شمس الدين بلعربي (فنان تشكيلي): “تم توقيف فيلم يروي عن مسيرتي بأمريكا بسبب مساندتي للقضية الفلسطينية”
شمس الدين بلعربي فنان تشكيلي جزائري، ينحدر من مدينة عين تادلس ولاية مستغانم، هو فنان متخصص في رسم ملصقات الأفلام الهوليودية. والعالمية على الطريقة التقليدية.فهذه الموهبة تمكنت من لفت أنظار مؤسسة هوليوود السينمائية العالمية، وأيضا نجومها الكبار برسوم لأشهر ملصقات الأفلام.
بداية، أين هو شمس الدين بلعربي حاليا؟
“بعد بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين. أنا سعيد بالحوار مع جريدة بولا و التواصل مع قرائها و التي هي من الجرائد التي تحظى بشعبية رياضية كبيرة و أنا من متابعيها و هي مكسب إعلامي هام جدا. كما تعلمون فإن شمس الدين بلعربي فنان تشكيلي جزائري من مستغانم، و لازلت في هذه الولاية التي أحبهاو أعشقها كعشقي لكل ولايات الجزائر الحبيبة. و أتنقل في الوطن أو خارج الوطن في إطار العمل و مستمر في رفع الراية الوطنية مهم كلفني الأمر.”
حدثنا عن بدايتك مع رسم ملصقات الأفلام؟
“البداية كانت في الغرب الجزائري تحديدا في بلدية سيرات، أين كنت أرعي الغنم مع خالي رحمه الله. و بينما كنت اأارس مهنة رعي الغنم في سن الخامسة كانت تمر بجانبي صفحات الجرائد و كانت تجذبني الصور البراقة لنجوم السينما فالتقط هذه الجرائد من علي الأرض و أتمتع فيها و ارسمها بالعود في الرمال. و عندما بلغت سن السادسة انتقلت إلي المدينة للإلتحاق بمقاعد الدراسة، أين بدأ المعلمون يكتشفون موهبتي. كما فاجأتني زوجة عمي التي هي ألمانية (إسمها ڨريت) حيث أنها أهدتني كتاب رسم و هذا شجعني كثيرا.
و بدات اعطي الأهمية لمادة الرسم اكثر من باقي المواد مثل الرياضيات والفيزياء. و لكن أنا من عائلة جد فقيرة و اضطررت الي التوقف عن الدراسة و الخروج الي الشارع لامتهان الرسم كحرفة مثل تزيين المحلات التجارية و الديكور لكن الشارع قاسي جدا و تعرضت للاستغلال من قبل عديمي الضمير الذين امتصوا طاقتي الفنية. كنت صغير أنذاك فكنت أعمل تحت أشعة الشمس الحارقة و أحمل السلالم الحديدية. لألتقي بعدها بأناس اعتنوا بي و قدموا لي يد المساعدة و كنت أمر بجانب قاعات السينما وأشاهد الأفيشات و الصور الضخمة لنجوم السينما عند أبواب القاعة، و عندما أعود إلي البيت ارسم كل ما شاهدته علي أوراق الرسم .
و المشكلة اننا كنا نعيش في بيت واحد نطبخ فيه و ننام فيه و كنت ارسم في وسط هذا الضيق و ارسم بصبر زد علي ذلك البيت كان مكسور السقف جزئيا و كنا نعاني في فصل الشتاء، حيث أتلفت الكثير من رسوماتي بسبب المطر، و بدأت أفكر ارسال أعمالي الفنية الي الخارج فتواصلت مع الفنانين المتخصصين في فن البوستر عبر البريد و المجلات و عن طريق عناوين المجلات.”
حدثنا عن تجربة رسم ملصقات الأفلام الأمريكية وكيف تواصلت مع المنتجين والمخرجين العالميين؟
“الحكاية بدأت حين أرسلت كل الرسومات إلي شركات الإنتاج السينمائية عن طريق البريد و بدأ الناس ينعتونني بالمجنون، و لكنني توكلت علي الله و واصلت المثابرة و العمل و لكن مرت السنوات و لم اتلقي اي رد. و واصلت العمل في الشارع لكن بسبب المشاكل تأثرت صحتي و دخلت في مرحلة صعبة جدا، و دخلت المستشفي لمدة ثلاثة أشهر. و بعدها بدأت حالتي في التحسن، حتي جاء يوم تلقيت فيه رسالة من منتج أرجنتيني يعمل بالشراكة مع هوليوود و عرف بأعمالي في الأوساط السينمائية و بدأت أتلقي الطلبات من المخرجين و المنتجين و عملت الكثير من ملصقات الأفلام العالمية. أذكر منها : صرخة افريقي و السجن الحديدي و الطباشير و يوم الحزن و لذة الألم و كثير من الأفلام.”
