الأولىحوارات

في حوار حصري خصّ به جريدة بولا … عبد الرؤوف برناوي ( وزير الشباب والرياضة السابق) : ” العصابة التي حاربتها عندما كنت وزيراً تشّن حملة شرسة على المبارزة انتقاماً منّي”

ما هو تعليقكم على تأهل المبارزين الجزائريين للألعاب الأولمبية بطوكيو؟

” هذا الأمر مُفرِح للغاية بكلّ تأكيد، بعد وضع إستراتجية عمل و تدريب خاصة، و الحمد أنّها نجحت بتوفيقٍ من الله، و بالحديث عن هذه الإستراتيجية، فهي تأطير مجموعة من الشباب من أحياء شعبية في الجزائر، كانت لهم إرادة كبيرة للغاية لأنهم ساروا معي في منهجية تدريب بحجم ساعي ما بين 25 و 30 ساعة في الأسبوع، و هذا ما يؤكد أنهم قاموا بعمل كبير بالموازاة مع وسائل استرجاع متواضعة للغاية و حسب الإمكانيات الخاصة بالاتحادية أو بالنوادي، و الحمد لله أن اللاعبين وصلوا في سن 17 لخطف تأشيرة التأهل للألعاب الأولمبية عن جدارة و استحقاق، حيث يعتبرون أصغر مترشحين في هذه الدورة المؤهلة، فالمغربية التي فازت عليها مباركي في النهائي، تبلغ من العمر 27 سنة و هي مغتربة و تلعب في نادي كبير في فرنسا، كما أن النيجيرية التي فازت عليها كوثر بالكبير هي أيضاً تبلغ من العمر 26 سنة و تقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، و يجب التنويه بأن أكبر مبارز في الفريق يبلغ من العمر 20 سنة و يتعلق الأمر بهروي و بونابي و الذين تدربوا تحت إشرافي منذ صنف الأصاغر رفقة المدرب الروماني الذي غاب لدواعي صحية، و هذا ما يؤكد أننا كسبنا فريقاً صغيراً في السن و كبيراً في المستوى و له كل الوقت للمشاركة في أولمبياد طوكيو، و باريس و لوس أنجلوس، و ما بعده أيضاً سنة 2030، و سيكون لنا الوقت الكافي لتحضيره على أعلى مستوى، و إن شاء تتغير النية مستقبلاً و يتحول الهدف للتتويج بالميدالية الأولمبية، لأن هذه الأخيرة تعتبر عملا جبارا للغاية و انضباط كبير، و مثابرة غير محدودة.”

صراحة، هل كنتم تنتظرون تأهل هذا العدد من المبارزين لطوكيو؟

” كنا ننتظر التأهل بعدد أكبر من الذين حققوا التأشيرة، حيث كانت لنا حظوظ التأهل حسب الفرق في اختصاص سيف الحسام ليرتفع العدد لثمانية مبارزين، لكن الخير فيما اختاره الله، كما لا يجب أن ننسى أننا كنا مجبرين على التوقف عن التدريبات لسنة كاملة و هذا ما أعاقنا، لأن منافسينا كانوا يتدربون بشكل عادي على غرار مصر، تونس و المغرب و كذا نيجيريا، لأن معظم مبارزيهم يمثلون نوادي أوروبية، ولكن المستوى الفني للاعبينا هو الذي صنع الفارق و يتدارك النقص على مستوى التحضير.”

هل هدفكم يتخطى حدود المشاركة فقط في الدورة الأولمبية؟

” النية في طوكيو ستكون من أجل المشاركة، لأن هذا الفريق هو شاب و هذه أول مشاركة له و يفتقد للخبرة، كما أن الإمكانيات المتوفرة له هي محدودة للغاية، و الآن كفانا ديماغوجية علينا أن نكون براغماتيين لأن الرياضة حالياً صارت علوم دقيقة، و كل الدراسات تعطينا الأرقام و كل منهجيات العمل باتت اليوم بالأرقام، و التدريب عليه أن يفوق 30 ساعة في الأسبوع، بالإضافة إلى توفر الموارد البشرية و الجهاز الفني من اختصاص المبارزة، محضر بدني، طبيب و مدلك و عناصر أخرى، و كل هذا يتطلب موارد مالية التي تقدر بمليون أورو للرياضي الواحد خلال العهدة الأولمبية الواحدة، و نحن بعيدون بعد الأرض و السماء عن هذا الأمر، و هذا ما يجعلنا نوجه تحية تقدير للجهاز الفني الذي قدم عمل كبير بإمكانيات جد متواضعة و مبلغ زهيد جداً و تمكن من تحقيق نتائج جيدة للغاية و البرهان موجود، فأربع مبارزين و 28 متأهل من مجموع 32 كلهم أبانوا عن قدرات كبيرة للعب في المستوى العالي، و مع الإرادة السياسية و توفر الإمكانيات ستكون هناك نتائج باهرة، و أؤكد أن الدراسات أثبتت أن الرياضي الواحد يكلف مليون أورو في العهدة الأولمبية الواحدة لكسب ميدالية في الأولمبياد.”

