الأولىالمحلي

سفيان نشمة يروي كواليس تعافيه من وباء العصر لجريدة بولا: “إصابتي بفيروس كورونا لم تكن سهلة .. ونظرتي للحياة تغيرت كليا”

فتح مدرب إتحاد البليدة سفيان نشمة قلبه “لجريدة بولا” وتحدث لنا في الحوار أدناه على كواليس تعافيه من فيروس كورونا وتجربته مع المرض، الذي أدخله في حجر صحي بمستشفى القطار أين تلقى العلاج رفقة حرمه، كما دعا مدرب منتخب ليبيا الأولمبي السابق الشعب الجزائري إلى أخذ الحيطة والحذر والإلتزام بالتعليمات الوقائية لتفادي الإصابة بهذا الوباء المميت، منوها على أن الفترة التي مر بها غيرت نظرته للحياة كليا.

في البداية أهلا سفيان والحمد لله على السلامة وتشكراتنا لقبول إجراء هذا الحوار.

“مساء الخير وشكرا لكم على الإهتمام وتحية لك ولقراء جريدة بولا”.

قبل الحديث عن كواليس تعافيك، نود أن نعود إلى كيفية إصابتكم بالفيروس، وماهي أبرز الأعراض التي ظهرت عليكم؟

“في الحقيقة هي أيام عصيبة ممرنا بها، حرصت على الانضباط لقواعد السلامة الصحية، ولكن رغم كل ذلك قدر الله أن أُصبت بهذه العدوى، و كانت زوجتي هي من نقلته لي بعد احتكاكها مع إحدى قريباتها العائدة من فرنسا قبل غلق المجال الجوي المدني، بحيث بدأت أعراض المرض تظهر علينا بعد أيام فقط، منها ارتفاع في درجة الحرارة، إضافة إلى الشد العضلي، و تعب لا يوصف، بالإضافة إلى فقدان حاسة الذوق، و السعال، بعدها اتصلت مباشرة بالجهات المعنية و تم نقل الزوجة هي الأولى على جناح السرعة، و التحقت أنا بالمركز بعد خمسة أيام، لما جاءت نتائج التحاليل إيجابية، و تم حجزنا بمستشفى القطار أين تلقينا العلاج و العناية اللازمة”.

بعد الإصابة دخلت في الحجر الصحي، كيف كانت تسير الأمور بمستشفى القطار؟

“نعم دخلت في الحجر الصحي لمدة 12 يوما بمستشفى القطار بالعاصمة، وعبرت بمراحل كثيرة، ومن الوهلة الأولى بدأت في العلاج المبكر حيث خَضعت لبروتوكول “الكلوروكين” من اليوم الأول، رفقة العديد من المصابين، وبدأت أشعر بتحسن كبير جدا ابتداء من اليوم الرابع، والآن أصبحنا بصحة جيدة وعدنا كلنا للمنزل أنا والزوجة وحتى قريبتي”.
نود تنوير الرأي العام عن كيفية معالجة المصابين بالمستشفى؟

“أولا وقبل كل شيء لما تكون التحاليل إيجابية بمعنى أن الشخص مصابا بكوفيد-19 يتم عزله في غرفة، وبعدها يتم اتخاذ التدابير اللازمة والخاصة بكل مريض حسب حالته الصحية ودرجة إصابته، وكنت شخصيا أتلقى العلاج يوميا عبر بروتوكول “كلوروكين” و “زيتروماكس” بالإضافة إلى الفيتامين “C”، إذ كنت أتناول قرص واحد منه كل ثماني ساعات، وسرعان ما استجبت للعلاج وتماثلت للشفاء تدريجيا”.

كيف كنت تشعر وأنت في عزلة تامة خلال إصابتك بالعدوى؟

(تنهد طويلا) … “شعور لا يوصف، حقيقة عايشت أوقات جد صعبة بدون تضخيم الأمور، لكنها حقيقة، كنت معزولا عن العالم الخارجي تفاديا لتفاقم الوباء، حتى لا أخفي عليكم كنت جد متخوفا من تفاقم الأمور، لأن الوفاة بهذا الفيروس المستجد يأتي عبر سلسلة من الأعراض، والأدهى في ذلك أنه يخطر ببالك العديد من السيناريوهات منها علاقتك بالله تعالى، وغيرها من الأسئلة التي تخطر بالبال، وقلقت كثيرا على أبنائي خوفا من تضررهم، لكن الأمور سارت نحو الطريق الإيجابي والحمد لله على أي حال”.