بصفتك كفنان، ماذا يمكنك أن تقول عن المجازر الذي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بغزة؟
“تعجز الكلمات لوصف هذا الكم الهائل من الجبن و خزى و العار الذي يدفع هذه العصابة الذليلة التي لديها ترسانة عسكرية لقتل الأطفال و حرق الأشجار و هدم المنازل و قتل الشيوخ و ما أجبن الكذب العالمي حيث أن اليوم انكشفت الحقيقة أن العالم يسيطر عليه عصابة بدون عقل و لا حس و لا ذوق و لا اي شيء بل أنذال يختبؤون في مكاتبهم و يرسلون الأوامر للأغبياء المجرمين لينفذوا جرائم في حق أطفال ملائكة حسبي الله و نعم الوكيل.”
و هل ترجمت ذالك في أعمال فنية؟
“نعم أكيد هذا واجب حيث أنني رسمت الكثير و الكثير من أجل غزة الحبيبة الجريحة و قد تناقلت وسائل الإعلام في غزة هذا عبر الجرائد التي تصدر في القطاع و التلفزيون في غزة. و بسبب موقفي هذا تم شن حرب ضدي في الغرب و منها توقيف فيلم يحكي عن مسيرتي الفنية في أمريكا و تم قطع علاقتي مع كل الاوساط الاعلامية الغربية ممن يؤيدون الصهاينة المجرمين.”
حدثنا عن حضور فلسطين في رسوماتك الفنية؟
“رسمت عن الأسرى في سجون الاحتلال و رسمت عن بيت المقدس و مسجد الاقصى و عن الأطفال الذين استشهدوا في غزة و رسمت لوحات فنية، تم بيعها في المزاد العلني و قدمت أموالها لشعب غزة و هذا واجب كما انني اعمل علي تصوير فيلم عن مسيرتي الفنية يتحدث جزيء منه عن معانات اهلنا في غزة و كذلك يسلط الضوء جزيء عن تاريخ فريقين عريقين في ولاية مستغانم هما وداد مستغانم و ترجي مستغانم اللذان يشكلان رمزان مهما لولاية مستغانم و كذلك التعريف لمدينة عين تادلس التي لنجبت الكثير من العلماء الرياضيين و المثقفين و الفنانين و الصحفيين و ما تحتويه هذه المدينة من أماكن ساحرة و تاريخ زاخر. و أحاول من خلال هذا الفيلم نشر الثقافة الجزائرية الاسلامية و الشخصيات الثورية الوطنية و العلمية و الثقافية.”
ما هو أقصى طموحاتك؟
“حققت جزء من طموحي منها رفع إسم الجزائر في القارات الخمس و الحمد لله. كما كنت أحلم بفتح مدرسة للشباب و الأطفال و فعلا بادرت الاستاذة خليدة بن بالي مديرة دار الثقافة لولاية مستغانم لتفتح لي ورشة في دار الثقافة و هي مشكورة على ذالك. حيث أن هذا الفضاء مفتوح لكل سكان الولاية. و كذلك كان طموحي أن انال إعتراف من السلطات الجزائرية و هذا من حقي و فعلا تم تكريمي تكريم رسمي من قبل والي ولاية مستغانم و مدير الشباب و الرياضة رمضان بلولو. كما أشكر النائبة البرلمانية هجيرة عباس التي قامت بمراسلات كثيرة و الوقوف بجانبي كثيرا. لكن الأن انتظر إن تعترف بي وزارة الثقافة كفنان حيث أنني لم اتحصل بعد على بطاقة الفنان.”
كلمة ختامية؟
“في الأخير، أنا سعيد جدا بالتحاور مع جريدة بولا الرياضية و التي أشكرها طثيرا، و على رأسها المديرة، سعاد بركاش. كما أتمنى أن تكون بولا دائما في الصدارة و مكسب للرياضة الجزائرية.”
حاوره: محمد عمر