تحقيقات وروبورتاجات

توقفات متكررة للبطولة وبرمجة “كارثية”… ويتواصل الصراع بين الرابطة و الأندية..

صنع تأجيل الجولة 26 من الرابطة المحترفة الأولى الحدث خلال الساعات الماضية، وذلك بعدما رضخت هيئة مدوار لطلبات الفرق خاصة التي تنافس من أجل البقاء وذلك بتحديد موعد جديد لاستئناف المباريات كاملة دون استثناء، حيث سيكون الموعد الجديد بداية من الفاتح من شهر جويلية المقبل، وجاء موافقة الرابطة على هذا الطلب على خلفية تأجيل مباراة إتحاد العاصمة مع أمل الأربعاء بعد أن أصرّت إدارة” لياسما” على الاستفادة من حقها القانوني المتمثل في عدم اللعب بعد استدعاء ستة لاعبين لمنتخباتهم الوطنية.

الرابطة أصبحت عاجزة عن التحكم في البرمجة

 لم تكن الجولة 26 من بطولة المحترف الأول الوحيدة التي تم تأجيلها في آخر لحظة ودون سابق إنذار إلى موعد لاحق، خصوصا وأن هيئة مدوار أو حتى من سبقه في تسيير الرابطة “الراحل” محفوظ قرباج تصبح عاجزة عن فرض قراراتها. كلما تعلق الأمر بمباريات البطولة التي بات من ضرب الخيال تحديد موعد لنهايتها قبل بداية الموسم، سيما في حال تعلق الأمر بالفرق التي تكون معنية بالمنافسات الخارجية التي تزيد من تعقيد الأمور على مستوى البرمجة.

الشان” تسببت في تأجيل عدة جولات

 بالعودة إلى تأجيل مباريات البطولة، فقد كانت البداية هذا الموسم مع الحدث القاري الذي نظمته الجزائر مطلع العام الحالي حين احتضنت بطولة كأس أمم إفريقيا للمحليين “الشان” التي تسببت في توقف البطولة لأكثر من شهر كامل. كما سبق ذلك العديد من التوقفات المتكررة بسبب برمجة مدرب المنتخب الوطني المحلي عبد المجيد بوقرة لعدة تربصات للاعبيه حتى قبل بداية الحدث بأشهر وهو الطلب الذي لم تكن هيئة مدوار لتقف أمامه بما أن يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني الذي خسر النهائي ضد السينغال وقتها.

والمنافسة الخارجية للفرق “كملت الباقي

 لم تتوقف معاناة الرابطة المحترفة لكرة القدم مع تأجيل عدة جولات بسبب منافسة “الشان” و تربصات تشكيلة بوقرة التي سبقت الحدث، فقد تواصلت صعوبة ضبط الرزنامة مع مشاركة الفرق في المنافسات الخارجية خصوصا وأن الموسم الحالي كان استثنائيًا بوصول معظم الأندية إلى أدوار متقدمة حين بلغ كل من شبيبة القبائل و شباب بلوزداد ربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا و إتحاد العاصمة نهائي كأس الكونفيدرالية الإفريقية التي توج بها قبل أيام فقط، وهي العوامل التي عقدت كثيرا من مأمورية الرابطة في وضع حد لمشكل البرمجة.

الرابطة تدفع حاليًا ثمن التساهل مع الفرق سابقًا

 إن كانت الرابطة قد رضخت للأمر الواقع فيما يتعلق بقضية إتحاد العاصمة الذي استعمل “حقه القانوني” في طلب التأجيل والذي تبعه تأخير الجولة كاملة حتى الفاتح من شهر جويلية المقبل، فإن العديد من المتتبعين لم يترددوا في إلقاء اللوم على هيئة مدوار التي تساهلت كثيرا في وقت سابق من الموسم حين كانت توافق على طلبات التأجيل لفرق كانت تلعب في بلدان مجاورة كالمغرب وتونس رغم أنها كانت قادرة على اللعب بعد مبارياتها القارية بثلاثة أيام مثلما يحدث في جميع بطولات القارة السمراء.

