خلال سبر آراء قامت به جريدة بولا … هكذا يراها الصحفيون … سفينة بلماضي تُبحر بأخشاب قديمة..
أحدثت قائمة المنتخب الوطني الجزائري المعنية بمباراتي مالي و السويد الوديتين ضجة كبيرة في الشارع الرياضي الجزائري، و هذا بسبب الأسماء التي حملتها القائمة و هي التي اعتادت الظهور و لم تتغير منذ سنوات، بين إسم دائم في التشكيلة و آخر عائد مؤخراً، فيما كان الإستثناء تواجد مهدي ليريس في القائمة و هي نقطة النور التي تبدو في ظلام الأسماء الأخرى التي تتطلب منافسة من قبل لاعبين جدد حسب ما قاله بعض الصحفيون في استطلاع للرأي قامت به جريدة بولا، في حين أثار استدعاء مهاجم شباب بلوزداد كريم عريبي للمنتخب الوطني حيرة كبيرة خاصة و أن اللاعب يمر بفترة سيئة للغاية و يثير سخط مشجعي شباب بلوزداد بسبب الفرص الكثيرة التي يضيعها من مباراة إلى أخرى.. هذا وقد اتفق الصحفيون الذين تحدثوا لجريدة بولا في هذا الإستطلاع أن بلماضي مطالبا بضخ دماء جديدة في المنتخب وبناء تشكيلة مستقبلية تحسبا للإستحقاقات المقبلة التي تنتظر المنتخب الوطني. إليكم آراء بعض الصحفيين الذين تحدثوا لجريدة بولا عن قائمة الناخب الوطني جمال بلماضي تحسبا لمواجهتي مالي في ملعب ميلود هدفي بمدينة وهران، والسويد بمدينة مالمو.
محمد حبيب بن حمادي (صحفي جريدة الجمهورية):”القائمة جاءت مخيبة لتطلعات الشارع الرياضي”
يرى الصحفي بجريدة الجمهورية العريقة، محمد الحبيب بن حمادي، أن قائمة الناخب الوطني جمال بلماضي المعنية بمباراتي مالي و السويد لم ترقى إلى مستوى التطلعات، حيث قال: “أرى أن قائمة بلماضي جاءت جد مخيبة لتطلعات الشارع الرياضي الجزائري، حتى وإن كنا غير معنيين بالمونديال وليست لنا رهانات رسمية في قادم الأيام، إلا أن الناخب الوطني كان من المفترض أن يبدأ عملية ضخ دماء جديدة بطريقة مدروسة وعلى المستويين القريب والبعيد، فالتحضير للكان يستدعي العمل على البدائل السريعة والمستعجلة في المناصب التي لا يمكن ان يكون لها تأثير على المجموعة. خصوصا جانب التشبيب فالمنتخب الوطني تجاوز معدل السن فيه 27 سنة يعني بعد أربع سنوات لا نملك منتخبا فتيا وأصغرهم سيدرك عتبة السن 26، يعني أننا سندخل كأس إفريقيا القادمة بمنتخب يضم في طياته لاعبين تجاوزوا العقد الثالث ولا يمكن الإعتماد عليهم للتتويج باللقب القاري في حالة ما نجحت الجزائر في نيل شرف تنظيم “الكان” وإلا سيكون منتخبنا الوطني منتخب الكهول”. و عن الإنتقادات التي تطال الصحافة التي تتحدث بكل واقعية عن مستقبل المنتخب الوطني، قال ذات المتحدث: “هناك من يرفض أن يتم انتقاد بلماضي، وطائفة كبيرة من الجمهور الرياضي سعت بدراية أو دون ذلك أن تتوقف الانتقادات، ولو أن ذلك كان سيساعد نوعا ما لوضع القائمين على المنتخب تحت الضغط، لكن بعدما تيقنوا أن الجمهور معهم حتى وإن أخطئوا، فأصبح فهم لن يهمهم الانتقادات التي تطالهم من الإعلام أو العارفون بخبايا الكرة، عكس ما