وماذا عن نجاعة بروتوكول “الكلوروكين”؟

“هذا هو السؤال المتداول بين المواطنين… و قبل كل شيء أود أن أوضح لقراء و متتبعي جريدتكم المحترمة أن بروتوكول “الكرولوكين” متواجد في المستشفيات فقط، و خُصص للمصابين بهذا الفيروس، وقبل تعاطيه لابد من الخضوع إلى فحص نبضات القلب، و له أثر جد إيجابي، شخصيا لقد أفادني بما أن أعراض المرض اختفت، سيما وأنني أصبحت وقتها أتنفس بصفة طبيعية بعد ثلاثة أيام تقريبا من تعاطيه، أشير فقط .. سبق لي وأن تعاطيت هذا البروتوكول سابقا لما كنت أتنقل إلى أدغال إفريقيا.”

الآن الحمد لله عدتم إلى الحياة الطبيعية، كيف تشعر وأنت في الحجر المنزلي؟

“و قبل إجابتي على هذا السؤال، أود أن أنوه أن قبل مغادرتي لمستشفى القطار، قمت بدعوة بعض المرضى من كل الفئات كبارا و صغارا و حتى كهول بالإضافة إلى عدد من الأطباء، كما أفعل مع اللاعبين و أدخلتهم في الصف واحدا أمام الآخر، و قمنا ببعض الحركات الرياضية .. (يضحك) وخلقنا جوا مميزا في رواق المشفى، لأترك فيهم انطباعا إيجابيا وروح الأمل في نفسهم، وأنه مادامت هناك حياة فحتما يوجد أمل. غادرت المستشفى ببطاقة تحمل إشارة سلبية، ما يعني أن المصاب تماثل للشفاء تماما، و لما إلتحقت ببيتي و أبنائي وجدت مفاجأة لم تكن منتظرة من طرفي جيراني الذين يفوق عددهم الـ 60 عائلة، الذين رحبوا بعودتي بالزغاريد و التصفيقات من الشُرف، كما أنهم تكفلوا أيضا بعائلتي خلال فترة غيابي، و أصبح الهم همهم، و من منبر وسيلتكم الإعلامية، أمرر لهم رسالة شكر حتى و لو أنها لا توفي، لن أنسى وقفتهم إلى جانبي لا طالما أنا على قيد الحياة”.

كيف تقضي أيامك في الحجر المنزلي؟ وما هو برنامجك اليومي؟

“منذ مغادرتي للمستشفى و أنا ملتزم بالحجر المنزلي استجابة للتعليمات و التدابير الوقائية التي أقرتها الجهات الوصية، و لم أغادره إلا إذا اقتضت الضرورة، و في كل مرة تخطر ببالي تلك الأوقات التي مررت بها، و أفكر في معاناة هؤلاء المصابين، و بالنسبة لبرنامجي اليومي ينحصر بين الرياضة و المطالعة كثيرا، على فكرة أقوم بحركات جد خفيفة بحكم أنني تماثلت للشفاء حديثا، و أحيانا الطبخ (يضحك) أقوم بتحضير أطباق صحية متوازنة، و أقضي وقتي أيضا في الإبحار في عالم الانترنت لتتبع الأحداث الجزائرية والدولية، و بين الحين و الآخر أحضر برنامجا مبدئيا في حال استئناف النشاط الرياضي”.

على ذكر استئناف البطولة مبدئيا، هل نشمة الآن في تواصل مع لاعبيه؟

“أكيد، فمنذ تعليق المنافسات الرياضية، استحدثنا مجموعة عبر تطبيق “الواتساب” وأتواصل معهم يوميا، حتى في الأوقات العصيبة التي مررت بها كنت في تواصل معهم ومع الطاقم الفني، كنت أمنحهم البرنامج الخاص بهم كل ثلاثة أيام، ماعدا الأربعة أيام الأولى التي كنت منحطا نفسيا نوعا ما، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لشخص ثَبُتت إصابته بالفيروس”.

