الأولىحوارات

مدرب بأكاديمية راسينغ باريس ومحلل فني في قناة فرانس 24.. كحلوش حمزة:” تجربتي في فرنسا هي طفرة في مساري المهني ومستعد لنقل تجربتي لفائدة بلدي”

بداية قدم نفسك للقراء والجمهور الجزائري.

” أنا حمزة كحلوش مقيم بباريس من عين قشرة ولاية سكيكدة أبلغ من العمر 32 سنة، مدرب بنادي راسينغ باريس للفئات الشبانية، ومحلل رياضي بقناة فرانس 24، وعدة قنوات عربية، متحصل على ليسانس تدريب بدني، اختصاص كرة القدم من جامعة قسنطينة، وشهادة الدرجة الثانية من وزارة الشباب والرياضة، وشهادة مدرب من الدرجة الثالثة، في الاتحاد الإفريقي caf c ودبلوم محضر بدني في تونس، والآن متربص لدى الاتحادية الفرنسية لكرة القدم.”

كيف اخترت مهنة التدريب؟

” كان هذا بحكم أني كنت لاعباً في الفئات الشبانية لمدينتي، ثم لمّا تحصلت على البكالوريا، اخترت دراسة التدريب على حساب ممارسة الكرة بالجامعة، و تحصلت على شهادة ليسانس سنة 2010 و انتقلت مباشرة إلى التدريب بأكاديمية سوناطراك سكيكدة سابقاً، و هكذا كانت انطلاقتي في عالم التدريب و التكوين، ثم أسّسنا فريق محلي، و كانت أول تجربة لي كمدرب للفئات الكبرى لمدة سنتين، ثم بعدها هاجرت إلى فرنسا، و بعد مرور عام تقدمت إلى أكاديمية راسينغ، من خلال ما أملك من شهادات، و أنا الآن ضمن طاقمها منذ سنة 2018 إلى يومنا هذا.”

لماذا هاجرت لفرنسا بالتحديد؟

 حمزة كحلوش
حمزة كحلوش

” كان بهدف الاستمرار في عالم التدريب،  و لكن هذه المرة أردت اكتشاف المستوى العالي، خاصة أنك تتكلم عن أبطال العالم في اللعبة، و مستوى التكوين عالي في أكاديميات الكرة بفرنسا، و قد اخترت مدينة باريس العاصمة لأنها تحوز على فرق عديدة، و تعد أكبر منطقة لتكوين اللاعبين على مستوى العالم، بعد أن كانت مدينة ساو باولو البرازيلية هي الأولى، و قد تجاوزتها منطقة île de France  أو المنطقة الباريسية كما تسمى، و أكيد بالموازاةً مع العمل في فرقها، قمت أيضاً بتكوينات و تربصات من أجل كسب شهادات تدريب دولية من أجل ولوج عالم الاحتراف كمدرب أول.”

كيف كانت تجربتك الأولى في هذا البلد؟

” تجربتي كانت فريدة من نوعها، فأن تكون تدرب في أسفل السافلين في البطولة الجزائرية، ثم تجد نفسك في أحد أعرق وأقدم الفرق في فرنسا، والحائز على عدة ألقاب في الدوري الفرنسي سابقاً، فهذا بحد ذاته إنجاز وحلم لأي شاب جزائري في بلد غير بلده، ثم أهم شيء هو التطور السريع الحاصل في قدراتي التدريبية، واكتسابي لأشياء كثيرة في عالم التدريب، ربما لم اكتشفها ولم أتعلمها في الجزائر منذ أكثر من عشر سنوات بين الجامعة والميدان، خاصة لما تجد نفسك تلعب أمام فرق كبيرة و مشهورة كالبياسجي، و أفسي باريس ، راد ستار ، كريتاي و كلها فرق النخبة .. تتعلم منها الكثير، يمكن القول إن تجربتي في فرنسا لحد الآن هي طفرة كبيرة في حياتي المهنية كمدرب.”