والأمور اختلطت عليها مع نهاية الموسم

 بما أن الرابطة المحترفة لكرة القدم قد تساهلت كثيرا مع الفرق المعنية بالمنافسات الخارجية ليس هذا الموسم فحسب، فحتى المواسم السابقة كانت البطولة تعرف نفس المشكل، فإن كثرة التوقفات المبررة وغير المبررة منها جعل الأمور تختلط عليها مع نهاية الموسم الحالي خصوصا في ظل القبضة الحديدية بينها وبين الفرق التي تلعب على السقوط والتي رفضت النزول إلى الميدان مثلما حدث هذه الجولة، ما أجبر مدوار على تأجيل موعد إسدال الستار عن موسم كروي طويل، شاق ومتعب للجميع حتى منتصف شهر جويلية المقبل.

هل أصبحت المشاركة القارية تتسبب في “فوضى البرمجة

بالعودة للحديث عن قضية تأجيل جولات البطولة، فإن هذا المشكل يُطرح منذ مواسم عديدة و ليس خلال الموسم الحالي فقط، خصوصا في حال كثرة مشاركة الفرق في المنافسات الخارجية، مثلما كان عليه الحال مع إتحاد العاصمة الذي توّج بكأس الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم قبل أسابيع قليلة فقط غير أن رزنامته تعرف العديد من المباريات المتأخرة وهو الأمر الذي قد يتسبب في حرمانه من المشاركة الموسم القادم في رابطة أبطال إفريقيا والاكتفاء بكأس الكونفيدرالية في حال أصرت الكاف على عدم تمديد موعد إرسال القوائم، ما يعني أن المشاركات الخارجية لفرق البطولة المحلية أصبحت تشكل عبئا كبيرا على مدوار و من معه من مسيرين على مستوى رابطة كرة القدم في ظل رفض معظم الفرق اللعب في نفس الأسبوع الذي يتزامن مع مبارياتها القارية.

إتحاد العاصمة استعمل حقه القانوني و مدوار رضخ ولكن ..

كان استدعاء ستة لاعبين دوليين من إتحاد العاصمة هذا الأسبوع بمثابة النقطة التي أشعلت باب الخلاف بين مدوار و فرق المحترف الأول خصوصا تلك التي تلعب من أجل البقاء ،حيث و بعدما وافقت الرابطة على تأجيل مباراة الاتحاد و أمل الأربعاء رفضت بقية الفرق النزول إلى الميدان من أجل اللعب مطالبة بتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الفرق التي تتصارع لتفادي السقوط، وهو الأمر الذي أجبر الرجل الأول في بيت الرابطة على الرضوخ للأمر الواقع ،غير أن إدارة الإتحاد نست أو تناست أن ذلك قد يحرم تشكيلة المدرب عبد الحق بن شيخة من المنافسة على مقعد مؤهل لرابطة أبطال إفريقيا بما أن الكاف طلبت إرسال قوائم اللاعبين قبل 30 جوان الجاري ،ما يعني أن الاتحاد قد يحرم نفسه بطريقة غير مباشرة من رفع سقف الطموحات الإفريقية وهو الذي سيكتفي بالمشاركة في كأس الكونفيدرالية مجددا إلا إذا كان لهيئة الجنوب إفريقي موتسيبي رأي آخر في الأيام القادمة من خلال تمديد موعد إرسال القوائم.

