبر العامل المؤثر من الناحية السلبية التي تكون عكس مجرى العمل. بالنسبة لحالات الإنقاذ، فرغم الصعوبات التي خلقتها ظروف العمل، إلا أن حالات الإنقاذ سارت بخطوات ناجحة جراء المردود الذي قام به طاقم العمل من تضحيات ومجهودات جبارة، الذي كانت بالمرصاد للخروج بنتائج جد مرضية.”

لحمر عمر (حارس شواطئ):“لابد من التوعية”

 لحمر عمر
لحمر عمر

 “الحمد لله، فالأجواء جيدة. بالنسبة لحالات الإنقاذ فهي صعبة جدا، ويجب علينا التحلي بالإرادة لإنقاذ الأرواح. بخصوص الأسباب فهي معروفة، كعدم الاستماع لحراس الشواطئ. والحل الوحيد يجب أخد الحيطة، وعدم السباحة عند وجود الراية الحمراء، بالإضافة التوعية.”

درقاوي مهدي (حارس شواطئ):“العمل مع فريق جيد يسهل عمليات الإنقاذ”

درقاوي مهدي
درقاوي مهدي

 “أجواء العمل تبدو عادية وجيدة نوعا ما مع فريق جيد من حيث العمل والأخلاق في شاطئ جميل. حالات الإنقاذ والحمد لله لحد الآن ناجحة بنسبة 99% مع عدم وجود أي ضحايا ما عدا بعض الإصابات الخفيفة.  الأسباب في الغرق فهي عندما يكون البحر هائج والسبب الكبير وهي الوديان الموجودة داخل البحر فهي خطيرة على المواطن. الحلول هي وجوب الحذر والمراقبة المتواصلة وخاصة الأطفال. فعلى المواطنين توخي الحذر ومراقبة أطفالهم وعدم رمي أنفسهم للهلاك.”

الرائد بهلولي أحمد سفيان (الحماية المدنية):“يجب إتباع إرشادات الحماية المدنية”

الرائد بهلولي أحمد سفيان
الرائد بهلولي أحمد سفيان

 “بسم الله الرحمن الرحيم. لاحظنا مع بداية موسم الاصطياف 2023 ارتفاع مذهل وكبير لعدد الغرقى سواء على مستوى الشواطئ المسموحة والغير مسموحة للسباحة. وكذلك عبر السدود والمسطحات المائية والبرك المائية. وفي هذا المجال ندعو الشباب وندعو أولياء الأطفال كذلك أخذ الحطة والحذر في هذا المجال، لأنه أولا السدود والمسطحات المائية والبرك هي مناطق غير مؤهلة للسباحة والاستجمام، وغير مؤمنة. ونفس الشيء ينطبق على الشواطئ الغير محروسة. وهنا نرى الشباب حب المغامرة والقفز من الصخور وأعالي الجبال.

لنرى بعدها كسور على مستوى الجمجمة وعلى مستوى العمود الفقري.  أما في الشواطئ المسموحة، نرى أن المواطنين لا يتبعون الإرشادات خاصة عندما تكون الراية حمراء. سجلنا حالة وفاة واحدة، وثلاثة حالات أخرى في الشواطئ الغير مسموحة للأسف. كذلك نرى الناس تسبح ليلا وهذا خطير جدا لأنه تنعدم الرؤية ويستطيع الإنسان يتيه في وسط الماء. وربما يفقد الوعي ولا أحد يراه، كذلك عندما يدخل للماء مباشرة بعد تعرضه لأشعة شمس قوية تصيبه صدمة كهرومائية.يتوقف قلبه قبل السباحة. نوصي كذلك الأولياء بمراقبة الأطفال جيدا.

أما بالنسبة للسدود والبرك المائية يوجد فيها طين وأشياء خطيرة جدا تستطيع قتل الإنسان. وحتى مائها غير مؤهل للسباحة لأنه ثقيل جدا.  أوصي كذلك الإباء عدم ترك أبنائهم المراهقين للذهاب وحدهم للشواطئ لأنه هذا خطير جدا. وكرسالة موجهة للمواطنين من فضلكم اتبعوا الإرشادات التي تقدمها مديرية الحماية المدنية حتى تكون النزهة جميلة ولا تتحول إلى حزن.”

قرموش أمين (رياضي):“على المصطافين السباحة بعقلانية”

قرموش أمين
قرموش أمين

 ” بعيدا عن ممارستنا للرياضة في الشواطئ.  هناك نقطة وجب الحديث عنها وهي توعية الناس من خطر الغرق في البحر. لذا على المصطافين الجذر ثم الحذر والاستمتاع بالسباحة في هذا الفصل الجميل بعقلانية وعدم التهور. مع تقبل نصائح رجال الحماية المدنية.”

قراندي عادل (رياضي):“على المواطنين السباحة في الحدود المسموح بها”

قراندي عادل
قراندي عادل

 “نصيحتي لمرتدي الشواطئ الاستمتاع بجمال البحر والسباحة في الحدود المسموح بها. لا يجب تحويل الفرحة والسعادة إلى حزن وندم. مع تمنياتي بالسلامة لكل المواطنين. وحفظ الله رجال الحماية المدنية وحراس الشواطئ.”

حمراء عبد القادر (رياضي):“لابد من عدم المغامرة في البحر”

حمراء عبد القادر
حمراء عبد القادر

“من الرائع أن يكون الإنسان مغامر وشغوف لكن ليس في مثل هذه الحالات، لأن السباحة لها حدود وقواعد على أي مصطاف التقيد بها. أهمها تقبل نصائح الحماية المدنية وتوجيهاتهم حتى نتجنب ما لا يحمد عقباه. نصيحتي للمصطافين تجنب السباحة عندما يكون البحر هائج والسباحة غير مسموحة، وهذا لسلامتكم. وشكرا.”

تغطية: نبيل شيخي ووداد هاشم

تصوير: عبد الكريم مكالي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P