ماذا أضافت لك هذه التجربة في شخصك من كافة الجوانب؟

“تغيرت أمور كثيرة و مفاهيم كانت لدي لما قدمت بما أملكه من شهادات وخبرة في الجزائر، يمكنك القول تحول جذري في المستوى العام، و في شخصيتي و في تعاملي مع المحيط ، لأنك داخل الأكاديمية ستجد كل الأمور منظمة بإحكام ، الكل يعرف دوره و يتقيد بمهامه، ستلتقي العديد من الشخصيات الرياضية و الاحتكاك بها سيعطيك أفكار جديدة، و تصورات جديدة عن عالم التدريب، و بل ستكون لك مكانة خاصة و مميزة في مجالك، و الدليل أنه لما تم اتصل بي مسؤول القسم الرياضي لقناة فرانس 24 بالهاتف من أجل القيام بالتحليل في قناتهم،  تحدث معي على أساس أني مدرب لراسينغ الشهير، و هنا عرفت قيمة المكان الذي أعمل فيه، فهو لم يسألني عن كوني مدرب و فقط أو عن طريق واسطة و تلك الأمور التي تحدث عندنا، و الخلاصة أنك في محيط احترافي يفرض عليك أن تكون احترافيا في عملك و في تعاملاتك  اليومية.”

ما هو الفرق بين التكوين بين فرنسا والجزائر؟

“فرق كبير ولا مجال للمقارنة، وأصلا عن نفسي وأتكلم متحملا مسؤولية كلامي،

التكوين في الجزائر غائب إن لم نقل شبه منعدم لكي يمكنك الكلام عليه، ومقارنته بدول أخرى، باستثناء ما فعلته أكاديمية بارادو، و في بلادنا كل الأنظار و الاهتمام موجه للفريق الأول و فقط، ما يعكس إهمالا كليا لعملية التكوين القاعدي، و هو ما عكس ضعف مستوى الكرة الجزائرية و من جميع النواحي، و هذا شيء مؤسف إذا ما نظرنا إلى الكم الهائل للمواهب الصغيرة في بلادنا و التي تضيع بسبب تلك السياسة الفاشلة في التسيير.”

هناك بعض الشباب بدأ في إنشاء أكاديميات للتكوين كيف ترى ذلك؟

” بالفعل شهدنا مؤخرا العديد من إطارات الرياضة وقدامى اللاعبين قاموا بإنشاء مدراس وأكاديميات خاصة للتكوين، وهذا شيء جيد ومهم من أجل استغلال المواهب الشابة، وتطويرها، وتصلني الكثير من الرسائل من مشرفي تلك المدراس الخاصة وعما يقومون به، وأقف على رغبة وإرادة كبيرتين على تغيير صورة التكوين في بلادنا،  وأهم شيء هو التمكن الجيد في عملية التكوين، بحكم التخصص في المجال فقط يقابله نقص الإمكانيات المادية، و غياب المرافق ، و لذلك لابد من إعادة النظر في هذا الأمر، والشيء الآخر هو ضرورة فتح أكاديميات تابعة للنوادي التي تكون لديها ميزانية كبيرة قادرة على توفير الوسائل البيداغوجية لتحقيق نجاح عملية التكوين.”

ماذا يحتاج التكوين في الجزائر كمرحلة أوليّة من أجل الوصول للمستوى المطلوب؟

” أول شيء هو توفير الهياكل القاعدية ودعمها ماديا، والأهم في كل ذلك هو وضع استراتيجية وتخطيط محكمين مبنية على أسس علمية صحيحة، ووضع شروط معينة للعمل كمكوّن أو مسيّر لتلك الأكاديميات، وبعدها سيخلق لنا نظام محكم داخلها، ويصبح الكل يعرف مهامه سواء كلاعب أو مكون أو مسير، وبالتالي تجنب العمل العشوائي وتأثير المحيط السلبي المنتشر في بلادنا، وهنا تعطينا عملية تكوين صحيحة ترفع من مستوى الكرة الجزائرية ولما لا تصبح أحد أكبر خزان مواهب في العالم لما تملكه من مواهب كثيرة.”

