تحقيقات وروبورتاجات

سريع المحمدية  …ضيع الصعود في آخر أنفاس البطولة…  الصام “طموح” بلا “أموال”

سريع المحمدية تلك المدرسة الولادة التي مر عليها لاعبون تركوا بصمتهم وطنيا و عالميا نذكر من بين هؤلاء عمار عمور الساحر،  و دمو عبد الغني لاعب مولودية الجزائر و  وفاق سطيف الفائز معه بلقب رابطة أبطال إفريقيا و المشارك في مونديال الأندية و اللاعب بن يطو محمد المحترف الحالي في الوكرة القطري، ولقجع يسعد اللاعب السابق لإتحاد الحراش و نصر حسين داي و شباب قسنطينة و المحترف حاليا بنادي النصر الكويتي الناشط بالدوري الممتاز.

و كذا واجي العيد اللاعب السابق لإتحاد الحراش و نصر حسين داي و الإتحاد الليبي و حاليا شباب باتنة، حمية محمد الأمين لاعب شبيبة الساورة والكثير من اللاعبين مما يدل على أن الصام مكانتها بين الكبار و وجب إعادة النظر لما تعانيه هاته المدرسة من مشاكل، لأنه من غير المعقول أن يبقى السريع يصارع في الأقسام السفلى لسنوات أخرى وهو ما قد يقود الصام إلى ما لا يحمد عقباه.  و رغم كل هذا يبقى النادي البرتقالي مدرسة كروية بإمتياز وجب لزوما تحرك أصحاب المال لأخذ زمام قيادة دفة الفريق و المضي به قدما للعودة مجددا للواجهة.

حسرة كبيرة على ضياع الصعود في آخر الأنفاس

تأسّف مدرب سريع المحمدية بوصوار مومن لتضييع ورقة الصعود، وتحسّر لعدم توصّل الفريق إلى التتويج بلقب الجهوي الثاني لرابطة سعيدة و بالتالي تضييع الصعود رغم المشوار الرائع الذي بصم عليه السريع خلال الموسم و كذا تدعيم التشكيلة بلاعبين ذوي خبرة كاللاعب المخصرم بحري حميد لاعب شباب قسنطينة السابق و المدافع سلقية أمين و كذا اللاعب لعريبي عبد القادر اللاعب السابق لأمل الأربعاء أين نشط معه في المحترف الأول.

حيث أرجع المدرب أسباب هذا الإخفاق إلى عامل المشاكل المالية التي واجهت الفريق، مثلما أوضحه بقوله: ”عانينا كثيرا من المشكل المالي، إذ باستثناء مبلغ 180 مليون سنتيم ، لم يدخل الخزينة أي سنتيم خلال المنافسة و هو ما صعب علينا العمل.” مضيفا: ” هذه العوائق تسبّبت في تضييع نقطتي الصعود داخل القواعد أمام إتحاد عين الحجر، ونقاط أخرى خارج القواعد، ما جعل الفريق يتراجع للمرتبة الثانية، و للأسف كانت تلك هي المنعرج الحقيقي الذي أدى لتبخر حلم الصعود.”

عدم التفريط في مكاسب هذا الموسم أولوية

و عن المكاسب التي تحققت هذا الموسم بغض النظر عن عدم تحقيق الهدف الأسمى و هو الصعود يقول المدرب بوصوار :” هذا الموسم أرجعنا هيبة و إسم الصام من خلال هيكلة الإدارة حيث شهدنا العدد المكثف للأعضاء الذين إلتفو حول الرئيس و هو ما ساهم في تقاسم الأدوار ما ساعد على تسهيل المهمة في تسيير شؤون النادي ،كما إستفدنا من مقر للفريق و لو مؤقتا و هو ما سمح لنا بعقد الإجتماعات للتنسيق بين الإدارة و الطاقم الفني ، و الشيء الأكثر إيجابية هو هيكلة الطاقم التدريبي و تنظيمه حيث عملنا على تدعيم الطاقم التدريبي بمساعدين أول و ثاني و محضر بدني و مختص في العلاج الطبيعي و معالجة الإصابات و كذا مدرب للحراس و هو ما لم يكن موجودا في المواسم السابقة.”

إرجاع أبناء النادي نقطة تحسب للإدارة

من بين محاسن هذا الموسم هو عودة العديد من خريجي مدرسة سريع المحمدية الذين غادرو الفريق أو أجبروا على المغادرة و تدعيم الصفوف بلاعبين جيدين يملكون مستوى أكبر من الجهوي الثاني حيث قال المدرب بوصوار مومن في هذا الشأن:” أقنعنا العديد من أبناء الفريق على العودة في صورة المدافع سالقية أمين الذي عاد إلى فريقه الأم بعد عدة مواسم قضاها متنقلا بين فرق ولاية ورقلة.

