نجوم الجزائر

بلعمري الوصول للقمة في سن ال 31 …قصة “الإرادة تصنع المعجزات ” كتبها محارب الصحراء

عرف يوم 29 ديسمبر 1989 ولادة طفل صغير بحي الجبل في الحراش وبعدها بقرابة ال 20 سنة عرفنا ولادة بطل قومي لجزائر الرجال. فالطفل الذي عانى ويلات الفقر وهو صغير لم يكن يفرحه إلا مداعبته للمجنون بها وهي كرة القدم، حاول العاشق أن يبصم على قصة حبه وحب أجداده للصفراء بتقمص قميصها لكن في كل مرة كان يجري فيها التجارب كانوا يرفضونه. جرب إجراء تجارب أخرى مع الجار نصر حسين داي وبعد 20 يوما من

الاختبارات وافق المدرب الكردي على ضمه لتعداد النصرية أين أظهر مقومات المدافع الفذ العصري والذكي. يغادر ابن الحراش مجددا نحو شبيبة القبائل بعد أن دفع في وثائق تسريحه الرئيس حناشي الشيء الفلاني وكان أول من نادى من الرؤساء بضرورة استفادة المنتخب منه بمعية المناصرين ولافتة «Benlamri est aussi un algérien” التي رفعت في ملعب أول نوفمبر بتيزي وز تشهد على ذلك.  مر بعدها مباشرة نحو وفاق سطيف العالمي لتبدأ مشاكل من نوع آخر له مع الرئيس حمار حتى أنه ومن كثرتها أراد أن يعلن اعتزاله اللعبة وليس فقط الاعتزال الدولي دون أي استدعاء للمنتخب الأول في سابقة هي الأولى من نوعها. غادر الجزائر نحو السعودية من بوابة نادي الشباب تزامن ذلك مع تعيين الناخب الوطني جمال بلماضي الذي وضع فيه كل الثقة ونجح في حجز مكانته وثقة المدرب من أول دعوة ليصبح ركيزة أساسية في دفاع الأفناك، وفي ظرف أشهر نال الذهب ليزين به صدره ويجلب بمعية زملائه التاج الإفريقي الغائب منذ 29 سنة ومن أرض الفراعنة بالذات. فاللاعب الذي لم يقبلوه في الأصناف الصغرى لاتحاد الحراش “فريق القلب” واللاعب الذي رماه مناصرو النصرية بالقطع النقدية “الصرف” لأنه قام بتغيير الفريق الذي أخرجه من العدم. واللاعب الذي ساوم أوراق تسريحه لينالها بعد مد وجزر من وفاق سطيف أيام الرئيس حمار. واللاعب الذي لم يلتفت له ولا مدرب وطني إلا الناخب جمال بلماضي. واللاعب الذي قال عنه عز الدين آيت جودي علانية بعد قضية طرده من الفندق أيام تربص المنتخب بسبب قضية التدخين أيام روراوة “les mégots dans sa

« Chambre يومها تحدى آيت جودي الرئيس روراوة علانية بملء فمه قائلا :”أتتنا تعليمات لطرد جمال بن لعمري فقط لأجل عيون الياسين كادامار و لم أشأ أن أكون طرفا في هاته اللعبة القذرة ” كلها أمور تؤكد أن مرض الكرة الجزائرية في مسؤوليها لا في لاعبيها ،فلو تساءل المناصر الحراشي كيف لم تمضوا للاعب كجمال؟ ماذا لو بحث مناصرو النصرية عن المرض والعلة في بيت ناديهم قبل التهجم على جمال؟ ماذا لو عرف المناصر السطايفي حقيقة الخلاف بين الرجلين حسان وجمال؟ ماذا لو بحثنا كجزائريين لماذا بعض لاعبي البطولة الموهوبين وفي أوج عطاءاتهم لا يستدعون، وعلى النقيض تماما في تلك الأيام كانت خردة أوروبا تستدعى للمنتخب وتلعب؟ ماذا لو تساءلنا كعشاق للكرة الجزائرية بعين العقل وبحثنا عن حلول وأوقفنا الظالمين عند حدودهم؟ هل كنا سنحتاج لجمال بلعمري ليعطينا دلائل ودروسا عن ذلك. فماذا لو تلقى الاهتمام والرعاية اللازمتان ومعهما ثقة المسيرين وحتى المدربين وهو شاب؟ أين كان من الممكن أن نراه الآن؟ ليبقى جمال بلعمري أول لاعب جزائري يحترف في أوروبا بسن ال 31 وتبقى مسيرته قصة دراماتيكية وخاتمتها يجب أن تكون بعنوان “رُبَّ ضارة نافعة”.

سنينة مختار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P