الأولىالمحلي

بعد رفض الوزارة للجمعية الإستثنائية .. خيار الإستشارة الكتابية قد يسقط أمام تمرد رؤساء بعض أندية المحترف الأول والثاني  

بعد ترقب وطول انتظار امتد لقرابة الخمسة أشهر، تقترب النهاية الوشيكة لأطول موسم كروي في تاريخ الجزائر المستقلة، كيف لا وهو الموسم الذي ظل متوقفا لأشهر عدة دون الفصل في مصيره من قبل الهيئات الكروية التي وبعد أن ماطلت لأشهر رغبة منها في استئناف الموسم وجدت اليوم نفـسها مجبرة على خيار التوقف الذي فرضته الظروف الصحية التي يعرفها البلد، توقف قصري لم يفصل في صيغته من قبل اتحاد اللعبة المحلي الذي أرجأ قراره تفاديا لثورة أندية قد لا ترضيها صيغة القرار التي ستضر مصالحها المستقبلية.

المكتب الفدرالي مجبر على اتخاذ قرار شجاع بعيدا عن الشعبوية

 بالرغم من التوضيحات التي قدمتها الفاف ورئيسها خير الدين زطشي لدى تطرقهما لموضوع الجمعية الاستثنائية والاستشارة الكتابية ، إلا أن الرفض ظل مصاحبا لمختلف الاقتراحات المقدمة من قبل أعضاء المكتب الفدرالي ، فلم يكن رفض الوزارة الوصية لطلب الفاف بعقد جمعية استثنائية وردها المستفز إلا إيذانا بصراع محتدم أفضى لتنازل الاتحاد الجزائري عن طلبه والاكتفاء بالاستشارة الكتابية التي انتهت مهلة الرد عليها منتصف ليلة الأحد وسط عاصفة تصريحات قادها رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم عبد الكريم مدوار، ومن قبله رئيس شبيبة الساورة محمد زرواطي الذي اتهم الفاف بخدمة مصالحها واتخاذها لخيار شعبوي لضمان مصالحها المستقبلية قبل انتخابات الرئاسة التي ستحدد هوية الرجل الذي سيرأس مبنى دالي براهيم ، ولكن وبالرغم من تصريحات الرجلين في حق الفاف التي أكدت قانونية استشارتها التي تحظى بموافقة الاتحاد الدولي للعبة ، إلا أن الواقع يقول بأن المكتب الفدرالي عليه التحلي بالشجاعة هذه المرة لاتخاذ القرار الذي يراه مناسبا بعيدا عما يرغب به رئيس هذا النادي أو ذاك.

الاجتماع المقبل للمكتب الفدرالي سيحدد مصير الموسم

 سيكون تاريخ 29 من شهر جويلية يوما فاصلا لمصير موسم كامل، بحيث من المرتقب أن يتم الإعلان عن نهاية الموسم بشكل رسمي من قبل المكتب الفدرالي الذي سيعلن على خلفية هذا الاجتماع عن الصيغة التي سيكون عليها الموسم الجديد الذي سيدرج على أجندة أعضاء المكتب، بحيث من المرجح أن يختار المجتمعون الصيغة الثالثة التي تقضي بصعود الفرق تتابعا ومن دون نزول في خيار من شأنه أن ينال رضا الأغلبية بالرغم من معارضة البعض الآخر.

بعض الرؤساء قادوا تمردا ضد الفاف وأعلنوا رفضهم الرد على الإستشارة الكتابية

 أقدم بعض رؤساء أنديتي المحترف الأول والثاني على عقد اجتماع تشاوري لمناقشة القرارات الأخيرة للفاف واتخاذ قرار نهائي بشأن الرد على الاستشارات الكتابية من عدمها. وشهد الاجتماع الذي دعا إليه رئيس شبيبة القبائل شريف ملال حضور رؤساء وممثلي فرق كل من وفاق سطيف أهلي البرج من المحترف الأول ودفاع تاجنانت واتحاد الحراش من المحترف الثاني، أين اتفق المجتمعون على عدم الرد على الاستشارات الكتابية للمكتب الفيدرالي بالإضافة لمطالبتهم بضرورة تشكيل لجنة ثلاثية تضم ممثلين عن وزارة الشباب والرياضة والاتحاد الجزائري والأندية المحترفة لإيجاد حلول مثالية تضع حدا لمعاناة الأندية ومساعدتها على تطبيق الاحتراف الفعلي.