هل فكرت الفرق في التحضير للموسم الجديد

 إن كانت فرق المحترف الأول قد نجحت في فرض منطقها على الرابطة ورئيسها عبد الكريم مدوار في حين نجحت الأخرى في إستعمال قوة القانون لطلب التأجيل، إلا أن معظم الفرق قد تدفع ثمن تأخير نهاية موعد البطولة إلى غاية 15 جويلية المقبل خصوصا بالنسبة لتلك التي تملك لاعبين تنتهي عقودهم مع نهاية الشهر الجاري. وهو الأمر الذي سيضع الجميع (رابطة، فرق ولاعبين) أمام فراغ قانوني إذ لا يمكن إجبار لاعبين انتهت عقودهم على خوض مباريات قد تتسبب لهم في إصابات وهم غير مؤمّنين، وحتى إن نجحت في ذلك فكيف سيكون التحضير للموسم الجديد وكم ستكون مدته بما أن الفاف حدّدت 20 أوت لبدايته.

الكاف طالبت بإرسال القوائم قبل 30 جوان

 إن كانت الكاف قد حددت موعد 30 جوان الجاري موعدًا نهائيا لإرسال قوائم الفرق المشاركة في منافستي كأس الكونفيدرالية الإفريقية ورابطة أبطال إفريقيا، فإن الجميع في بيت الفاف يبقى يترقب موافقة الاتحاد الإفريقي على تمديد الموعد وهو الأمر الذي يبقى مستبعدا. ذلك ما سيضع الفاف أمام حتمية إرسال القائمة على ضوء ترتيب 30 جوان مثلما حدث سنة 2021، ما يعني أن الزوبعة التي قامت بها إدارة إتحاد العاصمة قد تتسبب في حرمان الفرق من منافسة رابطة أبطال إفريقيا بما أن تشكيلة عبد الحق بن شيخة لن تصل إلى المركز الثاني مهما حدث بما أنها ستلعب ثلاث مباريات فقط قبل ذلك الموعد.

رفض التأجيل قد يجبر الفاف على اعتماد الترتيب كما حدث سابقا

 مثلما تطرقنا له في الفقرات السابقة فإن كل الآمال تبقى معلقة على رد “الكاف” بالإيجاب على طلب تمديد موعد إرسال قوائم الفرق المشاركة في المسابقات الإفريقية، في حين أن رفض هيئة موتسيبي ذلك قد يجبر الفاف على إرسال القوائم بناءً على ترتيب 30 جوان الجاري مثلما حدث سنة 2021. ما يعني أن الشكوك ستفتح مجددا حول نزاهة التنافس بالنسبة للفرق التي تلعب على السقوط بما أن المراتب الأولى تم الفصل فيها مسبقا.

حتى عقود بعض اللاعبين تنتهي قبل نهاية البطولة

 بغض النظر عما ستحمله الجولات الأخيرة من بطولة تصر كل موسم على دخول موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية بما أنها ستصل إلى 11 شهرا من التنافس دون أن تضع أوزارها، فإن الرابطة والفرق ستقعان أمام مشكل جديد، ذلك المتمثل في عقود بعض اللاعبين الذين تنتهي ارتباطاتهم مع فرقهم في 30 جوان الجاري، أي قبل إسدال الستار عن البطولة بأسابيع ما يجعل خيار عدم مشاركتهم في الجولات الأخيرة مطروحا بما أنهم سيستعملون هم كذلك حقهم القانوني في طلب الإعفاء تخوفا من الإصابات.

كيف سيكون التعامل من الناحية القانونية

 بما أن نهاية بطولة المحترف الأول لن تكون إلا بعد التاريخ الذي حددته الرابطة مبدئيا، حيث قد تضطر للتأجيل مجدداً لأسباب عديدة يأتي في مقدمتها تزامن الجولة 26 مع عيد الأضحى، فضلًا عن الألعاب العربية التي ستنطلق بداية من 5 جويلية القادم و تتواصل حتى 15 منه، دون نسيان موعد نهائي كأس الجمهورية و الداربي العاصمي ،فإن العديد من المختصين في الشؤون القانونية ينتظرون الطريقة التي ستتعامل بها هيئة مدوار مع المشكل الأكبر الذي يتمثل في موافقة العديد من اللاعبين على خوض مباريات الجولات الأخيرة دون عقود تحميهم مع فرقهم.

 نور الدين عطية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P