يتوجب أن يكون. وقد رأيتم الندوة الصحفية الأخيرة لديدي ديشان مع الصحفيين وطريقة طرحهم للأسئلة بل كانت لهم الجرأة حتى في الاستفسار عن الأسباب التي جعلته يختار لاعب عن دون الآخر”. أضاف: “نحن عندما نتكلم عن التغير ليس بالضرورة جلب عوار أو نوري أو أوليز، بل نظرتنا تتكلم عن الوعود التي قدمت منه هو كناخب وطني، والذي أكد خلال آخر ندوة صحفية بوهران أنه سيقوم بإعادة الهيكلة، فهل هكذا وبهذه القائمة هي بداية الهيكلة أم مجرد قائمة في انتظار الجديد؟ وهل تأجيل التغير يصب في مصلحة المنتخب والاتحادية التي بالكاد توفر الامكانيات لإقامة التربصات؟ أي نعم سنواجه منتخب مالي بنصف التعداد، لكن ماذا عن اللقاء الودي أمام منتخب السويد، الذي سيجر إليه الألاف من عشاق الخضر بالمهجر وسيأتون إلى مالمو من كل حدب بأوروبا متعطشون لسماع عزف النشيد الوطني وإنشاد قسما، واستعادة نشوة الانتصارات. “الشعبوية” لم تعد تسمن ولا تغني من جوع. نقدر حب بلماضي للوطن والسعي لتشريف الراية، لكن ليس هكذا ولا بالعناد.” وختم بن حمادي حديثه قائلا: “الناس غادي تلعب مونديال بلاعبين شباب” ونحن أصغر لاعب عندنا لا يقل عن سن 22 وأكبرهم على مشارف ال 35. لا أريد ذكر الأسماء لكن هناك لاعبين يملكون الكفاءات لكنهم في أندية صغيرة وقادرون على تقديم العجب، فمن كان يقول أن محرز سينجح وهو الذي استدعاه “حاليلوزتش” من لوهافر الفرنسي، وقبله بن ناصر الذي كان مهمش مع رديف أرسنال وحتى مجيد بوقرة وعنتر يحي وزياني وكلهم قدموا الكثير للمنتخب الوطني”.
سمير كعبوش (صحفي جريدة النصر):”لم أعد أستوعب المعايير التي يحتكم إليها بلماضي”
سار سمير كعبوش صحفي جريدة النصر، على ذات النهج، حيث أكد الأسماء التي وجه لها الناخب الوطني جمال بلماضي الدعوة للتربص اجتمعت في قائمة غير منطقية، حيث قال: “كنت سأقول إنها قائمة منطقية، لو كنا متأهلين للمونديال أو كنا معنيين باستحقاق رسمي بعد أشهر قليلة، ولكن المنتخب الوطني للأسف لن يخوض الكان سوى في 2024 وحتى مباراتا النيجر المقررتان شهر مارس المقبل سهلتان وبالتالي كان بإمكان بلماضي ضخ دماء جديدة وتجريب أسماء شابة على غرار مدافع أفسي باريس سمير شرقي، موهبة تولوز فارس شعيبي، مهاجم كورتري بلال مسعودي وكلها عناصر قد تفيدنا للمستقبل لو نمحنها الثقة من الآن.” أضاف: “للأسف مرة أخرى الناخب الوطني ظل وفيا لفلسفته السابقة بمواصلة العمل مع نفس الأسماء حتى وإن كان البعض منها منتهي الصلاحية، بينما لن نستفيد شيئا من عناصر أخرى تقدم بها السن.” وقال ذات المتحدث: “أنا لم أعد أستوعب المعايير التي يحتكم إليها بلماضي، وهل الأخير يبحث عن سلسلة جديدة وهذا هو الأقرب للواقع أم أنه يفكر في مشروع على المدى القريب والمتوسط.” كما تساءل كعبوش عن السر حول عدم استدعاء أسماء جديدة، قائلا: “لماذا لا نرى وجوها جديدة مثلما هو الحال لدى المنتخبات التي فشلت في التأهل للمونديال وعلى سبيل المثال المنتخب المالي الذي سنواجهه وديا خلال فترة التوقف الدولي الحالي استدعى لاعبين شبان على أمل أن ينجح أحدهم في نيل ثقة سيكو شال مستقبلا وحتى مدرب إيطاليا مانشيني غير نصف التشكيلة عقب خيبة الفشل في التأهل للمونديال”. مضيفا: “لماذا نصر على نفس الأسماء دوما وهل استدعاء المغتربين مرتبط بالتعبير علنا عن رغبتهم في اللعب للجزائر؟ هذا يدعونا للحديث عن الاستراتجية الناجحة لرئيس الفاف الأسبق محمد روراوة الذي تعامل مع هذا الملف بذكاء ما جعلنا نستفيد من مواهب في شاكلة بن ناصر، وناس وبن رحمة، على عكس من تلوه، حيث عجزوا جميعا عن جلب أي فرانكو جزائري بقانون الباهاماس، إذا ما استثنينا انطوني ماندريا كونه من عرض خدماته على المنتخب، لا حرج في التقدم لهؤلاء اللاعبين فكل الاتحادات تتبع هذا النظام، وإلا كيف نفسر تحول لاعب السيتي لابورت من تمثيل منتخب فرنسا إلى الدفاع عن ألوان منتخب إسبانيا، حيث لم يتحدث أي أحد عن الوطنية وغيرها من الجزئيات التي لا يجب أن نربطها بكرة القدم”. ختم كعبوش حديثه قائلاً: “الحسنة الوحيدة هي استدعاء مهدي ليريس لاعب سانبدوريا فهو لاعب شاب وينشط في عدة مناصب وقد يكون الحل لمعضلة الظهير الأيمن مع كثرة إصابات عطال”.
عبد السلام سعد الله (صحفي بقناة الإقتصادية الأولى):”إذا واصل بلماضي الإعتماد على نفس الأسماء فلن يتغير شيء”
أكد الصحفي بالقناة الإقتصادية الأولى، عبد السلام سعد الله، أن قائمة المنتخب باتت مكشوفة لدى الجميع، حيث قال: “بالنسبة للقائمة لم يعد يخفى على أي كان محتوى القائمة التي باتت تضم نفس الأسماء ما عدا تغييرات طفيفة تخص لاعبين سبق لهم تمثيل المنتخب، أعتقد وهذا رأي يلزمني فقط وهو أن بلماضي في حال واصل على نفس المنوال بخيارات فنية معروفة مع إشراك أسماء معينة بالمباريات الحاسمة فلن يتغير شيء.” وأضاف: “قائمة بلماضي المعلن عنها شهدت تواجد مهدي ليريس كاستثناء وهذا أمر إيجابي ولكن كنقطة سلبية أرى أن تغييب لاعب مثل قندوسي يبقى محط تساؤل كون اللاعب يقدم مستويات مميزة رفقة وفاق سطيف ويعد اليوم هداف الدوري الجزائري بسبعة أهداف بالرغم من كونه متوسط ميدان وليس مهاجم”. كما تساءل سعد الله عن المعايير التي بات يعتمدها بلماضي في اختيار اللاعبين، حيث قال: “يبقى السؤال مطروح عن ماهية المعايير التي وضعها المدرب لاختيار لاعب معين على حساب آخر، لا يخفى عليك أن بلماضي يتحمل جزء كبير من التراجع الذي شهده المنتخب والسبب الأبرز قتله للمنافسة داخل تشكيل الخضر بالإضافة لنقطة مهمة أخرى تكمن في عجزه لحد الآن في سد العجز الذي خلفه غياب لاعبين بمستوى قديورة وفيغولي ويمكن أن نضيف لهم براهيمي”. ختم المتحدث قائلا: “المنتخب الصلب بكل الخطوط اهتز باعتقادي بافتقادنا لهذين الإسمين وبلماضي لم يجد الحلول والدليل العجز الواضح على مستوى بناء اللعب، أتمنى مستقبلا التحاق أسماء جديدة لأن المنتخب يحتاج لحافز جديد يعيده لسكة التتويجات.”
آدم زراردي(مدير جريدة الرياضي نت):”قائمة بلماضي أصبحت جد مألوفة”
أوضح الصحفي الشاب ومدير موقع الرياضي نت، آدم زراردي، أن قائمة المنتخب الوطني باتت روتينية، حيث قال:” بالنسبة لي قائمة بلماضي قد أصبحت جد مألوفة ودون ضخ وجوه جديدة فيها حيث لم نعد نفهم الجدوى من تأخير نشرها والإعلان عنها لفترات طويلة خصوصا وأن السوسبانس غائب فيها ونحن صرنا نعرف من سيكون في القائمة سواءا كان يشارك في ناديه أم لا”. عن الأسماء التي حملتها القائمة قال ذات المتحدث: “بالعودة إلى الأسماء المستدعاة من طرف الناخب الوطني فإن هاته أغرب قائمة نشرت منذ توليه العارضة الفنية للمنتخب وخصوصا مهاجم شباب بلوزداد “كريم عريبي” الذي لم يقنع لحد الآن في البطولة ولا المنتخب المحلي لنتفاجأ بوجوده في قائمة المنتخب الأول وحتى في حال تبرير ذلك بغياب أندي دولور بسبب الإصابة إلا أن أسماءا في صورة المظلوم “محمد بن يطو” أو بغداد بونجاح أحق بالتواجد في الظرف الحالي”. كما تساءل زراردي عن السر وراء عودة الحارس مبولحي، حيث قال: “كذلك بالنسبة للحراس ليس هناك أي جدوى من إستدعاء الحارس “رايس وهاب مبولحي”، رغم شخصيته القيادية إلا أن الوقت قد حان بالنسبة له من أجل تعليق القميص الدولي ومنح الفرصة للشبان”. كما يرى ذات المتحدث أن القائمة حملت أمرا إيجابيا: “عن الإيجابيات فإن إستقدام المدافع مهدي ليريس الذي يقدم مستويات جد طيبة مؤخرا في فريقه سامبدوريا؛ كذلك عودة بن رحمة المستحقة بعد كل ما قدمه من مستويات طيبة في الدوري الإنجليزي الممتاز؛ بقية الأسماء تستحق الإستدعاء وهي ذات الإسماء التي تعودنا عليها في المنتخب وتقدم أداءا مقبولا ولو أننا كنا نتمنى رؤية وجوه جديدة في صورة لاعب تولوز “شعيبي”. ختم زراردي حديثه قائلا: “تبقى هاته القائمة تبقى لمجرد مقابلات ودية والمنتخب الوطني في حال بناء حيث سيحاول الناخب الوطني ضبط تشكيلته التي ستواصل منافسات تصفيات كأس إفريقيا وكذلك التحضير الجيد للمنافسات المقبلة”.
وليد بوسنة (مدير تحرير جريدة ليكيب ديزاد):”بلماضي يواصل تضييع فرصة التجديد”
لم يختلف الصحفي وليد بوسنة عن زملائه، بخصوص قائمة جمال بلماضي المعنية بمباراتي مالي والسويد، حيث قال: “أعتقد أن بلماضي حن لسلسلة اللاهزيمة وطغت على تفكيره أكثر من تفكيره في الأهداف الرئيسية للمنتخب، أصبح يتعامل مع المباريات الودية في كل مرة على أساس مواجهات رسمية بنفس اللاعبين ونفس التشكيلة.” أضاف: “حتى إشراك اللاعبين الجدد في كل مرة يكون ذرا الرماد في العيون قبل العودة إلى الحرس القديم، لكن بلماضي يصر على تضييع الفرصة في كل مرة بعقلية “التاغنانت” التي حرمنا من مونديال قطر، كل المؤشرات توحي أنها ستؤدي بنا إلى فشل ذريع في الكان والمونديال المقبل وتصفياته”. ختم حديثه قائلا: “لا أحد ينكر ما قدمه بلماضي والتاريخ سيحفظ أنه واحد من أفضل المدربين في تاريخ المنتخب، ولكن الكرة تعتمد على الحاضر والميدان، والحاضر والميدان يقولان أن بلماضي 2022 ليس بلماضي 2019”.
إعداد: خليفاوي مصطفى