و دينامو الفريق فلاح قادة الذي لعب الموسم الماضي في صفوف زيدورية عين تيموشنت و القلب النابض سمان عبد الوهاب الذي نشط الموسم الفارط مع إتحاد فرناكة ولاية مستغانم و كذا عودة الإبن البار بحري حميد بعد مواسم عديدة قضاها في المحترف الأول مع العميد شباب قسنطينة ،و عودة الجناح الطائر لعريبي عبد القادر من تجربة مع شباب عين تيموشنت و قبلها مع نادي أمل الأربعاء  الذي لعب له في القسمين المحترف الأول و الثاني.و زيادة على ذلك إستقدمنا لاعبين مستواهم أكبر من القسم  الجهوي الثاني و هو ما رفع من المستوى الفني للفريق.”

ترتيب البيت قبل بداية البطولة ساهم في الإنطلاقة القوية

أرجع المدرب بوصوار مومن سبب النتائج الإيجابية للفريق إلى التحضيرات قبل بداية البطولة و توفير الأمور اللوجستية حيث قال:” بدأنا العمل مبكرا في الصائفة عكس ما تعود عليه الأنصار و هو إنطلاقة الفريق قبل أسبوع واحد فقط من بداية البطولة و هو ما ساهم في التحضير الجيد للمجموعة حيث ظهر ذلك جليا أثناء البطولة ،إذ حرصت الإدارة على توفير كل الأمور اللوجستية من معدات التدريب و كل ما تعلق بالعمل في الميدان و زيادة على ذلك تخصيص حيز المنح حتى قبل إنطلاق المنافسة و هو أمر يحسب للرئيس بن شريف و إدارته حيث كان اللاعبون يتلقون المنح مباشرة بعد نهاية المباراة في غرف حفظ الملابس حيث سددت الإدارة جميع منح اللقاءات و البالغ عددها 24 مباراة و هو ما لم نألفه في الفريق منذ عدة مواسم.”

تأسف مدرب سريع المحمدية بوصوار مومن على تبخر عمل موسم كامل في لمح البصر و هو ما أدى إلى الفشل في بلوغ الهدف المنشود الذي كان في المتناول على إعتبار سيطرة سريع المحمدية على البطولة و التربع على مقدمة الترتيب إلى غاية الأنفاس الأخيرة،و التفوق الفني من حيث التركيبة البشرية، زيادة على ذلك عدم توافق قيمة الإعانات مع تطلعات أهداف إدارة الفريق و إحتياجاتها خاصة و أن اللعب على الصعود يتطلب أموال كبيرة لغلق كل الفجوات التي من شأنها إختراق أصوار النادي و تعطيل تحقيق الهدف الأسمى و هو الصعود.

أي خطوة للخلف تعني العودة إلى نقطة الصفر

حذر مدرب فريق سريع المحمدية بوصوار مومن من خطورة سياسة الأمر الواقع و ترك النادي يواجه مصيره لوحده بعد إخفاق الصعود دون إتخاذ موقف جاد و حازم حيث صرح بهذا الخصوص:” سريع المحمدية يمثل كل شرائح مدينة المحمدية من أبسط مواطن إلى أغنى رجل في المدينة، و كما رأينا هذا الموسم عودة الأنصار إلى مؤازرة الفريق و هم الشريحة البسيطة من المجتمع، يتبقى الدور على أصحاب المال من أبناء المحمدية للوقوف مع مدينتهم رياضيا بما أنها تقدم لهم كل المزايا من الناحية النفعية و حان وقت رد الدين لمسقط رأسهم و المساهمة في إعادة الواجهة الرياضية للمدينة التي لطالما كانت هي المتنفس الوحيد و تعتبر مصدر رزق العديد من السكان.”

 هذه هي خارطة الطريق للموسم القادم

مدرب سريع المحمدية وجه نداءا عاجلا إلى الغيورين على الفريق و للسلطات المحلية حيث قال في هذا السياق:” ندائي لكل الجمهور ومحبي الصامية و إلى مسؤولي البلدية و الدائرة بالأخص، يجب أن يتخذوا قرارا إستعجاليا بمساعدة الصامية ماديا ومعنويا من أجل إستمرارية الفريق و مواصلة السعي للتألق الموسم القادم، و أول خطوة تبدأ بالمحافظة على التعداد البشري لهذا الموسم مع القيام بتدعيمات في المناصب التي تعاني من النقص.

و إنطلاق التحضيرات مبكرا ،و السعي لإقناع اللاعبين بالبقاء الموسم القادم عن طريق تكريمهم و تقديم تحفيزات مادية كعربون حسن نية و تعويضا لهم لما عانوه من قلة الدعم المالي هذا الموسم، كما يجب على السلطات إبداء وقفتها مع الفريق من الآن عن طريق تخصيص دعم مالي محترم من إعانة 3% لمساعدة الإدارة للإنطلاقة الجيدة للتحضير للموسم القادم، مع تخصيص ميزانية خاصة للفريق السنة المقبلة تمكنه من تحقيق أهدافه و المتمثلة في الصعود،  واليوم نضع الجمهور والشارع الرياضي أمام الأمر الواقع ليتخذ الخطوة المثلى.”

سنينة. م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P