كمدرب ما رأيك بالتدريبات الفردية للاعبين؟ و هل هي كافية من الجانب الفني؟

“التدريبات الفردية هي من أجل اللياقة البدنية لتطوير بعض الإمكانيات فقط، ويصعب التحكم بجاهزيتهم للمنافسة، و نحن كمدراء فنيين من الواضح أنه ستواجهنا بعض الصعوبات بسبب توقف البطولة، الأمر الذي سيؤثر على اللاعبين للدخول إلى جو المنافسة، و في هذه الحالة يستوجب علينا على الأقل تحضير برنامجا خاصا مكثفا تتخلله بعض المباريات التطبيقية خلال فترة تمتد من شهر إلى 45 يوما على أقصى تقدير، لكن نقص الإمكانيات لدى اللاعبين كما هو متعامل عليه في الأندية الأوروبية، دفعت بنا الإكتفاء بهذه التدريبات و الحركات الرياضية الفردية، و على هذا نحن متخوفون من الإصابات التي قد تعصف بنا بعد استئناف البطولة”.

هل أنت متخوف من اعتماد موسم كروي أبيض بسبب هذه الفترة العصيبة؟

“نحن كطاقم فني سطرنا برنامجا خاصا ووضعنا الخطة “أ” و “ب”، و في حال إعتماد موسم أبيض من الواضح أن تعاد البطولة من الجولة الأولى بنفس اللاعبين و البرنامج المسطر، و نحن نترقب القرارات التي ستُتخذ مستقبلا من طرف السلطات العليا في البلاد”.

ماهي العبرة التي استخلصتها في هذه الفترة بالتحديد؟

“استخلصنا عبر كثيرة، هذه الفترة أعطتنا فرصة للتأمل في عدد من الأمور، ومراجعة أنفسنا وتحسين علاقتنا مع رب العالمين، مهما بلغت إمكانيات الإنسان فهو محدود أمام فيروس لا يُرى حتى بالعين المجردة، لهذا علينا الإبتعاد على كل ما يغضب الله تعالى، ونتمنى أخذ العبر مما نمر به”.

رسالة توجهها للشعب الجزائري خاصة لهؤلاء الذين يستخفون بهذا الوباء؟

“في بداية الأمر كنت أتوقع كل شيء ما عدا إصابتي بفيروس كورونا، أدعوا جميع الشعب الجزائري التحلي بالوعي و المسؤولية و تفادي التجمعات و الأماكن المكتظة فلا بديل عن ذلك، لأنهم قد يتسببوا في نقل الفيروس إلى آبائهم، بما أن المسننين أكثر عرضة لفيروس كورونا، و على الجميع احترام التدابير الوقاية التي أملتها الحكومة الجزائرية، و دعواتنا لله أن يرفع علينا الداء و البلاء و الوباء، و الرجوع إلى الحياة الطبيعية، الله رحيم بعباده، و تمنياتي الشفاء العاجل لكل المرضى كما أترحم على من وافتهم المنية بسبب هذا الفيروس الخفي”.

وماذا تقول في ختام الحوار؟

“أود أن أمرر تحية خاصة للوالدة الكريمة التي لم تبخلني يوما بدعائها، ربي يطول في عمرها، أشكركم على هذا الإهتمام، و ألف شكر لكل من اتصل و اطمئن على صحتي من داخل و خارج الوطن كلٌ باسمه، ففي أصعب اللحظات وأقساها تنسى كل ألم تشعر به أمام كم المحبة والاهتمام الذي وجدته منكم، منهم رئيس الفاف خير الدين زطشي و رئيسها السابق محمد روراوة، و رئيس الرابطة عبد الكريم مدوار و الرئيس السابق للرابطة محفوظ قرباج، و كل الوزراء الذين اطمئنوا على حالتي، الشكر موصول أيضا لكل الإعلاميين، دعواتكم وسؤالكم خفف ألمي وأنساني ما أعاني منه”.

حاورته: سهيلة. م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P