القرار المتخذ سيحدد مصير 1617 ناد وتمرد البعض الغرض منه مصلحة شخصية

بعيدا عن أسماء الفرق التي أعلنت رفضها الرد على الاستشارة الكتابية، يتساءل متابعون عن الحق الذي يمتلكه ممثلو هاته النوادي من أجل تحديد مصير 1617 ناديا ينشطون بـ 141 بطولة بصنف الأكابر، وفي 08 أقسام مختلفة، ولعل الإجابة الشافية ستكون في رغبة كل فريق في الضغط بطريقته من أجل نيل مراده إما بشركة وطنية أو إعانات حكومية قطع حبلها السري هذه المرة لتوجه لقطاع أكثر أهمية ألا وهو قطاع الصحة. حرب المصالح والسعي للاستفادة ماديا من وراء الأزمة أظهر جشع رؤساء النوادي الجزائرية الذين لم يحيدوا عن عقليتهم السائدة بالبكاء في حضن الحكومة، واستغلال الصراع غير المعلن بين الفاف والوزارة للوقوف بجانب الأخيرة كونها هي من ستضمن تمويلا غير مشروط لهاته النوادي مستقبلا، عكس الفاف التي تريد الدخول في نسخة محدثة من الاحتراف هدفها التقليل من حجم التجاوزات المالية للأندية وجعلها قادرة على الاتكال على نفسها دون دعم حكومي.

اتخاذ المكتب الفدرالي لقراره النهائي سيجعل من الاجتماع مجرد مضيعة وقت فقط

رغم اتفاقهم في أكثر من مرة على عدم قدرتهم على استكمال الموسم، إلا أن مطالب الأندية المجتمعة بتشكيل لجنة ثلاثية تضم ممثلين عن وزارة الشباب والرياضة والاتحاد الجزائري والأندية المحترفة لإيجاد حلول مثالية حسب المجتمعين لن يكون إلا سببا في إطالة الأزمة التي تريد الفاف وضع حد لها خلال الاجتماع القادم.  وبالعودة للاجتماع فإن ما سينجر عنه من قرارات سيجعل من مطالب الأندية المقاطعة في مهب الريح كونه سيفصل وبشكل نهائي في مصير مختلف المنافسات.

تصريحات مدوار الأخيرة ستضعه في صدام مرتقب مع خير الدين زطشي

 تفاجأ الكثير من المتابعين بتصريحات رئيس الرابطة الأخيرة، والتي فتح فيها النار على اتحاد الكرة الجزائري ورئيسه خير الدين زطشي ومكتبه الفدرالي، محملا إياه ما يحصل وهي التصريحات التي أعادت التساؤلات مجددا بشأن علاقة الرجلين التي وصفت لسنوات بالمتوترة وهو التوتر الذي سيصل أوجه خلال اللقاء المرتقب للرجلين بالمكتب الفدرالي.

هل اختار مدوار الانحياز لجبهة الوزارة لضمان حلمه برئاسة الفاف

 يدرك المتابع لخبايا الكرة الجزائرية بأن القرارات المقبلة للمكتب الفدرالي من شأنها أن ترسم بعض ملامح المرشح لرئاسة اتحاد اللعبة المحلي، مقعد راود مدوار لسنوات كونه فشل في الظفر بالمنصب خلال الانتخابات الأخيرة التي خلف بفضلها زطشي الرئيس السابق محمد رواورة وبمساعدة من الوزير الأسبق الهادي ولد علي.  انتخابات يبدو أن مدوار قد تعلم منها الكثير وهو ما دفعه هذه المرة لاتخاذ موقف معاد للفاف المغضوب عليها من قبل الوزارة، والتي قد تضمن له بقدرة قادر مكانا بمبنى دالي براهيم، وإن كانت هذه الخطوة أكثر من مستبعدة كون القوانين المسيرة تمنع أي تدخل حكومي فيما يخص الاتحادات الرياضية.

سعد الله

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P