حميسي عبد النور (مدرب رائد القبة ودكتور في منهجية التدريب الرياضي): ” المؤتمر الدولي عن بعد للتكتيك كان ناجحا و سأنشئ قناة يوتيوب تهتم بالتحليل الرياضي”
ضيف الجريدة هذه المرة دكتور موسوعة في عالم تدريب كرة القدم بالجزائر، إنه عبد النور حميسي مدرب رائد القبة الذي فتح قلبه لجريدة “بولا ” وتحدث عن التدريب في الجزائر وعن مسيرته، إضافة إلى العنف في الملاعب الجزائرية وعلاقة بعض الرؤساء بالمدربين. أمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار الشيق…
السلام عليكم دكتور، هل من نبذة مختصرة تقدم بها نفسك للقراء…
“الدكتور عبد النور حمسيي أستاذ محاضر بالمدرسة العليا لعلوم الرياضة والتكنولوجيا بدالي إبراهيم، سبق لي الدراسة بها والآن أنا أستاذ محاضر، وحاليا أنا أشرف على العارضة الفنية لفريق رائد القبة الناشط في القسم الوطني الثاني هواة “.
ما هي الشهادات التي بحوزتك؟
“أنا حاصل على شهادة “كاف أ” وشهادة دكتورة، وحاليا أحضر مقالا علميا دوليا يصدر في مجلة دولية لأرتقي إلى درجة بروفيسور، لكن بسبب الظروف التي يمر بها العالم بسبب وباء كورونا تم تأخير الأمر”.
كيف أنت مع الحجر الصحي؟
“أنا جد ملتزم بالحجر الصحي ولا أغادر البيت إلى للضرورة لأنني أعرف خطورة هذا الوباء”.
لنتحدث قليلا عن مشوارك، كيف دخلت عالم التدريب؟
“سبق لي اللعب في عدة أندية بداية بأصاغر اتحاد الحراش، لكن غادرت الفريق بسبب الدراسة ولعبت في فريق برج الكيفان، كما لعبت لعدة فرق كفريق واد الفضة وشهاب الحراش واستفدت من تكوين لأصبح مدربا لأني أحببت هذه المهنة”.
يقال إن مهنة التدريب في الجزائر صعبة، هل تؤكد ذلك بصفتك مدرب؟
“حقيقة مهنة التدريب جد صعبة بالجزائر نظرا لعدة عوامل، منها بعض المؤثرات الخارجية، والداخلية لأن الذهنيات لم تتطور رغم تطور كرة القدم، فنحن لم نتعلم ما تتطلبه كرة القدم الحديثة، ولكن حبنا لهذه المهنة وحبنا للأنصار جعلنا نتحمل مصاعب هذه المهنة”.
ما هي الفرق التي أشرفت عليها في مشوارك التدريبي؟
“أشرفت على فريقي واد الفضة وبرج الكيفان، وهذا رغم أنني كنت في نفس الوقت لاعبا وكنت أزاول دراستي في التدريب، كما تم الاستنجاد بي في بعض الفرق عند مغادرة المدرب الرئيسي، وسبق لي العمل كمساعد للمدرب ألان ميشال في مولودية بجاية، كما أشرفت مع بداية هذا الموسم على العارضة الفنية لأمل الأربعاء بعدما حققت الصعود إلى المحترف الثاني”.
ما هي مقومات المدرب الناجح في رأيك؟
“لكي يكون المدرب ناجحا يجب أن يكون ملما بكل أمور وشؤون كرة القدم ويحسن تسيير الفريق واللاعبين، وأن يكون متمكنا من منهجية العمل الرياضي ويملك منهجية عمل واضحة كما يشترط في المدرب أن يملك شخصية قوية ويرفض أن يتدخل في عمله أي طرف، وأن يعمل على تطوير الجانب الفني والبدني للاعب والعمل على تحسين نتائج الفريق”.
هل للمدرب الجزائري مكانة خارج الوطن في نظرك؟
“نعم، المدرب الجزائري يلقى كل الاحترام خارج الوطن وتعطى له قيمة بفضل الكفاءة العلمية والفنية التي يملكها الإطار الفني الجزائري”.
ما رأيك فيمن لا يعترف إلا بالمدرب الذي سبق له لعب كرة القدم؟
“هذا جدال تم الانتهاء منه ويجب العمل في الميدان وإظهار النتائج والعمل على تطوير كرة القدم، هذا جدال سطحي ولا يعمل على تطوير كرة القدم، أتمنى أن نكون قد تجاوزنا مثل هذه الأفكار لأن مثل هذه الأمور لا تفيد اللاعب القديم ولا كرة القدم الجزائرية”.
كيف تواجه الضغوط؟
“اعتبر الضغط جزء من اللعبة وهو أمر عادي وعلى المدرب أن يعرف كيف يتعامل معه وأن يدفعه لتحسين مردود اللاعبين وتحسين نتائج الفريق، ومع الخبرة تصبح تعرف كيف تتعامل مع الضغط ليصبح إيجابيا، والمدرب الذي يكون له إمكانيات علمية وفنية يتمكن من تخفيف الضغوط”.
يقال إن بعض الرؤساء يفضلون المدرب الذي يرضخ لكلامهم، ما قولك؟
“المدرب الجزائري أنواع، فمن المدربين من له شخصية ويرفض أي تدخل في عمله، لكن بعض المدربين يقبلون تدخل الرؤساء في مهنتهم دون أية معارضة وهمهم الأول هو جمع المال، وأنا لا أعتبرهم مدربين بل قطاع طرق، وحتى بعض الرؤساء يرفضون بعض المدربين الذين يملكون شخصية”.
وما هو الحل في رأيك؟
“يجب أن يأتي جيل جديد حتى تتغير مثل هذه الذهنيات وتمنح فرصة للجيل الجديد من المدربين، جيل سبق له ممارسة كرة القدم واستفاد من التكوين، لكن للأسف المحيط مازال متعفنا لأن الأمور مازالت تسير بنفس الأشخاص يتنقلون من ناد إلى آخر”.
ما رأيك في ظاهرة العنف التي استفحلت بالملاعب الجزائرية؟
“ظاهرة العنف ليست لها أية صلة بالمجتمع الجزائري وليست لها صلة لا بديننا ولا بأخلاقنا وهي دخيلة علينا، وربما ترجع للظروف التي مرت بها الجزائر أثناء العشرية السوداء، والعنف أحيانا يصنعه بعض الرؤساء والمسيرين للضغط على المدربين أو لتوقيف عقود اللاعبين، كما يصنعه أحيانا بعض اللاعبين فضلا عن بعض العصابات التي اندست وسط المحيط الرياضي لدواع مالية، والتي تعمل على التأثير على اللاعبين أو المدربين”.
وما هي الحلول في رأيك؟
“أن تلعب لجنة الأنصار دورها ونعمل على توعية الأنصار ومنع المشاغبين من الدخول للملاعب، المهم أن تعمل كل الجهات دورها لمنع التجاوزات، وإذا كانت هناك تجاوزات فيجب الضرب من حديد، كما يجب أن تكون هناك عدالة بين جميع الفرق للحد من العنف، لكن يجب القول إن العنف هو ظاهرة عالمية وأتمنى أن تعود أيام الزمن الجميل عندما كانت العائلات تدخل لمشاهدة المباريات”.
نلاحظ أن عبد النور حميسي لا يستقر كثيرا في الفرق، لماذا؟
“هناك عوامل كثيرة تدفع المدرب لعدم الاستقرار وعدم تطبيق مشروع على المدى البعيد والاستقرار، وهذا يعود لظروف العمل ومحيط النادي لأن كل مدرب يريد العمل بفريق لمدة طويلة، وأتحدى أي مدرب أن يطبق مشروعا طويل المدى بالجزائر أو حتى المتوسط، وتبقى النتائج هي التي تتحكم في مدى استقرار المدرب في أي فريق”.
نعرف أن رائد القبة فريق عريق ولكنه يعاني، إلى ماذا ترجع هذا؟
“نعم فريق رائد القبة فريق عريق لكنه يعاني منذ مدة في الأقسام السفلى لعدة عوامل، منها عدم الاستقرار بسبب الأزمات المالية التي يمر بها الفريق، وكذلك للديون التي تراكمت على عاتق الفريق، وربما بسبب بعض المسيرين وكذلك لسوء الاستقدامات التي كانت تتم كل موسم لم تكن مدروسة وحتى الأهداف المسطرة، وكذلك تدخل بعض الجهات خاصة في الفئات الشبانية، وحتى بعض المدربين الذين تم استقدامهم لم يكونوا في المستوى، لكن الحمد لله حاليا تشرف على الفريق إدارة تعمل على تحسين تسيير الفريق لإعادته إلى مصاف الكبار”.
