الأولىتحقيقات وروبورتاجات

ندوة صحفية لمن هبّ و دبّ … سوء التنظيم “النقطة السوداء” في ملعب وهران

كان ملعب وهران الأولمبي سهرة أول أمس تحت أعين الجميع، و بعد طول انتظار وجدت الجماهير الرياضية الجزائرية نفسها أمام ملعب عالمي بأحدث المواصفات و لو أنه لا يزال في رحلته التجريبية قبل تدشينه رسمياً، إلا أن هناك عديد النقاط وجب علينا كصحفيين التنويه بها و نحن أهل الإختصاص، حيث وقفنا على نقائص بالجملة في هذا الملعب التحفة و لو أن المنظمون معذورون نوعاً ما كونها أول تجربة في هذا الصرح الكبير، و لكن الأمل يبقى في رؤية كل الأمور مضبوطة مثلما يحدث في ملاعب العالم، خاصة و أن وهران مقبلة على تحديات رياضية كبيرة يبقى أبرزها الألعاب المتوسطية، و وجود ملعب مماثل سيجعله مرشحا لاحتضان أكبر التظاهرات الرياضيّة الوطنية و الإقليمية، و هذا ما يجعلنا ننوه ببعض الأمور لتقديم صورة إيجابية عن الجزائر و هياكلها.

عدد كبير من الغرباء رغم أن المباراة “مغلقة”

و رغم أن المباراة جرت دون حضور الجماهير، إلا أننا سجلنا حضور عدد كبير من الغرباء في الملعب، حيث أن المدرج السفلي كان مملوءاً بأشخاص لا نعلم إذا ما كان يحق لهم الحضور لهذه المباراة، و إذا ما كان الأمر هكذا، كان من المستحسن أن تفتح نسبة قليلة من المدرجات أمام عامة الجمهور لمتابعة المباراة مع ضبط الإجراءات الوقائية مثلما يحدث في مختلف ملاعب العالم في الفترة الحالية، و كأس الأمم الأوروبية أبرز دليل.

منصة الصحافة لا تفي بالغرض مقارنة مع عدد الإعلاميين

أمر آخر أردنا التنويه به و نتمنى أن يجد آذان صاغية، و هو صغر حجم المنصة الخاصة بالصحافة، و هي التي كانت شبه مملوءة عن آخرها، في مباراة للمنتخب المحلي فقط، فما بالك لو كانت مباراة خاصة بمباراة رسمية للمنتخب الأول، و هذا ما يتطلب توسعتها مستقبلاً مقارنة مع حجم الملعب، و لو أنها تحوز حالياً على كل المواصفات و هذا ما يجب الإشادة به، من تدفق عالي للأنترنت وغيرها من الأمور الضرورية التي يحتاجها رجال الإعلام في أداء مهامهم.

المصورون في المدرجات رغم فحوصات PCR

و رغم أن كل المصورين الحاضرين في ملعب وهران الجديد، كانوا قد خضعوا لفحوصات المسحة الطبية للكشف عن فيروس كوفيد 19(PCR)، إلا أنهم منعوا من التواجد على هامش أرضية الميدان من أجل التقاط الصور عن قرب، ما جعل مهامهم صعبة للغاية، و كل هذا يؤكد أن التنظيم على هذا المستوى يتطلب إعادة نظر، فالمصور له مكان خاص في هوامش الملعب و له فحص المسحة الطبية، فلما يبقى في المدرجات و عمله يتطلب التواجد عن قرب.

ندوة صحفية في مكان غير لائق

الندوة الصحفية التي نشطها المدرب مجيد بوقرة جرت في مكان غير لائق تماماً لعقد الندوات الصحفية، و هو الذي كان في ممر للجميع، و لا يمكن أبداً العمل في ظروف مماثلة، و حتى المكلف بالإعلام لدى الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، صالح باي عبود، أكد أن الأمور التنظيمية لم تكن من صالح الفاف، و هذا ما جعل عمل رجال الإعلام يتعقد كثيراً بسبب عدم صلاحية المكان من جهة و وجود عدد كبير من الحضور من جهة أخرى، و حتى المدرب بوقرة كان قد تفاجئ من الأوضاع لحظة وصوله للمكان المخصص للندوة، و أشار بيده لوجود عدد كبير من الأشخاص.

كل من هب و دب حضر الندوة الصحفية

من المؤسف أن نقول بأن الندوة الصحفية لمدرب المنتخب الوطني للاعبين المحليين، مجيد بوقرة، شهدت حضور أشخاص لا علاقة لهم مع مهنة الصحافة لا من قريب و من بعيد، و هم الذين أخذوا مكان الصحفيين الذين لم يجدوا مكان للجلوس من أجل تغطية الندوة و طرح أسئلة على المدرب الوطني، فيما سجلنا حضور عديد الأطفال و الغرباء دون مراعاة أدنى شروط البروتوكول الصحي، فيما تم إجبار الصحفيين الخضوع للكشوفات الطبية من أجل تغطية المباراة.

بعض المدعوين وجدوا صعوبات في الدخول

كما وجدت بعض الشخصيات التي وجهت لها الدعوة من أجل الحضور صعوبات كبيرة في الدخول للملعب، في صورة الأسطورة لخضر بلومي الذي وجد صعوبة في الوصول لمكانه في المدرجات الشرفية، و هذا ما طرح الكثير من نقاط الإستفهام حول أول ظهور لهذا الصرح الرياضي الكبير.

ماذا لو تعلق الأمر بمباراة رسمية كبيرة

ما حدث في ملعب وهران الأولمبي سهرة الخميس، جعل الجميع يتساءل حول الوضعية التي كان سيكون عليها الجانب التنظيمي لو تعلق الأمر بمباراة رسمية كبيرة، كمباراة السد للتأهل لمونديال قطر 2022، و التي ستجرى بشكل كبير في ملعب تشاكر في البليدة، فمثلاً لو تجرى المباراة ضد الأشقاء المصريين في وهران و يحضر الأسطول الإعلامي المصري الكبير للملعب الأولمبي، فكيف سيتم التعامل مع الأمر، و لو جرت المباراة ضد منتخب عالمي في وهران، و بحضور 40 ألف متفرج، فالأكيد أن الأمور ستكون مختلفة تماماً، و هذا ما يجب وضع ألف حساب له.

على الجميع التجنّد لإنجاح التنظيم في ملعب وهران

هذا ويبقى الجميع مطالباً بالتنّجد من أجل إنجاح الأمور التنظيمية في ملعب وهران الجديد، من مسؤولين و رجال إعلام و منظمين و كل طرف تقع على عاتقه مسؤولية الملعب، لتقديم أبهى صورة عن الجزائر و منشآتها الرياضية، خاصة و أننا انتظرنا ملعب وهران منذ عديد السنوات، و لم نصدق كيف بات جاهزاً بتلك الصورة العالمية التي بدا عليها، و هذا ما يتطلب على الجميع إنجاح التنظيم حتى تكون الأمور مضبوطة على أحسن ما يرام.

التحية الكاملة لرجال الأمن

مباراة الجزائر للمحليين و منتخب ليبيريا و رغم أن الأمور التنظيمية كان عليها بعض الأقاويل و النقائص التي صرحنا بها، لكن ما يستحق التنويه هو العمل الكبير الذي قام به رجال الأمن للسير الحسن للمباراة، و من محيط الملعب حتى أرضية الميدان، كانت الأمور الأمنية على أحسن ما يرام، و حتى السيارات الخاصة التي كانت خارج الملعب على طول الطريق المزدوج كانت في ضمان و أمان مع الحركة الكثيرة لعناصر الأمن الذين لم يدعوا أي أمر للصدفة و سهروا على سلامة الجميع منذ أيام قبل المباراة حتى مغادرة آخر فرد للملعب الأولمبي.

خليفاوي مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P