الأولىحوارات

في حوار خص به جريدة بولا   … البطل العالمي في سباق “الأولترا ماراطون” عبد الله حراثي: “كنت قادرا على التتويج بإحدى الميداليات في العرس المتوسطي”

فتح العداء الجزائري والبطل العالمي في سباق الأولترا ماراطون عبد الله حراثي قلبه لجريدة بولا في هذا الحديث الذي كشف فيه عن العديد من الصعوبات التي واجهها في مسيرته الرياضية والأسباب التي دفعته للتفكير في تمثيل دولة لوكسمبورغ التي كان قريبا من الدفاع عن ألوانها، في رحلته نحو حجز مكان له في الأولمبياد المقبل، وذلك بعدما عانى كثيرا من الحقرة والتهميش، ناهيك عن الأبواب التي أوصدت في وجهه في وقت سابق.

“الرياضة المدرسة فتحت لي باب التألق”

في بداية حديثه، أكد العداء عبد الله حراثي أن مسيرته بدأت مع الرياضة المدرسية التي حقق فيها نجاحات باهرة دفعته للسفر إلى الإمارات العربية المتحدة بحثا عن مواصلة دراسته، لكنه سرعان ما وجد نفسه مضطرا للبحث عن عمل يوفر له أعباء المصاريف، ليشارك بعدها في السباقات الجامعية هناك أين تألق وتوج بالمركز الأول في عدة ملتقيات، لتقع عليه أعين رجل أعمال صار فيما بعد الراعي الرسمي له والداعم الرئيسي لتحضيراته بما في ذلك تربصاته في كينيا التي قضى فيها ثلاث سنوات من التدرب قبل المشاركة في أي بطولة دولية.

“تعرضت للتهميش على جميع المستويات “

بنبرة من الأسى والحسرة يتحدث عبد الله حراثي عما عاشه هنا في الجزائر قبل أن يغادر للإمارات، حيث قال: “لم أجد أي اعتراف في بلدي وتعرضت للظلم بشتى أنواعه على جميع المستويات فمن البلدية، إلى الولاية، للإتحادية الجزائرية لألعاب القوى، وصولا للوزارة، وتواصل تهميشي لسنوات طويلة حتى فقدت الأمل في أدنى فرصة تتاح لي لأمثل بلدي، بصراحة مررت بأوقات لم أكن أحس فيها بأني جزائري، وهذه العواقب اتحدت مجتمعة وأجبرتني على التفكير في البحث عن بلد يحتضنني ويسمح لي بمواصلة التألق في سباقات الماراطون”.

“كنت أطمح للمشاركة في الألعاب المتوسطية و لكن..”

واصل حراثي حديثه عن الظلم الذي تعرض له في الجزائر قبل أن يضطره ذلك للسفر إلى الإمارات حين قال: “تهميشي بدأ في بلدي وانطلق من ولايتي (مستغانم) فمديرية الشباب والرياضة في الولاية رفضت منحي أي اعتماد للمشاركة في المنافسات الوطنية ولست أدري سبب ذلك. فحتى الوالي لم يُعرني أي اهتمام عقب عودتي من دبي متوجا ببطولة العالم في سباق الأولترا ماراطون في الهند ورفض هو الآخر الرد على اتصالاتي وطلباتي المتمثلة في الحصول على بطاقة “رياضي نخبة” من أجل تسهيل عملية مشاركتي في المنافسات الدولية بعلم الجزائر وهو الأمر الذي حرمني من المشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط رغم أنني كنت قادرا على التتويج بإحدى الميداليات في المسافات الطويلة.

“أنا أول جزائري شارك في سباق “الأولترا ماراطون””

واصل البطل العالمي في ملتقيات الهند، الأردن، مصر والإمارات حديثه عن مسيرته الرياضية التي انطلقت منذ سنة 2009 حيث يقول: “قد لا تعلمون أنني خريج المدرسة الكينية للتحضيرات ذلك ما منحي القوة الكبيرة للتويج بالعديد من الملتقيات والتجمعات الدولية التي شاركت بها وكان ذلك بفضل الدعم الذي تلقيته من رجل أعمال إمارتي كان يسعى للترويج لشركته الخاصة عن طريق مساعدتي، لذلك فقد كنت أول جزائري يشارك في سباق الأولترا ماراطون وهو اختصاص جديد تتراوح مسافته بين 20 إلى 50 كلم ويكون بالمرور عبر المقاطعات”.

“السبونسور سبب توقفي عن المشاركة في الملتقيات الدولية”

عن سبب عودته من الإمارات فقد كشف حراثي أن نهاية عقدة مع الممول الرئيسي له دفعه للبحث عن أبواب أخرى تفتح له المشاركة في البطولات الدولية، لكنها للأسف ليست متاحة مرة أخرى في الجزائر حين قال: “عدت من الإمارات بعد مشاركة لي في ملتقى بالكويت وعقب تتويجي به لم يظهر إسم الراعي الرسمي لي على لائحة المتوجين، بل ظهر علم الجزائر وهذا الأمر أزعج رجل الأعمال الذي كان يمولني ودفعه لفسخ عقدي لأن هذا لا يخدم شركته وقد تفهمت الأمر وشكرته على ما قام به خلال السنوات التي عملت فيها معه “.

“بعض الدول أرادت تجنيسي لتمثيلها في المحافل الدولية”

عن سبب تفكيره في تمثيل دولة لوكسمبورغ الذي قد يعتبره البعض غريبا جدا وهناك من قد يلومه على هذه الخطوة فقد أوضح حراثي: “قد يلومني البعض على التفكير في تغيير جنسيتي الرياضية وتمثيل دولة أخرى، لكن أعتقد أنهم سيتفهمون هذه الخطوة إن علموا أسباب ذلك والظلم والحقرة التي تعرضت لها هنا في الجزائر، ناهيك عن عدم منحي أي مساعدة بسيطة ولو معنوية. يختتم محدثنا كلامه بالبكاء، ربما لأنني ابن منطقة نائية، أعتقد أن هذا التفسير الأقرب والمنطقي لما عشته في بلدي “.

“أردت المشاركة في البطولة الوطنية لأثبت جزائريتي و لكن..”

وواصل حراثي حديثه لجريدة بولا حين قال: “أردت المشاركة في البطولة الوطنية للمارطون التي أقيمت مؤخرا بغليزان لأثبت جزائريتي للبعض، لكن لم قادرا وذلك بعدما كنت قد شاركت قبل أيام قليلة فقط في ملتقى دولي بتونس تحصلت فيه على المركز الثاني في اختصاص الأولترا ماراطون “.

“أنصح الشبان بعدم اليأس والسعي وراء أهدافهم مهما كانت العواقب”

في ختام حديثه فضّل البطل العالمي المتحصل على شهادة ماستر في الإقتصاد توجيه رسالة للشبان حين تحدث قائلا: “أود أن أنصح الشبان وخاصة أصحاب الرياضات الفردية بعدم اليأس والتمسك بخيط الأمل ولو كان رفيعا لأن الإدارة والعزيمة توصلان صاحبهما وترفعانه للقمة مهما كانت العواقب التي ستعترضهم. أتمنى أن تتحسن أحوال قطاع الرياضة في الجزائر ويُسلط الضوء على الفئات المهمشة في كل ربوع الوطن “.

حاوره: نور الدين عطية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P