ألا ترى أن الوقت حان لمنح اهتمام أكبر لرياضة المبارزة في الجزائر؟

“نعم، بالتأكيد، و سأتحدث عن أمر هام لأول مرة… إهتمام أكبر حقيقة و لكن يجب منح هذه الرياضة حقها، دون نسيان حملة التحطيم الشرسة التي طالت هذه الرياضة غير مبررة، خاصة بعد انتهاء مهمتي النبيلة على رأس القطاع، لأن عصابة الرياضة التي كنت قد حاربتها بشدة كبيرة حاولوا الإنتقام مني بتحطيم هذه الرياضة.”

هل من توضيحات بخصوص هذه النقطة؟

” من غير الطبيعي أن تُجبر و بوثيقة رسمية تقليص حجم التدريب لثماني ساعات في الأسبوع، في حين الحجم الساعي للتدريبات كان 30 ساعة، و من غير الطبيعي أن تتقلص ميزانية الإتحادية بثلاث مرات، و من غير الطبيعي أن القاعة التي كان يتدرب فيها المبارزين والتي كانت مؤجرة من قبل الإتحادية تعطى رياضة أخرى، فتخيل فقط أننا كنا نطبق بروتوكول صحي صارم جداً لمدة سنة كاملة، من المسحة الطبية PCR، التباعد الإجتماعي، الكمامات التعقيم و غيرها، و بعد ليلة و ضحاها تفتح القاعة لرياضة أخرى و باتت تستقطب أكثر من 100 رياضي دون أدنى وقاية و احترام للإجراءات أسابيع قليلة قبل التأهل لأولمبياد طوكيو، فتخيل لو قدر الله و تعرض أحد المبارزين للإصابة بالفيروس، و مع هذا فإن المبارزة حيكلي و التي تعتبر أفضل من كوثر بلكبير في الإختصاص، قد أصيبت بالعدوى ليلة التأهل و هذا ما منعها من المشاركة، و ماذا لو تسللت العدوى داخل صفوف المنتخب، كانت ستكون كارثة كبيرة و تحرم الجزائر من أربع ممثلين في الأولمبياد، وعليه أنا أقول ملثما قال مالك بن نبي عليه رحمة الله:” رأيت ناساً تتحدث عن حب الوطن، لكن لم أرى ناساً تخدم الوطن”، و لهذا يجب تغليب الضمير و الأخلاق حتى في الإختلاف و التخالف هناك خطوط حمراء لا يجب تجاوزها، و لا يجب تحطيم كل ما هو جميل، و دعني أوضح أمراً هاماً آخر… ”

تفضل…

” الحملة التي تطال منتخب كرة القدم و كذا الناخب الوطني جمال بلماضي ، هي الأخرى غير مبررة، و أين الفائدة من إزعاج أو تحطيم المنتخب الوطني و ناخبه، و هل هذا في صالح الجزائر؟،  هذا المنتخب ليس ملكاً لا للإدارة أو الإعلام أو أي جهة أخرى، هو ملك للشعب الجزائري، و مهمة كل المنتخبات الوطنية هي رفع الراية و جلب الفخر و الفرحة للشعب الجزائري، و لهذا يجب أن ندعو بكل عقلانية أن يصحى الضمير و نخاف الله في هذا البلد، فقد رأينا الكثير من الأمور الخطيرة، و منها الخيانة.”

أريد توضيحاً أكثر حول هذه النقطة بالذات من فضلك؟

” كيف تسرب وثيقة رسمية من الجزائر إلى الخصوم في الخارج بغرض إقصاء الجزائر، ثم  نقول هذا تسريب، لا هذه خيانة و ليست تسريب، و كل هذا بسبب الجهل و ليس الأمية، الجاهل يمكنه أن يكون بأعلى درجات العلم و لكن يكون جاهلاً، و لهذا نقول يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه.”

بالحديث عن المنتخب الوطني، كيف ترى تعيين السيد عمارة على رأس الفاف؟

“انتخاب شرف الدين عمارة على رأس الفاف جرى في شفافية تامة و في أجواء عادية جداً، في حضور أعضاء الجمعية العامة، و في هذه النقطة كان لي حديث حول الإنتخابات بعد الحراك المبارك كما سماه السيد رئيس الجمهورية، حيث أن الناس كلها كانت تريد ركب الموجة آنذاك، لأننا أبطال ذوي مستويات عالية في ركوب الأمواج، و كانت هناك انتقادات كبيرة لانتخاب الأخ و الصديق خير الدين زطشي رئيسا للفاف و هذا سنتين بعد انقضاء الانتخابات، و نفس السيناريو يعيد نفسه، و الإنتخابات الأخيرة جرت في أفضل الظروف و في فندق 5 نجوم يملك كل الرفاهية و الفخامة، و الانتخابات كانت منقولة على المباشر عبر وسائل الإعلام ، و جميعنا شاهد الحرية المطلقة للأعضاء من أجل الإنتخاب و كل عضو وضع الورقة بيده داخل الصندوق، وأكثر من ذلك فبعد انقضاء آجال الطعون، لم يكن هناك و لا طعن، و اختارت الجمعية العامة السيد شرف الدين عمارة الذي أعرفه شخصياً و أكن له الاحترام، و أتنبأ له و أتمنى له كل التوفيق في مشوار طيب و لما لا تحسين مستوى كرة القدم، و المواصلة على ذات المنوال و الحفاظ على التاج القاري والتأهل لكأس العالم و الألعاب الأولمبية، و كلي يقين بأن للجزائر كل المقومات بأن تكون لها مشاركة تاريخية و مفاجأة كبيرة في مونديال قطر، ولكن هذا يمر عبر تظافر كل الجهود وخاصة الناس التي تريد تحطيم المنتخب بشتى الوسائل و تخاف الله في هذا البلد و الشعب و المنتخب، و ضمان الإستقرار الذي يبقى مستهدفاً في كل المجالات، و حتى الرياضة معنية في هذه الحملة.”

