“برعاية جريدة بولا” لأول مرة في الجزائر مباراة كرة القدم لمبتوري الأقدام …من وهران كانت الإنطلاقة وشعار الجميع ” الحلم أقوى من الإعاقة”
بهمم عالية و عزيمة قوية لم تُنقص منها الإعاقة الجسدية ولا قلة الإمكانيات المادية ،نظّمت رابطة وهران لذوي الإحتياجات الخاصة برئاسة الحاج لعريبي مباراة ودية لكرة القدم لمبتوري الأقدام تحت إشراف جمعية غالي مستقبل السلام و بمشاركة فاعلة للعديد من الشخصيات الرياضية ،الفنية و برعاية جريدة “بولا” ، إذ كانت التطلعات كبيرة في أن تكون هذه الإنطلاقة بارقة أمل من أجل تأسيس فرق محلية لكرة القدم ببعض المدن الجزائرية الأخرى حتى يجتمع الكل تحت لواء رابطة يكون لها شرف تنظيم أول بطولة وطنية لمبتوري الأطراف بالجزائر، في انتظار تجاوب الإتحادية الجزائرية لرياضة المعاقين و تنظر لهذه الشريحة من المجتمع وتساعدها على تحقيق هذا الحلم الذي يبقى مشروعًا ،خصوصًا و أن العديد من الدول المجاورة تملك اتحادات وطنية و منتخبات تشارك في المحافل الدولية و الإقليمية.
من وهران كانت الإنطلاقة للترويج لهذه الرياضة
ورغم أنّ المواجهة التي احتضنها ملعب السلام بوهران جمعت بين فريقين تابعان في الأصل للكرة الطائرة جلوس ،لم تتجاوز حدّ الودية، إلا أن الهدف كان كبيرا و البعد كان أسمى والتطلعات المستقبلية باتت في خانة الحلم المشروع الذي يطمح الجميع إلى تجسيده في أقرب الآجال ،إذ أجمع كل المشاركين و الحاضرين على حد سواء أنّ المواجهة هي بذرة زُرعت من طرف شباب طموح لم تمنعه الإعاقة على الترويج لهذه الرياضة أملًا في أن تمتد العدوى لباقي الولايات وتشكّل فرقًا من أجل المشاركة في دورات جهوية ووطنية تكون بمثابة “البروفة” التحضيرية لبطولة وطنية بطابع رسمي و تحت تنظيم إتحادية رياضة المعاقين.
الهدف القادم تنظيم بطولة وطنية لمبتوري الأقدام
و رغم أن عدد الفرق في الجزائر لا يتجاوز خمسة فقط موزعين عبر ولايات تعد على أصابع اليد الواحدة، إلا أن القائمين على هذا الرياضة و بمساعدة بعض الرياضيين في الإختصاصات الأخرى يجمعون على أن اللقاء الودي الأخير بوهران، كان عبارةً عن وضع اللبنة الأولى نحو توسيع دائرة المنخرطين في هذا التخصص عبر القطر الوطني ،سيما و أن الهدف المنشود هو تنظيم بطولة وطنية لكرة القدم لمبتوري الأقدام ،و رغم إعاقتهم فضلًا عن الصعوبات التي تعترضهم إلا أن هؤلاء الشباب يحلمون بتجاوز كل العوائق ويتمكنوا من تأسيس فرق محلية لكرة القدم الخاصة لمبتوري الأقدام ،وهذا رغم قلة الدعم اللازم إن لم نقل انعدامه ،إذ باشر هؤلاء الشباب تأسيس جمعيات قانونية تشرف على هذه الفرق، كما فتحوا صفحات لهذه الفرق على الفيسبوك بهدف الترويج لهذه الرياضة وتشجيع الشباب على الانضمام إليها.
الإرادة حاضرة، العزيمة كبيرة والحلم مشروع
بواسطة رجل واحدة وعكازين يداعب هؤلاء الشباب كرة القدم فوق أرضية الملعب، في جو تسوده الأخوة والروح الرياضية، إذ أجمعوا أنه مع العزيمة والإرادة يمكن أن يتحقق أي شيء يصبون إليه، ولا ينبغي أن يُنظر إلى هؤلاء اللاعبين نظرة ناقصة، فمنهم من فقد رجله أو يده نتيجة حادث سير، ومنهم من فقد رجله بسبب حادث آخر ورغم ذلك فإن إعاقتهم لم تمنعهم من أحلامهم رغما عن الإقصاء والتهميش الذي يلاحقهم.
والتحدي الأكبر منتخب وطني لكرة القدم خاص بمبتوري الأقدام
وبما أن العمل قائم في الوقت الحالي على توسيع دائرة المنخرطين في هذه الرياضة، فإن التحدي الأكبر هو أن هؤلاء الشباب يطمحون إلى تأسيس أول منتخب وطني في كرة القدم لمبتوري الأقدام بالجزائر إسوة بالدول الأخرى، خاصة وأنّ هناك الكثير من الطاقات واللاعبين ذوي المهارات العالية ينشطون دون إطار رسمي ذلك ما يجعل الهدف هو تكوين منتخب وطني يكون له شرف المشاركة في المنافسات القارية والدولية.
رابطة وهران لذوي الإحتياجات الخاصة قامت بأولى الخطوات في انتظار تحرك باقي الجهات
و برئاسة رابطة وهران لذوي الإحتياجات الخاصة التي يقودها السيد لعريبي الحاج الذي ينشط كذلك ضمن المنتخب الوطني للكرة الطائرة جلوس ،كانت ضربة الإنطلاقة من وهران من أجل التعريف بهذا الإختصاص وحتى وإن كانت المباراة التي لعبت ودية فقط ،إلا الأهداف من ورائها كانت كبيرة كبر عزيمة أولئك الرجال الذين جمعهم ملعب السلام ،ذلك ما أكده القائمون على رياضة كرة القدم لمبتوري الأقدام الذين كشفوا أن القصد من لم الشمل هو الترويج لهذا الإختصاص الغائب عن الإتحادية الجزائرية لرياضة ذوي الهمم أملا في أن يكون ما حدث في وهران نقطة مضيئة و مستقبلا مشرقا لهذا الإختصاص.
نورالدين عطية