سريع غليزان … هفوات خط المحور أخلطت حسابات سي الطاهر
لم تتمكن الكتيبة الغليزانية من مواصلة سلسلة نتائجها الإيجابية التي حققتها في الجولات الماضية ،وذلك عندما انقادت لهزيمة ثقيلة بثلاثية نظيفة بالعاصمة أمام نصر حسين داي ،حيث عاد السقوط مجددًا ليكشف مرة أخرى تراجع مستوى التشكيلة عندما يتعلق الأمر بمواجهة الفرق العاصمية سواء داخل الديار أو خارجها.
الرابيد ظهر بدون روح خلال الشوط الأول
و بالعودة للحديث عن مواجهة أول أمس من زاوية فنية ،فلم تدخل العناصر الغليزانية لأجواء اللقاء كما ينبغي ،حيث ترك رفقاء القائد مازاري المبادرة للزوار الذين بسطوا سيطرة بالطول و العرض صنعوا خلالها العديد من الفرص على مرمى الحارس بوسدر تكللت إحداهما بهدفين في أقل من نصف ساعة أخلطا حسابات شريف الوزاني و لاعبيه.
تلقى هدفين بسبب خلل في خط المحور
و رغم أن خط محور الرابيد قدم مستوى مقبول في معظم المواجهات السابقة ،إلا أنه كان خارج الإطار في مواجهة النصرية و ذلك بعدما جاءت كل الأهداف التي سجلها المنافس من العمق بسبب سوء التغطية و الرقابة من طرف الثنائي بركة و مازاري ،بالإضافة إلى أن كل الهجمات الخطيرة كانت على مستوى المحور ،و إن كان الحارس بوسدر يتحمل هو الآخر المسؤولية في الهدفين الأول والثاني.
وسط الميدان كان غائبا و خسر أغلب الصراعات الثنائية
الأمر الملاحظ في تشكيلة الرابيد أمام النصرية هو غياب خطة لعب واضحة يعتمد عليها الفريق منذ البداية ،خاصة على مستوى البناء الهجومي الذي تميز بعشوائية كبيرة في ظل عدم قدرة لاعبي الاسترجاع ناش و شاذلي على إيصال الكرة للمناطق الهجومية ما دفع بولد حمو للعودة الى الخلف لطلبها ،خاصة في ظل التباعد بين الخطوط الثلاثة للفريق ما أسفر عن فراغات كبيرة ،سهلت من مهمة المحليين للقيام بهجمات مرتدة و سريعة كانت قاتلة على الدفاع الغليزاني الذي يتميز ببطىء لاعبي المحور في عملية الارتداد الدفاعي .
مازاري بدا تائها خلال المباراة و تأثره من الناحية البدنية كان واضحا
ورغم أن المدافع أرسلان مازاري غاب عن معظم الحصص التدريبية التي سبقت سفرية النصرية بسبب معاناته من الإصابة حيث اضطر للتدرب خلال الأسبوع الماضي على انفراد ،ذلك ما جعل الجميع يتوقع أن يقوم شريف الوزاني بتغييرات على مستوى المحور ،خاصة في ظل جاهزية مقنيت إلا أنه فاجأ الجميع عندما جدد ثقته في الثنائي بركة و مازاري اللذان قدما مردودهما متواضعا جدا خاصة من الأخير الذي بدا تائها طيلة أطوار اللقاء و تسبب في تضييع الرابيد النقاط الثلاث .
التغييرات كانت متأخرة و لم تنفع في الشوط الثاني
و رغم أنه حاول تدارك تأخر فريقه في النتيجة بثنائية نظيفة من خلال إعتماده على البدلاء في صورة العائدان من الإصابة سوقار و قادري ،إلا أن تغييرات سي الطاهر شريف الوزاني لم تأت بالجديد ،بل تلقى فريقه هدفا ثلاثا في اللحظات الأخيرة أكد به مرور الكتيبة الغليزانية جانبا في هذه الخرجة.
الغيابات أثرت ولكن نفس التشكيلة كانت حاضرة
ولعل أبرز ما وقف عليه الجميع في مواجهة النصرية هو فارق السرعة بين لاعبي هجوم المنافس الذين استثمروا جيدا الفراغات الموجودة بين الخطوط الثلاث للتشكيلة الغليزانية، وكذا بطء رفقاء مازاري في عملية الارتداد الدفاعي وهو ما صعب مأمورية الرابيد كثيرا في ظل عدم قيام لاعبي الوسط بغلق المساحات وخاصة الثنائي ناش وشاذلي اللذان ظهر عليهما افتقادهما لريتم المباريات.
الوزاني راهن على العائدين من الإصابة لكنه فشل
وعكس كل التوقعات فقد فاجأ شريف الوزاني الجميع في المواجهة الأخيرة من خلال اعتماده على مازاري العائد من الإصابة، لكنه هذه المرة دفع الثمن غاليا في ظل تعرض فريقه لخسارة كادت نتيجتها تكون كبيرة بسبب تواصل الأخطاء التي ارتكبها اللاعب الذي تأثر كثيرا بغيابه عن التدريبات، لكن الأمر الذي يطرح التساؤلات هو الطاقم الفني على مواصلة منح الثقة له بالرغم من تواجد مقنين وزيدان على مقاعد البدلاء.
لم يكن موفقا باستبعاده لمقنين وسوقار رغم جاهزيتهما
وعلى الرغم من أن فريقه عانى من عدة غيابات وعلى مستوى الخطوط الثلاث، ما كان يُلزم الوزاني على الاستنجاد بجميع عناصره لتعويض الرباعي الغائب، إلا أن التقني الوهراني كان له رأي آخر عندما فضل ترك مقنين على مقاعد البدلاء رغم جاهزيته والاعتماد على مازاري الذي يواصل الظهور بمستوى مخيب، بالإضافة إلى استبعاده للمهاجم سوقار الذي شارك في الشوط الثاني.
نور الدين عطية