هذه الأطراف التي تحدثتم عنها، هل هي التي كانت وراء الحملة حول معاقبة الفاف من طرف الفيفا بشأن تكييف اللوائح، خاصة و أنك كنت قد استقبلت وفداً من الفيفا بشأن الموضوع في فترة استوزاركم للقطاع؟

” دعني أقول لك سبق آخر، ملف الجزائر على طاولة الفيفا لم يتم غلقه بعد ، و هذا إلى حين تسوية الأمور و تكييف القوانين الداخلية مع نظيرتها الدولية، و للمصلحة العامة أفضل عدم الحديث كثيراً حول الملف لأن الأمر لن ينفعنا و إنما سيضرنا و أنا دائماً إيجابي، و أنا متفائل جدا بمستقبل المنتخب الوطني و هذه المرحلة هي نقطة عبور جد هامة و يجب المحافظة على الإستقرار قبل أي أمر آخر.”

تم تداول إسمكم كثيراً من طرف أنصار مولودية الجزائر من أجل تعيينكم على رأس الفريق، ما تعليقك؟

” طلب الجمهور يسعدني كثيراً لأن الإحترام و التقدير من طرف الناس هو نعمة، أتمنى أن أكون في مستوى ثقة شعب المولودية، و أنا إنسان يحب عمله كثيراً، و دعني أمنحك سبقا آخر، و هو أني قد عرضت علي فكرة ترأس الإتحاد الجزائري لكرة القدم، لم أرفض و إنما كان لي رأي آخر عقلاني، حيث كنت أفضل تمديد هذه العهدة لخلق إستقرار أكبر حول المنتخب الوطني، و فيما يخص نادي مولودية الجزائر فأنا لم أتلقى أي عرض من طرف شركة سونطراك، و لكن بين قوسين أنا لست طالباً لمنصب شغل و الكل يعرف أني إبن هذا النادي، و بكل تواضع بإمكاني مساعدة هذا النادي و لا يمكن أن أدير ظهري لجمهور المولودية، و أنا متاح في أي وقت لتقديم المساعدة لهذا البيت الذي أعطاني كل شيئ.”

كيف ترى الألعاب المتوسطية بوهران الصيف المقبل؟

” ألعاب البحر الأبيض المتوسط باتت على الأبواب و هي بعد الألعاب الأولمبية مباشرة، و نحن معنيين بالتنظيم، و المشاركة و كذلك بتمثيل من مستوى الإمكانيات الضخمة التي وضعتها الجزائر من منشآت ذات مستوى عالي جداً حيث ستكون وهران بحلة جديدة، و هذا ما يحتم علينا العمل من أجل جعل العلم الوطني يرفرف في سماء وهران ، و نتمنى أيضاً أن توفر الإمكانيات للرياضيين و كذا الحجم الساعي للتدريبات حتى تواكب المستوى الدولي، لأن الألعاب المتوسطية ذات مستوى عالمي أيضاً، و إذا أردنا تحقيق ميداليات في وهران علينا أن نوفر إمكانيات في المستوى، و يجب أن نشير بأن 32 رياضي متأهل للألعاب الأولمبية هو عدد قليل جداً بالمقارنة مع الدول المجاورة، حيث أن تونس فاقت 100 متأهل و مصر فاقت ال 200، و هذا ما يجعلنا نضع آخر الرتوشات لإصلاح الأمور.”

كلمة أخيرة… تفضل.

“رمضان كريم لكل الشعب الجزائري، و صيام مقبول، علينا اغتنام هذه الأيام للعبادة و الروحانية، و أتمنى أن تحل بركة هذا الشهر الفضيل بكل خير على الشعب الجزائري و تحل الفرحة بتأهل المنتخب الوطني لكرة القدم لمونديال قطر، و عليه أطلب من كل الأطراف التي هي في حرب أن تضع هدنة و ما أسميه صلح الحديبية في الرياضة، حفاظاً على هذا المنتخب خاصة الإعلاميين الذين هم ضد المنتخب و الإتحادية.”

حاوره:” خليفاوي مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P