كيف التحقت بالعارضة الفنية لرائد القبة؟
“كنت في اتحاد خنشلة، لكن ظروف عملي بالمدرسة العليا وكذلك لظروف صحية التحقت برائد القبة لأعمل في فريق كبير لأساعده على الصعود”.
وماذا عن الصعود؟
“في الحقيقة ورقة الصعود صعبة، خاصة أن في بطولة الوسط المراتب الثلاث الأولى حسمت وبقينا نتنافس عن المراتب الثلاث المتبقية”.
هل ستواصل عملك في القبة؟
“الحديث عن هذه الأمور سابق لأوانه، لكن كل شيء مرتبط بتحقيق الصعود هذا الموسم، وإذا أصرت الإدارة على بقائي فسأطالب بتلبية بعض المطالب، خاصة في تحسين ظروف العمل والقيام ببعض الاستقدامات، فأنا أتمنى الاستقرار”.
مازلتم تشرفون على تنظيم محاضرات هذه الأيام…
“نعم مازلت أشرف على تنظيم محاضرات موجهة للمدربين عبر الأنترنيت، ولقيت هذه المبادرة استحسان الزملاء رغم أن التطبيق كان لا يسمح بدخول إلا 100مشارك، حيث بقي عدد كبير من المدربين خارج المحاضرة أكثر من الحضور، لكن اليوم الثاني تحصلنا على ترخيص لرفع عدد الحضور إلى 500 مشارك، فمثلا في اليوم الثالث من المحاضرات المنظمة حضر أكثر من 175مشارك”.
لمن خصصتم هذه المحاضرات؟
“خصصت هذه المحاضرات لكل الفاعلين في الحركة الرياضية من المدربين الجزائريين والطلبة المتواجدة في المعاهد الرياضية، وكذلك للعاملين الرياضيين واللاعبين القدامى والمحللين”.
هل ندمت على دخولك عالم التدريب؟
“لا، لم أندم على دخولي عالم التدريب لأنني مارست كرة القدم وامتهنتها عن قناعة وحب، وحتى لو عادت عجلة الزمن لاخترت مهنة مدرب”.
ماذا كنت ستكون لو لم تكون مدرب؟
“ربما لو لم أكن مدربا لاخترت مهنة طبيب”.
وماذا عن عملك في التحليل التلفزيوني؟
“سبق لي العمل محللا في التلفزيون العمومي سنتي 2011 و2014، لكن نظرا لشرط ألا تكون مدربا لأي فريق حتى تكون حياديا غادرت التحليل التلفزيوني لأني أحبذ العمل الميداني”.
وما هي النقاشات التي تفضلها؟
“أنا أتفادى النقاشات التي تخرج عن الجانب الفني والتي تتحدث عن التسيير، حيث أفضل أن أتحدث عن الجانب الفني والتقني والإحصائيات فقط ولا أدخل في نقاشات حول بعض الأمور، كما أكشف عبر جريدتكم بأنني بصدد إنشاء قناة في اليوتيوب سأعرض فيها التحليلات الرياضية والخاصة المتعلقة بالمنتخب الوطني والأندية الجزائرية المشاركة في البطولات الإفريقية”.
أحسن ذكرى في مسيرتك الرياضية؟
“أحسن ذكرى في مسيرتي المهنية هي حصولي على شهادة الدكتوراه بحضور العائلة الكبيرة، أما أحسن ذكرى في حياتي فهي ميلاد ابنيّ ندى وأكرم”.
وأسوأ ذكرى؟
“اعتبر أسوأ ذكرى في مسيرتي الرياضة هي تسريحي من نصر حسين داي من طرف المدرب في آخر لحظة من فترة الاستقدامات، بعدها وجدت نفسي في وضعية جد حرجة لأنني أظن لو أمضيت في النصرية لذهبت بعيدا في مسيرتي الكروية”.
كلمة أخيرة…
“أود أن أوجه الشكر للقائمين على الجريدة متمنيا لها التقدم والمزيد من النجاحات مستقبلا”.
حاوره: نور الدين عطية