ما تعليقك على غياب الرياضة المدرسية عن الساحة الكروية؟

“من الضروري الاعتماد على مختصين وخريجي معاهد الرياضة لأن المدرسة تلعب دورا كبيرا في دعم عملية التكوين، وتعويض ولو قليلا الخلل الموجود على هذا المستوى،

فالقاعدة الحركية والصفات البدنية للطفل لديها سن معين إن تجاوزناه دون إعطائها حقها نكون قد ضيعناها، وبالتالي ينتج لك تكوين سيء ومشوار متذبذب وقصير.”

حدثني عن أهدافك المستقبلية المهنية.

” أنا الآن داخل الأكاديمية وأحاول الاستفادة قدر الإمكان سواء في الميدان أو من خلال الشهادات التي أقوم بها مع الاتحادية الفرنسية لكرة القدم، وهدفي تحصيل أعلى شهادة سواء في الاتحاد الأوروبي أو الفيفا، ثم العمل كمدرب للأكابر في فرق النخبة سواء في فرنسا أو في الجزائر ولما لا المنتخب الوطني الذي يبقى حلم وشرف لكل جزائري.”

هل أنت مستعد للعودة للعمل في الجزائر إن كان هناك عرض هام؟

 حمزة كحلوش
حمزة كحلوش

” بالطبع، ومن منا لا يتمنى العمل في بلده، خاصة إذا ما كان هدفك هو تطوير حال الكرة، والمساهمة في تغيير الصورة السيئة لعملية التكوين أو التدريب، فأنا مستعد لنقل تجربتي في الأكاديميات الفرنسية وإفادة بلادي بها، ثم هناك احتمالين سطّرتهما بخصوص العمل في الجزائر، وهو إمكانية العمل على مستوى التكوين، أو العمل كمدرب في البطولة المحترفة، وأكيد لمّا أتلقى عروضا مناسبة وضمانات وصلاحيات خاصة في مجال التكوين.”

 

من هو المدرب الذي أنت متأثّر بمنهجيته في العمل؟

” الحقيقة يمكن القول أني متأثر بالفلسفة التكتيكية للمدربين أكثر من شخصهم، فمثلاً تعجبني طريقة غوارديولا في عملية البناء من الخلف و الهدوء في الوصول بالكرة إلى الشباك، و تغييره المستمر للنهج التكتيكي في المباراة الواحدة، و نفس الشي مثلاً يورغن كلوب تجده يلعب الضغط العكسي، و الكرة السريعة، و جعل من الأظهرة ممرين حاسمين أكثر من غيرهم، إن صح القول أحب أن تكون لي طريقة خاصة توجهي فيها هو التجدد و البحث عن طرق جديدة في عالم التدريب، أما الأكيد لابدّ لنا التنويه بما قام به الناخب الوطني جمال بلماضي و خاصة الكوتشينغ القوي الذي أبانه مع لاعبيه في المنتخب الوطني و هو ما يجعلنا نأمل و نتمنى أن نسير على نهجه.”

ما تعليقك على وجود مدربين جزائريين شباب ذوي كفاءة عالية في مختلف البطولات الأوروبية؟

” أن تفرض نفسك في المستوى العالي وأنت قادم من بلاد مستواها محدود، فهذا يدل على قدرة الإطار الجزائري على الإبداع والتميّز في عالم التدريب، يجب فقط أن تدعمه وتوفر له الإمكانيات وسترى إبداعا لا متناهيا، صدقني أنه هنا فقط في فرنسا وفي أي تنقل لنا مع الفريق نجد مدربين ومؤطرين من أصول جزائرية، يعملون في مختلف الأصناف والفرق، دون الحديث عن مدربين في عديد الدول الأخرى سواء الأوروبية أو الخليجية وعلى  مستوى عالي، و هم من يمكنهم تغيير شكل الكرة في بلادنا إن ثم الاستعانة بهم و توفير كل الظروف الملائمة لهم و أنا أوّلهم.”

