كتب خليفاوي اليوم … أزمة من نوع خاص
يواصل المنتخب الجزائري لكرة القدم بقيادة جمال بلماضي سلسلة مبارياته المتتالية من دون خسارة، وقد بلغت 27 مباراة بعد فوزه على موريتانيا، ومالي، وتونس في آخر مباراة ودية خارج القواعد، فاز فيها بالنتيجة والأداء أمام فريق محترم يحتل المركز الأول في ترتيب الفيفا للمنتخبات الإفريقية، وأكد فيها مجدداً أن الخروج من أزمة النتائج الإيجابية لن يكون قريباً مهما كان اسم المنافس، في سيناريو لم يكن متوقعا قبل ثلاث سنوات عندما كان المنتخب غارقاً في أزمة نفسية وفنية، فردية وجماعية، بلغت درجة لم يسبق لها مثيل، تحولت بفعل فاعل اسمه جمال بلماضي إلى أزمة من نوع آخر تقتضي مزيداً من الجهد والتركيز في أوساط اللاعبين، وكثيراً من الوعي في أوساط الجماهير، التي تدرك أن المنتخب الجزائري ليس هو الأفضل، لكنه على الأقل لم يعد هو الأسوأ مثل ما كان، وسيأتي اليوم الذي يخسر فيه أو يتعثر بعدما صارت الإطاحة به غاية كلّ المنتخبات التي تواجهه.الكلّ يجمع على أن كلمة السر هي جمال بلماضي الذي لم يكن يتوقع أحد أنه سيقلب الموازين رأسا على عقب، ليس تشكيكاً في قدراته، لكن بالنظر للوضع المأساوي الذي وجد عليه المنتخب الجزائري في أوت 2018، تعيساً فنياً، ومدمراً نفسياً، تحول إلى بطل لإفريقيا سنة من بعد ذلك، ومن دون خسارة لحد الآن في سيناريو هو الأول من نوعه في تاريخ الكرة الجزائرية، التي يلقى فيه مدرب وطني إجماعاً وتأييداً من جماهير الكرة وإعلامه، وحتى من فلاسفة التحليل الذين لا يعجبهم العجب، ولا يعجبهم حتى رياض محرز الذين كانوا يطالبون بالاستغناء عن خدماته في وقت ما، وإلزامه ورفاقه بالتحلي بالروح الوطنية من أجل الالتحاق بالمنتخب.
خليفاوي مصطفى