لا تزال صورة رفض المصارع الدولي الجزائري فتحي نورين مواجهة خصم من الكيان الصهيوني سنة 2021 بأولمبياد طوكيو راسخة في الأذهان، وقد عادت للظهور مجددا بسبب الأحداث الأخيرة و الجرائم الصهيونية التي ترتكب في قطاع غزة و فلسطين بصفة عامة، حيث تحدث نورين عن تفاصيل ما حدث معه، خاصة بعد إقصائه من طرف اللجنة الأولمبية لمدة 10 سنوات كاملة في عقوبة غير مسبوقة تؤكد انتهاج هذه الهيئات الرياضية سياسة الكيل بمكيالين، إلا أن العقوبة المسلطة على ابن مدينة وهران و تحديدا ابن حي الصنوبر لم تأثر إطلاقا على نفسيته، بل لا يزال معتزا بموقفه النابع عن قناعة شخصية و دينية، مؤكدا بأنه سيكرر مقاطعته لمواجهة أي مصارع من الكيان الصهيوني حتى لو كلفه ذلك إيقافه مدى الحياة.
ماذا يفعل نورين حاليا بعد إقصائه لمدة طويلة؟
“كما تعلمون فان الرياضة هي مصدر رزقي، والحمد لله بعد تعرضي للإيقاف توجهت للعمل، وتكوين النجوم و الشبان في رياضة الجيدو. الآن أنا مشرف على النادي الرياضي العزم، ولدي برنامج يومي مع الرياضيين و إن شاء الله سنجني ثمار عملنا و اجتهادنا قريبا.”
كيف تتابع المجازر التي ترتكب في حق إخواننا في غزة؟
“بصراحة بالكثير من الدموع و الأسى، فالمشاهد التي نتابعها عبر القنوات الفضائية تدمي القلب، لكن في نفس الوقت فضحت أكثر هذا الكيان الصهيوني الوهمي، الذي يحترف مهنة قتل الأطفال و الشيوخ و النساء، في حين هو عاجز أمام بسالة و قوة المقاومة، لقد ارتكبوا مجازر مروعة على غرار قصف مستشفى المعمداني، ومع ذلك أرى النصر قريب بإذن الله، ونحن بقلوبنا مع إخواننا و لا نملك لهم سوى الدعاء و التضرع لله عز و جل أن ينصرهم على أعدائهم.”
لك ذكريات سيئة مع هذا الكيان المجرم، هل لك أن تحدثنا عنها؟
“صحيح، صيف 2021 سيبقى في ذاكرتي و أشعر بالفخر من الموقف الذي اتخذته، ولو تكرر الأمر مليون مرة لفعلت نفس الشيء حتى و إن أوقفوني مدى الحياة، والزمن أكد بأنني كنت على حق، وما يفعله الصهاينة من إجرام خير دليل، التطبيع صار جريمة اليوم ونحن كجزائريين لدينا مبدأ راسخ لن يتغير و هو أننا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة ، و ما نلته من جوائز معنوية و اعتراف من كبرى الهيئات الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية أفضل بكثير من أي تتويج آخر.”
كيف اتخذت قرار الانسحاب من أمام المصارع الصهيوني؟
“لم يستدع الأمر تفكيرا طويلا مني، في البداية لم أكن أتوقع بأنني سألاقي مصارعا صهيونيا، لكن عمار يخلف كان متخوفا من هذا الأمر، وبعد التأكد من وقوعي في مواجهة مباشرة معه قلت له لأنني أرفض المواصلة، وعمار أيضا اتخذ نفس الموقف، وأخطرنا اللجنة بأننا انسحبنا، فهذا أقل شيء يمكن لنا أن نقدمه للقضية الفلسطينية، فأين نحن من التضحيات التي يقدمها أشقاؤنا في وجه هذا المحتل الغاصب.”
وماذا عن التجاوب الذي وجدته بعد انسحابك؟
“أنا لا أرى بأن ما قمت به هو شيء بطولي، بل هو واجب علينا، وحتى إن حاول البعض لومي لكنني وجدت مساندة كبيرة سواء في وطني أو حتى خارج الجزائر، لن أصارع رياضيا صهيونيا يقوم كيانه بقتل إخواننا و تشريدهم و تجويعهم و ترويعهم، هذا أقل شيء يمكن أن أقوم به، وعلى كل عربي و مسلم أن يدعم المقاومة الفلسطينية لغاية طرد المحتل، والحمد لله الجزائر كانت و لا زالت من أكبر الداعمين للقضية قولا و فعلا، وفي أولمبياد طوكيو ما كنت لأجر بلادي نحو التطبيع حتى و إن كان رياضيا، فهذا الأمر خط أحمر.”
هل لك أن تشرح لنا شعورك بعد معاقبتك بـ10 سنوات؟
“العقوبة بشهادة الجميع كانت قاسية للغاية لكن صدقوني لم يرمش لي جفن و أنا أتلقى خبر إيقافي 10 سنوات كاملة، فهنا نحن أمام قضية مبدأ شخصي و مبدأ دولة بأكملها، ودعمنا للقضية الفلسطينية يكون بشتى الطرق و الوسائل، وأنا كوني رياضيا قمت بما يجب فقط، والحمد لله السند الذي وجدته عوضني عن كل شيء.”
ألا تطمح يوما ما لتدريب المنتخب الفلسطيني للجيدو؟
“هذا شرف كبير لي و لبلدي أن أشرف على المنتخب الفلسطيني للجيدو، فهم أشقاؤنا و نقدم لهم الدعم في مختلف الرياضات على غرار كرة القدم، كرة اليد و غيرها، الآن أمامنا قضية كبرى و مصيرية، وعندما نحرر بيت المقدس إن شاء الله سأعرض خدماتي على إخواننا و سنساعدهم بكل ما أوتينا من قوة.”
ماذا عن مشروعك في نادي العزم؟
“هو مشروع يدخل عامه الثالث نسير فيه تدريجيا ، نعمل على التكوين و الاعتماد على العمل القاعدي و النتائج سنقطفها مع الوقت إن شاء الله على المدى المتوسط، و هدفنا هو دائما الصعود للقسم الأول في منافسة الفرق، وسنكون قريبا إن شاء الله على موعد مع فتح قاعة جديدة على مستوى حي سان بيار، وان شاء الله سنطور هذه الرياضة في وهران إلى أبعد الحدود.”
حاوره: رامي.ب