حدثني عن تجربتك في التحليل الرياضي؟

” تجربتي بدأت لمّا التحقت بأكاديمية راسينغ، و بعدها بمدة قصيرة اتصل بي أحد الصحفيين العاملين بها، و اقترح علي العمل كمحلل فني بالقناة فوافقت، ثم اتصل بي مدير القسم الرياضي بالقناة من أجل أول حصة و كانت على المباشر، و الصدفة الجميلة كان الكلام فيها عن تحضيرات المنتخبات المغاربية لكأس إفريقيا، و من بينها المنتخب الجزائري، و كان هدفه من استدعائي هو الكلام من جانب تقني بحت، لأن أغلبية المحللين هم صحفيين أو رياضيين سابقين، و الحمد لله وفقت في ذلك و أصبح في كل مرة يتم الاتصال بي من أجل تحليل الدوريات الأوروبية و المغاربية، لتليها التجربة الفريدة و هي بطولة إفريقيا، بحيث أصبحنا نقوم بتحليلات شبه يومية، كفوز الخضر بالنجمة الثانية، أما تأثيرها علي فقد كان إيجابي جداً بحيث أنك تحلل على المباشر و على أقوى البطولات العالمية ، ما يجعلك تجتهد أكثر من أجل تطوير نفسك في مجال التحليل، و خاصة أنك تتكلم عن قناة عالمية و الخطأ فيها ممنوع.”

 حمزة كحلوش
حمزة كحلوش

لو يخيّروك بين التحليل والتدريب، ماذا تختار؟

” أكيد التدريب لأنه مجالي، وهدفي الرئيسي أما التحليل بالنسبة لي، وكما دائما أقولها للأصدقاء والمقربين، هو هدية وتجربة فريدة لم تكن في الحسبان.”

ما هو الفريق الذي تحلم بتدريبه، أو بطولة تتمنى العمل بها؟

“لأكون واقعي وصريح، العمل في فريق أوروبي محترف بعيد وصعب المنال، لشروط قانونية لا تتوفر لدينا، كأن تكون لاعبا دولياً مثلاً هنا في فرنسا، لذلك تخليت عن هذا الحلم، ولكن الحلم أو الهدف الأسمى هو تغيير صورة التكوين في بلادي الحبيبة وكمدرب رئيسي الإشراف على المنتخب الوطني.”

ما هي نصيحتك للمدربين الشباب الذين يريدون احتراف التدريب؟

“نصيحتي هي النظر في تجربة الناجحين ممن خرجوا من البلاد، و الإيمان بالنفس و القدرات، و سبيل النجاح هو العمل و الاجتهاد، و أنوه على نقطة الاجتهاد الشخصي، ففي الجامعة أو الفرق، سيوجهونك فقط إلى عالم التدريب على أنك كنت طالب بمعهد الرياضة أو لاعب سابق بفريق، فعليك باجتهاد شخصي كبير لتطوير نفسك عن طريق الشهادات و التكوينات والرسكلة المستمرة، ثم كل شيء سيكون سهلا أمامهم، فكما قلت كنت أقابل فرق في أضعف مستوى بالجزائر ثم أصبحت أقابل فريق بحجم باريس سان جيرمان و بل حتى أني فزت عليه في العديد من المرات.”

كلمة أخيرة لإنهاء الحوار، تفضل…

” كل الشكر لكم، ومن خلال جريدتكم أبلغ تحياتي لكل القراء الاعزاء، وكما أتمنى أن يتغير حال الكرة في بلادنا وكل التوفيق للمنتخب الوطني، وإن شاء الله التأهل إلى كأس العالم وتقديم دورة مشرفة.”

 

حاوره: خليفاوي مصطفى

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى