تحقيقات وروبورتاجات

لديها محبون من مختلف الفئات و الطبقات  … دراجات هوائية فخمة أسعارها تنافس السيارات الجديدة

كان ركوب الدراجات الهوائية في الجزائر بالأمس القريب عبارة عن وسيلة نقل داخل المدينة تجنبك ازدحام الطرقات و الشوارع، أو مجرد وسيلة ركوب لقضاء بعض الوقت الممتع في قيادتها و ممارسة الرياضة بها ، إلا أن الدراجة الهوائية دخلت بعدا آخر خاصة منذ مطلع الألفية، وتحولت من هواية فقط إلى عالم آخر مليء بالأسرار، وله محبوه و المتعلقون به، بل إن الكثيرين أضحوا يحترفون الأمر، وحولوه إلى مهنة حقيقية يجنون منها الأموال، ولكم أن تتخيلوا وصول أسعار بعض هذه الدراجات الهوائية لمستويات لا تخطر على بال أحد لأنها باتت قيمتها تضاهي أسعار سيارات جديدة من المصنع و بمحركات.

مصدرها الأساسي هو أوروبا

وبعد فترة من الركود التام في تجارة الدراجات الهوائية بسبب جائحة كورونا التي أدت إلى غلق الرحلات البحرية بين الجزائر و مختلف المدن الأوروبية على رأسها اسبانيا و فرنسا، فان الحركة و النشاط عادا بقوة سنة 2023 بعد نزع كل القيود الموضوعة، وهو ما ساهم في انتعاش تجارة الدراجات الهوائية بمختلف أنواعها، بما أن مصدرها الأول و الأساسي هو القارة العجوز و بالتحديد الجالية الجزائرية المقيمة هناك، مما فتح الباب أمام دخول أنواع فاخرة و غالية الثمن تصل أسعارها إلى مستويات جنونية.

66 مليون سنتيم ثمن دراجة معروضة للبيع

وحتى تكون الصورة واضحة، فان هذه الدراجات الهوائية التي تدخل إلى الجزائر تعتبر مستعملة إلا أنها في حالة جيدة للغاية، وبحسب زيارة قمنا بها لأحد أهم المتهمين بهذه المهنة في وهران فقد اطلعنا على الأسعار الحقيقية لها، إذ أن أغلاها ثمنا بلغت 66 مليون سنتيم، ويمتلك في مستودعه 4 دراجات هوائية قيمة كل واحدة منها لا يقل عن 60 مليون سنتيم و كأن الأمر يتعلق بمعرض للدراجات النارية.

تخضع للعديد من التحسينات و الإضافات

وبحسب أحد تجار هذه الدراجات الهوائية فان سبب ارتفاع سعرها يعود إلى إضفاء الكثير من التحسينات و الإضافات عليها، على غرار تطوير نظام الكبح، والتحكم في الارتفاع الآلي للمعقد، واستعمال إطارات من النوع الرفيع، وتزويدها بلوحة تحكم الكترونية فيها العديد من المزايا و الخدمات، دون أن ننسى بأن الهيكل مصنوع بأجود المواد الموجودة في عالم الدراجات الهوائية، ومن شركات عالمية أصلها ألماني، أمريكي أو حتى ياباني، وهي عبارة عن تكاليف إضافية ترفع من قيمة هذه الدراجات و تجعلها منافسة حتى للسيارات أو الدراجات الهوائية.

سعرها الحقيقي في أوروبا يتجاوز 10 آلاف أورو

وكما سبق و أن ذكرنا فان أسعار هذه الدراجات الهوائية الفاخرة  في الجزائر و التي تستعمل عادة من طرف المحترفين فإنها تبدو معقولة حتى و إن وصلت عتبة 66 مليون سنتيم، وهذا في حال ما إذا قارناها بالأسعار الحقيقية الموجودة في أوروبا، إذ أن نفس الطراز الذي عرض بـ66 مليون سنتيم فانه يساوي مبلغ 10 آلاف أورو عند المصنع، أي ما يعادله بالعملة الوطنية أكثر من 200 مليون سنتيم، وهو ثمن كفيل لأن يجعلك تشتري سيارة جديدة في أول سنة سير لها، ما يجعل الكثيرين يطالعون هذه الأسعار باستغراب كبير.

إقتناؤها ليس حكرا على الأغنياء

وتصورنا في الوهلة الأولى أن تجارة هذه الدراجات الهوائية الفخمة إن صح التعبير حكر على فئة معينة و هم ميسوري الحال، بما أن لديهم القدرة على دفع مبالغ كبيرة في دراجة هوائية خضعت لعملية إضافات و تحسينات، لكننا تفاجأنا بأن لها محبين حتى من الطبقات الأخرى و المتوسطة، وهم عبارة عن موظفين أو حتى من يزاولون بعض الأعمال الحرة، فهؤلاء لديهم تعلق كبير بهذا النوع من الدراجات، ويشترونها على أساس قيمتها، ويرون في أثمانها أمرا منطقيا و معقولا بالنظر لسعرها في أوروبا.

الوجهة هي الجبال و المسالك الوعرة

وبما أن هذه الدراجات الهوائية الثمينة مصنوعة من أجود المواد و مجهزة بأفضل التجهيزات الممكنة، فان ملاكها عادة ما تكون وجهتهم نحو الجبال، وتحديد المسالك الوعرة و التي تقدم لهم متعة حقيقية يهربون عبرها من ضغوطات العمل و صخب المدينة و ازدحام الشوارع، وهو ما يجعل تلك اللحظات أغلى من أي سعر يدفعونه، فعامل المغامرة و المخاطرة يدفع بالأدرينالين لدى هؤلاء إلى أعلى النسب و الدرجات.

الدراجات الهوائية الكهربائية “موضة” جديدة

وللذين لا يملكون الإمكانيات المالية لاقتناء هذه الدراجات الهوائية الفاخرة، فان الإقبال أضحى كبيرا أيضا على نوع آخر و هي الدرجات الهوائية ذات محرك كهربائي، ويتراوح سعرها ما بين 10 إلى 20 مليون سنتيم، والشيء المميز فيها أن سيرها لا يحتاج  لجهد بدني كبير بما أن المحرك الموجود فيها هو من يساعد في عملية الدفع نحو الأمام، وقد تصل سرعتها إلى 40 كيلومتر في الساعة، وهي مناسبة تماما للتنقل في المدينة، بل و أضحت وسيلة نقل للكثير من العمال و الموظفين نحو مقرات عملهم، خصوصا أولئك الذين لا يملكون ثمن شراء سيارات أو دراجات نارية، كما أنه موفرة للطاقة و تعمل فقط عن طريق الشحن مع مدة سير تزيد عن 5 إلى 6 ساعات في اليوم.

رامي.ب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى