حوارات

حمزي محمد الأمين (لاعب لازمو السابق)  “رفضت عروضا مغرية لأن مصدر الأموال حرام”

يعتبر حمزي محمد الأمين أحد المهاجمين البارزين الذين مروا على فريق جمعية وهران، الأرسجيو، اتحاد بلعباس، مشعل سيدي الشحمي ، وخصوصا أولمبي أرزيو، حيث كانت له الكثير نمن الصولات و الجولات في عدة فرق بالغرب الجزائري، وترك بصمة لا يمكن لأي أحد إنكارها، فحمزي جمع بين كونه لاعبا مميزا و إنسانا خلوقا و محبوبا لدى الجميع.

فهو ابن عائلة عريقة، وأحد أبناء حي سانبيار الشعبي بوسط المدينة، ويعتبر حمزي محمد الأمين أحد إطار الديجياس، كما أنه يشرف على تكوين و تدريب الفئات الشبانية لمختلف النوادي، إذ فضلها على العمل رفقة الأكابر رغم امتلاكه الشهادات و الكفاءة اللازمة لذلك، ومن خلال هذا الحوار سيكشف لنا لاعب لازمو السابق عدة جوانب عن مسيرته الكروية، وحتى حياته الشخصية.

في البداية نود أن نعرف أين يتواجد حمزي حاليا بعد اعتزاله كرة القدم؟

“في الحقيقة بعدما توقفت عن ممارسة كرة القدم، توقفت لفترة من الزمن عن هذا الميدان، وحاولت أن أعطي المزيد من الوقت لوالدي و عائلتي، ولهذا قضيت فترة من الزمن لم أقترب من عالم كرة القدم، وكما تعلمون فأنا ابن حي شعبي في وسط المدينة و هو سانبيار، أين ولدت و ترعرعت، وهذا الحي العتيق أخرج لاعبين كبار و معروفين، ولم أستطع مغادرتي لسانبيار لارتباطي الوثيق به، ولم أفكر إطلاقا في الرحيل لأن معالمي موجود هنا، وبالنسبة لما أفعله الآن فأنا أعمل في ديجياس وهران باعتباري تقني متخرج من معهد الرياضة بـ”الكرابس” بمدينة عين الترك، كما لدي بعض الارتباطات المتعلقة بتدريب الفئات الشبانية و التكوين.”

لماذا لم نشاهدك كمدرب لأحد فرق الأكابر رغم أنك ابن كرة القدم و لديك الكفاءة اللازمة لذلك؟

“بصراحة أنا من رفضت هذا الأمر، لقد وصلتني الكثير من العروض على مدار سنوات من أجل الإشراف على فرق معروفة و عريقة من فئة الأكابر، وسبب رفضي هو محاولة الحفاظ على صورتي و محبتي لدى الناس، فكما تشاهدون بأعينكم فان مجال كرة القدم صار متعفنا، وطغى عليه أصحاب المصالح و الدخلاء على هذه المهنة، والأجواء في الملاعب لا تشجع أي أحد على العمل، فمهنة المدرب أضحت مهنة خطيرة تتعرض من خلالها للاهانات و السب و الشتم، وربما حتى الاعتداءات، وهذا ما لم أرضه لنفسي، ولن أسمح لأي كان بالتمادي و سب عائلتي، ومن هذا المنطلق فضلت العمل في الخفاء و مع الشبان الصغار لأنني أشعر بالراحة معهم.”

بما أنك تتحدث عن التكوين، كيف تقيم هذا الملف بشكل عام؟

“الصورة واضحة و يعرفها الجميع، التكوين في الجزائر يعاني كثيرا و يمكن القول بأنه غير مصنف على الإطلاق، بما أنه لا يرتكز على معايير عالمية و مقاييس علمية، نحن هنا نقوم بصقل المواهب وفقا للخبرة أكثر من أي شيء آخر، وهذا خطأ كبير، هناك أمور يجب التقيد بها، وشروط عمل كبيرة يجب توفيرها حتى نتمكن من الحديث عن سياسة تكوين فعالة و محترفة، أما ما يجري الآن فهي مجرد فوضى، والدليل مستوى بطولتنا المحترفة البعيدة كل البعد عن رياضة تسمى كرة القدم، يضاف إلى ذلك غياب المنشآت القاعدية و المراكز التي تكون المواهب الصاعدة.”

خلال مسيرتك لعبت لأندية كبيرة في مقدمتها جمعية وهران، هل يمكن القول بأنك فوتت مسيرة كبيرة؟

“يمكن قول ذلك، لكن لست نادما على أي شيء بل على العكس فخور للغاية بأنني كنت لاعبا صاحب مبادئ و مواقف و لم أحن رأسي لأي رئيس نادي أو مدرب، شخصيتي القوية ربما جعلت بعض الفرق لا تفكر في التعاقد معي، وهناك أندية أنا من رفضتها لأسباب موضوعية، والحمد لله وصلت لمستوى لابأس به رغم أن المنافسة حينها كانت كبيرة، ومروري في جمعية وهران هو من مهد لي الطريق نحو صناعة اسم معروف، ومن هناك كانت الانطلاقة الفعلية.”

هل يمكن القول بأن تواجدك مع لوما كان أفضل شيء في مسيرتك الكروية؟

“من ناحية التألق سأجيب بنعم، ففي فريق أولمبي أرزيو قضيت أفضل فتراتي الكروية، وكنت هدافا لبطولة القسم الثاني في مناسبتين بـ40 و 37 هدفا، كان لدينا فريق قوي و لاعبون مميزون، حققنا بهذا الفريق الصعود وأسعدنا كل أبناء مدينة أرزيو، إنها ذكريات لا تنسى على الإطلاق، ولولا بعض المشاكل و العقبات لكنا قادرين على فعل الأفضل، لكن بشكل عام أنا راض عما قدمته رفقة لوما.”

رغم أنك كنت هدافا كبيرا في لوما لكن الانتقادات كانت تطالك دائما، ما السبب؟

“لقد عشت تحت الضغط رغم أنني كنت أسجل الكثير من الأهداف، لكن من يلعب في لوما يعرف بأن جمهورها متطلب للغاية، ولا يرضى بأي شيء، فحتى إن سجلت هدفين أو ثلاثة خلال المباراة الواحدة فإنهم يلومونك على الفرص التي ضيعتها، ومع مرور الوقت تعودت على الأمر.”

هل صحيح بأنك رفضت عرضا من أحد الفرق الكبيرة في أزهى أيامه من الناحية المالية؟

“هذه حقيقة، لقد وصلني عرض من فريق معروف على مستوى الجهة الغربية و لديه ألقاب، حتى رئيس الفريق تنقل إلى منزلي العائلي و طلب مني الإمضاء حينها إلا أنني رفضت رغم أن هذا الفريق كان يعيش بحبوحة مالية في ذلك الوقت، والسبب هو مصدر الأموال و التي كنت أعلم بأنها حرام و من تجارة حرمها الشرع، وارضاءا لله سبحانه و تعالى و كذا حفاظا على سمعة عائلتي و تربية والدي اعتذرت عن التوقيع، وعندما أتذكر هذا الأمر أحمد الله كثيرا على اتخاذ تلك الخطوة.”

تدربت تحت اشراف مدربين كبار، أي فترة تراها الأفضل؟

“لقد تعاملت مع مدربين في المستوى، وأود أن أشكرهم جميعا على ما قدموه لي كلاعب لأنني تعلمت منهم الكثير، على غرار المدرب القدير بلعياشي، لكن أفضل مدرب تدربت تحت امرته هو شريف الوزاني سي الطاهر سواءا في صفوف أولمبي أرزيو أو جمعية وهران.”

في الأخير كيف تقضي أيامك خلال شهر رمضان الفضيل؟

“أنا من محبي هذا الشهر، وأتمناه لو يبقى الدهر كله، فيه نسمات روحانية خاصة أتلذذ بها، يومياتي تبدأ قبل صلاة الظهر حيث أحرص على التواجد في المسجد، وبعدها ان كان لي عمل في التدريب أقوم به، ثم أعود إلى البيت للوقوف على متطلبات و حاجيات العائلة، وعندنا أتفرغ منها أحاول قراءة القرآن ما بين صلاة العصر و المغرب، ثم عقب الإفطار تكون الوجهة مجددا لأداء التراويح، وبعدها أتوجه للجلوس مع والدي أطال الله في عمره و هذا هو أول رمضان أصومه من دون الوالدة رحمة الله عليها التي غادرتنا إلى دار البقاء منذ بضعة أشهر، وأغتنم الفرصة للترحم عليها و على جميع موتى المسلمين، ويكون لي بعدها لقاء مع بعض الأصدقاء و أبناء الحي، ثم الجلوس مع زوجتي و قيام جزء من الليل و عند حلول الفجر أصلي و أنام لبضعة ساعات، وهذه بشكل عام  يومياتي خلال شهر رمضان الكريم.”

بماذا تريد أن تختم؟

“في الحقيقة أريد أن أختم بالدعاء لاخواننا في غزة بالنصر القريب، فالقلب يتقطع ألما عندما يشاهد تلك المجازر اليومية التي يتعرضون لها على يد الاحتلال الصهيوني المجرم، وما نملك لهم سوى الدعاء حتى يأتي النصر من الله.”

حاوره: رامي.ب

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى